فضل صيام الايام البيض

إن السبب الذي أدى لتسمية اليوم الثالث العشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري بالأيام القمرية أو أيام البيض هو لأن القمر يكون في السماء في تلك الليالي من بدايتها إلى نهايتها، وذلك لأن الليالي تكون بيضاء، وأيضًا يطلق عليها أيام الليالي البيضاء، لأن البيضاء صفة الليالي وليست صفة الأيام، وهذا يفسر


لماذا سميت الايام البيض بهذا الاسم


[1]

صيام الأيام البيض وفضلها

إن من السنة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والأفضل أن يقوم الشخص بـ


صيام الأيام القمرية


، وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، ولكن من عجز عن صيام تلك الأيام لعذرٍ ما، مثل المرأة بسبب الحيض، وقام بصيام غيرها، كان له الأجر.

وإن الشيوخ رحمهم الله كانوا يرون أن تلك الأيام الثلاثة يجب أن تصام متتالية أو متفرقة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة، ولكن يكن يفرق أي من هذه الأيام يصوم، حيث يجوز أن تكون هذه الأيام في أول الشهر أو وسطه أو في نهاية الشهر، يمكن أن يختار الشخص ما يناسبه، لكن هناك فضل في صيام اليوم الثالث عشر والرابع عشر، والخامس عشر لأنها الأيام البيض.

ومن لم يستطع صيام ثلاثة أيام لعذر، أو قام بصيام يومين أو يوم واحد من الأيام البيض، وقام بإكمال اليوم الثالث في وقت لاحق من أيام الشهر يحسب له الأجر، أي أن الشخص الذي لا يستطيع تأدية الطاعة كما هي يمكنه أن يؤدي جزءًا منها، ويحسب له الأجر والثواب [2]

فوائد صيام الأيام البيض الصحية

لقد روى مسلم عن أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصاهما بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وبحسب رواية الترمذي والنسائي عن أبي ذر أن


مواعيد الايام البيض


هي اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر.


ومن فوائد وفضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر أو صيام الأيام البيض، لأنها ذات فضل أكبر :

  • صيام ثلاثة أيام من كل شهر، يساوي صيام الدهر بأكمله، حيث يضاعف الله الأجر والثواب، وتحتسب الحسنة بعشر أمثالها
  • الصوم يساعد الشخص في التحكم في غرائزه وشهواته، والسيطرة عليها. لأن الصوم تربية للنفس على الطاعة والتدريب على مقاومة الشهوات وضبط النفس، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”
  • الصيام له العديد من الفوائد الطبية حيث يساعد الجسم في التخلص من الفضلات، لأنه الجسم في تلك الأيام يتعرض لبعض الرطوبة، لذلك من الجيد صيام تلك الأيام من أجل مساعدة الجسم في التخلص من تلك الفضلات. [3]

فضائل الصيام

  • إن الصيام من أكثر العبادات التي يتقرب بها الشخص إلى ربه، وهناك العديد من الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية التي تتحدث عن فضل الصيام، وقد خص الله تعالى الصوم بالأجر والثواب العظيم، لأن عبادة الصوم عبادة لا يتخللها شرك أو رياء، إنما هي عبادة خالصة لوجه الله دون رياء. وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم وحرض على الصوم أبا أمامه رضي الله عنه حينما سأله : أي العمل أفضل؟ قال: (عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ).صححه الألباني.
  • قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلانَ الْكَلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ). رواه الترمذي
  • وهناك العديد من الأيام التي يمكن أن يصوم بها الشخص من أجل زيادة الأجر والثواب، وهي الأيام التي قام النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام بها، وهناك بعض الأيام التي ترتبط بظواهر خاصة مثل اكتمال


    اطوار القمر


    كما في الأيام البيض.

صيام الإثنين والخميس

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : ( تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم ) رواه الترمذي  وصححه الألباني في “صحيح الترغيب”
  • وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في يومي الإثنين والخميس، وقد روي أن النبي صلى لله عليه وسلم قال (تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا). رواه مسلم.
  • لذلك إن أراد المسلم الاقتداء بسنة نبيه،يمكن أن يقوم بصيام تلك الأيام من أجل رفع منزلته والتكفير عن ذنوبه.

صيام أيام البيض

  • إن أيام البيض أو


    الايام القمرية


    هي الثالث عشر، واليوم الرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر ، وأيام البيض : صبيحة ثلاث عشرة ، وأربع عشرة ، وخمس عشرة ) . رواه النسائي وصححه الألباني في “صحيح الترغيب”
  • وقد روي أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع صيام أيام البيض وكان يحرص عليها حرصًا شديدًا سواء كان في سفر أو في حضر.

الصيام في شهر شعبان

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ، فما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان . رواه البخاري ومسلم.
  • أي أن النبي كان يحرص على صيام شهر شعبان لما له من فضل.

صيام ست من شوال

صيام ست من شوال بعد انتهاء شهر رمضان هو أمر بالغ الأهمية، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال ( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ ) ، رواه مسلم

صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء

  • عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سئل عن صوم يوم عرفة فقال : ( يكفر السنة الماضية والسنة القابلة )
  • ولكن صوم يوم عرفة يكون من أجل الشخص غير الحاج، لأن الحاج لا يمكنه صيام يوم عرفة، وذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يصم في ذلك اليوم.
  • وإن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي ﷺ: ( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ) رواه مسلم
  • لذلك يجب أن يغتنم المسلم الفرصة ويشكر الله لأنه منحه يوم واحد من أجل التكفير عن خطاياه التي اقترفها لسنة كاملة.[4]

الحكمة من صيام الأيام البيض

ما هي


علاقة صيام الايام البيض بظاهرة المد والجزر


؟ الحكمة في صيام الأيام البيض لما لها من فوائد تعود على الفرد، وهي بمثابة شكر لله تعالى على نعمه وعلى بديع خلقه للقمر واكتمال نوره حيث يعود بالفائدة على الناس عند اكتماله في ليالي الأيام البيض لينتفع به الإنسان.

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال “إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم” لذلك فإن صيام الأيام البيض يساعد في محاربة الشهوات وعدم الخضوع لوسوسات الشيطان. [5]