الحكمة من العدة بعد وفاة الزوج
تُعد العدة شرعًا من الله سبحانه في حق السيدة بعد الطلاق، الخلع، والوفاة واجبة التنفيذ بدليل من الله في كتابه العزيز {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} سورة البقرة [228]، وفي سورة الطلاق قال تعالى {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ، كما أكد على ذلك أيضًا في حديث شريف عن صحيح مُسلم، ونرى الحكمة من العدة بعد وفاة الزوج في كونه تكريمًا للمرأة وإظهار الاحترام للزوج السابق وبالتالي العلاقة بأكملها فلا يجوز إن تتزوج السيدة الفضلة عُقب موت زوجها مباشرة لما فيه من إهانة للعشرة والعلاقة التي كانت بين الزوجين والتي ترتكز عل الوفاء.
تكمن الحكمة من العدة في العديد من الأمور منها استبراء الرحم للبعد عن مشكلة اختلاط الأنساب، ولكن الكثير من فقهاء الدين يرون إن وجوب العدة أمرًا عبادي ورباني حتى وإن لم يُرضي تفكيرك 100% لابد من تنفيذه فـهي تشريعات صريحة لابد من الإيمان بها ثقةً في حكمة الله سبحانه وتعالى التامة حتى إذ لم تستطيع فهم علتُها، ويُمكنك التعرف على
دعاء لزوجي المتوفي
.
حكم خروج المرأة بعد وفاة زوجها
لا يجوز للمرأة المتوفى زوجها إن تخرج من منزلها إلا في حالة الضرورة القصوى؛ وذلك تأكيد لـ رواية مُسلم عن جابر رضي الله عنه قال: طلقت خالتي فأرادت أن تجذ نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال “بلى فجدي نخلك فإنك عسى أن تصدقي، أو تفعلي معروفا”.
ويجوز للمرأة إن تخرج من بيتها في حالة إن أرادت شراء مستلزمات منزلها مثل الطعام، أو العمل كما يُمكن إن تزور جيرنها للحديث التقليدي معهم ولكن لا يجو إن تبيت عندهم بل لابد من إن تعود إلى منزلها في النوم، وأضاف بعض الفقهاء إنه يجوز إن تخرج أيضًا لطلب العلم ولكن في الضرورة بعد رفض طلب الإجازة مع أهمية الرجوع إلى المنزل للمبيت.[1][2]
حكم العدة في غير بيت الزوج
طبقًا لـ جمهور الفقهاء قالوا إن مكان العدة بعد الموت هو بيت الزوجية التي كانوا يسكنون فيه قبل المفارقة حيث تستتر عن جميع المحرمات حتى وإن مات الزوج بعيدًا عن بيته لابد من أن تعود مرة أخرى إلى المنزل الذي كان يجمعهم حيث قال الله تعالى في بداية سورة الطلاق وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ .
ولكن يجوز إن تعتد الزوجة المتوفى زوجها في بيتًا أخر في حالة وجود عُذر قوي مثل الخوف من اللصوص أو عدم القدرة على استأجر المنزل.[3]
عدة المرأة العجوز المتوفى زوجها
تُعد العدة من الأحكام الواجبة على كل امرأة سواء إن كان عجوزًا أم لا؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى لم يُحدد بل عمم الزوجات والأزواج؛ لذت لابد على كل زوجة مات زوجها أن تعتد 4 أشهر و10 أيام هجرية، ونرى في
الحكمة من مشروعية العدة
ما يلي:
- التنويه بمكانة أمر النكاح والرابط المُقدس الذي لا ينفك بسهولة ولكنه عُقدًا بين الطرفين حيث يقول ابن تميمة إن عدة الوفاة حرم لانقضاء النكاح ورعاية لحق الزوج.
- إظهار الحزن يُفيد بعفة وصون المرأة لـ زوجها حتى وإن كانت كبيرة في السن.[4]
شروط العدة للمتوفى زوجها
تتمثل عدة الزوجة المتوفى زوجها في أربعة أشهر وعشرة أيام بعد موت الزوج مباشرة، وذلك في حالة إن لم تكن حامل حيث في تلك الحالة تنقضي العدّة بعد الوضع، ونجد تأكيد على ذلك في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} سورة البقرة [234]، وفي حديثًا نبوي عن زينب بنت جحش وعن أم حبيبة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال “لا يحلٌّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تحدٌّ على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا”.
وهناك بعض الشروط التي يجب إن تُطبقها المرأة المتوفى زوجها في فترة العدة تتمثل فيما يلي:
- البُعد عن الزينة والحلي والمقصود بذلك في الإسلام البُعد عن مساحيق التجميل والكحل وغيره.
- البحث عن الحلي الذي يتمثل في الثياب الملونة والخواتم وغيرُها من الأشياء التابعة إلى الزينة، وبالرغم من ذلك ليس عليها إن ترتدي ملابس سوداء ولكن يُمكن إن ترتدي ما شاءت من اللباس التقليدي حيث في حديث عن أم عطية قالت “كنا نُنْهَى أَنْ نُحِدَّ على ميِّتٍ فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً، ولا نكتحل ولا نتطيب ولا نلبس ثوباً مصبوغاً إِلاَّ ثَوْبَ عَصْبٍ، وقد رُخِّصَ لنا عند الطُهْرِ، إذا اغتسلت إحدانا من محيضها في نُبْذَةٍ مِنْ كُسْتِ أظفار، وكنا نُنْهَى عن اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ”
- عدم صبغ الشعر؛ وذلك لأنه مظهر من مظاهر الزينة المُحرمة على المرأة في فترة العدة.
- ولكن في الضرورة لا ضرر من اللجوء إلى المحرمات على سبيل التداوي وأهمية اللجوء إليه.
متى تتزوج المرأة بعد وفاة زوجها
تستطيع المرأة المتوفى زوجها الزواج بعد أن يُمر أربعة أشهر وعشرة أيام ولكن إذا كانت حامل فتنقضي عدتها بعد وضع المولود مباشرة، ولكن في الحالة الأولى لابد من حساب أيام العدة التي تكون بالأشهر القمرية لا الميلادية وهذا ما أجمع عليه أهل الكتاب والسنة فقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} سورة البقرة [189] وقال ابن عباس رضي الله عنهما: “سأل الناس رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الأهلة، فنزلت هذه الآية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}؛ يعلمون بها حِلَّ دَيْنِهم، وعِدَّةَ نسائهم، ووقتَ حَجّهم” أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم في “التفسير”.
ونجد أيضًا في السنة حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» -يَعْنِي: ثلاثين- ثم قال: «وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» -يعني تسعًا وعشرين- يقول: مَرَّةً ثَلاَثِينَ، وَمَرَّةً تِسْعًا وَعِشرِينَ. متفق عليه، وبالإجماع اتفقت المذاهب الشرعية إن الاعتداد يكون بالأشهر الهجرية القمرية لا الميلادية.[1]
الحكمة من العدة علميا
طبقًا للدراسات الحديث أثبت إن ماء الرجل يتكون من 62 نوعًا من البروتين تختلف من رجل إلى أخر حيث لكل زوج تأثيرًا في رحم زوجته؛ لذلك في حالة إن تم الطلاق ومن ثم الزواج مباشرةً من شخصًا أخر من الممكن إن تُصاب الزوجة بمرض سرطان الرحم؛ بسبب تأثير أكثر من شخصًا في رحم الزوجة، وعلميًا إن أثر الماء من الزوج يزيل في الحيض الأول بنسبة 35%، ومن ثم في الحيضة الثانية بنسبة 67% وقد تصل النسبة تحديدًا إلى 72%، ومن ثم في الحيضة الثالثة تزال بنسبة 99.9 وهنا نرى إن الرحم قد تم تطهيره بالكامل وبات على أتم استعداد لاستقبال بصمة رجل أخر طبقًا إلى
تعريف العدة واحكامها
.
وتزيد النسبة على المرأة المتوفى زوجها؛ وذلك بسبب حزنها والكآبة التي تزيد من واقع البصمة تلك مما جعل عدة المرأة المتوفى زوجها أكثر من عدة المطلقة وأضاف شهرًا رابعًا ومن ثم تم تحديد أربعة أشهر وعشرة أيم ليزول ماء الزوج من الرحم وتستطيع الزواج.[5]