ما هو الانضباط الذاتي وأهميته

تعريف الانضباط الذاتي

الانضباط الذاتي هو أحد أهم

عوامل النجاح

وعنصراً أساسياً يجب أن يتم الاستعانة به من أجل تحقيقه، فإن تمكن الإنسان من فهمه وانتهاجه سوف يتمكن بلا شك من تحقيق التفوق والتقدم بالحياة وهو ما لا ينعكس عليه وحده بل يتعكس كذلك على كل من حوله من أفراد وبالتالي تتقدم المجتمعات وتتطور، ولكي يتم التعرف على أهمية الانضباط الذاتي با بد أولاً من فهم معناه والمقصود منه، وقد ورد تعريه في اللغة والاصطلاح على النحو التالي:


  • معنى الانضباط الذاتي في اللغة:

    ورد في معاجم اللغة العربية معنى الانضباط بأنه الانتظام والالتزام والخضوع، أما

    الانضباط الذاتي

    المتعلق بعلم النفس فهو عملية السبطرة على الذات والنفس، وما يتم القيام به من تصرفات تهدف إلى التحسين الشخصي والتطوير الفكري. [1]

  • مفهوم الانضباط الذاتي في الاصطلاح:

    هو مقدرة الفرد على الانضباط والالتزام في أدائه لما عليه من واجبات ومسؤوليات والتزامات تتعلق بمختلف مجالات العمل والحياة، فهو عبارة عن مجموعة من الخطوات التي يقوم الفرد بوضعها نصب عينيه كخطة يسير على نهجها، مع إدراك تأثير كل خطوة من تلك الخطوات وهو ما يساعد على المضي قدماً تجاه الهدف المرجو، حيث يقوم بمعاهدة نفسه وذاته معاهدة ينبع الاتزام بها من نفسه دون أن يجبره على ذلك شخص أو مؤسسة.


إستراتيجية الانضباط الذاتي

الانضباط الذاتي هو السبيل الأول للنجاح وهو ما ورد الاتفاق عليه في مختلف المجتمعات والثقافات، حيث كثيراً ما قد يصاب الفرد في طريقه بالحياة إلى معوقات أو أن يتعرض للتحديات التي قد تجعله ينجرف عن المسار الصحيح، وهنا ينبغي عليه أن يقف وقفة أمام نفسه ويبدأ في تطبيق استراتيجية الانضباط الذاتي في الحياة ، وهناك بعض الخطوات والسلوكيات التي ينبغي على الفرد اتباعها والالتزام بها من أجل ذلك وهي:

تحديد الأولويات

تُعتبر الأولويات من أهم ما يتعين على المرء اتباعه من إجراءات كما ينبغي عليه أن يلتزم بها لكي يقال عنه قد بلغ مرحلة الانضباط الذاتي، بمعنى أنه على الإنسان أن يقوم بتحديد أولوياته والتي تتناسب وتتماشى مع طبيعة أهدافه، بالتوافق مع الالتزام بما تتضمنه مسؤولياته من أولويات ينبغي أن يتم إنجازها قبل غيرها من الالتزامات الأخرى، ولكن يجدر بيان أنه من الممكن الأخذ بالاعتبار قابلية تنفيذ بعض المهام بهدف تجنُّب الإصابة باليأس والإحباط.

المرونة والتفكير السديد

الانضباط الذاتي من أهم السمات التي لا بد على الأفراد من اتباعها لما يترتب عليه من ثمار وفوائد كثيرة وعظيمة، وعلى الرغم من ذلك هناك البعض ممن يرغبون في اتباع استراتيجية الانضباط الذاتييصل الأمر بهم مرحلة الانضباط العسكري وهو أمر غالباً ما يأتي بنتائج عكسية، حيث يتطلب الانضباط الصحيح المرونة والسلاسة في تقديم الأولويات وتنفيذ المهام المختلفة، إذ أن علماء النفس قد ذكروا فيما قاموا به من دراسات أهمية منح الشخص لنفسه وقت من الراحة يقضيه في الاستجمام والترفيه، ولا يكون في حالة من السعي الدائم تجاه تحقيق أهدافه وخططه المستقبلية، ومن أمثلة ذلك تخصيص وقت للتنزه بعطلة نهاية الأسبوع.

الخطى الثابتة والرؤية الواضحة

ينبغي على المرء الحذر من العشوائية فيما يتعلق بتحقيق أهدافه، حيث إن هذه المسألة وضع خطة واضحة تشمل كافة آليات التنفيذ والأبعاد المتطلبة لذلك؛ وهنا يتيعن على الفرد أن يضع خطة واضحة المعالم نحو رسم و حديد سبل النجاح، حيث إنه كلما كانت الأهداف واضحة، كانت الخطوات المتبعة قابلة للتنفيذ بسهولة ويسر، إذ أنه كلما كان التصور والخطة واضحين يترتب عليهما مساعجة صاحبهما على زيادة المقدرة الاستيعابية لجميع ما قد يواجهه من صعوبات وتعزيز الاستعداد للتغلب عليها وتجاوزها.

فوائد الانضباط الذاتي

سبق وتم ذكر العديد من فوائد الانضباط فيما تم القيام به حوله من دراسات منها ما يخص الأطفال وما يتعلق بالأفراد والمجتمعات ولكن أهمية وفوائد الانضباط الذاتي تتجلي ويبرز دورها في العادات والسلوكيات الشخصية لكل فرد على حدة ومن أهم تلك الفوائد والأهمية ما يلي ذكره:


  • يساعد الفرد على  معرفة مدى أهمية تنفيذ ما يقطعه على نفسه من وعود سواء كانت خاصة به أو خاصة بغيره من الأشخاص الذين يتعامل معهم.

  • يجعل المرء قادر عليى مقاومة الخمول والكسل والتخلص منهم.

  • يساعد في تنظيم المهام والأعمال اليومية والتمكن من إنجازها في أقل وقت وجهد


    .
  • يساعد في الدراسة والقراءة التي تتطلب تركيز ووقت كافي والرغبة بالمواصلة إلى النهاية بغير شعور بملل أو سأم.
  • يساعد في تعلم الدقة بالالتزام وهو ما يشير إلى أي نوع من الالتزامات قد يقع على عاتق الإنسان.
  • يساعدك في التخلص من عادة الجلوس أمام التلفزيون لفترات طويلة .
  • الالتزام بالنوم المبكر والاستيقاظ المبكر ذو الفوائد الهائلة لكلاً من الصحة والأنشطة اليومية.
  • المقدرة الهائلة على مواصلة السعي وراء إنجاز الأهداف. .
  • العمل على التعلم وتطوير السلوكيات والمهارات المفيدة.
  • تجنب الاقبال الأطعمة الغير صحية أو السلوكيات الخاطئة مثل التدخين أو تناول الكحول، حيث يدي الانضباط السلوكي دور كبير في التخلص من عادات سلبية كثيرة.


أهمية الانضباط

هناك العديد من النواحي التي تتجلى بها أهمية الانضباط الذاتي وانتهاج سلوكيات الانضباط والنظام، ومن أبرز تلك النواحي الجانب الاجتماعي المتمثل فيما يلي:

  • المقدرة والتمكن من السيطرة على النفس وبالتالي السيطرة على أفراد المجتمع ككل.
  • يتمكن كل فرد من التعرف على صلاحياته وما يمكنه تقديمه من نفع للجماعة، وحماية المجتمع من الفوضى.
  • أداء الأعمال والمهام بأفضل وسيلة وأكمل وجه، حيث إنه حين يتم اتباع سلوك الانضباط الذاتي يتمكن كل فرد من الإبداع والابتكار وبلوغ أهدافه المنشودة.
  • لن يكون هنام أفضلية لأحد في المجتمع على آخر سوى بالأفعال التي يتمكن كلاً منهم بإنجازها بجهده واجتهاده دون تلقي المساعدة من أحد.
  • حفظ حقوق من يعيش بالمجتمع من أفراد دون أن يطغى قوي أو أن يسلب حقوقه.

أهمية الانضباط الذاتي للأطفال

تقع مهمة تعليم الطفل مدى أهمية تعلم سلوكيات الانضباط الذاتي على الوالدين منذ صغره لكي يشب على تلك المهارة الضرورية والأساسية في جميع نواحي الحياة مما يساعدهم على خوض ما قد يواجههم بها من صعوبات وتتمثل أهميته تحديداً في الأمور الآتية: [2]

  • يساعد الطفل على الانضباط في كل وقت وحين وأداء ما يطلب منهم من أمور والتي من أمثلتها الواجبات المدرسية.
  • تقليل الاعتماد على الوالدين في إنجاز مهام الطفل لكي يتعلم الاعتماد على نفسه في مختلف الأمور ومنها إدارة الوقت، الأعمال المنزلية، وغيرها من الأمور المادية.
  • تعلم السلوكيات القويمة في التعامل مع الآخرين وتقديم العون لهم وقت الحاجة إليه.
  • يساعد الطفل على اتخاذ القرارات الصائبة والهامة في الحياة.