ماهي الاحاديث القدسية

الكثير من الأشخاص لا يعرف ما هي الأحاديث القدسية ، وهي ما يذكر على الله تبارك وتعالى ولكنها لم تأتي في القرآن الكريم ، حيث أن القرآن الكريم يتلى ويتم قراءة في الصلاة على عكس الأحاديث القدسية .

ماهي الاحاديث القدسية

إن الأحاديث القدسية هي التي لها حكم القرآن ولكنها لا تذكر في القرآن الكريم ، ولقد ذكر في حديث مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله تبارك وتعالى قال : (( يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ….. )) وللحديث تكمله ، وهذا النوع الأحاديث يعتبر من الأحاديث القدسية . [1]

في المجمل فإن الحديث القدسي هو ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من ذكر الله تبارك وتعالى الذي لا ينطق عن الهوى ، والاختلافات في هذا الحديث تتمثل في تلقي هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن البعض ذكر أن المعنى واللفظ من الله تبارك وتعالى ، والبعض الآخر يذكر أن المعنى من الله واللفظ من الرسول ، وبعض ما ذكر أن المعنى واللفظ من الله تبارك وتعالى .

حيث أن هذا الحديث كلام من الله تبارك وتعالى ولكنه ليس من خصائص القرآن الكريم ، حيث أن كتاب الله تبارك وتعالى قد أوحي من الله أتفاقًا ، أما الحديث القدسي فإنه قد أوحي من الله تبارك وتعالى على المشهور ، ومن ضمن الخصائ التي توجد في القرآن ولكنها لا توجد في

احاديث قدسية

أن القرآن يوجد به إعجاز ، كما أن القرآن الكريم يتم التعبد به ، وأنه لابد من أن يتم المحافظة على آداء القرآن الكريم ، وبالنسبة إلى الحديث القدسي والحديث النبوي لا يوجد به هذه الخصائص ، والغرض من ذلك هو التخفيف على الأمة الإسلامية ، كما أنها وسيلة لرعاية مصالح الخلق والله تبارك وتعالى رؤوف بالعباد .

البعض الآخر ذكر أنه من عند الله قولًا ومن عند الرسول لفظًا وتكثر الآراء حول هذا الرأي ، وذلك لأن القرآن الكريم أكثر قدسية حيث أن القرآن الكريم هو كلام الله لفظًا وقولًا لهذا فإنه لا يمسه سوى المتوضئ ، وعلى العكس مع الأحاديث القدسية فإنه يمكن أن يمسها غير المتوضئ .

بالنسبة إلى الذين يذكرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى قال في حديث أبي ذر : (( قال الله تعالى: إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظَّالموا  )) رواه مسلم .

بشكل عام مع اختلاف الأمرين فإن الحديث المقدس هو كلام من الله تبارك وتعالى ، والدليل على ذلك ما جاء في كتاب الله تبارك وتعالى في سورة الشورى قوله تعالى : (( ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )) صدق الله العظيم .

من ضمن ما ذكر ابو كثير أنه في قوله  ( فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ ) فإن تفسيره أن  هَذَا مِنْ الْأَحَادِيث الْإِلَهِيَّةِ , ثُمَّ هُوَ مُحْتَمِلٌ أَنْ يَكُونَ مِمَّا تَلَقَّاهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ بِلَا وَاسِطَةٍ ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِمَّا تَلَقَّاهُ بِوَاسِطَةِ الْمَلَك وَهُوَ الرَّاجِحُ “فتح الباري” (11/323) .

كذلك فإن الرؤيا المنامية تعتبر من ضمن الصور التي يتبلغ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسالة ، ولقد جاء عن عائشة رضي الله عنها ((  كَانَ أَوَّلَ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ )) . [2]

تعريف الحديث القدسي لغة واصطلاحا


هل تعلم

أن الحديث القدسي يوجد له العديد من الأسماء المختلفة حيث أنه يعرف بإسم الحديث القدسي وكذلك الأحاديث الإلهية ، والإسم الثاني هو نسبة إلى الله تبارك وتعالى ، وأيضًا يطلق عليه الأحاديث الربانية .

لقد تم تعريفه عدة تعريفات التعريف الأول : أنه قد نقل إلينا من رسول الله إسنادًا إلى ربه ، وأيضًا عرف بأنه هو حديث يسنده النبي صلوات الله وسلامه عليه ويرويه النبي بكلام من الله تبارك وتعالى ، وذكر أنه ما تم إضافته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد أسنده الله تبارك وتعالى . [3]

إنكار الأحاديث القدسية

بعض منكرون السنة يذكرون أن الأحاديث القدسية لم يأتي بها الله تبارك وتعالى ، ولقد ذكر أن هذا النوع من الأحاديث يدخل إليه الضعيف والموضوع ولو كانت من عند الله لما دخل عليه الضعيف ، وكذلك أن الله تبارك وتعالى هو الذي نزل علينا كتاب الله تبارك وتعالى قد ذكر في كتابه في سورة الحجر (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) صدق الله العظيم ، وأن هذا يعتبر دليل كافي على أن هذه الأحاديث لا يجب الثقة بها ، وأن هذه الأحاديث لا تعتبر من عند الله تبارك وتعالى .

ومن ضمن أوجه الشبه التي توضح أن هذه الأحاديث حقيقية ما يلي :

  • إن هذه الأحاديث وارة من الله تبارك وتعالى ولقد ذكرها من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  • أن جميع الأحاديث يوجد بها ما هو ضعيف ومنها ما هو موضوع ، ومن ضمنها الأحاديث القدسية ؛ لهذا السبب فإن هذا لا يعتبر سبب في أن الأحاديث القدسية يعتبر غير حقيقي .
  • تعتبر الأحاديث النبوية جزء من السنة الشريفة والتي تحث المسلمين على العبادة وعلى الآداب .
  • كذلك فإن هذه الأحاديث لا يوجد بها أي شيء عكس ما يوجد في كتاب الله تبارك وتعالى .
  • أن تحتوي على أشياء تدل على أن الصحابة لديهم أمور يخفوها ولم يتحدثوا عنها .
  • أن يكون الحديث فاسد أي أنها تكون مناقضة للعقل والذي يعتبر دليل واضح على ضعف الحديث .

لهذا السبب فإنه على الرغم من جميع هذه الأدلة على أن الأحاديث القدسية عن الله تبارك وتعالى إلا أنه مازال يوجد العديد من الخلافات حول هذا الأمر . [4]