الفرق بين الشعوب والقبائل

هل تعتبر القبائل اعم من الشعوب

يُعرف عن لفظ الشعوب أنه أعم من القبائل، فعلى سبيل المثال شعب ربيعة يعتبر أعم من قبيلة بني بكر والتي تعد جزءًا من هذا الشعب، وأيضًا قبيلة بني تميم التي تتبع شعب مضر، فيقال أنه عبارة عن تشعُب من القبائل الأعجمية والعربية، وهذا يعني أن تجمع بعض القبائل معًا والتي تُكون مجموعة يطلق عليه مصطلح شعب، حيث إن كل شعب من الشعوب المتواجدة عبارة عن مجموعة من القبائل المختلفة.

الفرق بين الشعوب والقبائل

هذان المصطلحان قد ذُكروا في القرآن الكريم، وكانا لهما معاني متعددة ومختلفة، لذا بحث عنها العديد من الباحثين في اللغة العربية والعلوم القرآنية، ولكن بالنسبة للشعوب والقبائل فإن بينهما فرق من حيث الوصف، وهو كالآتي: [1]


  • الشعوب:

    هما المنحدرين من مجموعة من السكان، ويبدأ تكوينهم عندما يسكنوا منطقة جغرافية محددة أو بلد في أوقات مثل الاستعمار، الغزو، أو إعداد الحدود الدولية المتواجدة حاليًا، ويكون للشعب الواحد نفس القوانين، والمؤسسات الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، والثقافية، والتي ينتمون إليها داخل الدولة.

  • القبائل:

    الظروف الثقافية، الاجتماعية، والاقتصادية تميز القبائل عن غيرهم من الشرائح المجتمعية للدول، كما أن وضعهم يتم تنظيمه تحت حكم


    شيخ القبيلة


    من خلال تقاليدهم، عاداتهم، أنظمة خاصة، وقوانين.

الفرق بين الشعوب والقبائل في اللغة العربية

الفرق بين مصطلح الشعوب ومصطلح القبائل في اللغة العربية أن الشعوب هي قمم القبائل، كما أن لفظة شعب تعني التشعب مثل أغصان الشجر، وأيضًا من حيث اجتماعهم فهم يشبهون الشجر، وكذلك توضح اللغة العربية أن الشعب هو القبيلة الكبيرة التي تتضمن مجموعة من القبائل الصغيرة المتناسبة فيما بينها، بالإضافة إلى وجود روابط بينهم توحد العلاقات، إلى جانب ذلك ذكر بعض علماء اللغة العربية أن القبائل ليست منحدرة من شعوب بل إنها عبارة عن مجموعات مستقلة بذاتها تحت رابط النسب الذي يجمعهم ببعض، وقد قال آخرون أنها ما هي سوى جماعة من الناس، وهم عبارة عن طبقات أنساب عالية.

تعريف الشعوب

تُعرف كلمة شعب بأنها المجموعة التي تنتمي إلى أب واحد، حيث إن ذلك المصطلح أشمل من مصطلح القبيلة، كما أنه هناك تعريف آخر للفظ الشعب يوضح أنه مجموعة كبيرة من الأفراد تعيش على أرض واحدة، وتربطهم العادات والتقاليد التي يلتزمون بها، بالإضافة إلى أن كل دولة لها شعب خاص بها يعيش تحت قوانينها وتشريعاتها وهو ملزم بالخضوع لها مادام هو داخل حدودها الدولية.

مفهوم القبيلة

القبيلة هي الجماعة التي تتكون من مجموعة من الأشخاص الذين ينتمون إلى جد أعلى، نسب واحد، أو اسم حلف قبلي يعد في مكانة الجد الأعلى، كما أن القبيلة الواحدة تتكون من عدد كبير من العشائر والبطون، وقد أكد علماء الاجتماع أن القبيلة تقوم على شرطين أساسيين وهما، الاستقرار في منطقة جغرافية معينة، ووجود مشاعر تجمع الأفراد الذين يعيشون في القبيلة مع بعضهم تحت مبادئ معينة، بالإضافة إلى أنه في الغالب يكون للأشخاص في القبيلة لهجة يتميزون بها تختلف عن غيرها، إلى جانب إيمانهم بوجود ثقافة يعرفونها فيما بينهم تكون ضد المجتمعات الخارجية.

سلبيات نظام حكم القبائل

للشعوب أنظمة خاصة تسير عليها، كما أن القبائل أيضًا لكل منها نظم محددة يتبعها الأشخاص الذين يعيشون من ضمنها، ولكن النظام التي تسير عليه القبيلة له بعض السلبيات التي قد لا نجدها في الأنظمة الدولية، إذ أن القبائل لها مجموعة من السلبيات المجتمعية كالتالي:


  • الأخذ بالثأر:

    فإذا تم قتل أحد أفراد القبيلة، تقوم القبيلة بالحكم بأخذ الثأر ممن قتله أو من القبيلة التي ينتمي إليها، لذا فإن العملية التي يتم فيها قتل الأشخاص باسم الثأر مستمرة ومن غير المعروف كيف يمكن التحكم فيها.

  • مقاطع الحق:

    تلك المقاطع شبيهة بدار القضاء، إذ يصدر فيها الحاكم قراره من وجهة النظر الخاصة به وعلى أساس النظام الذي يفضله.

  • الجيرة:

    وهي كلمة تعني أن القبيلة تقوم بحماية المجار، وذلك يتم في جميع الأحوال سواءً كان المجار لصًا أم جاني.

تفسير آية

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقبائل لِتَعَارَفُوا

مصطلحات الشعوب والقبائل قد ذُكرت في القرأن الكريم في الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ


وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا


ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” [الحجرات:13]، حيث إن لتلك الآية مجموعة من الفوائد التي يجنيها الناس مثل:

  • بحسب تفسير بعض علماء علوم القرآن الكريم للآية فهي توضح أن الشعوب تنحدر من القبائل، بمعنى أن الشعوب هي التي تكون جزء من القبائل، ويخرج من تلك الشعوب البطون، ثم الأفخاذ، الفصائل، ومن بعدهم تنحدر ما يعرف باسم الأقارب.
  • وهناك ذكر لفائدة هذه الآية بأن الشعوب عبارة عن نوعين منتميين إلى العجم، بمعنى أنهم ليس لهم أصل واضح، بينما القبائل فإنه من المعروف أصلها مثلما يُعرف

    قبائل بني إسرائيل

    والعرب.

لذا مما أتى في تفسير الآية الكريمة القول {يا أيها الناس إنا أنشأنا خلقكم من ماء ذكر من الرجال ، وماء أنثى من النساء}، [2] وقد جاء في تفسيرها أن صفة العموم تدل على عدم الافتخار بالأنساب، حيث إنها تتضمن الغني، الفقير، القوي، والصعيف، إذ أن المقصود من قول الله تعالى في الآية التعارف بين الناس وليس التفاخر، وذلك يدل على أن:

  • التعارف يتطلب التناصر بين القبائل والشعوب، ولا يوجد مجال للتفاخر بينهم، كما أنه ضد التناكر وبالتالي ليس من الضروري أن كل قول أو فعل يؤدي إلى التعارف بين الناس.
  • تدل الآية الكريمة على مجموعة من المعاني التي تؤكد على ضرورة عدم جواز التفاخر في مكان يجب فيه التآلف والتعارف، حيث إن في قوله تعالى (إِنَّا خَلَقْناكُمْ) و(وَجَعَلْناكُمْ) يشير إلى أن الافتخار لا يكون بما ليس للفرد يد فيه، ولا مقدرة على الحصول عليه.
  • التعارف في الآية الكريمة دلالة على التناصر والتناصح بالحق، والتعاون بين البشر من أجل تعمير الأرض والحفاظ عليها، بالإضافة إلى التعارف في كلًا من ثبوت النسب، وأداء الحقوق بين ذي القربى، وهذا لن يتحقق إلا إذا كان الناس مجتمعين في قبائل وشعوب متعددة، على أن يكون هذا التعارف لا يُساوي بين الناس، بل إن السبق بين الناس متاحًا لطريق التقوى، حيث إن أكثر الأشخاص تقوى هم أحقهم بالكرامة من الله عز وجل، وبذلك يتم الخروج من ميدان الكرامة التي يطلبها من في طريق الأشرف والأقوم نسبًا.