مهارات التحدث وانواعها
الناس يؤمنون أن مهارات التحدث هي موهبة طبيعية. إما يمتلكها الشخص وإما لا. ولكن ذلك ليس صحيحًا. لأن الإنسان يمكن أن يتعلم مهارات التحدث ويتقنها، لا يمكن أن يهمل الشخص مهارات التحدث، حتى وإن كان يمتلك الموهبة، إن استطاع الشخص أن يتحدث ويمتلك الحجة والشغف، عندها يساعده ذلك الأمر في إقناع الجمهور، وإيمانهم به، وتذكر الشخص، مهارات الحديث لا تتضمن فقط اختيار الكلمات الصحيحة، وإن لغة الجسد تلعب دورًا كبيرًا في إيصال الرسالة التي يريدها الشخص.
أهم أنواع مهارات التحدث
المفردات
اللغة و
الفصاحة
تشكل جزءًا مهمًا في مهارات التحدث. الكلمات التي يستعملها الشخص يجب أن تلائم المناسبة والجمهور. على سبيل المثال، اللغة التي يستخدمها الشخص عندما يتحدث لصديق تختلف عن اللغة التي يستخدمها عند تقديمه لحديث عام.
المتحدث البارع يرتب رسالته وكلامه ليلائم المستمعين. ومن المهم أيضًا اختيار الكلمات التي قد تؤثر في الناس من أجل تحفيز استجابتهم. على سبيل المثال، يمكن أن يثير استخدام المصطلحات الصناعية في اجتماعات العمل الاستجابة الملائمة. وكقاعدة عامة، الجمل الأقصر يكون لها تأثير أكبر وهي تكون أسهل في الفهم وفي المعالجة، ويمكن أن تكون الرسالة مؤثرة بشكل أكبر عندما تكون مختصرة.
الصوت
جانب آخر من جوانب مهارات الحديث والتواصل والتي غالبًا ما يتم تجاهلها تتضمن الصوت، وهي تشمل نبرة الصوت ونغمته، وقوة الصوت. وإن الطريقة التي يتحدث بها الشخص تظهر حالته النفسية والعاطفية.
الصوت المنخفض والذي يتخلله العديد من الوقفات يشير إلى التردد وضعف الثقة بالنفس، بينما الصوت الواضح يمكن ان يظهر الثقة بالنفس. النبرة الواضحة والواثقة تشير إلى الحجة والدليل. وإن الناس يميلون لتصديق ما يقال عندما يقال بصوت قوي.
الحديث الجماعي أو الحديث إلى جمهور يتطلب التمرين. يمكن أن يتحدث الشخص بسهولة إلى مجموعة قليلة من الأشخاص أو في جلسة غير رسمية. ولكن هذا لا يشبه الحديث إلى جمهور غفير، وذلك يتطلب التمرين وتكرار عملية الإلقاء من أجل اكتساب
مهارات الالقاء الجيد
. يمكن أن يقوم الشخص بقراءة وتوصيل رسالته ببطء، والتأكد من التوقف عن الأمور المهمة. هذا يمكن أن يساعد في صقل أسلوب الحديث. المتحدثون الجيدون يملكون نبرة صوت وأسلوب خاص بهم.
المهارة غير اللفظية
الجانب الأخير من مهارات التحدث لا يشمل الحديث على الإطلاق، مهارات التواصل غير اللفظية تشمل لغة الجسد، ولغة الجسد تتضمن تعبيرات الوجه، والتواصل بالعيون، وتلميحات الأيدي. يجب أن ترتبط لغة الجسد مع الكلمات من أجل أن يكون الحديث مؤثرًا وكي يوصل الشخص رسالته.
لغة الجسد أيضًا تظهر مدى اهتمام الشخص بالأمور التي يتحدث عنها. وهي تظهر الشغف الذي يظهره الشخص بالكلمات التي يقولها ومدى إيمانه بها وتساعد أيضًا في جذب المستمعين تجاه الأمور التي يقولها الشخص وتكسب تعاطفهم.
أهمية مهارات التحدث
في الواقع، قد يظن الشخص أنه لا طائل من تعلم مهارات التحدث لأنه لن يصبح في يوم من الأيام قائدً أو مدربًا في فرقة ما، ولكن الحقيقة أن مهارات التحدث ليست مهمة فقط في مكان العمل وإنما أيضًا في الحياة اليومية.
الحصول على الموافقة
إحدى أهم فوائد امتلاك مهارات التحدث إلى القدرة على الإقناع، عندما يريد الشخص أن يقنع مديره بفكرته كي يدعمه، أو عندما يريد الشخص من فريق العمل لديه أن يعمل لساعات أطول أو عندما يريد الشخص ببساطة من شريك حياته أن يتابع فيلمه المفضل. هذه الأمثلة هي أمثلة عن الحياة العملية التي تتطلب مهارات التحدث الفعال، الفكرة والأهمية الأكبر لمهارات التحدث هي القدرة على تغيير آراء الناس من أجل جعلهم يتوافقون مع رأي الفرد الشخصي.
تطوير الميزة المهنية
إن كون الشخص متحدثًا بارعًا هو أمر يفصله عن باقي الزملاء في الشركة والعمل، ويجعله كمصدر قيم في العمل، وهذا بالطبع يمنح الزميل ميزة خاصة تفصله عن زملائه، المتحدثون البارعون يتلقون معاملة خاصة لأنهم عادةً ما يسألون عن تمثيل الشركة التي يتواجدون فيها. وهم الأشخاص الذين يقومون بمقابلة العملاء المهمين، ويقومون بإجراء الاتفاقيات وبناء سمعة جيدة للشركة.
على سبيل المثال، عندما يحتاج الشخص أن يبهر العميل أمامه، فإنه يقوم بإرسال أفضل موظفيه للقيام بذلك، لن يقم الشخص بالطبع بإرسال شخصًا جديدًا او غير مثقف. الموظف البارع هو دائمًا المتحدث البارع، وعندما يحين وقت التكريم أو الترقية. فهي عادةً ما تكون من نصيب ممثلي الشركة أي المتحدثين البارعين. وهم الأشخاص المرشحين من أجل الترقية.
تطوير الاتصالات الشاملة
مهارات الحديث تحمل قيمة خاصة. المتحدثون الجيدون عادةً ما يكونون أيضًا كتاب بارعون ويمكنهم أن يقوموا بكتابة مقاطع جيدة من أجل إلقاء كلمة، أي أن المتحدث البارع غالبًا ما يملك أيضًا
مهارات فن الإلقاء المؤثر
.
المتحدثون الجيدون هم الأشخاص الذين يمكنهم التواصل والتعاطف مع الآخرين. وهذا يزيد من صدقهم. وغالبًا ما يلجأ إليهم الأشخاص من أجل الدعم والحصول على النصيحة. وهم غالبًا ما يكونوا قراء أيضًا. لأن القراءة تساعد في توسيع المفردات واستعمال كلمات ملائمة من أجل كل حالة.
لذلك، فإن مهارات الحديث تؤدي إلى تطوير مهارات الكتابة، والاستماع، ومهارات القراءة أيضًا.
امتلاك الخبرة
التحدث الفعال يشير إلى امتلاك الخبرة لأن القدرة على صنع خطاب جيد يتطلب بحثًا شاملًا حول ذلك الموضوع، وذلك هو السبب الذي يعتبر من أجله المتحدث البارع قائد ومؤثر. والأشخاص المشهورون غالبًا ما يكونون متحدثين بارعين، وهذا هو السبب الذي يدفع الناس لتصديقهم، لأنهم يمتلكون عاملي الشهرة والتأثير. [1]
مهارة التحدث عند الأطفال
إن الطفل يحتاج أن يتعلم الكلمات، والجمل البسيطة والقدرة على استخدام تلك الجمل في الحديث، وهناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها والتي تؤثر على كيفية تطوير تلك القدرات عند الطفل:
- التنظيم الذاتي: هذا الأمر يعتبر جزءًا مهمًا من الحديث والاستماع. وهو أمر يشكل تحدي لبعض الأطفال أكثر من البعض الآخر.
- الحالة المزاجية: على سبيل المثال، قد يرغب الطفل الاجتماعي أن يشارك في كل الأحاديث ويمكن أن يكون لديه صعوبة في الاستماع. بينما على الجانب الآخر، يمكن أن يملك الطفل غير الاجتماعي قدرة أكبر على الاستماع ولكن من الصعب حث هذا الطفل على المشاركة في الأحاديث.
تعلم كيفية الحديث والاستماع
عندما يتعلق الأمر بتعلم كيفية الحديث والاستماع، فإن الطفل يتعلم من والديه، أي عندما يقوم الشخص بإجراء محادثات مع شريكه، ومع أصدقائه وعائلته وأطفاله بالطريقة التي يرغب بها أن يتحدث ذلك الطفل مع الآخرين، فإن ذلك سوف يساعد الطفل في عملية التعلم.
يمكن أيضًا تعليم الطفل من خلال تحفيزه وتوجيهه ومن خلال الممارسة. من الممكن أن يتعلم الطفل بشكل أسرع عندما يخبره الشخص أو الوالدين عن الأمور التي يرغبونه أن يقوم بها. على سبيل المثال، يمكن أن
- يحفز الشخص طفله من خلال قول: اشكر جدتك لأنها أخذتك في نزهة إلى الحديقة.
- إرشاد الطفل إلى آداب الحديث من خلال طلب الاستئذان إن كان الأبوين يتحدثان وأراد الطفل أن يقاطعهم.
- التدرب على المحادثات مع الطفل والتناوب على طرح الأسئلة والاستماع إلى الإجابات.
وإن هناك أمر مهم جدًا لا يجب إغفاله وهو مدح الأطفال عندما يقومون بأمر جيد، لأن ذلك سيشجعهم على الاستمرار في القيام بذلك. [2]