ما هي المنظومة البيقونية
اعراب منظومة البيقونية
بسم الله الرحمن الرحيم
أَبْدَأُ بِالْحَمْدِ مُصَلِّيًا عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلَا
وَذِي مِنَ اقْسَامِ الْحَدِيثِ عِدَّهْ وَكُلُّ وَاحِدٍ أتَى وَحَدَّهْ
أَوَّلُهَا: الصَّحِيحُ وَهْوَ مَا اتَّصَلْ إِسْنَادُهُ وَلَمْ يَشِذَّ أَوْ يُعَلْ
يَرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَنَقْلِهِ
وَالْحَسَنُ الْمَعْرُوفُ طُرْقًا وَغَدَتْ رِجَالُهُ لَا كَالصَّحِيحِ اشْتَهَرَتْ
وكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُرْ فَهْوَ الضَّعِيفُ وَهْوَ أَقْسَامًا كَثُرْ
وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبِيْ الْمَرْفُوعُ وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ الْمَقْطُوعُ
والمُسْنَدُ الْمُتَّصِلُ الإِسْنَادِ مِنْ رَاوِيهِ حَتَّى المُصْطَفَى وَلَمْ يَبِنْ
وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يتَّصِلْ إِسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتَّصِلْ
مُسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَى مِثْلُ: أَمَا وَاللَّهِ أَنْبَانِي الْفَتَى
كَذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيهِ قَائِمَا أَوْ بَعْدَ أنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّمَا
عَزِيزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَهْ مَشْهُورُ مَرْوِي فَوْقَ مَا ثَلَاثَهْ
مَعَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَرَمْ وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلَا وَضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِي قَدْ نَزَلَا
وَمَا أَضَفْتَهُ إِلَى الْأَصْحَابِ مِنْ قَولٍ وَفِعْلٍ فَهْوَ مَوْقُوفٌ زُكِنْ
وَمُرْسَلٌ مِنْهُ الصَّحَابِيُّ سَقَطْ وَقُلْ: غَرِيبٌ مَا رَوَى رَاوٍ فَقَطْ
وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَالِ إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ الأَوْصَالِ
وَالْمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ وَمَا أَتَى مُدَلَّسًا نَوْعَانِ
الأوَّلُ: الإِسْقَاطُ لِلشَّيْخِ وَأَنْ يَنْقُلَ مِمَّنْ فَوْقَهُ بِعَنْ وَأنْ
وَالثَّانِ: لَا يُسْقِطُهُ لَكِنْ يَصِفْ أوْصَافَهُ بِمَا بِهِ لَا يَنْعَرِفْ
وَمَا يُخَالِفْ ثِقَةٌ فِيهِ الْمَلَا فَالشَّاذُ وَالْمَقْلُوبُ قِسْمَانِ تَلَا
إِبْدَالُ رَاوٍ مَا بِرَاوٍ قِسْمُ وقَلْبُ إِسْنَادٍ لِمَتْنٍ قِسْمُ
وَالْفَرْدُ مَا قَيَّدْتَّهُ بِثِقَةِ أَوْ جَمْعٍ اَوْ قَصْرٍ عَلَى رِوَايَةِ
وَمَا بِعِلَّةٍ غُمُوضٌ اَوْ خَفَا مُعَلَّلٌ عِنْدَهُمُ قَدْ عُرِفَا
وَذُو اخْتِلافِ سَنَدٍ أوْ مَتْنِ مُضْطَرِبٌ عِنْدَ أُهَيْلِ الفَنِّ
وَالْمُدْرَجَاتُ فِي الحَديثِ مَا أتَتْ مِنْ بَعْضِ ألْفَاظِ الرُّوَاةِ اتَّصَلَتْ
وَمَا رَوَى كُلُّ قَرِينٍ عَنْ أَخِهْ مُدَبَّجٌ فَاعْرِفْهُ حَقًّا وَانْتَخِهْ
مُتَّفِقٌ لَفْظًا وَخَطًّا مُتَّفِقْ وَضِدُّهُ فِيمَا ذَكَرْنَا الْمُفْتَرِقْ
مُؤْتَلِفٌ مُتَّفِقُ الْخَطِّ فَقَطْ وَضِدُّهُ مُخْتَلِفٌ فَاخْشَ الغَلَطْ
وَالْمُنْكَرُ الفَرْدُ بِهِ رَاوٍ غَدَا تَعْدِيلُهُ لَا يَحْمِلُ التَّفَرُّدَا
مَتْرُوكُهُ مَا وَاحِدٌ بِهِ انْفَرَدْ وَأَجْمَعُوا لِضَعْفِهِ فَهْوَ كَرَدْ
وَالْكَذِبُ المُخْتَلَقُ الْمَصْنُوعُ عَلَى النَّبِيْ فَذَلِكَ الْمَوضُوعُ
وَقَدْ أَتَتْ كالْجَوْهَرِ الْمَكْنُونِ سَمَّيْتُهَا: «مَنْظُومَةَ الْبَيْقُونِي»
فَوْقَ الثَّلاثِينَ بِأَرْبَعٍ أتَتْ أَقْسَامُهَا، ثُمَّ بِخَيْرٍ خُتِمَتْ[1]
تعريف المنظومة البيقونية
- المنظومة البيقونية هي من علوم الحديث المختلفة التي تم تجميعها في صورة 34 بيت يمكن حفظهم بسهولة كما أنها تدرس حتى الآن ويتم اختصارها وتنظيمها حتى العصر الحالي، حيث أن الطلاب يعانون من كثرة علوم الحديث حيث أنه من الصعب الإحاطة بكل العلوم بسهولة لذلك تعتبر المنظومة البيقونية هي الأفضل في دراسة علوم الحديث للطلاب.
- تعتبر المنظومة البيقونية هي الأقل في عدد الأبيات من نظم النخبة حيث أن الطلاب الذين يمتلكون حافظة قوية يمكنهم حفظ نظم النخبة أيضا حيث أنها عبارة عن مائتي بيت وبيت أو ستة أبيات وتختلف بين النسخ والأخرى في العدد.
- تعد المنظومة تذكرة لطلاب العلم كما أنه عندما يتم سماع شرح المنظومة تكفي لتغطية حاجة الطلاب لعلم الحديث كما أنه يسهل تعلمها في ثلاثة أيام فقط. [2]
شرح مبسط لـ المنظومة البيقونية
بدأ المؤلف بالبسملة وبعدها قال الحمد لله وذلك اقتداء بالقرآن الكريم نسبة لما جاء في الحديث (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع) وبرواية أخرى (بالحمد لله رب العالمين) ورواية أخرى (بذكر الله) حيث أن الحمد ذكر في الكثير من المواضع في الأحاديث القوي منها والضعيف.
الآية الكريمة
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
[(56) سورة الأحزاب] التي ذكر بها الصلاة على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كما أنه تم التصريح في البداية على الصلاة على النبي لما جاء في نصوص كثيرة عن الصلاة والسلام على النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – حيث أنها واجبة أيضا في التشهد الأخير في الصلاة لأنها تعد ركن من أركان الصلاة كما أن الصحابة لهم الحق في الصلاة عليهم وذلك طبقا لوصية النبي إلينا.
ثم أكمل البيقوني في المنظومة ب “خير نبي أرسلا” حيث أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هو أفضل الأنبياء وخاتمهم حيث أن رسالته عامة للبشر أجمعين وللجن أيضا فهو الأفضل على الإطلاق كما أن التفضيل جاء في القرآن الكريم بين الأنبياء في قول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(253) سورة البقرة].
ذي في بداية البيت الثاني تشير إلى المنظومة كما أنها إشارة لما في الذهن وهو شيء مقدور عليه كما أنه أشار لشيء موجود في الأعيان، عدة تشير إلى عديدة وتأتي بمعنى الكثرة وكل واحد تشير إلى الأقسام، أتى وحده معناها سيأتي كما أن المؤلف عبر عن المضارع بالماضي وذلك لتحقق الوقوع، حيث أنه قرر الأبيات في ذهنه ثم كتبها على الأوراق.
وكل واحد أتى تشير إلى الماضي من قول الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} [(1) سورة النحل] وأتى وحده تشير إلى أن كل شيء يأتي وحده والمقصود هنا هو التعريف.
تختلف هذه المنظومة عن منظومة ابن فرح في أن كل واحد وحده حيث أن منظومة ابن فرح شرحت العشرات من الشروح وكل شيء فيما عدا الأسماء، كما أن ألفية العراقي تضم كل ذلك وتوفر أيضا الخلافات التي يجدها العلماء والذي له موضوع وحده في الألفية لكن لا تتوفر الأمثلة لذلك فهي تعتبر ألفية مختصرة.
أما بالنسبة لنظم النخبة يتم بها ذكر الأمثلة وتضم أيضا الضوابط والقواعد، لكن ألفية العراقي تعتبر من أفضل الألفيات لطلاب العلم حيث أنها تضم كل ما يحتاجه الطلاب حيث أن اتقانها يضم اتقان هذا الفن ويفضل أن يتم اقترانه بالأمثلة
أولها الصحيح هي صيغة مبالغة والتي تأتي من الصحة، فهو كل ما اتصل اسناده لكل راو من الروايات وصفهم من الضابطين العدول فكل راو يتحمل الخبر بطريق معتبر عمن فوقه من الطرق الثمانية للتحمل.
الرواه منهم من يطلق على من تفرد بالشاذ وذلك إذا كان تفرد بالثقة أو غيرها فمنهم من يقول الشاذ هو من لا يحتمل تفرده الآخرين.
أو يعل تعني أنه كل ما لم يشتمل الخبر على علة وهي سبب يقدح في صحة الحديث الذي يكون من ظاهره السلامة.
“يرويه عدل ضابط عن مثله” حيث أن العدل عند أهل العلم هو عدم ترك الواجب وعدم ارتكاب الجرائم، كما أن التقوى تأتي في فعل الواجبات، ترك المحرمات، تأتي من المروة والآداب النفسية، حيث يجب التحلي بالأخلاق الجميلة، البعد عن الاشتهار بالأشياء التي تميز الانسان عن الآخرين.
“يرويه عدل ضابط” المقصود هنا بالضابط هو الشخص الحازم الذي يحفظ الأسرار حيث يحافظ على السر بحزم كما أنه يتحمل كل ما يؤذيه فالرواية تضم طرفان وهما الأداء والتحمل حيث أن الأداء يشير إلى التلاميذ والتحمل يشير للأخذ بالأحاديث حيث يحفظ الأحاديث التي يتم سماعها من الشيوخ، أما التميز يتم من خلال التفهم والتحفظ معا.
التحمل لا يعني أن يكون الشخص مسلما فقط لكي يتحمل لكن العبرة تأتي من الأداء للأمر في أن يكون الشخص متحفظا ويجب تطبيق الشروط والتي تم ذكر بعضها في الآية الكريمة: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [(6) سورة الحجرات][2]