النظرية الاجتماعية

عند دراسة

مفهوم النظرية الاجتماعية

نجد أنها افتراض يهدف إلى النظر في كائنات الواقع الاجتماعي وتحليلها أو شرحها من منظور اجتماعي، كما تعمل على رسم الروابط بين المفاهيم الفردية من أجل تنظيم المعرفة الاجتماعية وإثباتها.[1]
وقد عرّف ريتزر عام ٢٠٠٣ النظرية الاجتماعية على أنها مجموعة من الأفكار المترابطة التي تسمح بتنظيم المعرفة في العالم الاجتماعي، كما وأشار إلى أن هذه المعرفة يمكن استخدامها لشرح العالم الاجتماعي والتنبؤ بمستقبل العالم .

تتناول النظرية الاجتماعية السياق الاجتماعي للأفعال البشرية ، بحجة أن الطرق التي نتصرف بها ومعتقداتنا تتولد جزئيًا عن طريق البنية الاجتماعية ولكن أيضًا في التواصل بين الأفراد والمجموعات الاجتماعية؛ مثل العلوم الاجتماعية ، فإن النظرية الاجتماعية حديثة نسبيًا ، وظهرت في ما بعد الثورة في فرنسا وأوروبا عندما تم تعريف المفاهيم المألوفة الآن للدولة والناس والمجتمع . [2]

أهمية النظرية الاجتماعية

تساعد النظريات في اتخاذ القرار فيما يتعلق بالعوامل التي تؤثر على مجتمع معين لأن القرارات الخاطئة غالبًا ما تنتج عن عدم كفاية المعرفة بالبنية والخصائص الأخرى للمجتمع، حيث قد يكون لهذه القرارات الخاطئة تأثير بعيد المدى على حياة الناس. [2]
إن معالجة المشكلات المجتمعية مثل إدمان الكحول ، وارتفاع معدل الجريمة ، يتطلب من صانعي القرار معرفة عادلة بالمشكلات وأسبابها الجذرية وهذا ما تقدمه النظرية الاجتماعية.
النظريات الاجتماعية توفر رؤى حول القضايا الاجتماعية ، وبالتالي تمكين السلطة المناسبة ذات الصلة لمعالجة المشاكل بشكل مناسب وفعال.
تساعد النظريات الاجتماعية الناس على فهم المجتمع ومعرفة العالم أثناء نموه.

أنواع النظرية الاجتماعية

إن النظرية الاجتماعية تنقسم إلى خمس نظريات كلاسيكية مستخدمة بشكل شائع في البحوث الصحية، ومعرفة النظرية الاجتماعية مهمة للبحث النوعي عالي الجودة مثل معرفة الإحصاء لإجراء دراسات وبائية جيدة، وفيما يلي أنواع النظرية الاجتماعية:[3]

نظرية الصراع
نظرية الوظيفة الهيكلية
نظرية التفاعل الرمزي
نظرية علم اجتماع نظريات المعرفة
النظرية النسائية

نظرية الصراع

يفترض منظرو الصراع أن البنية الاجتماعية تنبع من الصراع بين الفئات الاجتماعية. [3]
في منتصف القرن التاسع عشر، جادل كارل ماركس أحد أوائل المنظرين الاجتماعيين؛ بأن طبيعة الاقتصاد الرأسمالي تدعم هيمنة الطبقة الوسطى على الطبقة العاملة المستغلة.
الأيديولوجية السائدة في المجتمعات الرأسمالية هي الاعتقاد بأن النظام الاقتصادي يمكن أن يفيد أي شخص مستعد للعمل بجد بما فيه الكفاية.

في بداية القرن العشرين، وسع ماكس ويبر هذه المفاهيم بحجة أن كلا من الطبقة والعضوية تحدد مجموعات وضع القوة، ومن هنا جاء مفهوم الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
الموضوع المتكرر هو أن عدم المساواة الاقتصادية تتضخم عندما تتداخل مع عدم المساواة على أساس العمر أو العرق أو الجنس، مع نقاش حاد حول ما إذا كانت الطبقة الآن أقل أهمية من المصادر الأخرى لعدم المساواة.

نظرية الوظيفة الهيكلية

ركز المنظرون الاجتماعيون الأوائل الآخرون على المجتمع كنظام يسير في توازن ديناميكي ولكنه قادر على التطور، لا سيما في الاستجابة للضغوط. [3]
كان من المفترض أن يكون للناس أدوار اجتماعية مختلفة ولكنها متكاملة، يتم الحفاظ عليها من خلال مجموعة مشتركة من القيم الأخلاقية، وتربطهم في التجمعات الاجتماعية.
في أواخر القرن التاسع عشر، أوضح إميل دوركهايم أن الفعل الفردي الظاهر مثل الانتحار هو في الواقع نظامي.
التجمعات الاجتماعية ذات المستوى العالي من الاندماج الاجتماعي كانت معدلات الانتحار فيها أقل الاهتمام البحثي في الروابط الاجتماعية؛ حيث أن مفهوم رأس المال الاجتماعي هو مثال حديث.
في منتصف القرن العشرين، افترض تالكوت بارسونز أن المجتمع يتماسك ويعمل من خلال الإجماع الذي يرتكز على القيم الأساسية المشتركة .
يتم تكوين الأطفال اجتماعيًا من خلال تعلم المعايير المرتبطة بأدوارهم الاجتماعية النهائية.
وتمارس المؤسسات سيطرة اجتماعية على من لديهم ميول منحرفة، كما تقوم المؤسسات العقابية بإزالة المعارضين من التداول الاجتماعي.
بتطبيق هذه المفاهيم على النظام الصحي، حدد بارسونز دور المريض، فيكون مستدامًا بمجموعة من الالتزامات المتبادلة، وقدم الأطباء أفضل رعاية صحية ويمكن للمرضى المشاركة في دور المريض بشرط أن يتعاونوا في التحسن في أسرع وقت ممكن.

نظرية التفاعل الرمزي

تركز مجموعة مختلفة من النظريات على الظواهر الدقيقة للتفاعل الاجتماعي.[3]
ولقد جادل هربرت بلومر على أن التفاعل الاجتماعي يدعم عملية تعلم من نحن والمعنى الرمزي للأشياء؛ مثلما يتعلم الطفل ممارسة الألعاب، نتصرف ونفسر التأثير على الآخرين، ونعطي معنى لهذه الأفعال ثم نضبط الطرق التي نتعامل بها.
بالنسبة للعديد من النساء، فإن التطبيق الملحوظ لهذه النظرية هو الطريقة التي تتفاوض بها النساء والأطباء على اللمس أثناء فحص المهبل عن طريق إبعاد أنفسهم عن الإجراء .
طبّق إيرفينج جوفمان التفاعل الرمزي لتحليل وصمة العار، وهو مفهوم يحظى باهتمام خاص من الباحثين الصحيين .
الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم غير طبيعيين في الجسم اي من لديهم تشوه جسدي واضح، او في الشخصية أو كجزء من المجتمع مجموعة مثل قبيلة أو عرق أو الدين، ليشعر بالخجل ويختبر هوية اجتماعية مشوشة أو فاسدة، وقد يتأقلمون عن طريق إخفاء وصمة العار كالمعتاد؛ وقد ينضمون إلى مجموعة اجتماعية من الأفراد الموصومين بالمثل ويؤكدون اختلافهم.

نظرية علم اجتماع نظريات المعرفة

تحت هذا العنوان نصنف مجموعة من النظريات من البناء الاجتماعي وما بعد الحداثة وما بعد البنيوية إلى النظرية النقدية.
يفترض هؤلاء النظريون أن المعرفة قابلة للجدل، حيث أنهم يشككون في ادعاءات “الحقيقة” ، والطبيعة الواضحة والموضوعية للعلم على ما يبدو ، مؤكدين على الدور الوسيط للسياق الاجتماعي.
لقد جادل ميشيل فوكو، على سبيل المثال بأن الطب هو نتيجة أقل للعقلانية والتقدم العلمي، من أنه تفاعل بين قوى تاريخية واجتماعية وسياسية مختلفة .
يجمع هؤلاء المنظرون معًا مفاهيم القوة والخطاب لشرح كيف تتغير المعرفة بمرور الوقت وكيف تؤثر الأفكار الثقافية على المعرفة والممارسات الصحية، وهي أكثر شيوعًا في تحليل النصوص الحالية، مثل التقارير الإعلامية، لكن هناك أمثلة لدراسات المقابلات النظرية للغاية التي تؤكد على تحليل الخطاب.

النظرية النسائية

يجادل المدربون النسائيون حول أهمية التنوع الاجتماعي في فهم التجربة الصحية والنتائج الصحية.
كشفت سيمون دي بوفوار عن الأيديولوجيات الدقيقة المستخدمة في بناء النساء على أنهن الجنس الآخر.
وقد ركز المنظرون النسائيون اللاحقون على الآثار العميقة لعدم المساواة على فرص حياة المرأة وصحتها .
تربط سوزان بوردو اضطرابات الأكل بالتمثيلات الثقافية لـتحدد كلير ويليامز قضايا عدم الامتثال للأدوية باستخدام الخطاب السائد عن الذكورة والأنوثة.
كما كان للنظريات النسوية عن الجنس تأثير في المساهمة في فهم بناء المعرفة الصحية.