درجات الحب بالترتيب
ترتيب درجات الحب في اللغة العربية
في حياتنا اليومية لا ننفك بإدراج كلمة الحب والشوق وغيرهم من كلمات المشاعر الدافئة في كلامنا عن المحبوب ، والكثير من لا يعرف
ماهو الحب
، إن للحب أربعة عشر درجة مختلفة ومتفاوتة، سنجد فيهم
تعريف الحب الحقيقي
، والتي تأتي للإنسان على شكل مراحل فيمنهم من يصل إلى صفها والأخر يصل إلى أعلى درجاتها وهي كالآتي : [1]
مرحلة الهوى
أن المرحلة الأولى في
مراحل الحب
، هي الإعجاب أو بلغة العرب هي ، مرحلة الهوى والتي خلالها تميل النفس إلى الشهوة ، أو الانجذاب ، أو الإعجاب الجسدي ، أي بالعين ، ويأتي الهوى ، من فعل هوى أي سقط ووقع ، مما يبين معنى الوقوع في الحب .
مرحلة الصِّبوة
وهذا التعبير يعبر عن تلك المرحلة التي تكون حافلة بالغزل بين الرجل والمرأة ، وهي بداية تلاقي الكلمات والحديث والغزل من
رسائل الحب
والاشتياق ، وخلال هذه الفترة نشهد على ما يسمى فترة «الجهل» بحيث يقوم كلا من المحبوب والحبيب بأفعال ليس لها علاقة بعمرهما ، كما لو كانا مراهقين طائشين ، فيطلقان العنان لحبهما ، فيتغازلون ويرسلون الكثير من رسائل حب واشتياق .
مرحلة الشغف
الشغف وهو ثالث مراحل الحب ، وكذلك هو بداية الحب لا اكثر ، وهو المرحلة التي تلامس فيها مشاعر الحب القلب ، ويبدأ الحبيب والمحبوبة بالتفكير في بعضهما الآخر ومراعاة كل شئ محبب للآخر وفعله لينال الرضا .
مرحلة الوجد
وتأتي من الفعل وجد ، أي حزن لفلان وشكاه وسهر من أجله وهذه هي السمات الخاصة بهذه المرحلة ، وهنا العاشق لا يمكنه التوقف عن التفكير بالآخر فصورته تهيمن على عقله وقلبه وبالتالي فان مشاعر الحزن تسيطر عليه حين يبتعد عنه فيسهر شاكياً حاله لكل من يستمع إليه ، أو للطبيعة من حوله .
مرحلة الكلف
الكلف بفتح الكاف أو بكسرها وفق قاموس اللغة كلمة ترتبط بمشاعر الولع والحب ، ولكن كلمة كَلِف تعبر عن هذه المرحلة اكثر إذا أن هذه المرحلة ترتبط بالاحتمال رغم التعب في الحب ، أي أن الرجل والمرأة وبعد الوصول إلى درجات عالية من التعلق بالأخر فإن القلب والعقل يكونان في مرحلة من الانهاك بسبب التفكير الدائم بالآخر .
مرحلة العشق
وهو التعلق الكبير وفرط الحب في عفافه وشهوته ، أي أن مشاعر الشهوة تعود وتبرز خلال هذه المرحلة وبالتالي تكون مرحلة حساسة للطرفين ، فالحب العذري وصل لدرجات عالية جداً ولكن كذلك هي حال المشاعر الجنسية ، وهذا هو
الفرق بين الحب والعشق
.
مرحلة النجوى
وهو بمعنى الحزن الذي يعود لفرض نفسه في هذه المرحلة ، فالحب قد وصل لمرحلة النضوج التام لكن الحبيب ما زال بعيداً ، والمشاعر هنا تكون من النوع الذي يجعل العاشق يشعر بالألم بمجرد التفكير بمن ملك قلبه وغيابه عنه .
مرحلة الشوق
وكلمة الشوق تعبر عن افتقاد الشيء ، ولكن تلك الكلمة وفق مراحل الحب عند العرب تكون مرحلة متقدمة جداً من الحب ، حيث هنا العاشق يتعلق بشدة بالآخر ويجد نفسه تشده إليه ولا يحتمل فراقه، فيظهر ذلك من خلال
رسائل عشق
.
مرحلة الوصب
كلمة وصب تعني الوجع والمرض والتعب والفتور في البدن ، حيث نجد هنا العاشق لا يشعر بالحزن ولكنه يشعر بالمرض من شدة الحب وغياب محبوبه .
مرحلة الاستكانة
وتعبر هذه المرحلة عن ذلك وقسوة الحب ، فالاستكانة تعني الذل والخضوع وهي المرحلة التي يحب فيها الشخص بقوة بحيث لا يمانع التضحية بكل شيء والقيام بكل ما عليه القيام به من أجل الأخر ، وكأن المراحل السابقة هي معارك متتالية مع القلب والعقل نتيجتها الاستسلام والخضوع والتمهيد لما هو قادم ، وهي من أصعب المراحل داخل
قصة حب
.
مرحلة الود
من مراحل الحب ، والود هو الحب الكثير القائم على أنقى المشاعر وأكثرها رقة أي أنها مرحلة ما بعد الخضوع بحيث تتبلور المشاعر الرقيقة والصافية تجاه الآخر وتكون في أزهى صورها .
مرحلة الخلة
وهي المحبة التي تخللت القلب فأصبحت في باطنه او في جوفه ، وفي هذه المرحلة يصبح الحبيب في مكانة مميزة ، حيث يكون الطرفين لبعضهما ولا يتشارك معهما فيهم أحد ، فالخلة ، هي زوجة الرجل .
مرحلة الغرام
وهو التعلق بالمحبوب ، حيث لا يمكن التخلص هذا التعلق ، فيكون هناك عذاب لازم وشر دائم ، أي أنه رغم جمال كل المشاعر فان الحب ما يزال يعذب الطرفين ولكنه من النوع الجميل، الذي يترجم من الصباح مع
مسجات صباح الحب
وإلى المساء.
مرحلة الهيام
أي الجنون من العشق ، وهو المرحلة الأخيرة من مراحل الحب ، حيث المشاعر هنا عديدة ومتنوعة وكثيرة وجميعها وصلت لمرحلة النضوج ، والعاشق يكون وصل لقمة الحب ،فينفجر هياماً وجنوناً .
درجات الحب في الاسلام
إن الحب من المشاعر المرهفة التي خلقها الله تعالى في قلب الإنسان ، ومعنى الحب في الاسلام له درجات كما يلي :[2]
حب العبد لله تعالى
وهو أسمى أنواع ودرجات الحب ، حيث حب ذكر الله تعالى ، فينطق اللسان والقلب بذكر الله ، ويبعث في النفس أنصاف الحق على غيره دون النظر للأمور الدنيوية ، من خلال التطلع إلى صفات الله تعالى ومحبته .
وحبّ العبد لخالقه من أعظم الأمور التي يبعثها الله في قلب من يحب ؛ فحب الله سبب لدخول الجنة ، ومُرافقة النبي صلى الله علية وسلم ، ويقول تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ؛ فإيمان العبد يدفعه لحبّ الله -تعالى- ويدعوه إليه .
حب الله تعالى لعبده
ان لمحبّة الله -تعالى- لعباده العديد من المظاهر؛ كتوفيق العبد لأداء الطاعات وبُعده عن السيئات ، واستجابة دعائه ، وحب الناس له ، ووجوب محبّته لأهل السماء ؛ وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا أحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّماءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّماءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في أهْلِ الأرْضِ) .
حب النبي صلى الله عليه وسلم
يعتبر حب النبي ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأُمور المُستمرّة في حياة الإنسان ، وليست مُقتصرة على زمانٍ مُعيّن، فيقول الرسول الكريم في حديثه الشريف : (فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ) ، اي ان محبة رسول الله وتفصيلها على خلق الله ركن من أركان الإيمان .
حب الأهل
والأهل هم الآباء والأبناء والزوجة والأخوة ، أمّا عن حق الآباء على الأبناء فهي كبيرة وعظيمة ، وقد ذكرها الله تعالى بقوله : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) ، وأما حب الرجل لزوجته فيقول الله تعالى في كتابه العزيز : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وأما عن حب المسلم لأخيه المسلم فيُعدّ علامات حُبّ الله -تعالى-، ومحبّة الله تعالى ، وأما عن حب الآباء لأبنائهم ، فهو شيء بالفطرة ، فالأبوين يحبون أبنائهم أكثر من أنفسهم .