كيف يكون التسبيح بالاصابع

يعد التسبيح أحد طرق التعبد والتهليل لله عز وجل، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصى بأن يسبح المؤمن على يده، وهي سنة محببة إذ يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم” عليكنَّ بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّقديسِ واعقِدْنَ بالأناملِ فإنَّهنَّ مَسؤولاتٌ ومُستَنْطَقات”، مما يدل على أن التسبيح على الأصابع أحد السنن المؤكدة والمحببة في الدين والتي تساعد في جني ثمار

عجائب الاستغفار

.[1].

كيف يكون التسبيح بالاصابع

  • كثيراً ما يتساءلوا عن

    فضل التسبيح

    على الأصابع، وكثيراً ما لا يعرف كيفية التسبيح على الأنامل، حيث إنها احد السنن المحببة والمؤكدة، لما لها من فضل كبير، فتلك اليد ستشهد على صاحبها يوم القيامة، ولا سيما أن الرسول كان يفعلها كثيراً.
  • وفي التسبيح بالأصابع هناك رأيان، فهناك من يقول قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح كل تسبيحة على أحد الأصابع، وهناك من يرى ان يمكن أن يكون التسبيح على العقد أي كل عقدة فيها تسبيحة، حيث يقول ابن علان “يحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل، أو بجملة الأصابع. والعقد بالمفاصل أن يضع إبهامه في كل ذِكر على مفصل، والعقد بالأصابع أن يعقدها ثم يفتحها”[2].
  • كما روى الترمذي “وعن صفية قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقال: “لقد سبحت بهذا! ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به؟” فقالت: علمني، فقال: “قولي: سبحان الله عدد خلقه”
  • والتسبيح باليد اليمنى أفضل، وبالعد على العقد أفضل، ويفضل التسبيح بالخمسة أصابع فتحاً وتطبيق حتى الوصول إلى الثلاثة والثلاثون، كما أن ليس هناك حرج من التسبيح باليسرى أيضاً، ولكن الخير في اليمنى.

فضل التسبيح بالاصابع

  • كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة وجدها تسبح بنوى البلح، فقال لها أخبرك عن ما هو أفضل من ذلك “أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا -أو أفضل-: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • والكثير من الاحاديث والاقاويل التي تدل على فضل التسبيح على الأنامل، والتسبيح يكون من خلال قول “أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأت”.
  • يعتبر الاستغفار سحر، حيث تعرف عجائب الاستغفار، فإن الله تعالى يحب المستغفرين ويرفع مكانتهم، ويغفر لهم ذنوبهم.

  • فضل الذكر بعد الصلاة

    كبير جداً، حيث يعتبر أحد العبادات والذي يرفع المؤمن في درجته عند الله تعالى.

أهمية التسبيح وفضله

  • يعتبر التسبيح أحد سبل التخلص من الذنوب، والتكفير عن الخطايا، والرجوع إلى الله، كما قد يمحوا ذنوب ولو كانت مثل زبد البحر أي لا عد لها ولا حصر، فبفضل الله وذكره تمحى الذنوب، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” ما على الأرضِ رجلٌ يقولُ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ إلا كُفِّرَتْ عنهُ ذنوبُهُ ولو كانت أكثرَ من زَبَدِ البحرِ”. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • يقرب التسبيح العبد من الله، ويجعله في حالة روحانية لا مثيل لها، كما يجعل هناك صلة وطيدة وحب كبير بين العبد وربه.
  • يعتبر التسبيح وسيلة للتقرب من الله، لا يمكن أبداً أن يغفل أحد

    فوائد الاستغفار

    ، فالاستغفار والتسبيح يفتحوا الأبواب المغلقة، كما أن الله تعالى يحب عباده المستغفرين، وفقاً لقوله عز وجل في القرآن الكريم وفي سورة من أعظم السور آل عمران آية 17 ” الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ”، أي أن الله تعالى أثنى عليهم وكرمهم وجعل لهم مكانة كبيرة، ورفعهم مقام علياً[4].
  • التسبيح يثقل الميزان، ويقوي العزم ويأتي شفيعاً لصاحبه يوم القيامة، حيث غنها حسنات دون عناء، بل ترطب اللسان وتنقي القلوب، وتكشف الغمة، فلا يوجد على وجه الأرض كلها أفضل ولا أعظم من ذكر الله عز وجل.
  • ذكر الله بعد الصلاة، يقوي الجسم ويزيد الشخص نور وتقوى، كما إن تلك الأذكار تزيد الرزق وتجلب الخيرات إلى صاحبها، وتجعل البركة في القليل، وتنير البيوت وتعمرها بالخير والسعادة.
  • الراحة النفسية والسكينة، من أهم الأمور التي يجلبها ذكر الله تعالى والتسبيح له، حيث يشعر المرء بحالة روحانية لا مثيل لها.
  • يعتبر التسبيح بوابة عبور إلى الوصول لدرجة الإحسان، حيث إن أعلى الدرجات التي قد يصل إليها الشخص المؤمن هي الإحسان، والمقصود أن العبد يصل إلى درجة من الخشوع كأنه يرى الله في العبادة.
  • التسبيح والاستغفار من سبل النجاة من عذاب القبر، ومن جهنم.
  • ذكر الله في اللسان يمنح الإنسان عن المعاصي وارتكاب الذنوب.
  • أجمل ما يمكن للعبد أن يسبح من خلاله، قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر.
  • غرس الجنة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وذلك وفقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “لَقِيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْرِيَ بي ، فقال : يا مُحمَّدُ أقْرِئْ أُمَّتَك منِّي السلامَ ، وأَخبرْهم أنَّ الجنةَ طيبةُ التُربَةِ ، عذْبةُ الماءِ ، وأنَّها قِيعانٌ ، وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللهِ ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ”.

مراتب التسبيح

هناك ثلاث منازل لذكر الله عز وجل، تختلف في المراتب، على النحو التالي:

  • المنزلة الأولى: ويقصد بها اعلى مرتبة من مراتب التسبيح، حيث يكون المؤمن فيها في أشد حالات الإيمان والاستشعار بالله عز وجل، ولا سيما أن التسبيح باللسان مع الاستشعار بالقلب، هي أعلى درجات الإيمان، وأعلاها منزله، وأكثرها كمال.
  • المرتبة الثانية: وهي الذكر بالقلب، فالقلوب لها دور كبير في العبادة، والله تعالى يعلم ما في الصدور وما تكن والدليل على ذلك قوله الحق في سورة الأنفال آية 70″ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
  • المرتبة الثالثة: وهو الذكر باللسان، وهو اقل المراتب وأضعفها ، ولكنها مفيدة في حماية اللسان من الأذى ومن النميمة، كما إنها تشغل الفكر عن التفكير في دون الله، وتجعل اللسان عامر بذكر الله، ولا سيما إنها مرحلة تنقل الشخص لما بعدها، فيكون الذكر تمكن والتسبيح من تغلل في القلب.