شرح قصيدة كعب بن زهير يعتذر ويمدح
كعب بن زهير شاعر عربي من القرن السابع، و
هو أول وأشهر شاعر العرب في ذلك الوقت، وقد كان كتابة الشعر أهم ما في
حياة كعب بن زهير
،
وهو ابن زهير بن أبي سلمى. زهير نفسه كان أحد مؤلفي القصائد السبع المعلقة. كان من أعظم شعراء الجاهلية. مات قبل مجيء الإسلام ، ولكن ابنه كعب كان حياً وكان له عداء على المسلمين. فكتب الشعر والهجاء على المسلمين. في النهاية أسلم أخوه فغضب أكثر حتى تجاوز الخط – بدأ يتحدث عن النساء المسلمات. واستخدم كلمات بذيئة وذهب إلى مستوى غير مقبول. بالمناسبة ، إنه ليس من قريش – لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذهب إلى المدينة المنورة. هو من قبيلة مزينة الشمالية. وكتب له أخوه بعد فتح مكة رسالة تثلج الصدر.[1]
أهم معاني قصيدة كعب بن زهير يعتذر ويمدح
تسمى قصيدة كعب بن زهير يعتذر ويمدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم باسم قصيدة “نهج البُردة”،وفي هذه القصيدة كان قد اعتذر في أبياتها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد طالب جميع الصحابة بقتله أينما رأوه، وكان أخوه قد أسلم ونصحه بأن يذهب إلى رسول الله صلى عليه وسلم ويعتذر منه ويسلم على يده، فذهب إلى الرسول واعتذر له، وقال هذه القصيدة التي يعتذر فيها ويمدح رسول الله، وقد كانت من أجمل ما قيل في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، ومن
أشهر قصائد الشاعر كعب بن زهير
.
القصيدة:
أُنْـبِـئْتُ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني *** والـعَفْوُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْ عاقلًا لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ [2]
الشرح
-
أُنْـبِـئْتُ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني *** والـعَفْوُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
معنى البيت: قيل لي أن رسول الله قد هددني ، ولكن من رسول الله العفو مأمول.
-
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
معنى البيت: تيسر، وليكن دليلك الذي أعطاك هبة القرآن التي فيها الإنذارات والتمييز!
-
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
معنى البيت: لا تحاسبني على ما قاله المشعوذون، لأنه مهما كانت الأكاذيب ضدي كبيرة ، فأنا لست مذنبًا كما يدعون!
-
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
معنى البيت: وقفت حيث رأيت وسمعت ما كان سيجعل الفيل الجبار لو وقف عوضا عني
-
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
معنى البيت: اهتز خوفا ما لم يمنحه رسول الله بإذن الله الحماية
-
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
معنى البيت: حتى وضعت حقي يده بلا جدال في يد ولي كلامه كلمة.
-
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
معنى البيت: إنه يخاف أكثر مني عندما أتحدث إليه وقيل لي ، “سيتم استجوابك ويجب أن تجيب ،”
-
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
معنى البيت: ثم أسد ، ينفجر ونهم ، إنه مخبأ في جوف أثثر ، غابة داخل غابة ،
-
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
معنى البيت: من يقوم في الصباح بإطعام جثتين من أسد يعيشان على لحم الإنسان ، ملقاة في التراب في قطع.
-
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْ عاقلًا لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
معنى البيت: من عندما يهاجم لا يُسمح له بمطابقته دون أن يحطم ،
-
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
معنى البيت: لمن يسكت نهيقه ، في وادي لا يطارد فيه الصيادون فرائسهم ،
-
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
معنى البيت: في واديه يوجد رجل أمين ، أسلحته وملابسه الممزقة تتساقط في التراب ، يلتهم لحمه.
-
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
معنى البيت: الرسول بالتأكيد سيف يُطلب منه نوره. من سيوف الله نصل هندي غير مغلف ،
-
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
معنى البيت: في جماعة قريشيس الذين قال لهم الناطق باسمهم في جوف مكة عندما أسلموا: “ارحلوا!”
-
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
معنى البيت: رحلوا ، لكن لم يرحل معهم أي من الضعفاء ، لا أحد يفر من المعركة ، لا أحد غير مستقر في السرج ، ولا أحد أعزل.
-
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
معنى البيت: أبطال متحمسون ذوو أنوف عالية ، يرتدون قمصاناً من نسج ديفيد في يوم المعركة ،
-
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
معنى البيت: بيضاء ، واسعة ، حلقاتهم متشابكة كما لو كانت حلقات نبات القفع المتشابكة.
-
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
معنى البيت: يمشون كما تمشي الجمال البيضاء عندما تراقبهم الضربات بينما تضيع السوداء المتقزمة.
-
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
معنى البيت: لا مبتهجا عندما تضرب حرابهم قبيلة ، ولا تنزعج عندما تضرب ،
-
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
معنى البيت: لا يخترقهم الرمح إلا في الحلق ، ولا ينكمشون من أحواض ماء الموت.
العبارة الأكثر أهمية والأكثر شهرة في جميع مؤلفات السيرة هي قوله: “النبي صلى الله عليه وسلم نور يسترشد به الآخرون”. وقد تأثر النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصيدة لدرجة أنه أهدى كعب شاله. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “يا كعب أضرمت الأنصار بلسانك ، فاحمدهم الآن”. فكتب كعب شعر جميل عن الأنصار. وشاعر عمر المفضل كان كعب ، وكان يقتبس كعب طوال الوقت. لذلك مات كعب مسلما وهو أشهر شاعر عصره وأسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظهر تأثير
الإسلام على شعر كعب بن زهير
، حيث كان يقتبس من القرآن.
شرح بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
لم يحظ شعر في العالم بما حظيت به قصيدة
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
، حيث اهتم بشرحها العلماء والشعراء والمسلمين كافة على مر عصورهم ، فشرحت وترجمت إلى عدة لغات ، وهي قصيدة لامية تقع في نحو 58 بيتا من البحر البسيط . [3]
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ * مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا * إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً * لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
جرت عادة الشعراء العرب ابتداء القصيدة بمقدمة غزلية كما فعل كعب هنا، وهو مباح في الإسلام سماعه إن كان بعيدا من مجون وشطط ولم يكن بامرأة معينة ‘ .
يبتدأ كعب قصيدته بذكر محبوبته التي يفترض هواها وحبها ، وما خلّفه رحيلها عنه من ألم ولوعة وشوق . [4]
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها * كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت * كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً * وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
تتمادى محبوبة كعب في هجرها له ، فكانت كعرقوب وهو رجل يضرب به المثل في الإخلاف بالوعود .
خصائص أسلوب كعب بن زهير
خصائص أسلوب كعب بن زهير
يغلب عليها:
-
غرابة بعض الألفاظ مع جودة الوصف .
-
تنوع الأساليب بين الخبر والإنشاء لتحريك الذهن وتشويق السامع والقارئ .
-
قلة الصور الخيالية لحاجة الموقف إلى الإقناع العقلي لا الإمتاع العاطفي .
-
قلة المحسنات البديعية .
-
وضوح الموسيقى في وحدة الوزن والقافية واختيار بحر البسيط
-
التأثر بالقرآن الكريم والإسلام . [5]