أنواع الراوي في الرواية
لم يقف السرد والرؤية السردية عند الأسلوب الأدبي فقط ، بل هناك خصائص وأنماط وأساليب متبعة للكتابة السردية الأدبية، فكثيرًا من الأشخاص لديهم القدرة على صياغة العبارة، ولكن يصب القارئ بالتشويش، لعدم إلمام الكاتب ومعرفته الكافية بكافة تعاليم الكتابة الأدبية أو السردية بشكل عام ، حتى الصحفي الجيد هو من يستطيع صياغة اخباره، إذ أن سرد خبر سياسي، وكل تلك المهارات الإبداعية يجب أن تدعم بالعلم والمعرفة الكافية للأدب والطرق الكتابية ، ويجب معرفة
الفرق بين السرد والوصف
.
وظائف الراوي في السرد
لا خلاف على أن كل رواية لها راوي أي كاتب، وكثيرًا ما يتساءل
ما هو السرد
هو الذي ينظم الأحداث ويكتب التفاصيل والمواقف، ولا سيما إنه من يرتب القصة، ويعقد الحبكة الخاصة به، وهو من يضع الأفكار والنقاط ويبرز الأدوار والشخصيات، في حين أن هناك راوي من الخيال الذي يصنعه الكاتب أو لم يكن خيالي قد يكون هو الشخص صاحب القصة الحقيقي في حالة الأخبار أو القصص الحقيقية ، على سبيل المثال
سرد اخباري عن المخدرات
، ولكنه الأنا الثانية للكاتب ، أي من ينوب عن الكاتب في الرواية، قد يجعله الكاتب شخص من الأبطال، أو يتحدث من يتحدث الكاتب بلسانه، وفي اللغة العربية يعتبر الكاتب هو الفاعل، والراوي هو نائب الفاعل، إذ أن الراوي هو الشخصية المهيمنة والمسيطرة على القصة، ويطلق على الراوي عدة أسماء، بعضها متعارف عليه للعامة، ولكن هناك أسماء لا يعرفها سوى المتخصصين، ، ومن أسماء الراوي:
- السارد.
- المبئر.
- التبئير.
- زاوية الرؤية.
- الأنا الثانية للكاتب.
- المؤلف الضمني.
- المنظور الروائي.
- الناظم. [2]
أنواع الراوي في الرواية
يقسم جان بريون الناقد الفرنسي شخصيات الراوي إلى ثلاث شخصيات أساسية، وهم الراوي الغائب، والراوي المتعدد، والراوي المشارك، كما أن هناك راوي خارجي وراوي داخلي، وفيما يلي تعريف لكل نوع من أنواع الرواة في القصة: [3]
الراوي الغائب
وهو أكثر أنواع الرواة شيوعًا وانتشارًا، وهو يقوم بالرؤية من خلف، والرؤية من خلف المقصود بها، هو الإلمام بكافة مجريات الأمور، وكافة الأفكار التي تدور في ذهن الشخصيات المتواجدة في الرواية، فيكون الكاتب أو الراوي على علم كافي بكل التفاصيل، إذ يتوغل في عقول وصدور الشخصيات ومعرفة نواياهم، فقد يعرضها للقارئ بشكل واضح في النص السردي، ويسمى الراوي الغائب في عالم السرد الأدبي بالراوي العليم بكل شيء.
الراوي المتعدد
يحتاج هذا النوع من السرد إلى حبكة مميزة، وقدرة ومهارة كبيرة من الكاتب، حيث إن الراوي المتعدد إن لم يتم حبكة نص الرواية يشتت القراء ويقلل من قيمة العمل، لأن الراوي المتعدد هو النوع الشامل من الرواة، حيث يقص العمل ويسرد من أبطال العمل، الكل يقص من زاويته، ويشبه العمل في هذا النوع إلى الأحجار التي توضع فوق بعضها البعض فتكون البناية كاملة.
الراوي المشارك
وفي ذلك النوع من أنواع الرواة يقوم الراوي بدورين، دور الشخصية المشاركة في العمل الروائي، ودور الراوي نفسه، كما أن هذا النوع من الأنماط أكثر اتباعًا في حالة أدب الاعتراف .
دور الراوي في القصة
للراوي مجموعة من الوظائف التي يقوم بها في النص السردي والتي تتمثل في:
- يقوم الراوي بالشرح والتوضيح والتفسير على كل ما يرد في القصة.
- يعمل الراوي على توثيق الأحداث والمواقف التي تروى.
- القص والاخبار وترتيب العناصر التي يقوم القارئ بتخيلها.
- الكشف عن الجوانب الداخلية والمجهولة في القصة.
- التعبير عن القصة بأسلوب ادبي مميز ومتناغم وبسيط.
- بث عنصر الإثارة والتشويق للقراء وجعلهم أكثر تشوق لمتابعة الأحداث.
السرد في الرواية
يشير السرد الروائي إلى الطريقة التي يعرض بها الكاتب قصته، كما أن
الرؤية السردية
تختلف من روائي لأخر، ولا سيما أن الفائدة من السرد القصصي هي نقل القصص من عقول الروائين أو من مواقع الأحداث إلى القراء من خلال النصوص السردية، وفي أبسط التعريفات الخاصة بالسرد هو تحويل الأفكار إلى جمل وعبارات وأحداث قصصية يمكن للقراء متابعتها والتعرف عليها، من خلال منهج ادبي مميز[1].
الحبكة في الرواية
تعتبر الحبكة من أهم أركان الرواية، فالنص ذو الحبكة الجيدة هو النص المترابط والذي تدور أحداثه حول القصة نفسها دون تشتت، فالحبكة الدرامية مثلاً هي التناغم بين الأحداث والسير مع رتم النص دون تشويش ولا خروج عن النص، كما أن الحبكة تعرف أدبيًا بأنها التسلسل المتتابع للأحداث، مع الجمع بين جميع تلك الاحداث سواء كانت فنية أو سياسية أو عاطفية، ورغم أن الحبكة الدرامية لازمة في كل عمل، إلا أن تلك الحبكة تختلف من راوي إلى أخر فلكل كاتب طريقته في إحكام قصته، وربط أحداث روايته.
تقنيات السرد الروائي
الصيغة السردية
، يتكون النص بشكل أساسي من قاعدتين أساسيتان، ويعتبروا هم أعمدة النصوص، فالعمود الأول أو الركيزة الأولى :
- هي الفكرة أو القصة التي يريد الروائي أن يوصلها إلى جمهوره، أي الفكرة الرئيسية للكلام .
-
في حين الركيزة الثانية وهي الطريقة التي يصل بها الروائي الأفكار، أي السرد، فالسرد هو الأسلوب المتبع لإيصال الفكرة، فهو الإطار العام الذي يسير فيه الحوار، ولا سيما أن هناك مجموعة من التقنيات تسمى
تقنيات السرد
، وهي التي تساعد الروائي في رسم قصته وتحديد معالمها، فتقنيات السرد، كفرشاة الرسام، تحدد الخطوط وتلون النصوص، لتجعل لها معنى، إذ تساعد في أن تصل بشكل سريع إلى القراء، وترتسم في مخيلتهم، وتلك التقنيات تتمثل في: [4]
الوصف
يعتبر الوصف من أهم التقنيات التي يقوم الروائي باستخدامها، حيث يريد الراوي توضيح المكان أو وصف الشخصية وطبائعها، كما يمكن أن يجسد الحدث، أو المباني أو الألوان، فالوصف هو التقنية التي تعمل على مخيلة القارئ، إذ تجسد له المشهد وتجعله يتذوق ويشم وينظر ما كتبه الراوي، فأعظم الكتاب والروائين هم من يستطيعوا أن يسافروا بقرائهم ويتنقلوا معهم إلى كافة أرجاء الرواية.
التلخيص
تلك التقنية تهدف في المقام الأول إلى اختصار الأحداث، حيث إن هناك أحداث طويلة وكثيرة، لا تسعها القصص ولا الروايات، ولا صفحات الجرائد، لذا يجب أن يكون لدى الكاتب القدرة على استخدام تقنية التلخيص، بهدف تسريع الأحداث، ولا سيما أن تلك التقنية تقلل الملل والركاكة في النص .
الحذف
ويقصد بها حذف الفترات الزمنية الطويلة من أحداث الروايات، إذ يتم تجاوز الشهور والسنوات، ويهدف الحذف في المقام الأول، إلى الوصول إلى الأحداث المراد تضمينها وإبرازها في القصة ولا سيما أن الحذف تقنية متبعة في
أنماط النصوص
الخاصة بالسرد المتقطع.
زمن السرد ، يعتبر زمن السرد من أهم تقنيات السرد، حيث توضع الاحداث في خلاله في مواضعها الزمنية، وداخل إطارها الزمني السليم، وذلك يحدث في كافة الفترات الزمنية الواقع فيها الأحداث، سواء كانت تلك الأحداث في الماضي او الحاضر او المستقبل.
وجهة نظر الراوي
ببساطة هي الرؤية الخاصة بالكاتب، حيث لكل كاتب وجهة نظرة وعدسته المميزة في التقاط الأحداث، وطريقة تناولها، ولا سيما أن القارئ قد يلمس تلك التقنية من خلال طريقة الكاتب وأسلوبه في تناول الأحداث، وطريقة إنتقامه من بعض الشخصيات في القصة، ونصرته للآخرين.
فالقارئ الجيد والمداوم على القراءة، يدرك أن الروائي قاضي هوى، بمعنى إنه يجعل من يشاء مذنب، ومن يشاء ضحية، ويجعل النهايات سعيدة، وأحيانًا يجعلها مدوية، فدومًا هناك ما هو غير متوقع، فالروايات ما هي إلا عرض للأفكار ، والأفكار لا يمكن الاطلاع عليها دون عرضها، ورغم ذلك فإن
الفرق بين السرد والحوار
يجب أن لم يتم الخلط بينهم، إذ أن السرد هو الاطار الخارجي والنمط الذي تسير فيه الاحداث، في حين أن الحوار هو الكلام الذي يدور بين الشخصيات الداخلية للرواية.
الصوت الداخلي للسرد ، وتلك التقنية المقصود بها، طريقة وشكل العرض الذي يقدمه الكاتب لقرائه، ولا سيما أنه هو العرض التقديمي ويسمى بالراوي، كما أن هذه التقنية تختلف حسب وجهة نظر الراوي، كما يختلف مع كل قصة.