السلف عبارة عن لفظ تم إطلاقه على كل شيء حدث ومضى، ويطلق لفظ الأزمنة السالفة على كل زمان حدث ومضى أي أصبح في الحالة الماضية.
ويمكن أن يطلق على كلمة السالف معنى الشخص الذي يتقدم أو الشخص في حالته الزمنية الماضية فيطلق عليه اسم الشخص السابق.
يعرف مفهوم سلف العمل على أنهم الأشخاص المصطفيين على أنهم أشخاص صالحين، ويتم إطلاق هذا اللفظ أيضا على كل من سبقوا سواء كانوا من الأبناء أو الآباء أو غيرهم من الحلقة المقربة (الأقارب).
مفهوم السلف الصالح في الشرع
المفهوم الشرعي لكلمة السلف هم الجماعة المقتدية برسول الله صلى الله عليه وسلم وقاموا باتباع النهج الذي ينتمي إليه وقاموا بتطبيق كل ما هو داخل هذا النهج بكل إحسان حتى يوم الدين.
السلف الصالح هم أهل الأزمنة الأولى وبالأخص الثلاث أزمنة الأولى، التي كانت بداية من عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، والزمن الأخير أو الزن الثالث الذي انتهى بعهد ما يطلق عليهم اسم التابعين.[1]
الزمن الذي يتوسط هذه الأزمنة الثلاث يطلق على عهده اسم عهد الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
السلف الصالح هم الأناس المطبقين لسنة النبي محمد عليها الصلاة والسلام ويستمدوا حكمتهم من القرآن الكريم.
شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من أهل السلف الصالح بالصلاح والخير كله.
يعد السلف الصالح هم الجماعة الأقرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المقام وفي المنزلة أيضا.
يتصف السلف الصالح بالخلق الحسن وأنهم كانوا متمسكين بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم وتطبيق كل ما علمهم بالنص أو كما يطلق تم التطبيق بكل الحذافير والمعايير التي قالها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
السف الصالح هم الأقرب ولكن يوجد جماعة تليهم بشكل مباشر وهم التابعين الذين قاموا بإدراك السلف الصالح ومن هم السلف الصالح.
قاموا التابعين للسلف الصالح بالأخذ عنهم كل الأمور التي تعلموها من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وتم إطلاق مصطلح السلف الصالح على كل ما اتبع تعاليم ونهج النبي ومن تتبعوا وأدركم المتتبعين وتطبيق كل التعاليم كما أخذوها من الرسول محمد بالضبط.
صفات السلف الصالح
السلف الصالح لهم العديد من المميزات والصفات التي لم تتوافر في غيرهم، وهذه الصفات تحلى بها كل من هو داخل دائرة السلف الصالح المتبعون للنبي محمد وسنته صلى الله عليه وسلم.
قد تميز السلف الصالح بالقلق والخوف بما يعرف بالنفاق ومفهومه، وعرفوا بكونهم في غاية الحذر من الوقوع في هذا الأمر والابتعاد عنه بعد شديد وعدم السماح لوساوس الشيطان أن تؤثر عليهم والقيام بمراقبة هذه الوساوس بشكل جيد حتى لا يصبح لها تأثير كبير لا يستطيعون التحكم فيه.
تميزوا السلف الصالح بانشغالهم بطاقة الله سبحانه وتعالى وذكره، وذلك لأن له أثر كبير على كل شخص مؤمن في حياته في الدنيا وفي الآخرة أيضا وهم كانوا أشد حرصا على هذه الأمور.
تميز السلف الصالح بأنهم يصبرون على الشدائد خاصة الشدة التي تحدث وتؤثر على معيشتهم، فعند حدوث الابتلاءات الشدائد العديدة كان الصبر مفهوم السلف الصالح في هذه الأوقات العصيبة ومفتاحها.
من أهم الأمثلة على هذه الابتلاءات الصبر الذي تعرضت له السيدة فاطمة السيدة المعروفة بأنها سيدة النساء في الجنة، التي صبرت على حالها في الدنيا.
تميز أيضا السلف الصالح بعلو الهمة في تأدية عباداتهم، وحدث ذلك بإكثارهم للعديد من الطاعات وزيادة العبادات المحققة للقرب من الله سبحانه وتعالى.
السلف الصالح كانوا يبعدون أنفسهم عن كل ما يشغل ويلهي الإنسان عن الذكر وعمل العبادات وكثرة الطاعات، فكانا يجاهدون أنفسهم بالبعد عن كل شيء يعبر عن الانشغال بغير طاعة الله ورسوله، وذلك لأنهم يتسموا بالصدق في تأدية العبادات ويوجد عدة
قصص من السلف الصالح عن الصدق
.
كان ابن عمر حريص بشكل شديد على أن يصلى صلاة الجماعة وعندما كانت تفوته بسبب أمر معين كان يقابل هذا الأمر بصومه يوم كامل ويعتق رقبة ويحيي ليلة، وذلك لشدة خوفه وخشيته من الله عز وجل.
كانوا هؤلاء السلف الصالح يتميزون بحرصهم على تأدية قيام الليل، ولا يحدث أن تركوه أبدا. [2]
هل السلف الصالح أهل السنة والجماعة
السلف الصالح هم أهل السنة والجماعة الذين يجاهدون أنفسهم على الصدق والبعد عن الباطل واتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونهجه، فيتم انتسابهم إلى أهل الحق.
السلف الصالح قدوة
ينصح المسلم بأخذ السلف الصالح قدوة حسنة له، لأن الاقتداء بالسلف الصالح من أهم الأمور التي يجب أن يحرص المسلم عليها.
يجب على كل شخص مسلم أن يسير على هذا النهج الذين قاموا باتباعه أهل السلف الصالح.
يجب أيضا على المسلمين التحلي بنفس الأخلاق والقيم التابعة للسلف الصالح، ومحاولة الابتعاد عن كل أمر يحث على الضلال والأمور التي تشير إلى حدوث النفاق.
ومحاولة المسلم أن يبتعد عن كل ما يلهي في الدنيا ويشغله عن طاعة الله عز وجل واتباع سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
من الأسباب المهمة حتى تنال الرضا هو اتباعك للسف الصالح وتطبيق ما قاموا بتطبيقه، حتى تحصل على المغفرة من الله سبحانه وتعالى، والفوز بالجنة التي تعرف بالنعيم الدائم لكل مسلم صالح.
سمات المؤمن الصالح
يؤدي المؤمن الصالح صلاته في حالة من الخشوع التام، وذلك لأن الصلة الوحيدة بين العبد وربه هي الصلاة المعروفة بأنها عماد الدين.
القيام بالإعراض عن كل ما هو باطل باختلاف أنواعه سواء كان هذا الباطل أشياء تفعل أو مجرد أقوال، وذلك لأن المؤمنين يجب أن ينشغلوا فقط بكل ما ينفعهم في الأخرة من أعمال وليس العكس.
يحفظ المؤمن الصالح الفروج من المحرمات، وذلك لأن الله عز وجل قد فطر الخلق على الرغبات الجنسية، ويتصف كل نسان بها لأنها طبيعة فيه، وكان هناك تنبيه شديد من الله عز وجل بعدم تجاوز هذه الفطرة باللواط، وحالات الزنا وغيرها، وجعل النكاح للمؤمن الصالح هو الحل.
عند ضبط هذه الفطرة يصلح المجتمع، ويحفظ من الفاحشة ويحد من انتشارها، ويعين المؤمن الصالح على طاعة الله عز وجل، ويوجد عدة
قصص من السلف الصالح عن الزواج
يمكن الاطّلاع عليها واتباع أمورهم.
حفظ الأمانة وردها إلى أهلها والقيام بالوفاء بالعهد، ومفهوم الأمانة يطلق على كل أمر من الأمور التي يحفظها المؤمن ويؤديها كالعبادة وجميع الحقوق التي تترتب على الأزواج تعتد من الأمانات، ثم أن تربيتك لأبنائك أمانة كبيرة، وغير ذلك من الأمور المشابهة.
قيام المؤمن بالاتباع للصراط المستقيم، وهو عبارة ع الأمور التي أنزلها الله عز وجل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقام باتباعها.
المؤمن الصالح من أهم سماته التي تميزه حاله الخشوع عند إقباله على ربه والتعظيم له والورع والخوف منه ومن عقابه الشديد، ورجاء الثواب منه وإحسانه.
يؤمن المسلم بالله وحده لا شريك له ولا معبود سواه، له أعلى الصفات والأسماء الحسنى، والله هو الكامل الذي لا يوجد نقص فيه عز وجل.