ما هي الرؤية السردية وانواعها
الرؤية السردية هي أحد أعمدة العمل الروائي، حيث يعتمد عليها الخطاب الأساسي والحديث، كما تعكس الطبيعة التي يريد الراوي أن يوضحها، فقد تؤثر بشكل محوري وأساسي على الشكل النهائي للعمل، وقد تأخذ العمل في مسار خاص ومختلف عن طبيعة الرواية، ولا سيما أن الرؤية السردية تعتمد بشكل أساسي على الأسلوب الأدبي ، لا يستطيع الراوي أن يشت عن الأساليب الأدبية، حتى لا يجد نفسه عازف عن
الصيغة السردية
الأساسية، كما يجب أن يكون الراوي على علم كافي بسمات وخصائص الأسلوب السردي، حتى يخرج عمل مميز يجمع بين العلم والمعرفة، وبين خصوبة مخيلة الراوي ومهارته.
ما هي الرؤية السردية
كثيراً لا يعرف
ماهو السرد
،
ويخلط بينه وبين الفنون الأدبية الأخرى كالحوار أو الوصف، في حين أنه نوع من أنواع النصوص الأدبية، والتي يحول من خلاله مجموعة من الأحداث والوقائع إلى نص مكتوب، ولا سيما أن من الواجب على الراوي اتباع التسلسل الزمني بأي شكل من الأشكال، واتباع أنماط النص السردي المتعارف عليها، حيث إن العزوف عن الترتيب الزمني من الأحداث، يحدث خلل كبير في النص، ويؤدي إلى تشتت القارئ وعدم قدرته على فهم واستيعاب النصوص، ليس فحسب بل يجب أن يراعي الراوي صاحب الرؤية السردية التطور في الأحداث، والاختلاف بين المواقف والأدوار، حتى لا يكون العمل ركيك وممل للمروي لهم . [1] [4]
ويجب معرفة
الفرق بين السرد والحوار
،
حيث إن السرد هو الطريقة التي تعرض بها القصة وتسرد بها مجريات الأمور، في حين أن الحوار هو الحديث الذي يدور بين الشخصيات، السرد يأخذ الشكل الأكبر من القصة أي القصة بشكل عام، فهو الإطار، بينما الحوار هو التفاصيل.
من أهم الشروط التي يجب أن تتوافر في الرؤية السردية:
أن يكون الراوي على قدر كبير من توظيف الرؤية السردية فيما يفيد النص، بحيث يتبع النص ويخدم الفكرة، أي يخرج بالعبرة المناسبة في السياق، بمعنى أوضح إن كان النص دينياً، يجب أن تكون النتيجة النهائية والعبرة في امر ديني، فمن المهم أن لا يقوم الراوي بخلط المواقف والقصص، حيث يؤدي ذلك لتشتيت الزهن والملل لدى المروي لهم، فيجب الالتزام إذا كان النص سبق صحفي فيجب أن يخدم السبق، أو موضوع سياسي فيجب أن لا يخلطه بأمر ديني، ولا خلط الحقائق بالأساطير والروايات الخيالية، فالنصوص تلمع حين يتم توظيفها في السياق.
أنواع السرد
تختلف أنواع السرد عن
أنواع الراوي في الراوية
عن أنماط السرد، وفيما يلي توضيح لكل منهم على حدى حتى يمكن التعرف على تفاصيل الكتابة السردية وأصولها، هناك ثلاث أنواع من الرؤية السردية، والتي تتمثل في[2]:
الرؤية من الخلف
يتميز هذا النوع من الأنواع السردية بالشمولية والدقة، حيث يكون الراوي على علم كبير بالشخصيات المتواجدة في القصة، لدرجة إنه يستطيع أن يتجول في الأذهان، ويعرف مجريات الأفكار كما تم التفكير فيها ، ويتضح ذلك في وجود الراوي في كافة التفاصيل ، فتجده يحكي أدق الأمور، ولا سيما إنه يتقن بشكل أساسي
تقنيات السرد
لكي يستطيع ان يخرج النص بالشكل الذي يشعر القارئ إنه جال ودار في ذهن أبطال الرواية.
الرؤية من الخارج
وهي الرؤية السطحية، حيث يبدأ الكاتب أقل معرفة بمجريات الأمور، فتكون الرواية شاملة القشرة فقط ، ولا سيما أن أذهان الأبطال أو الشخصيات تكون غير واضحه للكاتب فيصبح الولوج إلى الأعماق عسير، مما يشعر القارئ إنه لم بتناول وجبة دسمة من المعلومات، و أحيانًا يكون هذا النمط مناسب في بعض النصوص.
الرؤية المصاحبة
يتعامل الراوي مع هذا النمط كأنه الشخصية ذاته، فيلتصقان ويصبح المتكلم هنا هو الضمير العائد على الشخصية، أي يتحدث بضمير المتكلم، وكأنه صاحب القصة، وفي كثير من الأحيان يلجأ هنا الراوي إلى استخدام ضمير الغائب، كما أن هذا النوع من السرد يتوافر في السرد الذاتي.
أنماط السرد
هناك العديد من أنماط السرد، حيث إن كل نوع من أنواع السرد يختلف عن نظيره في مجموعة من المواطن، أهمها الأسلوب، ويتوقف اختيار نمط السرد على أساس الموضوع ففي كتابه سرد اخباري عن المخدرات وهم النمط المتسلسل، والسرد المتناوب، والنمط المتقطع، وفيما يلي توضيح لكل نوع على حدى: [3]
السرد المتسلسل
يقصد بالسرد المتسلسل، هو ذلك النمط الذي يهتم بشكل أساسي بترتيب الأحداث، إذ يستخدم هذا النوع من الأنماط السردية المتعارف عليها، فكرة التتابع الزمني والتاريخي لكل حدث، فتسير الأحداث بشكل مرتب بسيط، ولا سيما أن هذا النوع من الأنماط هو النوع الأمثل في سرد الموضوعات التاريخية، والقصص الواقعية، حيث إنها ترتبط بتواريخ وأزمنة مرتبة، كما أن الأحداث مترتبة على بعضها البعض.
ففي حالة العزوف عن هذا النمط قد يؤدي إلى تشتت المروي له، وحينها يقع الراوي في فخ عدم القدرة على توصيل المعلومات، ومن ثم الفشل، لذا، يجب معرفة نوع الموضوع الذي يسرده الراوي، واختيار النمط المناسب، حتى لا يقع فريسة لعدم الوعي الكافي بما يكتب، ففي حالة
سرد اخباري عن المخدرات
،
يجب اتباع الطريقة المتسلسلة في الرواية حتى يتفهم القارئ النتيجة والرسالة مما وراء الخبر والتسلسل هنا يساعد في خدمة الهدف، الهدف الأساسي توصيل المعلومة بشكلها الخدمي في العزوف عن المخدرات مثلاً او التعريف بمخاطرها ومساوئها.
السرد المتناوب
وهو نوع لين من
أنماط النصوص
، حيث يسمح للراوي أن يعدد القصص، ويعدد الشخصيات، ولا سيما إنه يكون قادر في هذا النمط من السرد، على ربط أكثر من قصة، وعمل مقارنات بين القصص والشخصيات، علاوة على ذلك فيكون لدى الراوي مساحة كبيرة، في سرد موقف ما من القصة الأولى، ثم سرد موقف آخر من قصة مغايرة، كما هو الحال في المشاهد الخاصة بالمسلسلات والأعمال الدرامية، التي تضم عدد كبير من القصص، ليس فحسب بل وكل قصة قد تكون مختلفة تمامًا عن غيرها، ولكن ما يجب عليه في نهاية القصة أو العمل هو الربط بين جميع الخيوط ، فالعمل السردي في النهاية كتلة واحدة، يجب أن يشعر المشاهد أو المستمع بالوحدة والتناسق، والترابط بين كل ما يسرد ويروى.
السرد المتقطع
يعتبر السرد المتقطع، هو ذلك النمط المعتمد في الأساس على التسلسل العشوائي أو الغير منظم للأحداث، ولكن لم يقصد بالعشوائية هو عدم ترتيب الأفكار، بينما يقصد به البداية من النهاية مثلاً أو من الموقف الذي يعتبر حجر الزاوية في القصة، ولا سيما أننا نرى ذلك كثيراً في الأعمال الدرامية والسينمائية، فيبدأ العمل بالنهاية، ثم يعود الكاتب للبداية والسرد من جديد، أو البداية من المنتصف، وسرد ما مضى، ثم العودة مجددًا للمروي له والسير معاً مع الأحداث القادمة، وربما أن السرد المتقطع لم يعتبر أفضل الأنواع من أنواع السرد لدى الكثير، حيث يصيب أحياناً المروي لهم بالخلط والتشتت وعدم المقدرة على تتبع الأحداث، ولكنه في الكثير من الأحيان يكون هو النوع الأفضل في تلك الراوية، وهذا الأمر لا يستطيع أن يتحكم أحد فيه سوى صاحب الرؤية، فالراوي هو البطل الحقيقي لقصتهن وهو من يستطيع أن يحدد كيف يعرضها بالشكل الذي يتناسب مع المروي له.
خصائص النمط السردي
ولا سيما أن الرؤية السردية لها مجموعة من الخصائص المميزة التي يجب أن تُدرك ، ويكون الراوي على علم كافي بها، والتي تتمثل في:
بساطة النص
يفضل دومًا في الأنماط والنصوص السردية الاهتمام بشكل أساسي بالبساطة، حيث إن الجمهور أو المروي لهم ليس دومًا من أصحاب المصطلحات أو المتخصصين، لذا فيجب استخدام الأسلوب البسيط، والذي يتناسب مع كافة الفئات، بينما لا يجب الهزل، فهناك فرق كبير بين الأسلوب الهزلي وبين الأسلوب البسيط، فالمقصود بالبساطة هنا، استخدام الأفكار التي تتناسب مع كافة الفئات، مع الالتزام بالألفاظ المتداولة والمتعارف عليها، كما يجب أن يبتعد الكاتب عن أي فكرة شائكة أو أي فكرة صعبة لا يتمكن المروي له فهمها، فالهدف الأساسي من وراء سرد النصوص والقصص، هو الوصول لأكبر قدر من الجماهير والقراء .
تحفيز الخيال
من الأمور الهامة جدًا أن يعمل الراوي على تحفيز خيال المروي له، حيث يزيد من شغفه وتعلقه بالراوية، كما أن النمط السردي يعمل على تنشيط ذهن القراء، والعيش مع التفاصيل، وتخيل الأمور وكأنها الواقع.
يتميز السرد عن الفنون الأدبية من حيث الخصائص وطريقة الكتابة، فالسرد هو الإطار العام الذي يشمل في طياته كافة الأمور النصية، فهو الإطار العام والطريقة التي يتبناها الكاتب في كتابته، لذا فيجب دومًا معرفة أن هناك
فرق بين السرد والوصف
،
والسرد والحوار وهكذا.
استخدام الأساليب الأدبية الجمالية
الأسلوب الأدبي الذي يعتمد على النص الجميل والكلمات المنسقة والعبارات الناعمة، ينال مكان في قلب القراء، وتحفر الجمل، وتصبح اقتباسات، ومن أجمل ما يشعر به الكاتب على الاطلاق هو أن يسمع كلماته تردد وعبارته تكتب على اللافتات، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي وفي البرقيات والإهداءات، لذا فالحرص على تركيب الجملة من أهم ما يجب على الكاتب أن يراعيه ويأخذه في عين الاعتبار، فالنصوص الجامدة لا تغري القراء، والعبارات الجافة لا تحفر في العقول ولا تحرك القلوب، فالكاتب والروائي يلعب على أوتار قلوب قرائه، ويعزف اجمل مقطوعات الأدب التي لا يمكن أن تسلاها العقول. [4]