إسهامات العلماء المسلمين في علم الجغرافيا
علماء الجغرافيا المسلمين واسهاماتهم
شارك العلماء المسلمون في استكشافات وملاحة مكثفة خلال القرنين التاسع والثاني عشر ، بما في ذلك الرحلات عبر العالم الإسلامي ، بالإضافة إلى مناطق مثل الصين وجنوب شرق آسيا وجنوب إفريقيا، وقد شارك أيضا العديد من العلماء في
الجغرافيا البشرية
.
وساهم العديد من العلماء المسلمين في تطوير الجغرافيا ورسم الخرائط ، ومن أبرزهم الخوارزمي وأبي زيد البلخي (مؤسس مدرسة بلخي) والمسعودي وأبو ريحان بيروني ومحمد الإدريسي.
ورعى الخلفاء العباسيون في بغداد الجغرافيا الإسلامية. كانت رعاية الخليفة العباسي المأمون ، الذي حكم من 813 إلى 833 تأثيرًا مهمًا في تطور رسم الخرائط ، حيث كلف العديد من الجغرافيين بإعادة قياس المسافة على الأرض التي تتوافق مع درجة واحدة من خط الطول السماوي. [1]
وهكذا نتج عن رعايته تنقيح تعريف الميل الذي يستخدمه العرب (mail بالعربية) مقارنة بالملعب المستخدم في العالم الهلنستي، كما مكنت هذه الجهود المسلمين من حساب محيط الأرض، كما أمر المأمون بإنتاج خريطة كبيرة للعالم ، والتي لم تنجو على الرغم من أنه من المعروف أن نوع إسقاط الخريطة الخاص بها كان مبنيًا على مارينوس صور وليس بطليموس. [2]
لذا ورث رسامو الخرائط الإسلاميون كتاب المجسطي والجغرافيا لبطليموس، وفي القرن التاسع أثارت هذه الأعمال الاهتمام بالجغرافيا (خاصة المعاجم الجغرافية) ولكن لم يتم اتباعها باستعباد.
بدلاً من ذلك ، اتبعت رسم الخرائط العربية والفارسية الخوارزمي في تبني إسقاط مستطيل ، وتحويل خط الطول الرئيسي لبطليموس عدة درجات باتجاه الشرق ، وتعديل العديد من الإحداثيات الجغرافية لبطليموس. بعد تلقي الكتابات اليونانية مباشرة وبدون وساطة لاتينية ، لم يستخدم الجغرافيون الفارسيون والعربيون خرائط T-O.
وفي القرن التاسع ، استخدم عالم الرياضيات والجغرافيا الفارسي حبش الحسيب المروزي أساليب حساب المثلثات الكروية وأساليب إسقاط الخريطة من أجل تحويل الإحداثيات القطبية إلى نظام إحداثيات مختلف يتمحور حول نقطة معينة على الكرة ، في القبلة اتجاه مكة، ومن
أشهر الجغرافيين العرب
: [3]
أبو ريحان بيروني (973-1048)
وهو من
افضل علماء الجغرافيا في التاريخ الاسلامي
،
حيث طور لاحقًا أفكارًا يُنظر إليها على أنها توقع لنظام الإحداثيات القطبية. حوالي عام 1025 ، وصف إسقاطًا قطبيًا متساوي السمتي لمسافة متساوية للكرة السماوية.
ومع ذلك ، تم استخدام هذا النوع من الإسقاط في خرائط النجوم المصرية القديمة ولم يتم تطويره بالكامل حتى القرنين الخامس عشر والسادس عشر .
أبو زيد البلخي
وفي أوائل القرن العاشر ، أسس أبو زيد البلخي ، الأصل من بلخ ، “مدرسة بلخي” لرسم الخرائط الأرضية في بغداد، كما كتب الجغرافيون في هذه المدرسة على نطاق واسع عن الشعوب والمنتجات والعادات الخاصة بالمناطق في العالم الإسلامي ، مع القليل من الاهتمام بعالم غير المسلمين.
وأنتجت “مدرسة بلخي” ، التي ضمت جغرافيين مثل استاخري والمقدسي وابن حوقل ، أطالس عالمية ، تحتوي كل واحدة منها على خريطة للعالم وعشرين خريطة إقليمية. [4]
أشهر إسهامات علماء المسلمين في الجغرافيا
لازالت إلى الأن مؤلفات المسلمين في علم الجغرافيا تحتل الصدارة حتى الأن، لأن المعلومات الموجودة في كتب التراث تزيد وتتضاعف خاصة في الجغرافيا التاريخية واثبتت صحتها.
لأن الجغرافيا هي علم بدأ قبل ظهور الإسلام، ولكن كان من أهم نتائج العرب الأوائل ومعارفهم الفلكية وكانت تلك الإسهامات هي أهم أسباب تقدم علم الجغرافيا، فالعرب الذين أكتشفوا علم الجغرافيا في البداية من اليونانيين خاصة إسهامات بطليموس في علم الجغرافيا، وما أن تعلموا حتى تفوقوا على أساتذتهم في هذا العلم كعادتهم دائماً ومن أشهر
اسهامات علماء العرب والمسلمين
ما يلي:
إثبات كروية الأرض
تعد إثبات كروية الأرض من أبرز الإسهامات وأولها، حيث كان الإغريق في بداية الأمر يعتقدون أن الأرض ما هي إلا قرص مسطح على شكل دائري وتحيط به مياه المحيطات من كافة الجوانب، ويعد هكتاسيوس والملقب بأبو الجغرافيا الإغريقية وذلك في سنة 500 قبل الميلاد هو أول من رسم خرائطه على أساس أن الأرض قرص مستدير، إلى أن جاءت الدولة الرومانية اعترضت ورفضت تلك الفكرة رفضاً تاماً، حيث أشارت إلى أن العالم في كله يشبه العجلة وأن مياه المحيطات هي التي تحيط به من كافة الجهات، إلى أن جاءت الحضارة الإسلامية وعملت على إحياء تلك النظرية التي تشير إلى كروية الأرض. [5]
ساهم المسلمون في ظهور كتب الجغرافيا
يعد كتاب جغرافيا بطليموس واحداً من أهم الكتب الأساسية التي اعتمد عليها العلماء المسلمون في وضع أهم قواعد علمهم في الجغرافيا، ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على تصحيح المعلومات التي وردت في كتاب بطليموس خاصة الأخطاء الخاصة بالأطوال والعروض.
ومن أهم تلك الأخطاء التي وردت بكتاب الجغرافيا لبطليموس أنه بالغ بشدة في تحديد الطول الخاص بالبحر المتوسط وجعل أيضًا كلا من المحيط الهندي والمحيط الهادي بحيرة، بل وقام بوصل جنوب آسيا بـ جنوب إفريقيا ، كما أخطأ في تحديد مكان بحر قزوين والخليج العربي وهو ما يمثل خطأً فادحًا لا يغتفر.
وقد صحح العلماء المسلمون كل الأخطاء المذكورة سلفاً، ثم تركوا للعالم كتبهم الجغرافية التي كتبت على يد أبرز العلماء الجغرافيين وأشهر الرحالة المسلمين لفترة طويلة امتدت طوال خمسة قرون.
ساهم علماء المسلمين في ظهور علم الخرائط
تعد ظهور الخرائط الإسلامية من أبرز إسهامات العلماء المسلمون وأهم تلك الخرائط خريطة الإدريسي، وتعد تلك الخرائط هي أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط طوال فترة العصور الوسطى، فلم تُرسم قبلها أي خرائط أدق منها وذات تفاصيل أوسع وأكثر شمولاً.
وكان الإدريسي يجزم ويؤكد على كروية الأرض، ويعد أول من أثبت أن الأرض كروية وهو الخليفة العباسي المأمون، فهو أول من قام بمحاولة دقيقة لقياس أبعاد الكرة الأرضية، حيث جمع كافة علماء الفلك والجغرافيا وكان على رأسهم سند بن علي، والعجيب خاصة في تلك الفترة القديمة أن النتائج كافة جاءت دقيقة بل وقريبة جداً إلى ما وصل إليه علم الجغرافيا المعاصر.
اكتشاف خطوط الطول ودوائر العرض
ويُعد المسلمون أول من وضع رسومات خطوط الطول ودوائر العرض على خريطة الكرة الأرضية، وقد وضعها العالم أبو علي المراكشي سنة 1262 ميلاديًّا و660 هجريًّا، وذلك لكي يستدل المسلمون على الساعات المتساوية في بقاع الأرض للصلاة.
إسهامات علماء المسلمين في تطور أدوات الملاحة
حيث ذكر فاسكو دي جاما في كتبه ومذكراته أن الملاحين العرب الذين قابلهم خلال رحلته كانوا يحملون معهم بوصلات متطورة حتى يوجهون بها السفن بالإضافة إلى خرائط بحرية آلات رصد، وأنه استعان بهم لإتمام رحلاته وأرسل بعض خرائطهم إلى الملك مانويل وذكر أن هناك ملاحًا مسلمًا هو من قام بقيادة سفينته من مالندي وصولاً إلى كالكوتا في الهند.
كما قاد العالم الجغرافي العربي ابن ماجه سفينة فاسكو دي جاما أيضاً، وقال أنه أول من ظهرت البوصلة على يديه، ومن الملاحظ أن كافة خرائط المسلمين مثل خرائط الإدريسي وخريطة المسعودي وتبين بوضوح الاتصال بين المحيط الهندي والمحيط الأطلسي حول إفريقيا.
العلماء العرب أصحاب ا
كتشاف أمريكا الشمالية
يعد من أهم الأسباب التي أدت إلى شهرة علماء العرب المسلمين اكتشافهم لكل من الأمريكتين وقارة أستراليا كما اكتشفوا القارة السادسة والمعروفة لدينا الأن بـ قارة القطب الجنوبي، على عكس ما أنجزه أو اكتشفه علماء الغرب والذي ينسب إلهم فقط كريستوفر كولومبوس واكتشافه في سنة 1492.
لأن الخريطة التي أذهلت العالم وحيرت العلماء كانت من تأليف العالم الجغرافي المسلم واسمه بيري ريس واسمه بالكامل هو محيي الدين بن محمد الريس، وهذه الخريطة والتي رسمت بدقة تنقسم لعدة خرائط منفصلة وركز على بيان شرقي المحيط الأطلسي حيث يوجد السواحل الإسبانية والسواحل الإفريقية الغربية.
أما في غرب المحيط فبمجرد النظر للخريطة ترى القارة الأمريكية وكافة سواحلها والجزر الخاصة بها وموانيها وأهم حيواناتها الموجودة بها، فضلًا عن طبيعة سكانها وهم من الهنود الحمر وهم يرعون الغنم.
تاريخ الجغرافيا الإسلامية
تشير الجغرافيا الإسلامية ورسم الخرائط في العصور الوسطى إلى دراسة الجغرافيا ورسم الخرائط في العالم الإسلامي خلال العصر الذهبي الإسلامي (مؤرخ بشكل مختلف بين القرنين الثامن والسادس عشر).
أهمية علم الجغرافيا
كبيرة، وقد
حقق الكثير من العلماء المسلمون تقدمًا كبيراً في تقاليد صنع الخرائط مما يفوق كافة الثقافات السابقة ، ولا سيما الجغرافيين الهلنستيين بطليموس ومارينوس جنبًا إلى جنب مع كل ما تعلمه المستكشفون والتجار في رحلاتهم المختلفة عبر العالم القديم والذي يطلق عليه (الأفرو – أوراسيا) ). [6]
وكانت تدور الجغرافيا الإسلامية حول ثلاثة مجالات رئيسية وأساسية وهي الجغرافيا الطبيعية والملاحة والاستكشاف، ورسم الخرائط والجغرافيا الرياضية، وبلغت الجغرافيا الإسلامية ذروتها مع محمد الإدريسي في القرن الثاني عشر. [7]
لقد بدأت الجغرافيا الإسلامية في القرن الثامن وذلك متأثرة بالجغرافيا الهلنستية وذلك جنبًا إلى جنب مع ما تعلمه المستكشفون المختلفون والتجار في رحلاتهم المختلفة عبر العالم القديم وهو ما يطلق عليه في التاريخ بـ (أفرو-أوراسيا). [8]