بحث عن بعثة الرسول

لقد كانت البشرية تعيش في ظل جو من الجهل والشرك بالله، وكان البعض منهم يصل إلى درجة الإلحاد، ومن ضمنهم العرب فقد كانوا غارقين في الانحطاط، ولهذا كانت بحاجة إلى من يقوم بإنقاذها من هذا الضلال، حيث كانت حياتهم غير آمنة تمامًا لوجود السرقة ونهب الحقوق، انتشار الظلم في كل مكان وعدم وجود قانون يحميهم، وكان القتل أمر مُعتاد، كما كان القوي يعتدي على الضعفاء، وأيضًا كانت الحروب منتشرة وبدون أسباب تدعي ذلك، مما ترتب عليه انتهاء حياة الكثير من الرجال، ترمل نسائهم، وتيتم ابنائهم، وظل الوضع على هذا الحال حتى بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لانقاذ الأمة.

مقدمة عن النبي محمد

وُلد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفيل، بعد أن تُوفي والده وهو لا يزال ببطن أمه، ولما وُلد سُمي محمد ومن الجدير بالذكر أن

اسم الرسول كامل

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وكانت مرضعته السيدة (حليمة السعدية) رضي الله عنها، وقد كان رسول الله في صغره راعٍ للغنم في مكة، ثم ذهب إلى الشام بتجارة للسيدة خديجة بنت خويلد، ثم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تزوج غيرها من النساء. [1]

بحث عن بعثة الرسول

لقد أرسل الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مدة من انقطاع الرسل تصل إلى أربعين عامًا، فأنزل الله عليه الوحي أثناء قيامه صلى الله عليه وسلم بالتعبد داخل غار حراء، وهو موجود أعلى جبل النور في مكة، ونزلت عليه سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [سورة العلق:1-5]، فأخذته السيدة خديجة رضي الله عنها وهي إحدى

زوجات الرسول

صلى الله عليه وسلم وذهبت به إلى (ورقة بن نوفل ) الذي كان يؤمن بدين النصارى وكتابهم، ثم قص عليه الرسول ما حدث فقال له ورقة بن نوفل: (يا ليتني فيها جذعاً يا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك)، فرد عليه رسول الله قائلًا: (أو مخرجي هم)، حيث كان رسول الله يستبعد أن يقوم قومه بإخراجه من بلده فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً)، وبعد فترة نزل عليه الوحي بقوله تعالى (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [سورة المدثر:1-5]. [2]

نشر دعوة الإسلام

عمل الرسول على تنفيذ ما أمره ربه به، فبشر وأنذر وكان أول من صدق الرسول خارج أهل بيته أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كما قال رضي الله عنه للرسول: (بأبي وأمي أهل الصدق أنت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله)، وظل الرسول يدعو الناس إلى دين الله تعالى في السر إلى أن نزلت عليه الآية الكريمة ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [سورة الحجر: 94].

فأخذ الرسول يجهر بدعوته فقامت قريش بالسخرية والاستهزاء قولًا وفعلًا، ومن أكثر الأشخاص الذين قاموا بأذية الرسول عمه أبو لهب الذي نزلت فيه آية الله تعالى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [سورة المسد: 1]، ولما أشتدت أذية قريش واستهانتهم بالدعوة ذهب الرسول إلى أهل الطائف ليعرض عليهم الدعوة، وقام بمقابلة رؤسائهم وكان ردهم عليه سيئًا، ورموه بالحجارة.

ثم رجع الرسول ودعا ربه قائلًا: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علي غضبك أو أن ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك). [2]

الهجرة

ثم بايعة الأنصار على عبادة الله عز وجل، وبعد ذلك أذن الله تعالى بأمر

هجرة الرسول


،

وتمت الهجرة في ربيع الأول وكانت في السنة الثالثة عشر بعد بعثته صلى الله عليه وسلم، وكان بصحبته أبو بكر رضي الله عنه وقد قاما بالاختباء في غار ثور لمدة 3 أيام.

وفي تلك الأثناء كان المشركون يطاردونهم من جميع الأنحاء حتى أنهم كانوا واقفين أمام الغار، فقال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله والله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا)، فرد عليه الرسول قائلًا: (لا تحزن إن الله معنا ما ظنك باثنين الله ثالثهما)، وعندما علم الأنصار بذلك ظلوا يخرجون يوميًا إلى حرة المدينة ليستقبلوا الرسول وأبا بكر إلى أن يشتد حر الظهيرة.

ثم جاء اليوم الذي آتى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فقام الأنصار بإحاطته مُحتفلين به، وكان جميعهم يمسكون بزمام ناقة الرسول حتى ينزل عندهم فقال لهم رسول الله: (دعوها فإنها مأمورة حتى إذا أتت محل مسجده اليوم بركت)، ثم سكن الرسول صلى الله عليه وسلم بدار أبي أيوب الأنصاري، وقام بتشييد مسجده، وظلت

حياة الرسول

بهذا الوضع إلى أن أمر الله تعالى بالقتال مع من يقفون في وجه انتشار الدعوة، فقام الله تعالى بتأييد نبيه ونصره. [2]


خاتمة عن حياة

الرسول

بعد البعثة

بدأ الرسول يمرض في أواخر شهر صفر إلى أوائل ربيع الأول، حتى أنه خرج أمام المؤمنين عاصبًا رأسه، ثم وقف على المنبر ونطق بالتشهد وقام بالاستغفار للشهداء الذين ضاعت حياتهم في الأحد وقال لهم: (إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله)، ومن ثم أدرك أبو بكر مقصد الرسول من هذا الحديث فقال له: (بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وأنفسنا وأموالنا)، فرد عليه رسول الله قائلًا: (على رسلك يا أبا بكر ثم قال: إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس)، وفي اليوم الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة قام الله تعالى باختيار الرسول إلى جانبه، فأخذ يُبلل يده بماء موجود عنده ويمسح به على وجهه قائلًا: (لا إله إلا الله إن للموت سكرات)، ثم نظر إلى السماء قائلًا: (اللهم في الرفيق الأعلى)، ثم مات الرسول يوم الاثنين وحزن الناس كثيرًا لذلك نظرًا لما كان من

صفات الرسول

الحميدة. [2]