كيف نحقق الجودة في التعليم

يُعتبر التعليم أحد أساسات بناء المجتمع الذي لا يمكننا التغاضي عنه بل ويمكن القول بأنه أهمها، إذ أن التعليم الجيد ينتج عنه جيل متطور ومتقدم يستطيع مواجهة مصاعب الحياة ومشكلات المجتمع، كما أنه سيتمكن من تغطية وسد احتياجات سوق العمل، ولتحقيق ذلك كان لا بد من الاهتمام بالعملية التعليمية ووضع معايير

الجودة في التعليم

التي في ضوئها سيتم التقدم بكافة نواحي التعليم، وقد قامت الكثير من البلدان بالاهتمام بالمدراس والمعلمين لكي يحصل الطلاب على التعليم بصورة جيدة ومريحة، كما أن العديد من المؤسسات التي تعتني بأمر التعليم ومنظوماته بدأت في البحث عن أفضل طرق تطبيق تلك المعايير للحصول على تعليم فعال، وقامت بالتوعية والنشر لما حصلت عليه من دراسات ونتائج لبحثها، وهذا هو ما سيؤدي إلى الجودة في التعليم.

مفهوم الجودة في التعليم

يجب أولًا وقبل معرفة كيفية تحقيق الجودة السؤال عن ما هي الجودة وكيف تكون

الجودة في التعليم عن بعد


،

إذ أنه وعلى الرغم من جميع مميزاته إلا أنه يحتوي على العديد من الصعوبات التي تواجه المعلم والمتعلم معًا لعدم التواجد في نفس المكان، ويمكن توضيح مفهوم الجودة بشكل عام فيما يلي:

  • مفهوم الجودة هو أن يتعلم الطلاب في بيئة تعليمية مناسبة بحيث تكون صحتهم جيدة، مع موائمة المحتوى الدراسي لحاجاتهم وحاجات المجتمع، وأن يتمركز اهتمام التعليم بالطالب، لكي يمر الدارس بكافة التجارب والمواقف التعليمية النافعة. [1]
  • هو مصطلح يشير إلى النتائج التي تنتج عن العملية التعليمية ككل، بحيث تكون قادرة على سد متطلبات الدارسين، المعلمين، المجتمع. [1]
  • كما تم تعريف الجودة في التعليم العالي من قبل وكالة ضمان الجودة البريطانية بأنها:

    (الجودة الأكاديمية هي طريقة لوصف مدى جودة فرص التعلم المتاحة للطلاب في مساعدتهم على تحقيق جائزتهم، يتعلق الأمر بالتأكد من توفير فرص التدريس والدعم والتقييم والتعلم المناسبة والفعالة لهم). [2]

معايير الجودة في التعليم

بعد التعرف على مفهوم الجودة في التعليم يأتي الدور إلى التعرف على المعايير التي تقود المجتمع إلى تلبية

متطلبات الجودة في التعليم


،

إذ أن تلك المعايير تتغير باختلاف المؤسسات التعليمية، ولكنها بالفعل تتشابه جميعها في العديد من الأساسيات والقواعد الرئيسية والتي تؤدي كلها إلى النتائج الأخيرة، والتي تتمثل في الطلاب المالكين للمهارات البحثية والنقدية، ومهارات التفكير والتحليل، بالإضافة إلى الشخصية المستقلة التي تتسم بالقوة والمرونة معًا، وهذا مع إمكانية التعبير عن الآراء لكي يستطيعوا سد المتطلبات المجتمعية وسوق العمل كذلك، ولذلك تم التأكيد على المعايير التالية: [3]

  • الاهتمام بالبنية التحتية وكذلك المرافق العامة.
  • الاهتمام بجودة المحتوى الدراسي والمناهج العلمية.
  • تحسين المؤسسات التعليمية والإدارية والتربوية.
  • التطوير الدائم والمستمر لكافة نواحي العملية التعليمية من حيث الموارد البشرية والمقررات الدراسية.
  • ارتفاع النتائج التحصيلية للطلاب.

كيف نحقق الجودة في التعليم

هناك عدة وسائل وطرق عند اتباعها تتحقق الجودة في التعليم ومنها ما يلي: [4]

  • التغيير الدائم في المقرر والمحتوى التعليمي، وإضافة بعض المناهج الجديدة التي تقوم على إنشاء أجيال مثقفة تفكر وتبحث في كل شئ، وتمتلك ثقة عالية بالنفس وذات شخصية قوية تستطيع التعبير عن آرائها بشدة، وذلك يكون بالبعد عن طرائق التعليم التقليدية المعتمدة على التلقين والتحفيظ بعيدًا عن التفكير بالعقل والتأمل، وأيضًا يجب أن تعتمد المحتويات الدراسية على التنوع والاختلاف في الأساليب التعليمية المتبعة دون اللجوء إلى أسلوب واحد في التعليم، والتأكيد على أهمية المعلومات المطروحة وليست الكمية.
  • الاهتمام بتطوير التعليم في شتى أنحاء الدول وليس المدن فقط بل يجب أن يمتد هذا ليشمل القرى كذلك، حتى يتمكن جميع من هم في سن الدراسة اكتساب فرصة دراسة جيدة، وهذا يتطلب تطوير البنية التحتية وتزويدها بكل الموارد التي تؤدي إلى الجودة المُرادة.
  • يجب الحرص على التمويل الذي يكفي لتحقيق الجودة في جميع أجزاء المؤسسات التعليمية ومرافقها، وهذا من خلال توفير الأساليب التكنولوجية الجديدة والمستلزمات التي تؤدي إلى النهوض بمستوى التعليم إلى أقصى حد، وعند توفر تلك الخدمات ينبغي المحافظة عليها والترشيد في استهلاكها.
  • استخدام طريقة اللامركزية والحكمة في الإدارة التعليمية كأن تتوزع الوظائف والتكليفات الخاصة بإدارة العملية التعليمية على جميع الأقسام الإدارية، والتنويه عليهم جميعًا بمحاولة الوصول إلى الأهداف المطلوبة، ويتم هذا بالبعد عن أساليب وطرق التحكم والتدخل بكافة تفاصيل المؤسسة.
  • الاهتمام بالموارد البشرية وهذا يشتمل على الاهتمام بدرجة كبيرة بالكادر ومسئولي العملية التعليمية، وتلبية متطلباتهم وحاجاتهم الأساسية كالدخل المادي والبيئة التي يعملون فيها بحيث تكون جيدة وملائمة، كما يجب إتاحة جميع الأدوات التي يستخدمونها في تلك العملية ليستطيعوا العمل على تحقيق الجودة التعليمية.
  • دراسة ومتابعة جميع التطبيقات السابقة التي نجحت في تحقيقها للجودة في التعليم بالبلاد العربية والأجنبية، وأخذ الجوانب الإيجابية وكل ما يؤدي إلى الرقي منها ومحاولة تنفيذها بما يلائم ظروف البيئة والمجتمع الحاليين.
  • إشراك المعلمين بالفصول والندوات التي تساعدهم وتؤهلهم لتنمية مهاراتهم التدريسية للعمل على تحقيق الجودة التعليمية.

كيفية الحفاظ على جودة التعليم

بعد أن تقوم المؤسسات بالنجاح في الوصول وتحقيق الجودة في التعليم، تسعى بكافة مجهوداتها للمحافظة على تلك النتائج، كذلك تقوم بالتطوير المستمر لها من خلال استغلال العاملين فيها، وهذا عن طريق توفير بيئة لديها قابلية على التطوير الدائم، والعمل على تنمية القدرات والمهارات والمعلومات لدى الدارسين، ويمكن أن يحدث ذلك بتطبيق أسلوب المساءلة الذاتية والمراجعة الذاتية حتى يتم تنفيذ ما يُعرف بالمساءلة الإدارية.

أهمية تحقيق الجودة في التعليم

  • يوجد الكثير من الفوائد التي تنتج عن الاهتمام بالعملية التعليمية وتحقيق الجودة فيها، والتي تعود بالنفع على جميع أعضاء المؤسسات التعليمية سواء أكانوا من المتعلمين أو القائمين على التعليم، ومن أبرز تلك الفوائد ما يلي: [5]
  • ضمان توفير خدمات مجانية ذات جودة عالية لكافة المواطنين بداية من مرحلة الطفولة المبكرة وحتى مرحلة البلوغ.
  • يُعتبر التعليم الجيد أساس العدالة الصحيحة في المجتمع.
  • يساعد بدرجة كبيرة على التنمية الاقتصادية، العلمية، والاجتماعية للمجتمع.
  • تمهيد الطفل للحياة المقبلة وليس فقط للتعليم.
  • تعليم الطلاب أساليب الحياة الصحية وكيفية ممارستها،.
  • التعليم الجيد يتيح النتائج المرجوة للطلاب ومجتمعهم وقد تمتد لتشمل المجتمعات الأخرى أيضًا.
  • السماح للمدارس بالتوافق والارتباط مع المجتمع من أجل الحصول على الخدمات التي تقدمها المؤسسات المهتمة بالعملية التعليمية.
  • زيادة كفاءة المعلمين وجميع القائمين على التعليم.
  • حل الشكاوى التي يقدمها أولياء الأمور، والوصول إلى نتائج تُحد من ظهور تلك المشكلات.
  • إتاحة جو عمل بين المعلمين، الإداريين وأيضًا الطلاب بحيث يتم التفاهم والتأقلم بين الجميع.
  • التعليم الجيد يجعل الأشخاص يدركون القواعد الأساسية والقيم والعادات السائدة في المجتمع.
  • ينمي الذكاء والمهارات لدى الطلاب.