انواع الترجمة الشفوية

إن الترجمة الشفهية أو ما يُعرف بالترجمة الفورية تُعتبر نوعا معقداً بعض الشيء مقارنة من الأنواع الأخرى الموجودة من أنواع الترجمة إذ أنها تُعد الأصعب بين جميع الأشكال المستخدمة للترجمة، بحيث إنها تسير وفق خط متوازي مع ما يقوله المتحدث، إذ يجب ألا يتعدى فاصل التأخير الثانيتين أو الثلاث ثواني على الأكثر، وفي الغالب ما يشارك عدد لا يقل عن اثنين من القائمين على الترجمة في المناسبة التي يتم فيها استخدام الترجمة الشفوية على أن يكون أسلوبهما متشابه إلى حد كبير في الترجمة وبطريقة فعالة بحيث لا يسبب هذا أضرارًا في الجودة المُقدمة للعملية، وبالنسبة للقدرة الفسيولوجية على التحمل لدى المترجم فإن فترة التناوب في الترجمة لا تتعدى العشرين دقيقة ولذلك يجب مراعاة هذا الأمر حتى لا يؤثر ذلك على الدقة المطلوبة.

أنواع الترجمة الشفوية


إن الترجمة الشفوية هي العملية التي يتم فيها تكرار المترجم لما يقوله المتحدث بلغة مختلفة بحيث يدركها المستمع، كما أن لها عدة أشكال متنوعة تقوم على سياق واحتياجات الوضع القائم، وفيما يلي توضيح للأنواع الستة الأساسية الخاصة بالترجمة الشفوية وهي: (الترجمة المتزامنة، الترجمة المتتالية، ترجمة المرافقة / سفر، ترجمة الهمس، ترجمة الهاتف المجدول، ترجمة الهاتف عند الطلب): [3]

الترجمة المتزامنة


يجب على المترجمون في الترجمة المتزامنة ترجمة الجملة إلى اللغة المقصودة، في حين أنه في ذات الوقت يقوم بالاستماع والفهم للجملة التالية، ولكن عند النظر للمعنى الدقيق لكلمة “المتزامن” فإنها تُعد تسمية خاطئة إذ لا يمكن للمترجم الفوري البدء في الترجمة حتى يتمكن من فهم المعنى العام للجملة، كما أن الهدف من الترجمة المتزامنة ليس إعادة صياغة الجملة ولكنها تهدف إلى نقل المعنى بدقة، ولا بد من ترجمة الكلمات التي نطق بها المتحدث في خلال خمس ثوانٍ باللغة المطلوبة، ويتم استخدامها في المؤتمرات، الاجتماعات الكبيرة، المعارض التجارية إذ أنه لا يمكن في تلك المناسبات استعمال أسلوب

ترجمه عن طريق الكاميرا

.


الترجمة المتتالية


عند القيام بالترجمة الشفهية المتتالية فإن المتحدث عادة ما يتوقف كل 1-5 دقائق في نهاية الفقرة أو الفكرة الكاملة ليعمل المترجم على تقديم ما قيل إلى اللغة المطلوبة، ولهذا فمن الممكن استخدامها في المناسبات الصغيرة كاجتماعات العمل أو في المحاكم، بحيث

يتناوب متحدثو لغات متعددة ذهابًا وإيابًا في التحدث والترجمة، ولكن يجب أن يحظى المترجم ببعض

المهارات اللازمة التي تتطلبها الترجمة المتتالية كتدوين الملاحظات، إذ أن عدد قليل من الأشخاص من يستطيعون حفظ فقرة كاملة وتذكرها في جلسة استماع واحدة دون فقدان التفاصيل.

الترجمة المر

افقة / ترجمة السفر



يستطيع مترجمو المرافقين / السفر التصرف كمساعدين تقريبًا، بحيث يُعاون العملاء على التحرك والذهاب خلال تنقلهم في رحلات العمل أو السياحة، فقد يرافق أولئك المترجمون عملائهم في التوجه إلى اجتماع أو ربما يكون أكثر من واحد، فمن الممكن أن يقوم المترجمون الشفويون في الغالب بأن يصبحوا كجهات اتصال ثقافية، ومسؤولين عن كافة الأشياء بداية من طلب الطعام وحتى عقد صفقات تجارية تصل إلى ملايين الدولارات.

الترجمة بالهمس


إن الترجمة بالهمس تتشابه مع الترجمة الفورية، في حين أن المترجم الفوري لا يقوم باستخدام سماعة رأس أو ميكروفونًا، ولكنه يجلس إلى جانب الشخص أو مجموعة من الأشخاص الذي يحتاجون إلى الترجمة، ثم يقوم بالهمس أو التحدث بهدوء خلال عملية الترجمة الشفوية في اللغة المطلوبة، وذلك النوع من الترجمة يكون أصعب بكثير على صوت المترجم، وفي الغالب ما تُستخدم الترجمة بالهمس في اجتماعات العمل التي يوجد بها شخص واحد فحسب بحاجة إلى الترجمة، أو  في قاعات المحاكم بحيث يكون هناك شخص ما في الجزء الخلفي من الغرفة لديه الحاجة إلى الترجمة حتى يتمكن من فهم ما يقال.


الترجمة الهاتفية المجدولة


الترجمة الهاتفية المجدولة أو ما يسمى كذلك بـ(OPI)، أو الترجمة الفورية عبر الهاتف، وهي إما تكون في صورة متزامنة أو متتالية، إذ يقوم ذلك النوع من الترجمة الشفوية أثناء موعد معين ومحدد بحيث لا يعمل المترجم على مقابلة الطرفين شخصيًا، بل ينفذ عملية الترجمة الشفوية من خلال الهاتف، وفي حالة كان المشاركون في الاتصال موافقون على سماع صوت المترجم الشفوي فقط، فمن الممكن أن تتم الترجمة الشفوية عبر الهاتف في وضع متزامن، بينما في ما عدا ذلك فيلزم أن تكون الترجمة على التوالي، وإذا كان المترجم الفوري لا يتمكن من رؤية المتحدثين ولا يمتلك القدرة على الوصول إلى أدلة لغوية تُضيف لمعنى المتحدث وسياقه فربما تصبح دقة الترجمة الفورية عبر الهاتف أقل بكثير من غيرها، وبصورة عامة فإن إجراء الترجمة عبر الهاتف في الغالب ما يتم على وضع التوالي.


الترجمة الهاتفية عند الطلب


تُخصص الترجمة الفورية عبر الهاتف للأشخاص أو المنظمات التي لديها الحاجة إلى التواصل من خلال حواجز اللغة الموجودة بينهم على الفور، ويكون تنفيذ ذلك الشكل من الترجمة الشفهية عند اتصال أحد الأطراف بخدمة ويقوم باختيار اللغات المطلوب الترجمة منها وإليها ومن ثم سيصير متصلاً بمترجم، إذ سيأتي المترجم الفوري على الخط ويقوم بترجمة المحادثة، وفي الغالب ما تُستخدم الترجمة عبر الهاتف عند القيام بالطلب من قبل مراكز اتصال خدمة العملاء، الشركات، المؤسسات، الصيدليات، المؤسسات الطبية والقانونية التي تتعامل مع السكان محدودي الكفاءة في اللغات الأخرى ويحتاجون إلى الترجمة عند الطلب، ومن اهم فوائد الترجمة عبر الهاتف عند الطلب أنها توفر الترجمة الشفوية في بضع دقائق، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الهام ملاحظة أن المترجم الفوري يقوم بالدخول في المحادثة بشكل أعمى ولذلك فمن الممكن ألا يمتلك المعلومات الأساسية المطلوبة لجعل الترجمة ناجحة.


ما هي

الترجمة

الفورية


إن تعريف ISO الرسمي (منظمة المعايير الدولية) للترجمة هو: (تحويل رسالة منطوقة أو موقعة إلى لغة أخرى منطوقة أو موقعة، مع الحفاظ على السجل ومعنى محتوى اللغة المصدر) [1]، وفي تعريف آخر يمكن القول بأن الترجمة الشفوية هي لغة يتم استخدامها في التواصل بين اللغة المنطوقة أو لغة الإشارة بين مستخدمي اللغات المختلفة، ويلزم ألا يقوم المترجم بترجمة المعنى وتفسيره بصورة سريعة ودقيقة فحسب بل إلى جانب فيجب أن يقوم كذلك بتفسير نبرة الرسالة الأصلية وما الغرض منها إلى اللغة المُترجمة، ولذا فهي تختلف في تعريفها عن

الترجمة الأدبية

. [2]


أهمية

الترجمة

الفورية

لقد ساهمت الترجمة الفورية على تخطي حواجز اختلاف اللغات في العالم بجميع دوله، فبغض النظر عن اللغة التي ينطقها أحد الأفراد في المناسبات الهامة وغيرها أصبح من اليسير أن يفهمه الأطراف الآخرون على الرغم من عدم معرفتهم للغة المنطوقة، ومن الأسباب التي جعلت الترجمة هامة هي: [4]

  • توفير اتصال فعال بين جميع الأطراف بحيث يكون لديهم إمكانية فهم جميع الكلام.
  • تعمل على توفير الوقت عن طريق إتمام عمليات الترجمة في نفس اللحظة.
  • تتيح نتائج أفضل للاجتماعات والمؤتمرات، نظرً لإدراك جميع المشاركين لما يُقال.
  • تمتلك الترجمة الفورية دقة أكبر لكونها إعادة إنتاج للكلام فور نطقه.