الفرق بين الشك والريب والظن
ما هو الشك والريب والظن الفرق بينهم
-
الفرق بين الشك والريب
، لطالما أراد كثير من المفسرين معرفة الفرق بين لفظتي الشك والظن ، ووجدوا تقاربًا قويًا بينهما في المعنى ، وهو ما يبرره في اللغة العربية. - أما عن الريبة والشك بينهم اختلافات في المعنى وجاء الريب كوصف الريبة في مواضع كثيرة داخل القرآن الكريم فالشك هو تردد العقل بين شيئين أما الريبة فهي الشك ولكن بتهمة.
- أما الظن فهو يميل إلى التصديق ولكن لا يصل لليقين التام . [3]
تعريف الظن
هو عبارة عن محاولة معرفة العقل للشيء مع احتمالية حدوثه ، ويمكن أن يكون ممزوجاً مع اليقين ، وعندما نقول “غلب عليه الظن” فمعناه أنه كان الأصح والمؤكد مثلما جاء في معجم المصطلحات الفقهية، وقد يُعرف الظن بأنه عبارة عن إحتمالية جواز أمران واحد منهما يكون أوضح من الآخر.
وفي رأي آخر يمكننا أن نقول بأن الظن عبارة عن صورة من صور التصديق والذي يعتمد على الأدلة النظرية مع اختفاء نقيض له ، حيث يذكر ‘الفيروز آبادي’ عبر قاموسه في تعريف الظن “أنه يعبّر عن التردد الذي يوضح أمران يعتبران صحيحان ولكن بغير تأكيد” ، بينما يذكر الراغب في تعريف الظن “أنه يعبّر عن حدوث أمر معين ، ففي حالة تقويته ترتب عليه العلم بالشيء ، ولكن في حال ضعف هذا الأمر فهذا يعني أنه عبارة عن وهم” . [1]
الفرق بين الظن واليقين
- ووفقاً لما عرّفه الفيروز بادي فإن الظن قد يتم استخدامه في اللغة بمفهوم اليقين ، حيث يمكننا نعرف اليقين من خلال ما ورد عن العلماء ” هو المعرفة المؤكدة بالأمر ، وأي معرفة غير مؤكدة تكون ظنّ”.
- هذا بالإضافة إلى أن الظن عبارة عن يقين تدبُّر .
- ويتم استخدام الظن عندما يكون هناك شك ويقين ، ومن خلال الترجيح فإننا يمكن أن نقول بأن الظن أحد جانبي الشك.
- بينما حُسن الظن فهو عبارة عن ظهور بارز لطرف الخير عن الطرف الآخر وهو الشر .
تعريف الشك
يمكننا أن نعرف الشك بأنه عكس اليقين ، ففي المثال ” لقد شككْتُ في أمر ما” هذا يعني أنه غير متيقن حدوث هذا الأمر ، تأتي كلمة “شكوك” كجمع للشك ، ويمكن أيضاً أن نقول بأن الشك عبارة عن التردد الذي يكون بين شيئين تماثلا من حيث الترجيح .
بينما يمكن
تعريف الشك
كما ورد عند الأصوليين ” بأن عبارة عن جواز شيئان لا يرجح أحدهما على الآخر” ، بينما ذُكر عن الشك في الفلسفة القديمة من خلال ما ذكره ديكارت بأنه قام باستعمال الشك حتى يمكن اثبات ” الوهم” والذي يقوم بجذب العقل وتشتيته عند فهمه للأشياء المختلفة ، حيث اعتقد وجود شيطان يقوم بخداع البشر ويصبح لا يستطيع إدراك الأمور بصور صحيحة وواضحة ، وقال في النهاية أن الإنسان عليه أن يشك بكافة الأمور من حوله ، وظل “ديكارت” يسير بنظرية الشك إلى أن تم الوصول إلى مرحلة التفكير وهكذا نقول أنه لا يمكن إنكار وجودية التفكير .
وبهذا ووفقاً لما ورد عن “ديكارت ” والذي قام باكتشاف نظرية أو مبدأ الشك يمكن أن نعرّف الشك بأنه أمراً مؤقتاً غير دائم ، بالإضافة إلى أنه الخطوة الأولى لعملية إيجاد الحقيقة .
وهناك عدد من المواضع في القرآن الكريم والتي تم ذكر الشك بها مثل
:-
- حالة الشك في وجود الله قال تعالى: (لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ * فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ). قال تعالى: (… وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ).
- الشك في إرسال الرسل وما بلغوا من رسالات إلهية قال تعالى: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
- الشك في يوم القيامة وما يحدث به من بعث وحساب قال تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ * بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ) .
- قال تعالى: (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ) . [2]
تعريف الظن في أصول الفقه
الظن هو أن يكون بترجيح أمر من أصل أمران متماثلان في الترجيح ، هذا إلى جانب أنه من غير المقبول وجود مبدأ الظن في الإسلام ولا سيما في الاعتقادات الرئيسية ، ويمكن أن نلخص ذلك في عدد من النقاط مثل :-
- التوحيد بالله تعالى ، والإيمان برسله.
- بالإضافة إلى الإيمان بيوم القيامة وما به من بعث وحساب وعقاب.
- والإيمان بوجود الجنة والنار .
الفرق بين الظن والشك
- وعرّف الظن في أصول الفقه بأنه التأكيد القوي في الناس عن حقيقة الشيء مع عدم الوصول إلى الثقة الثابتة .
- بينما الشك هو اختلاط أمران في ذهن الإنسان ، بمعنى أن يتماثل جانبي الحكم على هذان الأمران.
- فلا يوجد ترجيح لأمر على الآخر بل تكون نسبة الترجيح متساوية ، وهكذا لا يمكن إيجاد نتيجة لأمر محدد دون الآخر.
الفرق بين الظن والحسبان
- كما ذكرنا سابقاً أن الظن عبارة عن جزء من الاعتقاد ، ولكن يمكن أن هذا الاعتقاد حسبان وبالتالي لا يكون ظن بل حسبان .
- وورد عن “أبو هلال” بأن الحُسبان أصلها حساب حيث يقال : “أَحْسَبه بالظَّن قد مات” ، وتطور هذا اللفظ واستعمل في كثير من المواضع حتى سمعي بالظن .
الفرق بين الظن والتصور
- في هذا الجزء نفرق بين مفهوم الظن والتصوّر ، حيث أن باعتبار أن الظن جزء من أفعال القلب ، يحصل في حالة وجود علامات معينة ، وهو ترجيح أحد جانبي الجواز.
- وفي حالة حصول عدد من العلامات غلبت وزادت بعض الشيء ، فاعتقد صاحبه بعض ما توجبه تلك العلامات ، يدعى هذا “غلبه الظَّن” ، ويستخدم الظن في الأشياء المعروفة والغير معروفة .
- بينما يستخدم التصور في الأشياء المعروفة فقط ، والدليل على أن العلامات أو الأعراض التي لا يتم معرفتها أو فهمها لا يمكن تصوّرها ، مثل ( العلم والقدرة) .