مؤسس الدولة العباسية الحقيقي
تُعتبر الدولة العباسية أو ما يُعرف بالخلافة العباسية هي ثالث الخلافات الإسلامية التي حدثت في التاريخ، وأيضًا تُعد من ثاني سلالة قامت بتولي الحكم الإسلامي، إذ أنه بعد أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا بد من تولية الحكم لأحد المسلمين الموثوق بهم، وكان أولهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي بدأ في الخلافة الراشدة، ومن بعدها كانت الأموية، ثم تأتي العباسية، وبعد إنتهائها قد بدأت عصور أخرى كالحكم العثماني، وقد بلغ
عدد خلفاء الدولة العباسية
الذين تولوا الحكم خلالها سبعة وثلاثين خليفةً، وظلت الدولة العباسية قائمة إلى حوالي خمسة قرون، وتم تقسيمها إلى أربعة عصور، وقد اتسم الأول بالازدهار بينما في العصور الأخرى قد بدأ الضعف والانهيار.
يعد أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية
إن (أبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ) هو الخليفة الثاني للدولة العباسية، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه يُعتبر هو المؤسس الحقيقي لتلك الدولة، وقد تولى الخلافة بعد وفاة أخية الخليفة الأول (عبد الله بن محمد بن علي العباسي) والذي اُشتهر (بأبي العباس)، وقد قام الخليفة عبد الله بأمر نقل الولاية إلى أخيه أبو جعفر على مناطق (الجزيرة، أرمينية، أذربيجان)، ولكن الخليفة عبد الله قد توفي بعد فترة قصيرة من توليه الخلافة تاركًا مسئولية تأسيس الدولة العباسية لأبي جعفر، ولذلك تم اعتباره المؤسس الحقيقي لها وصاحب أكبر
انجازات الدولة العباسية
. [1]
خلفاء
الدولة العباسية
لقد تولى الخلافة العباسية العديد من القادة الناجحين، ولكن خلفاء العصر العباسي الأول عملوا على ازدهار وتنمية الدولة، في حين أن خلفاء العصور العباسية الأخرى لم يتمكنوا من المحافظة على ما بناه أسلافهم، مما أدى إلى انهيار الدولة العباسية، وفيما يلي بعض أسماء
خلفاء الدولة العباسية بالترتيب
:
أسماء خلفاء العصر العباسي الأول
في التالي ذكر أسماء الخلفاء في العصر الأول:
- أبو العباس السفاح.
- أبو جعفر المنصور.
- المهدي.
- الهادي.
- هارون الرشيد.
- الأمين.
- المأمون.
- المعتصم بالله.
- الواثق بالله.
أسماء خلفاء العصر العباسي الثاني
من أسماء خلفاء العصر العباسي الثاني التالي:
- المتوكل على الله جعفر بن المعتصم.
- المنتصر بالله محمد بن المتوكّل.
- المستعين بالله أحمد بن المعتصم.
- المعتز بالله محمد أبو عبد الله بن المتوكّل.
- المهتدي بالله محمد بن الواثق بن المعتصم.
- المعتمد على الله أحمد بن المتوكّل بن المعتصم.
- المعتضد بالله أحمد بن الموفق طلحة بن المتوكّل.
- المكتفي بالله أبو محمد على بن المعتضد.
- المقتدر بالله أبو الفضل جعفر بن محمد.
- القاهر بالله أبو منصور محمد بن المعتضد.
- الراضي بالله أبو العباس محمد بن المقتدر بن المعتضد.
- المتقي لله أبو إسحاق إبراهيم بن المقتدر.
- المستكفي بالله أبو القاسم عبد الله بن المكتفي.
أسماء الخلفاء الرئيسيين
لم يكن جميع الخلفاء في العصر العباسي مؤثرين بنفس الدرجة، فمنهم من قام ببعض الأعمال التي أدت إلى تقدم ذلك العصر، ومنهم من لم يستطع التأثير في الخلافة العباسية، ومن أهم الأشخاص الرئيسيين والمؤثرين ما يلي: [2]
-
المأمون.
-
هارون الرشيد.
-
المنصور.
-
مونكو.
-
المتوكل.
-
المعتضد.
-
ابو العباس السفاح.
-
الناصر.
-
المقتفي.
-
المكتفي.
مدة حكم
الدولة العباسية
لقد ظلت الدولة العباسية قائمة منذ عام 750 ميلاديًا إلى عام 1258 ميلاديًا أي حوالي 500 عام، وهو العصر الذي خلف العصر الأموي، وقد قام العباسيون بتأسيس مدينة بغداد (السلام) كعاصمة جديدة لهم بدلًا من سوريا، وبعد ذلك أنشأوا مدينة جديدة شمال بغداد تُسمى سمراء، وقد
كانت أول ثلاثة قرون من الحكم العباسي بمثابة العصر الذهبي حيث عملت فيه بغداد وسامراء كعاصمة تجارية وثقافية في العالم الإسلامي،
وأثناء تلك الفترة ظهر أسلوب مميز، كما تم العمل على تطوير تقنيات حديثة وقد امتدت لتشمل كافة أنحاء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى أنها كانت مؤثرة بصورة كبيرة على الفنون والهندسة المعمارية الإسلامية. [3]
نهاية
الدولة العباسية
بعد ازدهار الدولة العباسية وحضارتها وخاصة في عصر الخليفة الثاني بدأت قوتها تتراجع وتقل كثيرًا، حتى أدى إلى نهايتها وسقوطها، وترجع
أسباب سقوط الدولة العباسية
إلى التالي: [4]
في الوقت الذي قامت فيه الإمبراطورية البيزنطية بمقاتلة الدولة العباسية في سوريا والأناضول، كان تركيز العمليات العسكرية العباسية على الخلافات الداخلية، بحيث كان الحكام يحاولون الحصول على أكبر قدر من الاستقلالية فاعتمدوا على قوتهم لجعل مناصبهم تنتقل بالوراثة إلى أبنائهم، وفي ذات الوقت قامت عدة فئات من الدولة بالانفصال عنها لتكوين سلطة خاصة بهم في عام 793م،
ثم عمل البربر على إقامة (الخوارج) دولة مستقلة في شمال إفريقيا وكان ذلك في عام 801 م، وبعد ذلك أصبحت أحد عائلات الحكام العباسيين في العصر العباسي مستقلة بصورة متزايدة إلى أن أسسوا إمارة (الأغالبة) في الثمانينيات، وفي خلال خمسين عامًا صار الإدريسيون في المغرب العربي، والأغالبة في إفريقية، والطولونيون والإكشيديون في مصر مستقلين في قارة إفريقيا.
وفي ستينيات القرن التاسع عشر، قام الحكام المصريون بإنشاء إمارة خاصة بهم وهي الطولونية والتي تم تسميتها بذلك الاسم نسبة لمؤسسها أحمد بن طولون، وبدأوا يحكمونها في سلالة منفصلة عن الخليفة العباسي، أما في المناطق الشرقية فقد عمل الحكام المحليون على تقليل روابطهم بالحكم العباسي المركزي، وفي عام 900 م، قام العباسيون بالسيطرة على وسط بلاد ما بين النهرين وحسب، وهكذا بدأت الإمبراطورية البيزنطية في احتلال غرب الأناضول مرة أخرى.
ثم قام الخلفاء الفاطميون بالسيطرة على المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وظلوا في توسع على مدار 150 عامًا، وقاموا بالاستيلاء على مصر وفلسطين، وفي تلك الأثناء تحدى العباسيون الحكم الفاطمي ووقفوا في وجههم وحاصروهم في مصر، بحلول العشرينيات من القرن التاسع عشر سيطرت إحدى الطوائف الشيعية على مصر في عام 969 م، وأنشأوا عاصمتهم على مقربة من الفسطاط في القاهرة، والتي كانت بمثابة الحصن لتعليم المبادئ الشيعية والسياسة الخاصة بهم، وفي عام 1000 م أصبح الشيعة يمثلون التحدي السياسي والأيديولوجي الرئيسي للإسلام السني العباسي، وفي تلك المرحلة قامت الأسرة العباسية بالانقسام إلى عدة ولايات مستقلة.
ومنذ أن انفصلت السلالة الفاطمية عن الدولة العباسية وحتى عام 1171 م كان الشيعة قد أنشأوا عدة سلالات مستقلة من الخلفاء في
المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، وفلسطين، أما خارج دولة العراق فقد صارت كافة المحافظات المستقلة دولًا لها حكام وراثيين وجيوش وعائدات، وفي القرن الحادي عشر ظل فقدان احترام الخلفاء العباسيين سائدًا، إذ أن بعض الحكام المسلمين لم يقوموا بذكر اسم الخليفة في خطبة الجمعة، وحتى أنهم شطبوه من عملاتهم، وبهذا انتهت السلطات السياسية للعباسيين إلى درجة كبيرة، وكان هذا مع صعود البويهيين والسلاجقة الأتراك في عام 1258 م، وفي حين افتقار العباسيون إلى السلطة السياسية، إلا أنهم استمروا في المطالبة بالسلطة والتحكم في الأمور الدينية حتى بعد القيام بالفتح العثماني لمصر عام 1517.