اول من دون الحديث تدوينا عاما


من هو أول من دون الحديث تدويناً صحيحاً


عمر بن عبد العزيز ابن شهاب الزهري هو

اول من دون السنة النبوية

وذلك لأنه كان معاصراً لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، الذي كان اول شخص بدأ في تدوين وجمع الأحاديث


، لكنه لم يكمله كما فعل شهاب الزهري ، فقام بجمع كل ما سمعه


من الصحابة ، وبعد ذلك سلك العديد من العلماء في العديد من المدن  نفس مسلك الزهري في تدوين الأحاديث مثل ابن جريج، وابن إسحاق ، وسعيد ابن أبي عروبة ، والإمام مالك ، الثوري ، الأوزاعي ، ثم بعد ذلك ظهر كل المسانيد ثم ظهر كل من صحيح البخاري ومسلم.[1]


مراحل تدوين الحديث


منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا المسلمين والصحابة والتابعين يهتموا بحفظ الأحاديث في صدوره مثلما يحفظون آيات القرآن الكريم ، وأيضا كانوا يعلموا أبناءهم الأحاديث بشكل جيد ، فقال علي بن الحسين رضي الله عنه : ” كنا نُعلَّم مغازي النبي  صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن ” ، ويقول إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ” كان أبي يعلمنا المغازي ويعدها علينا ” ، ولم يتم تدوين الحديث لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهي في البداية عن كتابة الحديث وكان غرضه هو عدم اختلاط القرآن مع الأحاديث ، ثم بعد ذلك سمح الرسول صلى الله عليه وسلم بكتابه الأحاديث لذلك بدأ كل من عبدالله بن عمرو ، وعمرو بن العاص ، وعبدالله بن عباس ، وأنس بن مالك في تدوين بعض الأحاديث وكان هدفهم هو حفظ الأحاديث من الضياع أو النسيان لذلك جاءت إلينا الأحاديث النبوية صحيحة وهذه


من خصائص السنة النبوية


، وتم تدوين الحديث على أربع مراحل هم:


جمع الحديث في أواخر القرن الأول الهجري


حاول العديد من الصحابة في جمع الحديث ومن ضمن هذه المحاولات هي:


  • محاولة الصحابي عبد العزيز بن مروان ، ولكن كان هناك اقاويل تدل على أن هناك بعض الأحاديث التي تم تدوينها قبل هذه المرحلة حيث ورد في الطبقات الكبرى ” أنْ يكتبَ إليه بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديثهم ، إلاَّ حديث أبي هريرة، فإنه عندنا)

  • وقد سلك عمر بن عبد العزيز طريقين لتدوين الحديث ، الأول كما ذكر في صحيح البخاري (كَتَبَ عُمَرُ بن عبد الْعَزِيزِ إلى أبي بَكْرِ بن حَزْمٍ: انْظُرْ ما كان من حديثِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ ، وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ ، وَلاَ تَقْبَلْ إلاَّ حَدِيثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم) أما الطريق الثاني أمر عمر بن عبد العزيز شهاب الزهري بجمع الأحاديث كما ذكرنا ذلك من قبل ، واتضح ذلك في كلام الزهري (أمَرَنَا عمرُ بنُ عبد العزيز بجمع السُّنن ، فكتبناها دفتراً دفتراً ، فبعث إلى كلِّ أرضٍ له عليها سلطان دفتراً)


تدوين الحديث في منتصف القرن الثاني الهجري


في القرن الثاني كان ذروة تدوين الأحاديث وكان هناك مجموعة كبيرة من العلماء في جميع أنحاء البلاد قامت بذلك مثل :


  • عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج البصري في مكة المكرمة.

  • ابن أبي ذئب في المدينة المنورة.

  • زكريا بن أبي زائدة في الكوفة.

  • حماد بن سلمة في البصرة.

  • عبد الله بن وهب في مصر.

  • عبد الرحمن بن عمرو في الشام.

  • خالد بن جميل في اليمن.


تصنيف الحديث في القرن الثالث الهجري


في هذه المرحلة تم تصنيف الأحاديث عن طريق التفرقة بين الأحاديث الصحيحة والغير صحيحة وأيضا تصنيف الأحاديث الأهم ، وكان هناك مجموعة من التصنيفات وهي:


  • تصنيف المُصنَّفات


    : مصنف عبد الرزاق ، مصنف ابن أبي شيبة.

  • تصنيف المسانيد


    : مسند الحميدي ، مسند أحمد ، مسند الدارمي.

  • تصنيف الجوامع


    : جامع البخاري  ، جامع مسلم  ، جامع الترمذي.

  • تصنيف السُّنن


    : سنن أبي داود ، سنن ابن ماجه ، سنن النسائي.


حيث قال الترمذي رحمه الله في العلل: “وجدنا غير واحد من الأئمة تكلفوا من التصنيف ما لم يسبقوا إليه منهم هشام بن حسان وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسعيد بن أبي عروبة ومالك بن أنس وحماد بن سلمة وعبد الله بن”[2]


تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري


لم يكتمل تدوين الحديث خلال القرن الثالث لذلك اكتمال تدوينه بشكل جيد مع الاحتفاظ بكل


خصائص السيرة النبوية


في القرن الرابع ، حيث بدأ أئمة هذا القرن في إكمال ما انتهى عنده أئمة القرن السابق ، وكان قرن مزدهر

ب

اشهر علماء الحديث


والائمة ومن اشهرهم ، أبا جعفر محمد بن جرير الطبري ، أبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ، أبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري المعروف بابن الشَّرْقي ، عبد الملك بن أيمن القرطبي ، أبا النصر محمد ابن محمد بن يوسف الطوسي ، أبا بكر أحمد بن سليمان النجاد ، أبا علي سعيد بن عثمان بن سعيد ابن السكن ، أبا القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، أبا بكر محمد بن الحسين الآجري  ، أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي ، وأبا عبد الله محمد بن العباس بن أحمد المعروف بابن أبي ذهل الضبي ، أبا الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني ، أبا سليمان حمد بن محمد الخطابي.[3]


وتصل إلينا الاحاديث النبوية من خلال صحيحين البخاري مسلم

و

الفرق بين صحيح البخاري وصحيح مسلم


أن البخاري كرر الأحاديث أكثر من مرة أما مسلم لم يكرر الأحاديث تماماً   ولكن الصحيحين يتوفر فيهم أعلي شروط صحة الأحاديث النبوية.


اول كتاب كتب في الحديث


كان كتاب الجامعة أو الصحيفة أول كتاب حديث كتب من قبل على بن طالب رضي الله عنه ، وكان هذا الكتاب مورد أساسي لكثير من الأئمة وعلماء الحديث لأنه كتب في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد ذلك تم كتابة العديد من كتب الحديث من أشهرها  كتاب أبو رافع تحت عنوان السنن و الأحكام و القضايا ، وكتاب حضرة سلمان الفارسي  أو كتاب الجاثليق.


الفرق بين كتابة الحديث وتدوينه


الكِتابة


: الكتابة هي المرحلة الأولى لكتابة الشئ بالخط فقال ابن سِيده  رحمه الله: (كَتَبَ الشَّيءَ يَكتُبُه كَتْباً ، وكِتاباً ، وكَتَبَه: خَطَّهُ)


التَّدوين


: التدوين هو المرحلة الثانية للكتابة ويعني  جمع الأوراق والصحف التي كتبت بالفعل في كتاب واحد ، حيث قال الفيروزآبادي رحمه الله: (الدِّيوان: مُجتمع الصُّحُف ، وجَمْعُه: دَوَاوين ، ودَيَاوِين)


وهذا يعني أن الأحاديث النبوية

و

السيرة النبوية


كانت مكتوبة بالفعل قبل بداية تدوينها في القرن الأول الهجري ولكنها كانت لم تجمع في كتاب واحد بشكل مرتب.