الحكمة من عدم خروج المرأة في العدة




الحكمة من عدم خروج المرأة في العدة

تستمر شهور العدة أربعة أشهر وعشرة أيام ، ولا يسمح فيها للأرملة بالزواج ، أو الخروج من المنزل إلا للضرورة ، أو حتى تجميل نفسها ، فما هي


الحكمة من العدة بعد وفاة الزوج


، لقد شرع الله سبحانه وتعالى العدة للنساء للعديد من الأسباب ، والتي قام بذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين ، ومن ضمن هذه الأسباب الآتي :

  • لا يجوز للمرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها أن تخرج من بيتها إلا في حالة الضرورة لما روي عن مسلم عن جابر رضي الله عنه قال (طلقت خالتي فأرادت أن تجذَّ نخلها ، فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال : ” بلى فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا ) .
  • وروى عن البيهقي استشهد رجال يوم أحد فجاء نساؤهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلن : يا رسول الله، نستوحش بالليل فنبيت عند إحدانا حتى إذا أصبحنا بادرنا بيوتنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن ، فإذا أردتن النوم فلتأت كل امرأة إلى بيتها ” .
  • وقال الإمام النووي رحمه الله أن المرأة يجوز لها أن تخرج للحاجات الأتية (شراء طعام ، بيع أو غزل أو مرض احد الأقارب وغيرها من الأمور الضرورية ) .
  • فإذا كانت المرأة تعمل في مهنة التدريس مثلا ولم توافق المدرسة على إجازة لها وكانت في حاجة إلى راتبها فيجوز لها أن تذهب لعملها .
  • ولكن يشترط على المرأة المبيت في بيتها . [1]

الحكمة من زيادة عدّة المتوفّى عنها زوجها عن عدّة المطلّقة

قد فرض الله تعالى


العدة


على النساء المطلّقات والنساء المتوفّى عنهنّ أزواجهنّ بقوله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة/228

وقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) البقرة/234 .

وواجب على الإنسان المسلم الموحد أن يتبع جميع ما أمره الله به حتى وإن خفيت عنه الحكمة منها وذلك لقوله تعالى( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) الأحزاب/36 . ولكن بالرغم من ذلك لا مانع من سرد أقوال العلماء في ذلك :

  • التفرغ لعبادة الله عز وجل وهذا ما أمر الله تعالى به المرأة المسلمة المؤمنة.
  • حتى لا تتعرض لمشكلة اختلاط الأنساب وتتحرى براءة رحمها
  • حتى يتثنى للزوجين بعض الوقت للتفكير وإعادة النظر فيما يدور بينهما من مشكلات وما قضاه الزوجين معا من أوقات ممتعة وأوقات عصيبة فقد يتسبب ذلك في التراجع عن قرار الطلاق.
  • حتى يعرف الأشخاص قيمة ميثاق الزواج وعظمته عند الرب فلا يتهاون أحد به ويصبح مثل اللعبة يتم وينفض في أي وقت بل يسير بضوابط وشروط هامة
  • إظهار الزوجة حزنها على زوجها في حالة وفاته وتعظيم حقه ومكانته .

وتم زيادة عدة الأرملة عن المطلقة لما يلي:

  • الفراق الحاصل بسبب وفاة الزوج كان إجباريا لذلك قد لا تستطيع الزوجة تجاوزه بسهولة بسبب وفائها وحبها لزوجها.
  • وطالت عدة الأرملة أيضا ليتثنى لها تحري حركة جنينها للحفاظ على نسب المتوفى فالزوج المطلق يعرف حال زوجته من طهارة وحيض وغير ذلك وزادت العدة ١٠ أيام للتأكد من حركة الجنين وذلك لاختلاف المدة التي يتحرك فيها الجنين من حالة لأخرى
  • الحزن الذي يسببه الفراق عظيم فإذا كانت هذه المدة تؤكد براءة الرحم فبراءة النفس لا يمكن تحديد مدة براءتها من الحزن.
  • كي لا تتهافت الزوجة على الزواج بعد زوجها مما يسبب لها إساءة من أهل الزوج.

وهذه المدة التي حددها الشرع لا تقارن بالمادة التي كانت تمكثها المرأة في الجاهلية تعظيما لزوجها ومادام كانت هذه المدة المحددة لحفظ حق الزوج فكان حق الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم فحرمت زوجاته عن الزواج بعد وفاته إلى الأبد. [2]

الحكمة من مشروعية العدة

  • تعتبر العدة هي الفترة التي تقضيها المرأة المسلمة بعد وفاة الزوج أو بعد الطلاق ؛ و


    الحكمة من مشروعية العدة


    ، هي أن مراعاة المرأة التواجد في البيت الذي تعيش فيه مع زوجها ، ومطلوب منها البقاء في المنزل حداداً ، وعدم مغادرة المنزل إلا للضرورة .
  • فالأمور الضرورية تختلف من شخص للآخر ، وفقاً لاختلاف الظروف الفردية ؛ فعلى سبيل المثال يمكن للمرأة أن تغادر المنزل من أجل العمل ، أو العناية الطبية ، أو تلبية احتياجاتها الخاصة ، أو احتياجات من تعولهم ، أو التسوق للضرورة ، ولتقضية حاجات المنزل ، أو دفع الفواتير ؛ فبمجرد أن تنتهي من تلك المهام عليها أن لا تتأخر ، ولا تذهب إلى أي مكان آخر ، وتعود إلى المنزل .
  • ومطالب من الأرملة في تلك الفترة أن تتجنب فعل أي شئ من شأنه أن يركز على مظهرها ، حيث أن يحرم عليها الزواج ، أو إجراء أي ترتيبات للزواج ، وغير مسموح للرجال أن يتقدموا لخطبتها ، أو للزواج بها خلال تلك الفترة .
  • تعتبر العدة شرع على وجه التحديد في القرآن الكريم ، والذي لا يحدد نصه صراحة سبب تلك القاعدة ، حيث قدم الفقهاء العديد من الأسباب المختلفة لها ، والتي قد تشمل ، أو لا تشمل الوصفة الإلهية ، أو تفسير ما جاء في القرآن الكريم. [3]

شروط العدة للمتوفي عنها زوجها

  • يتيح للأرملة أن تحتفظ بمحل إقامتها ، والحداد على زوجها المتوفي دون خوف من الإخلاء ، ويتم منحها ذلك الوقت للحزن بشكل سليم دون الشعور بالضغط ، والشعور بالقلق بشأن قضايا أخرى .
  • في بعض المجتمعات الإسلامية التقليدية كانت العائلات ، والجيران يزورنها بشكل متكرر حتى يقدموا لها الدعم ، والمساعدة ، وخاصة إذا كانت لديها من تعولهم كالأبناء ، وهي بذلك يكون لديها الوقت الانتقالي للترتيب ، والمناقشة من أجل الإنتقال للمرحلة التالية في حياتها .
  • تتيح فترة العدة وانتظار المرأة بلا زواج أن تأخذ وقتها المناسب في الحزن ، والتفكير لكي تستطيع استعادة توازنها وقوتها ؛ فعدم اختلاطها بالغرباء يدل على إنها محاطة بأفراد عائلتها ، مما يقدموا لها الدعم والرعاية والحماية .
  • تتضمن العدة عدم اندفاع ، وتسرع المرأة إلى الدخول في علاقة في وقت قد تشعر فيه بعدم الأمان ، وحتى أيضاً شعورها بالخوف بانها بمفردها وغير مدعومة ؛ فذلك يمنحها الوقت الكافي لكي تعتني بنفسها ، وتغذي روحانياتها ، وعلاقاتها مع الله عز وجل من خلال الصلاة والتأمل ، وتتساءل الكثير من النساء عن كيفية ال


    دعاء لزوجي المتوفي


    .

شروط العدة للمرأة المطلقة

يجب أن تكون عدة الطلاق أحد الشيئين :

  • إما العدة من الطلاق الرجعي .
  • أو عدة طلاق بائن .

فبالنسبة للعدة من الطلاق الرجعي ؛ فلها أن تخرج إلى المسجد ، أو تحضر القرآن بشرط أن يأذن لها زوجها ، وذلك لأن المطلقة رجوعاً لا تزال زوجة لها نفس الحقوق ، والواجبات مثل باقي الزوجات .

أما عدة الطلاق البائن ؛ فهي مطلقة نهائياً سواء كانت مطلقة تامة ، ولا تستطيع الرجوع إلى زوجها إلا إذا تزوجت رجلاً آخر في نكاح حقيقي ثم طلقها ، أو مات مثل عدد الطلقات ، لكنها من الممكن أن ترجع إليه بعقد جديد كأن تطلب منه الخلع مقابل تعويض ، أو فسخ الزواج بسبب وجود خلل في العلاقة ، وفي تلك الحالة يجوز لها الخروج حتى بدون إذن . [5]