متى فرضت الصلاة
الصلاة مكانتها في الدين عالية ورفيعة ، وجاءت العديد من النصوص الشريعة في القرآن والسنة التي جلت أهمية الصلاة ، ومما يبرز أهمية الصلاة في الشريعة ، أنها الركن الثاني في الإسلام بعد التوحيد ، كل وصية أعطيت للمسلمين جاءت من السماء إلى النبي على الأرض من خلال الوحي جبريل عليه السلام ، ولكن عندما يتعلق الأمر ب
اركان الصلاة
، صعد النبي إلى السماء مباشرة حيث فرضها الله عليه .
الصلاة هي صلة مباشرة بين المسلم والله ، من الصعب أن تنسى أمر الله أو أن تكذب ، أو تسرق أو تغش أو تؤذي عندما تعود باستمرار خمس مرات في اليوم للتواصل معه ، وشكره وطلب الإعانة من الله ،
وقد أنزل الله على نبيه في أوائل الوحي :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ” ،
هذه السورة هي ثالث سورة أُنزلت على النبي ، فيها الأمر بالقيام وهي الصلاة ، ودل هذا على أن أول ما أمر به النبي الصلاة بعد التوحيد ، الصلاة هي إعانة للمسلم لمواجهة أموره .
متى فرضت الصلاة
ماهي اركان الاسلام
وهم
الشّهادتان ، إقامة الصّلاة ، إيتاء الزّكاة ، الصّيام ، الحجّ
، الصلاة من حيث الفرض كانت من أوائل ما فرض الله تعالى في هذه الشريعة ، بل هي أول أمر جاء بعد الأمر بالتوحيد ، بداية فرض الصلاة لاتكن على الشكل الحالي ، الصلاة مرت بمراحل ، فرضت أولًا صلاة القيام ، وهي الصلاة التي فرضها الله على النبي والأمة الإسلامية ، ثم جاء التخفيف بعدها في قوله تعالى :
”
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
المزمل .
ثم أتى الأمر بصلاتين ، صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروب الشمس ، وهذه الصلاة استقر الأمر عليها ، وصلاها النبي صلى الله عليه وسلم سنوات متطاولة من بعثته وصلاها المؤمنون معه ، وهي التي نُقل هي الصلاة التي كان يصليها عند الكعبة وكان يؤذيه المشركين من قريش ، وتم فرض الصلاة على هذا النحو
بمكة تسع سنين،
وهو المشار إليه في الآية الكريمة “
وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ” (114-هود )
ثم جاء الفرض للصلوات الخمس في أشرف مقام وهو ليلة الإسراء والمعراج ، قبل الهجرة بسنة ، حيث أسرى الله بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد به جبريل عليه السلام إلى السماء ، وهي الشريعة الوحيدة التي فرضها الله بدون واصلة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، وفرضها لأهميتها وحاجة الناس إليها ، فرض الله الصلاة لعظيم فضلها في البداية إلى خمسين صلاة في اليوم ، ولكن جرت المراجعة بين الله ونبيه إلى أن تم الاستقرار على فرض خمس صلوات في اليوم بأجر خمسين صلاة ، ولما استقر الأمر على هذا بين الله فيما بعد
اركان الصلاة و
أحكامها وفروضها وشروطها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم تم شرح
أركان الصلاة القولية والفعلية
، عن طريق الآيات القرآنية .
[1]
مراحل فرضية الصلاة
الصلوات الخمس اليومية أصبحت واجبة في وقت ما ، واستنتج بعض العلماء مما تقدم في ليلة الإسراء أنه لم تكن هناك صلاة واحدة مفروضة قبل الإسراء لا على النبي صلى الله عليه وسلم ولا على أمته إلا صلاة الإسراء ، صلاة التهجد التي يصليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين في رحلة الإسراء الليلية ، كما ألغىت واجب صلاة التهجد.
يقول ابن حجر الهيتمي: في البداية ، كان الناس يؤمرون فقط بالإيمان والتوحيد ، فيما بعد أمروا إلى أداء الفرائض المذكورة في سورة المزمل ، ثم تم نسخهم جميعًا ببدء الصلوات الخمس ، بعد ذلك ، ازدادت الممارسات الإلزامية تدريجياً في المدينة المنورة .
يروي نافع بن جبير بن مطعم أنه بعد أن فرضت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء جبريل عليه السلام وصلى
صلاة الغداة
(صلاة الفجر) وصلى رسول الله أيضًا ثم صلى مرة أخرى (صلاة الظهر)، ) وكذلك فعل رسول الله وصلى مرة أخرى (صلى صلاة العصر ورسول الله كذلك ؛ صلى (صلاة المغرب) وكذلك فعل رسول الله وصلى مرة أخرى (صلاة العشاء) وكذلك فعل رسول الله ثم فقال جبريل عليه السلام: لقد أُمرت بذلك لأبين لك الصلوات المقررة لك.
[2]
كيف فرضت الصلاة في الإسراء
لماذا فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج
، بعد الهموم الكثيرة التي أصابت النبي من وفاة زوجته وعمه والهموم التي أصابته بعد رحلة الطائف ، جاءت رحلة الإسراء وفرض الصلاة ، إشارة إلى أن الصلاة هي مصدر إزالة الهموم .
فوق سبع سموات ، من فوق العرش ، فرض الله على نبيه محمد الصلاة خمسين صلاة في اليوم والليلة ، وأطاعه النبي عليه الصلاة والسلام ، ونزل إلى السماء السادسة مر بموسى عليه السلام ،قال له موسى “كم فرض عليك ربك ” قال فرض عليك خمسين صلاة ، قال له موسى “ارجع إلى ربك واسأله التخفيف لأمتك ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ” .
فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمشاور له فوافقه ، فرجع إلى الله (جل وعلا ) ، فمن رحمة الله بالأمة الإسلامية أن وضع من الصلاة عشرًا فصارت أربعين صلاة ، فمر بموسى عليه السلام ، قال كم فرض عليك ربك ، قال النبي أربعين صلاة ، قال له موسى “ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، إن أمتك لا تطيق ذلك ” ، فرجع النبي فوضع الله عشرًا ، فصارت ثلاثين صلاة .
ثم مر بموسى فقال له مثل ذلك ، فعاد إلى ربه فوضع عنه عشرًا ، فصارت عشرين ، ثم مر بموسى فقال له مثل ذلك ، فعاد إلى ربه فوضع عنه عشرًا ، فصارت عشر صلوات ، ثم مر بموسى فقال له مثل ذلك ، ارجع إلى ربك فرجع وهي عشر صلوات ، فوضع الله عنه خمس صلوات وأبقى خمس صلوات ، فمر بموسى ومن رحمته بالأمة الإسلامية وحرصه على صلاحها ، وقال له ارجع إلى ربك واسأله التخفيف ، قال عليه الصلاة والسلام ، قد راجعت ربي حتى استحييت ، لكني أرضى وأسلم .
قال
ابن حزم
وأنس بن مالك
قال النبي صلى الله عليه وسلم ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على
موسى
فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة قال فارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعت فوضع شطرها فرجعت إلى
موسى
قلت وضع شطرها فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق فراجعت فوضع شطرها فرجعت إليه فقال ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى
موسى
فقال راجع ربك فقلت استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ وإذا ترابها المسك
.
[3]