اسلوب الاغراء في اللغة العربية

شرح درس أسلوب الإغراء والتحذير

لا تعد مسألة إيصال المعنى للمتحدث إليه في اللغة العربية من قبيل الأمر الذي يستهان به بل إنه له العديد من الأشكال والأساليب على سبيل المثال وليس الحصر يُذكر أسلوب التعجب في حالة استغراب أمر أو شيء ما، وأسلوب النداء في حالة مناداة أحد لكي يلتفت إلى المنادي ويجيبه، ومثلهم في ذلك مثل


اسلوب الاغراء



والتحذير


المقترنان ببعضهما البعض على الدوام الأمر الذي يرجع إلى استخدامهم في الغرض ذاته على الرغم من وجود اختلاف بينهما. [1]

يقصد بالإغراء التوصية بأمر محمود الترغيب به والتحبيب فيه بهدف تشجيع المتلقي أو المخاطب على فعله والالتزام به، ويستخدم به التكرار، العطف والإفراد .

مثل قول (الصلاة الصلاة) لحث المستمع على الالتزام بالصلاة، مما يجعله لا يشتمل كلمة (أياً) مطلقاً نظراً لكونها مستخدمة بأسلوب التحذير، بينما أسلوب التحذير فيراد به التخويف والتنبيه حول أهمية الابتعاد وتجنب أمر مذموم لكي لا يفعله أو صفة ذميمة لكي يتجنبها.

حيث يستخدم لإخبار المتحدث إليه حول شر أو ضرر قد يقع به، وبه يتم استخدام أسلوب الإفراد، العطف والتكرار، مثل (النار النار) وبه تحذير من خطورة التعرض للنار وحرارتها وما يترتب عليها من أذى كما قد يشمل ذلك الإسلوب إدراج بعض الحروف ومنها (إياي، إيانا، وإياه).

ماهي أركان الإغراء

يتكون إسلوب الإغراء من أركان ثلاثة وهي:

  1. المغرِي بكسر الراء يليها ياء وهو المخاطِب أوالمتحدث.
  2. المغرَى بفتح الراء يليها ألف قصر وهو الشخص الذي تتم مخاطبته.
  3. المغرى به، وهو الأمر المحمود الذي نحض أو نحث المخاطب على القيام به فعله.

حالات الإغراء والتحذير

يوجد طرق معينة في أسلوب الإغراء والتحذير يتم الاعتماد عليها في بناء وتركيب الجملة، ذلك التركيب هو ما يساعد من يقرأ الجملة أو العبارة على فهم هذا الأسلوب وتفرقته عن غيره من الأساليب الأخرى النحوية، وحينما يتم الإغراء بفضيلة الإخلاص مثل قول (الإخلاص الإخلاص) فإنه أفضل، إذ يرد اللفظ المقصود الحث عليه والإغراء به بصدر العبارة، ومن الحالات التي يأتي بها: [2]


  • تكرار اللفظ باستخدام حرف عطف:

    يتم الإغراء أو التحذير في هذه الحالة من أمرين بالجملة ذاتها، حيث يتم إعراب الكلمة الأولى مفعولًا به، والثانية اسمًا معطوفًا، مثل قول الأمانة والإخلاص أيها التجار.

  • تكرار اللفظة دون عطف:

    يرد اللفظ هنا في صدر العبارة حيث يكون أسلوب الإغراء والتحذير مكرر مرتين دونما أن يتم الفصل بينهما بحرف عطف، فتعرب الأولى مفعولًا به، والثانية توكيدًا لفظيًا، مثل قول الصلاة الصلاة يا مسلمين.

  • التحذير باستخدام إياك:

    تلك الحالة مختصة فقط بالتحذير دون الإغراء، وهنا ترد إياك بصدر العبارة وتعرب في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، مثل قول: إياك والتدليس في التجارة.

إعراب أسلوب الإغراء في اللغة العربية

الإغراء هو حث المخاطب على فعل المحمود من الأمور أو العمل الحسن أو الصفات الجيدة لكي يتبعه أو يقوم به مثل قول (الأمانة والصدق يا رجل)، أو قول (الصلاة يا أهل الدار)، أما من حيث الإعراب فقد أتى إعراب أسلوب الإغراء على النحو التالي:

  • الأمر المحمود يطلق عليه (المغرى به) وهو منصوب بفعل محذوف تقديره (الزم) أو أياً من الأفعال المناسبة لمعنى هذه الجملة وكمثال على ذلك (أيها الصبي الاجتهاد فإنه سبيل الفلاح)، حيث يعرب الاجتهاد هنا بأنه مغرى به مفعول به منصوب بالفتحة لفعل محذوف جوازاً تقديره (الزم).

المغرى به منصوب

  • وللمغرى به صور مختلفة حيث قد يرد مفرد كما قد يأتي في الجملة مكرر مثل قول (أيها الشاب السعي فإنه طريق النجاح) إذ يعرب السعي بأنه مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره (الزم) ، هنا أتى المغرى به مكرر.
  • أما حينما يأتي مكرر فمن أمثلة ذلك قول (الصدق الصدق فإنه خصلة المؤمن) حيث يعرب الصدق  الأول بأنه مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره (الزم)، بينما الصدق الثاني يعرب توكيد لفظي منصوب بالفتحة.

المغرى به معطوف عليه

كما يأتي المغرى به منصوب فإنه في أحيان أخرى يأتي معطوف عليه مثل (أيها المسلمون الصلاة والصدقة)، وهنا :

  • تعرب الصلاة:  مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره (الزم) (معطوف عليه).
  • أما الصدقة تعرب (معطوف منصوب بالفتحة الظاهرة)،

والجدير بالذكر أن المغرى به إذا جاء مفرد يعرب (مفعولاً به لفعل محذوف جوازاً)، ولكن إذا جاء معطوف عليه أو مكرر يكون حينها مفعولاً به لفعل محذوف وجوباً.

ومن أمثلة المغرى به المعطوف عليه ذكر المغرى به معطوف عليه بمغرى عليه آخر مثل قول (البر بالوالدين وطاعتهما)

  • إذ أتى البر مفعول به منصوب على الإغراء لفعل محذوف وجوبًا تقديره الزم.
  • أما الوالدين فتعرب جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف وجوبًا.
  • الواو حرف عطف مبني على العطف لا محل له من الإعراب.
  • أما إعراب طاعتهما فهو معطوف على البر منصوب مثل البر.

بما يدل على أن الاسم المغرى به دوماً ما يعرب منصوب وهو ما يتوقف حذف الفعل الناصب له على أسلوب الإغراء وحالته، ففي حالة كان ذلك الأسلوب ورد على صورة الإفراد يحذف الفعل الذي ينصب الاسم جوازاً.

بينما إن أتى على أحد صور العطف أو التكرار يحذف حينها الفعل وجوباً لكون العطف والتكرار قد قاما مقام الفعل المحذوف ولا جواز للجمع فيما بين العوض والمعوض عنه.

أسلوب الإغراء والتحذير في القرآن

القرآن الكريم وآياته العظيمة من أكثر ما يمكن عرض أمثلة لإيضاح أسلوب الإغراء والتحذير من خلالها والتي توضح كيفية استخدام ذلك الأسلوب وطريقة إعرابه وقد ورد إجماع من قبل دارسي وخبراء اللغة العربية أنها تتبع أسلوب الإغراء والتحذير مصدرها القرآن الكريم .

من بينها ما ورد في قوله تعالى (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا)، “الشمس: 13″، حيث تعرب كلمة ناقة بأنها اسم منصوب، أما في الإعراب فهي مفعول به منصوب لفعل محذوف وجوبًا تقديره احذروا، ففي تلك الآية الكريمة أسلوب تحذير. [3]

كما ورد في الشعر مثال على أسلوب الإغراء والتحذير في قول أبي العتاهية: [4]

إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة

وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه

إذ أن لفظة إياك في بيت الشعر ذاك أتت دالة على التحذير وتعرب (ضمير نصب منفصل مبني في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوبًا تقديره أُحذّر)، وهناك مثال إيضاحي آخر وهو (الإخلاصَ والنزاهةَ في البيع يا أيها التجار)، حيث أتى لفظي النزاهة والإخلاص تدلان على أن الجملة تتضمن أسلوب حث وإغراء نحو الالتزام بتلك الصفات المحمودة فالأولى تعرب مفعول به منصوب، والثانية اسم معطوف. [1]