اهداف مادة النحو التطبيقي واهميتها
علم النحو
النحو علم يبحث فيه عن أحوال اللغة العربية اعرابا وبناءا مما لا شك فيه أن أفضل تعريف لمفهوم النحو هو تعريف “ابن جني” ، وهو مجاز تميز كلام العرب في سلوكه ، بما في ذلك الإعراب وغيره ، مثل الجمع ، والكسر ، بالإضافة ، والنسب ، والتكوين ، وما إلى ذلك ، أما المفهوم الحديث للقواعد فهو علم البحث عن التراكيب والخصائص المرتبطة بها ، كما أنه يتعامل مع العلاقات بين الكلمات في الجملة .
يعتبر النحو هو أهم فروع اللغة العربية والذي قام بتأسيس هذا العلم ووضع قواعده هو العالم أبي الأسود الدؤلي ، في قديم الزمان وبشكل خاص في عصر الجاهلية قبل مجيئ الإسلام كانت مدينة مكة المكرمة هي المكان الذي يأتي إليه العرب من جميع الأماكن المحيطة بها لكي يحجو بيت الله الحرام فيها ، في ذلك الوقت كان يقام الكثير من الأواق في مكة مثل سوق عكاظ وسوق مجنة أيضا ولكن تلك الأسواق لم تكن من أجل البيع والشراء فقط وقضاء الحاجات .
ولكنها أيضا كانت هي إحدى الأماكن التي تقام فيها الندوات الشعرية وكان كل من شعراء الجاهلية يتباها ويتفاخر بما كتبه من قصائد شعرية يتغنى بها أمام عرب الجاهلية ، وقد كان العرب قديما في ذلك الوقت كانت لغتهم الأساسية هي اللغة العربية الأصلية فقط التي لا يشوبها أية مصطلحات خارجة أو خادشه ولا يشوبها أيضا بعض المصطلحات التي تشتق من اللغات الأخرى ويتم تحويلها إلى لغة عربية ، فحافظ العرب على لغتهم هذه وحاولوا قدر الإمكان أن لا تختلط لغتهم هذه بأية لغات أو مصطلحات أخرى .
ولكن عندما جاء الإسلام وبدأ في الانتشار في جميع المناطق المحيطة بمكة فإنه الكثير من الناس الذين يتحدثون لغات أخرى غير العربية بدأ يوفدون إلى مكة ، لذلك كان على العرب أن يتعلمو لغات جديدة ومصطلحات جديدة غير اللغة العربية لكي يستطيعوا التعامل مع هؤلاء الزوار ، لذلك فإن العرب اتجهوا إلى أن يحاولوا الحفاظ على لغتهم قدر الإمكان ومحاولة التقيد بها لذلك فقد قاموا بوضع قواعد للغتهم وهو ما يسمى بالنحو الذي يضم القواعد الأصلية للغة العربية . [1]
نشأة النحو
هناك الكثير من المصادر التي تدل على أن بلاد العراق هي التي كان لها السبق في أن تقوم بتدوين قواعد النحو والصرف ، وهناك عدة أدلة وأسباب تدلل على ذلك :
- أن بلاد العراق تتميز بأن تربتها هي تربة خصبة وتقع بين نهرين يعتبرا من أهم أنهار العالم العربي وتتميز بأنها أرض ذات هواء نقي ومياه وتربة نقية أيضا .
- الاختلاط الذي حدث بين العرب وغيرهم من الأعجميين أدى إلى انتشار اللحن بكثرة وخاصة في بلاد العراق .
- مدينة البصرة التي توجد في العراق فإنها تقع بالقرب من وادي نجد في جهة الغرب ومن جهة الجنوب أيضا تقع على البحرين ، لذلك فإن العرب كانوا في الكثير من رحلاتهم يمروا بها ، فكان هناك سكان مدينة البصرة البصريون فإنهم أخذو من العرب لغتهم الأصلية التي لم يفسدها شيء، بينما سكان مدينة الكوفة فإنها كانت تقع بعدا إلى حد ما عن منطقة البادية لذلك فإن العرب الاقحاح لم يأتوا إليها ألا في أوقات قليلة وذلك لبعد موقعها وطول مسافتها . [1]
اهداف علم النحو
النحو والصرف هما من أهم فروع اللغة العربية ومن أراد أن يتقن اللغة على أكمل وجه ويتقنها أشد الإتقان فإنه عليه في البداية أن يتعلم قواعد النحو ويتقنها ، وترجع
اهمية علم النحو
إلى :
- قراءة القرآن بشكل صحيح ومبسط، فإن تعلم علم النحو والصرف وإتقان قواعد كل منهم يساعد في إتقان قراءة القرآن الكريم بشكل جيد مما يعمل على تبسيط عملية حفظه لمن أراد أن يحفظه أيضا لا أن يقرئه فقط ، حيث يساعد النحو على عدم التلعثم في قراءة القرآن الكريم وتحريف كلماته واللحن بها بسبب نطقها الخاطئ .
- عندما يتم تعلم قواعد النحو وإتقانها بشكل جيد فإن ذلك يسهل تعلم اللغة العربية بشكل سريع جدا وتعلم مصطلحاته المكونة من عدة مقاطع التي يصعب نطقها ، وأيضا استخدام الألفاظ في عدة جمل ومواضع واستخدامها بشكل سليم في مواضعها وبنفس معانيها .
- أيضا عندما يتم تدريس مناهج وقواعد اللغة العربية فإن من فروعها هو أن يتم توكيل الطلاب في مختلف المراحل الدراسية بأن يقوموا بكتابة مواضيع تعبير لكي يساعدهم ذلك على تعلم اللغة وإتقانها بشكل سريع ، فإن تعلم قواعد النحو والصرف تساعد الطلاب في كتابة مواضيع تعبير سليمة وخالية من الأخطاء أيضا .
- بعض الكلمات التي يكون حروفها متشابهة مع بعض الكلمات الأخرى لذلك يكون من الصعب نوعا ما ضبط هذه الكلمات وخاصة علامات التنوين التي توضع على أخر كل كلمة ، لذلك فإن علم النحو يساعد في معرفة حركات الكلمات وموضعها السليمة وضبطها بشكل جيد أيضا . [2]
النحو التطبيقي وأهميته
النحو التطبيقي هو عبارة عن مجموعة من القواعد والضوابط يقوم المتحدث بالالتزام بها عندما يقوم بإلقاء خطاب ما عندما يكون يتحدث محاكيا بقواعد اللغة الأصلية .
والنحو التطبيقي هو في حد ذاته أن يكون الشخص المتحدث قادر على أن تكوين تعبيرات ومعاني لما يخص العبارات التي يتلفظ بها من دون أن يبوح بما تخفيه هذا الكلمات والعبارات من معاني مخفية خلفها .
فاستعمال اللغة بشكل صحيح وعلى درجة عالية من الدقة وأن يكون الشخص على وعي كافي باللغة التي يتحدث بها ليس من الضروري أو أن يكون ذلك بشكل أساسي ناتج عن دراسة هذا الشخص لهذه اللغة بقدر عالي وإنما قد يأتي ذلك بصفة جيدة عندما يقوم الشخص بممارسة هذه اللغة .
ولكنه في واقع الأمر أيضا تعتبر الدراسة مهمة أيضا ولكنها ليست مهمة بدرجة عالية ، وإنما إتقان لغة معينة أو إتقان شيء أخر غير اللغة فإن ذلك يأتي من قدرة الشخص على التركيز بدقة عالية وقوة الاستماع الجيدة ودقة ملاحظته العالية وقدرته على تحليل ما يرد أمامه من عبارات متعلقة بهذه اللغة .
أهمية النحو في تفسير القرآن
أحد الكتاب والذي كان يهتم بأمور الدين بشكل كبير الحافظ السيوطي إن الشخص الذي يتحدث والشخص الذي يسمع أيضا فإن لكل منهم قواعد وأساسيات لابد وأن بحترمها كل منهم للأخر ، فقد قال الكثير من العلماء إن تعلم النحو بشكل جيد يساعد بصورة كبيرة جدا على فهم وتفسير آيات القرآن وكذلك يؤدي إلى التعرف على الله بشكل كافي .
وذلك من خلال الفهم الجيد لآيات القرآن الكريم والذي يوفر ذلك هو إتقان علم النحو على قدر كافي ، وكذلك فهم آيات القرآن الكريم بصورة جيدة للغاية لحسن نطق الألفاظ الصعبة التي يصعب الكثير نطقها أو حتى حفظها .
فلقد قام الإمام بن هاشم بوضع بعض الكتب ذات القيمة العالية والتي كان من بينهم كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريض فكان هذا الكتاب يضم تفسير القرآن وآياته بشكل جيد ومفصل ويتم غلمه واستيعابه بسهولة كبيرة . [1]