معجزات سورة الدخان
سورة الدخان ومعجزاتها
سورة الدخان هي من
اسماء سور القرآن
المكية ، جاء فيها العديد من معجزات الله عز وعلا ، كما يلي :[1]
تنزيل القرآن الكريم
يقول تعالى : ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِين ” ، والمقصود هنا هو القرآن الكريم ، فلقد أنزله الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، في ليلة القدر ، في شهر رمضان الكريم ، ويعد القرآن الكريم اكبر المعجزات التي أتى بها رسول الله خاصة عند معرفة
مراحل جمع القران الكريم
لجميع
اجزاء القران الكريم بالترتيب
،، ومعرفة على
اي اساس رتبت سور القران
دخان السماء
بداية ولمعرفة
معاني اسماء سور القران الكريم
لابد من معرفة المعجزات التي تصفها ، اما عن سورة الدخان وهو اسم السورة الكريمة ، وقد اختلفَ العلماءُ في معنى كلمة الدخان المذكورة في السورة الكريمة على عدة اراء ، فمنهم من اتجه إلى تفسير الدخان على انه كان دعوة على قوم قريش حينَ دعا الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، على قومه أن يؤخذوا بسنين كيني يوسف عليه السلام ، فأصابتهم المجاعة .
كانوا كلما نظروا للسماء رأوا دخان يصيبهم من شدة الجوع والعطش ؛ كما وردَ في الحديث الذي رواه ابن جرير عن مسروق قال : “كنَّا جلوسًا عندَ عبد الله وهو مضطجعٌ بينَنا فأتاه رجلٌ فقال : إنَّ قاصًّا يقصُّ عندَ أبواب كِندةَ ويزعمُ أنَّ آيةَ الدُّخانِ تجيء فتأخذُ بأنفَاسِ الكفارِ ويأخذُ المؤمِنينَ منهُ كهيئةِ الزُّكام فجلسَ عبد الله وهو غضبَانُ فقال
: يا أيُّهَا الناسُ اتقوا الله فإن اعلمكم من علمَ شَيئًا فيقله ، ومن لم يعلمْ فليقُلِ : الله أعلمُ ؛ فإنَّهُ أعلمُ لأحدِكم أَنْ يَقول لمَا لا يعلم : اللهُ أعلمُ ؛ قالَ الله جلَّ وعلا لنَبيِّه صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم : ” قلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ” فرسُولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، لمَّا رأى مِنَ الناسِ إدبارًا قالَ : ” اللَّهمّ سَبعًا كسَبعِ يوسُفَ ” فأخَذتهم سنةٌ حتَّى أكلُوا المَيتةَ والجلود ويَنظرُ أحدُهُم إلى السَّماءِ فيرى كَهيئةِ الدخانِ فجاءَه أبو سُفيانَ فقالَ : يا محمَّد، إنَّكَ جئتَ تأمرُ بطَاعةِ اللهِ وصلَةِ الرَّحم وإنَّ قومَكَ قد هلَكُوا مِن جوعٍ فادْع اللهَ لهم ، فيقول اللهُ تعالى : ” فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ” ، إلى قولِه : “يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ” .
فيقال ان البَطشةُ يومُ بدرٍ، وقد مضت آيَة الدُّخان والبَطشةِ واللِّزامِ والرُّومِ ” ، وقد وافقَ ابنُ مسعود على تفسير الآيةِ بهذا التفسيرِ وكذلك وافقهُ جماعةٌ من السلف كمجاهد وإبراهيم النخعي .
والرأي الآخر يميل إلى ان الدخان من علامات الساعة ؛ وقد قال سليمان بن مهران الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق ، قال دخلنا المسجد اي مسجد الكوفة ؛ فإذا رجل يقص على أصحابه : ” يَوْم تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُبِين ” . أتدرون ما ذلك الدخان ؟ ذلك دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمنين منه شبه الزكام .
فتنة قوم موسى
يقول تعالى : ” وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ” . وقوم فرعون ، هم قوم موسى عليه السلام حيث يبين الله أنه جل وعلى فتن قوم موسى ؛ إذ جعل موسى يتربى في بيت من كفر بالله وقتل الصبيان وتحية البنات ، وتلك من معجزات الله في نبيه موسى ، فأرسل الله موسى لبني إسرائيل نبيا ليؤمنوا به .
فيقول تعالى في سورة الدخان : ” أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ” ، اي ان موسى دعا قومه أن يؤمنوا به ، ولكنهم رفضوا ، فدعا عليهم موسى ، وأمره ربه أن يمشي ليلا بمن آمن معه ، ونجاهم الله من عذاب فرعون ، ولقد فضلهم الله على غيرهم من العباد وآتاهم من الخيرات والفضل .
كما يقول تعالى : ” وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مبين ” ،اي هذه النعم كانت اختبار وفيها بلاء من الله لمن يصبر عليه ، فكذب بني إسرائيل بيوم القيامة ، فأهلكهم الله جل وعلا .
هلاك سبأ
وقد قارن الله عز وجل بين بني اسرائيل وقوم سبأ في الآية التي تقول : ” أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ” ، وقوم تبع هم سبأ حيث اهلكهم الله وخرب بلادهم وشردهم لأنهم اشتركوا ونكروا البعث .
وهنا شبه بني إسرائيل فقد كانوا عربا من قحطان وهؤلاء عرب من عدنان ، وقد كانت حمير وهم سبأ كلما ملك فيهم رجل سموه تبعا كما يقال كسرى لمن ملك الفرس ، وفرعون لمن ملك مصر كافرا ، وغير ذلك من اعلام الأجناس .
عذاب القيامة
يتوعد الله تعالى الكافرين والمشركين ، بأن موعدهم يوم القيامة ، فيقول تعالى : ” إِنَّ يَوْم الْفَصْل مِيقَاتهمْ أَجْمَعِينَ ” ، ويوم الفصل هو يوم القيامة ، يفصل الله فيه بين خلقه ، فيعذب الكافرين ، ويصيب المؤمنين .
ويبدأ وصف يوم القيامة ، بأنه لا يغني قريب عن قريبه ، فيقول جل وعلا : ” فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ” ، اي لا يشفع لها لأخيه ولا أبا لابنه ، الا من أحاطت رحمة الله به .
ويبين الله عذابه الكافرين فيقول : ” إِنَّ شَجَرَة الزَّقُّوم طَعَام الْأَثِيم ” ، والاثنين هو الكافر وشجرة الزبون طعام الفاجر ، ولو وقعت قطرة من هذه الشجرة في الأرض لأفسدت على أهل الارض عيشتهم ، فهي كالحمم البركانية التي تغلي في بطون الكفار .
وماذا بعد اطعام شجرة الزقوم لمن كفر بيوم البعث ، فيقول تعالى : ” خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيم ” ، اي يأخذ ملائكة النار ويسمون الزبانية ، يسحبون الكافر ويسوقوه دفعا في ظهره إلى العذاب ، ثم يصبوا فوق رأسه الحمم والنار فيضرب الملك الكافر على رأسه بمقمعة من حديد فتفتح دماغه ، ثم يصب الحميم على رأسه فينزل في بدنه فيسات ما في بطنه من أمعائه حتى تمرق من كعبيه .
فضل قراءة سورة الدخان
فضل سورة الدخان
كثير وفيما يلي بعض الأحاديث النبوية المثبتة لذلك :[2]
الأمان يوم القيامة
فعن أبو جعفر عليه السّلام قال : ” من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله ، بعثه اللّه من الآمنين يوم القيامة تحت عرشه ، وحاسبه حسابا يسيرا ، وأعطاه كتابه بيمينه ” .
المغفرة والراحة
فقد روي عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال : ” من قرأ هذه السورة كان له من الأجر بعدد كل حرف منها مائة ألف رقبة عتيق ، ومن قرأها ليلة الجمعة غفر اللّه له جميع ذنوبه ومن كتبها وعلقها عليه أمن من كيد الشياطين ، ومن جعلها تحت رأسه رأى في منامه كل خير ، وأمن من قلقه في الليل ، وإذا شرب ماءها صاحب الشقيقة برأ ، وإذا كتبت في موضع فيه تجارة ربح صاحب الموضع ، وكثر ماله سريعا ” .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : ” من قرأها ليلة الجمعة غفر اللّه له ذنوبه السابقة ومن كتبها وعلقها عليه أمن من كيد الشياطين ، ومن تركها تحت رأسه رأى في منامه كل خير ، وأمن من القلق ، وإن شرب ماءها صاحب الشقيقة برأ من ساعته وإذا كتبت وجعلت في موضع فيه تجارة ربح صاحبها وكثر ماله سريعا ” .
الأمن والمهابة
حيث قال الإمام الصادق عليه السّلام : ” من كتبها وعلقها عليه أمن من شر كل ملك ، وكان مهابا في وجه كل من يلقاه ، ومحبوبا عند الناس ، وإذا شرب ماءها نفع من انعصار البطن ، وسهل المخرج بإذن اللّه ” .
استغفار الملائكة لقارئها
في الدر المنثور : عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : ” من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفرون له سبعون ألف ملك ” .