حياة جبران خليل جبران بالتفصيل
إن حياة الشعراء القدماء حتى وقتنا هذا لا تزال محل تساؤل للكثير من مُحبي الأدب، بالإضافة إلى أن الدارسين في مختلف التخصصات لا بد أن تكون دراسة الأدب قد مرت عليهم في مراحل دراستهم المُختلفة، والبعص منهم يتخصصون في هذا المجال فقط، ولذا فمن الطبيعي أن يتم البحث حول حياة الأدباء والشعراء المحدثين والقدامى، ومن بينهم الشاعر الأديب المفكر جبران خليل جبران أحد شعراء مدرسة المهجر، والذي قام باتباع المذهب الرمزي وأساليب التشكيل في شعره، ومن
أقوال جبران خليل جبران
الشهيرة (التذكار شكل من أشكال اللقاء، والنسيان شكل من أشكال الحرية).
متى ولد
جبران خليل جبران
وُلد جبران خليل خبران في السادس من شهر يناير عام 1883 ميلاديًا، كانت نشأته في مدينة بشري بدولة لبنان، وقد كان يتميز بأنه صبي هادئ وحساس جدًا، كما
ظهرت موهبته الفنية في وقت مبكر، بالإضافة إلى حبه الخاص للطبيعة، وهو ما كان واضحًا للغاية في أعماله بعد ذلك، كانت دراسته المبكرة على فترات متقطعة وهذا على الرغم من حصوله على بعض الدروس غير الرسمية بواسطة طبيب محلي، وقد كان والده يعمل كجابي ضرائب، لكن تم اتهامه بأنه مختلس وقاموا بمصادرة جميع ما يمتلكه، ومن أجل ذلك وللحصول على حياة أفضل قامت والدة جبران بنقل العائلة في عام 1895 للعيش في بوسطن، ماساتشوست ، وقاموا بالاستقرار في حي ساوث إند للمهاجرين. [1]
ديانة
جبران خليل جبران
وُلد جبران خليل جبران في لبنان لعائلة من أب وأم يعتنقون المارونية المسيحية، أي أنه كان يعتنق الدين المسيحي، وعندما بلغ من العمر سن الثالثة عشر بدأ أولى مراحل تعليمه الرسمي وقد تم
تسجيله باسمه المعروف إلينا حاليًا وهو جبران خليل جبران، وكان مميزًا بما يمتلكه من قدرات فنية، ولهذا قام البعض بتعريفه على المصور والناشر (فريد هولاند داي)، الذي عمل على رعاية موهبة جبران الفنية وتقديمه إلى مجتمع فني أوسع مما كان فيه. [1]
ثم قام جبران في سن الخامسة عشرة من عمره بالعودة إلى موطنه الأصلي لبنان حتى يلتحق بأحدى المدارس المارونية الموجودة في مدينة بيروت، وفيها عمل على الاهتمام بالفن الشعري وقام بتأسيس مجلة طلابية، وبعد ذلك عاد جبران إلى بوسطن في عام 1901 ميلاديًا، وقد كان هذا بعد فترة قليلة من وفاة إحدى شقيقاته بمرض السل، وفي العام التالي لذلك توفي شقيقه ووالدته كذلك. [1]
أكمل جبران مسيرته في تطوير فنه بدعم مالي من شقيقته الأخرى، وفي سنة 1904 أنشأ معرض لعرض رسوماته في استدويو (داي)، ثم
بدأ في كتابة العمود الأسبوعي الخاص به في صحيفة المهاجر العربية، كما قام باستكشاف موضوعات متعلقة بالوحدة وفقد التواصل بالطبيعة، ومن
مؤلفات جبران خليل جبران
التي نشرها كتابًا يُعبر عن مدى حبه للموسيقى في عام 1905، كما نشر بعده مجموعتين من القصص القصيرة، وفي تلك الفترة عاش جبران عن قرب من (ماري هاسكل) وهي كانت مديرة مدرسة تقدمية فصارت المتبرعة لكتاباته والمتعاونة الأدبية له، كما عملت على تمويل تسجيله في (Académie Julian) في باريس، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة نيويورك عام 1911. [1]
إنجازات
جبران خليل جبران
قام جبران بترسيخ نفسه في الوسط الفني بمدينة نيويورك سنة 1912، وعمل على نشر روايته باسم “الأجنحة المكسورة”، كما أقام معرضًا آخر للوحاته في أواخر عام 1914، وقد حقق نجاحًا على الرغم من أن أسلوبه الرمزي في تلك الفترة صار قديمًا في عالم الفن، كما عمل في
الكتابة لصحيفة (الفنون العربية)، ومع نشوب الحرب العالمية الأولى قام بالتعبير عن ميوله وآرائه القومية بكل صدق، ثم
انضم جبران لمجلس إدارة صحيفة (فاتات بوسطن)، بينما بعام 1920 قام بتأسيس الرابطة القلمية وهي كانت عبارة عن جمعية للكتاب من العرب، وقد كانت
بدايات جبران في كتابة الكتب باللغة الإنجليزية، بحيث قامت (ماري هاسكل) بتقديم العديد من المساعدات له، فكتب
مجموعة من الأمثال عام 1918، (The Madman) و (The Forerunner) عام 1920، وفي عام 1919 أنشأ قصيدة المواكب وكتابًا فنيًا يحمل اسم (عشرون رسمة). [1]
كتب جبران خليل جبران
من اشهر الكتب التي قام جبران خليل جبران بكتابتها ونشرها كتاب (النبي) في عام 1923 ميلاديًا،
ويقوم الكتاب بالتركيز على شخصية (المصطفى)، وهو الرجل المقدس الذي يعود إلى وطنه بعد فترة تبلغ اثني عشر عامًا قضاها في المنفى، ويعمل الكتاب على شرح الأمور المتعلقة بمسائل الحب والحزن والدين من خلال ست وعشرين مقالة أدبية شعرية، وقد حققت الطبعة الأولى من
(النبي) سرعة كبيرة في البيع، كما استمر البيع في ثبات لفترة من الزمن، مما منح جبران
طعم الشهرة الأول على نطاق واسع. [1]
ثم صار جبران يعمل كضابط لدى جمعية (الشرق الجديد) بمدينة نيويورك، وهي التي أظهرت فخرها بالكتاب مثل (برتراند راسل و إتش جي ويلز) في مجلتها الفصلية، بينما
في عام 1928 قام جبران بتقديم كتابًا آخر صُنف ضمن أشهر كتبه وهو (يسوع، ابن الإنسان) ، مجموعة من التأملات عن المسيح من أناس تاريخيين وخياليين. [1]
وفي عام 1929 فكرت الأوساط الفنية في أنه قد حان الوقت للقيام بتكريم جبران خليل جبران، مما جعل جميع المجتمعات تقدم له تحية خاصة كتكريم على نجاحة الأدبي الذي حققه، ولذلك قامت
الرابطة بإصدار مختارات خاصة لأعمال جبران الأولى بعنوان السنابل (سنابل الحبوب). [2]
وفاة
جبران خليل جبران
في عام 1930 كان إدمان جبران للكحول والذي بدأ في الأساس للهرب من آلام الكبد لديه قد تسبب في زيادة حالته المرضية الشديدة، وقد صرح لمي زيادة عن قلقه من الموت قائلًا (
أنا مي بركان صغير أغلق بابه)، وفي يوم العاشر من أبريل لعام 1931 انتهت حياة جبران عن عمر يناهز الثامنة والأربعين عامًا، وكان ذلك بأحدى مستشفيات نيويورك، وكان السبب أن انتشار الورم السرطاني في كبده أدى إلى فقدانه الوعي، وقد قامت شوارع نيويورك بتنظيم وقفات احتجاجية لتكريمه لمدة يومين، إذ تم الحداد على وفاته في الولايات المتحدة وموطنه لبنان أيضًا، وقد كانت رغبة جبران هي دفنه في مسقط رأسه ببشري، ولذلك قامت (ماريانا وماري) بالسفر إلى لبنان لتنفيذ رغبته. [2]
اجمل ما قال
جبران خليل جبران
إن
أجمل ما قال جبران خليل جبران
عن الحياة يمكن تلخيصه في العبارات التالية:
- كل مرّ سيمرّ.
- ربما عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين.
- سلام على من يعرفون معنى الحُب ولا يملكون حبيباً.
- مؤلم أن تتصنع الابتعاد وأنت من الشوق تكاد تنفجر.
- الحق يحتاج إلى رجلين، رجل ينطق به ورجل يفهمه.
- أنا غريب في هذا العالم، أنا غريب وفي الغربة وحدة قاسية ووحشة موجعة، غير أنها تجعلني أفكر أبداً بوطن سحري لا أعرفه، وتملأ أحلامي بأشباح أرض قصية ما رأتها عيني.
- كلما زاد حبك لشخص ما زادت حساسيتك تجاه ألفاظه وتصرفاته وردود فعله، ولأنك تتوقع منه أن يداري مشاعرك دائماً، لذلك ستُجرح منه كثيراً.
- لا تعتمد على الآخرين كأنك عاجز، ولا تعودهم على الاستناد عليك كأنك حائط.
- ان لم يقدّر أحدهم حضورك فاجعله يقدّر غيابك.
- ننتظر الأخبار الجميلة وأحياناً يكفينا أن لا أخبار سيئة.