ايجابيات وسلبيات الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس صفة يجب أن يمتلكها الشخص الناجح سواء في حياته المهنية أو الحياة الاجتماعية، وغالبًا ما يلتبس على البعض مصطلح الثقة بالنفس مع مصطلح احترام الذات، و
الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس
هو أن الثقة هي مقياس الإيمان المرء بقدراته أما الاحترام يتعلق بإحساسنا بالذات، لكن إذا زادت الثقة عن الحد المسموح به فقد تتحول لأمر سلبي.[1]
ايجابيات الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس تجعلك تعطي أفضل ما لديك حتى عند العمل تحت الضغط، ويمكنك أن ترى ذلك في الرياضيين والفنانيين والموسيقين الذين تمتعون دائمًا بدرجة عالية من الثقة في النفس.[2]
يستطيع الشخص الواثق من نفسه أن يؤثر على الآخرين بسهولة أكبر، وخاصة عندما يقوم ببيع فكرة أو منتج أو التفاوض معم على عمل أو غيره.
تلعب الثقة بالنفس دورًا هامًا في القيادة أو المناصب التنفيذية، فطريقة تفكيرك وتصرفك سوف تختلف تمامًا في تلك المناصب عندما تتمتع بقدر من الثقة في النفس، وحتى طريقة استخدام صوتك سوف تختلف.
عندما تكون لديك ثقة بالنفس سوف تشعر أن وجودك في العالم له مغزى.
كلما زادت ثقتك بنفسك زادت احتمالات ترقيك في عملك أيا كانت طبيعته.
الشخص الواثق من نفسه يشعر بخوف أقل، ويكون أكثر قدرة على المخاطرة والتحرك خارج مناطق الراحة الخاصة به.
إن التمتع بقدر من الثقة بالنفس يقلل أيضًا من مشكلة القلق الاجتماعي، فيسهل عليك الاندماج والتعامل مع الآخرين في المجتمع، وأيضًا فإنك لن تكون قلق كثيرًا حيال ما يعتقده الآخرون عنك.
الثقة بالنفس تمنحك قدر كبير من الطاقة الإيجابية، والتي تدفعك نحو تحقيق طموحاتك وأحلامك الشخصية والمهنية، وكلما زاد حماسك، زادت احتمالية قدرتك على اتخاذ قرارات فورية وصائبة في نفس الوقت.
يكون الأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر سعادة في حياتهم بوجه عام من هؤلاء الذين يفتقرن للثقة، لذلك يجب أن تعرف
كيف تكتسب الثقة في النفس
.
اضرار الثقة المفرطة بالنفس
كما ذكرنا من قبل فالثقة بالنفس لها فوائد عديدة ، وكما أوضح عالم النفس ألبرت باندورا في كتابه “الكفاءة الذاتية: ممارسة التحكم” أن الثقة في النفس هي أكثر ميزة يمكن أن تساعد الإنسان في تحقيق أهدافه وتدفعه نحو مزيد من السعي ورائها.[3]
لكن في حالات معينة قد تكون
زيادة الثقة بالنفس
مضرة لأنها تمنع الإنسان من تجربة أشياء جديدة وتجعله غير قادر على الاستماع للآخرين مما قد يؤخر نجاحه أو وصوله لأهدافه، ومن أضرار الثقة المفرطة بالنفس:
-
تضييع الفرص:
قد ترفض مشاريع ناجحة لأنها تبدو لك سهلة أو أقل من قدراتك، وهذا يفقدك فرصة جيدة لتحقيق هد ما. -
تحملك أكثر من طاقتك:
على عكس الحالة السابقة قد توافق على أداء مهام ثقيلة بسبب ثقتك الزائدة في نفسك، وربما تكون هذه المشاريع في الواقع أكبر بكثير من قدراتك ومؤهلاتك فتكون نتيجتها الفشل. -
قد يكون لها عواقب اجتماعية كبيرة:
فالثقة الزائدة بالنفس يمكن أن تؤدي لنفور الأصدقاء منك لأنك تبدو بمظهر المتكبر المتغطرس. -
تواجه صعوبات في مكان عملك:
فظهورك بمظهر الواثق أو الذي يعرف كل شيئ دون أن تمتلك المهارات المطلوبة، يمكن أن يجعل رؤسائك يوكلون إليك مهام شاقة وأنت في الواقع غير مؤهل لها. -
تواجه مشاكل في بيتك:
فالأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر من اللازم عادة ما يكونوا أزواج غير ناجحين، لأنه كلما زاد معدل الثقة بالنفس زادت وتيرة السلوكيات العنيفة لدى الإنسان، وهذا يجعله شريك غير مريح، كما أنهم دائمًا ما يلقون اللوم على شركائهم بأنهم السبب وراء جميع مشاكلهم.
الثقة الزائدة بالنفس تقود إلى تدمير النفس
إن الحديث عن أضرار الثقة الزائدة بالنفس لا يعني بالضرورة أن على الإنسان عدم احترام ذاته فالأمرين مختلفين تمامًا، وحتى الثقة الزائدة بالنفس و
التطوير الذاتي
المستمر يمكن أن تؤدي لبعض النجاح، لكن الأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر من اللازم قد يخدعون أنفسهم ويخدعون الآخرين، حيث يقنعونهم أن شعورهم المتضخم بالذات ورائه قدرات كبيرة كامنة.
وقد تكون الثقة الزائدة بالنفس نرجسية، وهذا يجعل الإنسان غير محبوب وغير مرغبوب به أيضًا من أصحاب الأعمال، والثقة الزائدة بالنفس أمر يصيبنا جميعًا في بعض المواقف، لكن يجب أن نحذر حتى لا تصل بنا تلك الحالة لمرحلة المبالغة، فنصحح من أنفسنا قبل فوات الأوان.
اضرار الثقة الزائدة بالنفس على الأطفال
أحد التأثيرات الخطيرة للثقة الزائدة بالنفس تظهر جية في حالة الأطفال، فاليوم يميل معظم الآباء وكبار السن، على مكافأة الأطفال لمجرد المشاركة في عم ما وهي ما تسمى “جوائز المشاركة”، بعبارة أخرى هم يتلقون المديح لمجرد المشاركة وليس بسبب أدائهم الفعلي أو إنجاز حقيقي.
وفي الواقع فإن خبراء التربية قد ابتكروا أسلوب الثناء على الطفل لبناء الثقة بالنفس واحترام الذات لديهم حيث يعتبر الثناء والمدح أحد
مفاتيح الثقة بالنفس
لدى الطفل، لكن المبالغة في الثناء تخلق لدى الطفل شعور غير مستحق، فحين يصل الطفل لمرحلة البلوغ يكون لديه اعتقاد تام، بأن مجرد الظهور يكفيه للنجاح، وعندما لا يأتي النجاح بسهولة على أرض الواقع قد يسبب لهم صدمات وخيبات.
ومع ذلك فإن الباحثون مثل كارول دويك، يرون أن أسلوب مدح المجهود لدى الطفل يلعب دورًا هامًا في بناء ما يطلق عليه “عقلية النمو”.
وفكرة عقلية النمو تتمركز حول الذكاء والقدرة على التعلم، فبعض الناس يعتقدون أن الذكاء سمة فطرية، والبعض الآخر يعتقد أن الذكاء مهارة مكتسبة يمكن أن تنمو مع استمرار المحاولة لدى الطفل، وأن بناء الثقة بالنفس لدى الطفل يمكنه من التغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجهه من خلال الممارسة والمحاولة وبالتالي يكتسب مزيد من الذكاء.
كيفية بناء الثقة بالنفس
إذن فالفرق بين الثقة الصحية بالنفس والثقة الزائدة قد يكون ملتبس عند بعض الناس، ولكي وتعمل على زيادة الثقة بالنفس وفي نفس الوقت تتأكد أنك تمتلك المستوى المناسب من الثقة بالنفس عليك اتباع النصائح التالية:
ركز على الجهد وليس النتيجة
سواء كنت تقيم نجاحك الشخصي أو تقوم بالثناء على طفلك، فحاول أن تركز على العمل الذي تم إنجازه، وليس النتيجة التي وصلت إليها الأمور، لأنك لا يمكنك دائمًا أن تتحكم في النتائج التي تصل إليها الأمور، لكن يمكنك أن تتحكم في مقدار الجهد الذي تبذله من أجل تحقيق أهدافك.
استمر دائمًا في تعلم أشياء جديدة
حتى إن كنت واثقًا تمامًا من مهاراتك في منطقة ما، فاستمر في البحث عن تحديات جديدة واسأل نفسك دائمًا
كيف اطور نفسي
، لأنه من السهل جدًا أن نكتسب ثقة زائدة بأنفسنا إذا اعتقدنا من داخلنا أننا عالمين بكل شيء يمكن معرفته عن شيء ما وفي الحقيقة لا يوجد إنسان عليم بكل شيء، أما إذا ظهرت أمامنا تحديات وصعوبات جديدة، فذلك سوف يقلل من الثقة المفرطة بالنفس وفي نفس الوقت سيدفعنا لمزيد من التعلم والبحث.
استمع لما يقوله الآخرون
إن الثقة الزائدة تجعلنا دائمًا غير مرنين وقد نفترض أن طريقنا الذي اخترناه هو الطريق الوحيد الصحيح، لكن أي إنسان يجب أن يكون منفتحًا على آراء الأخرين حتى لو لم تتفق معهم في بعض الأوقات، لكن في أوقات أخرى قد يكون لدى الآخرين منظور جديد أنت لا تراه بنفسك.