ماهو وصف الجنة

تعتبر الجنة في الشريعة الإسلامية هي عبارة عن المكان الذي أعده الله لعباده الصالحين بعد الموت والبعث والحساب وبالتالي تكون الجنة بمثابة مكافأة لهم ، وتعتبر الجنة أيضاً من الأمور الغير معلومة والغير مرئية حيث أن أي وسيلة للعلم بها هي القرآن والسنة النبوية فقط ، يعتبر الإيمان بالجنة ووجودها هو جزء من الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإسلام حيث يؤمن المسلمون بأن الجنة دار نعيم لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر، ولا يُمكن أن يتصور العقل هذا النعيم ، فقد قال الله سبحانه وتعالى عن الجنة أن الجنة قد أعددت للعباد الصالحين ، وبها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

الإيمان بوجود الجنة

يؤمن المسلمون بأن الجنة أعدت للمؤمنين الموحدين الذين أخلصوا عبادتهم لِلَّهِ عَزَ وجَل ذوي الأعمال الصالحة ، وأنه من كان موحدٌ ذو أعمال فاسدة فإنهُ تحت المشيئة أن شاء الله غفر له وأن شاء عذبه بقدر ذنبه ، فإنه يعذب في النار ثم يدخلها ، وأنه من أشرك أو كفر بالله فإنها محرمة عليه ، ويؤمنون بأنها مليئة بالعيون والأنهار والأشجار والثمار وكل ما ينعم به الإنسان ، وأنهم يدخلونها في أكمل صورة وينعمون بأكمل نعيم ، كما يؤمنون بأنها درجات متفاوتة حسب أعمالهم الصالحة ، أما عن خازن الجنة فهو يعرف باسم رضوان .

ويؤمن المسلمون أنه لن يدخل الجنة أحد بعمله ، ولكن برحمة الله وفضله ، فهي ليست ثمنًا للعمل ، وإنما يكون العمل سببًا لدخولها ، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه لن يدخِل أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَةَ ، وقَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَة .

الأسماء المتعددة للجنة

الجنة في الإسلام هي الجزاء العظيم والثواب الجزيل الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته ، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص ولا يعكر صفوه كدر ، وهو نعيم لا يمكن تصور عظمته ويعجز العقل عن إدراكه واستيعابه ، وللجنة عدة أسماء ذُكرت في النصوص الشرعية منها دار السلام ، جنات عدن ، جنات النعيم ، دار المتقين ، جنات الفردوس ، جنة الخلد ، الغرفة ، دار المقامة ، جنة المأوى ، الحسنى المقام الأمين ومقعد صدق .

كيفية دخول الجنة

ثبت في الأحاديث النبوية أن المؤمنين عندما يطول عليهم الموقف في يوم القيامة ، يطلبون من الأنبياء أن يستفتحوا باب الجنة فيمتنعون ويأبون حتى إذا طلبوا من النبي محمد يشفع في ذلك فيُشفَّع ، وبعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار ليهذبوا ذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم دنيا لكي يدخلوا الجنة أطهارًا أبرارًا حيث يدخل أهل الجنة زمرًا وتفتح لهم أبواب الجنة إذا جاؤوها تستقبلهم الملائكة بالتهنئة بسلامة الوصول .

إن أول من يدخل الجنة هو النبي محمد كما قال آتِي بَابَ الْجَنَّةِ فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ مَنْ أَنْتَ ، فَأَقُولُ مُحَمَّدٌ فَيَقُولُ بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لا أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ ، وأول من يدخل من أمة محمد هو أبو بكر الصديق .

وأول زمرة تدخل الجنة هي الزمرة التي تدخل بلا حساب ، وهم سبعون ألفًا مع كل واحد سبعين ألفًا كما قال النبي أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً .

وصف أبواب الجنة

عند البحث عن وصف الجنة لابد أن نتعلم جيداً

كيف وصف الرسول الجنة

، حيث أن للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون ويدخل منها الملائكة وتفتح أبوابها كل عام في رمضان كما قال النبي إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وعددها ثمانية ، أما عن

اسماء ابواب الجنة

منها باب الريان المخصص لدخول الصائمين ، ومنها باب الصلاة للمكثرين الصلاة ، وباب الصدقة للمتصدقين ، وباب الجهاد للمجاهدين في سبيل الله ، وهذا كله مذكور في حديث النبي من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير لك وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان .

أعلى منزلة في الجنة هي الوسيلة ، وهي للنبي محمد فقد أمر أصحابه أن يسألوا له الوسيلة ، فقال الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة ، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ، ومن الذين يحلون الدرجات العلى الشهداء وأفضلهم الذين يقاتلون في الصفوف الأولى ولا يلتفون حتى يُقتلوا ، ومنهم الساعي على الأرملة والمسكين وكافل اليتيم ، وترفع درجة الآباء ببركة دعاء الأبناء .

بناء الجنة

بناء الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة كما قال النبي عندما سُئل عن بنائها فقال لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها الدر والياقوت وتربتها الزعفران ، وذكر تربتها في حديث آخر فقال أدخلت الجنة ، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ، ولها رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها توجد من مسافات طويلة فقد قال النبي من قتل رجلًا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عامًا .

أنهار الجنة وعيونها

أما عن

اسماء انهار الجنة

، لا يكاد القرآن يذكر الجنة في آياته إلا ووصفها بأنها تجري من تحتها الأنهار ، وذلك في مواضع عديدة من القرآن مثل إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ، وأحيانًا يذكر أنها تجري من تحتهم ، وقد تبين في الأحاديث العديد من أسماء الأنهار وأوصافها ، حيث قال النبي رفعت لي السدرة فإذا أربعة أنهار ، نهران ظاهران ونهران باطنان ، فأما الظاهران فالنيل والفرات وأما الباطنان فنهران في الجنة ، وقال أيضًا سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة .

ومن أشهر أنهار الجنة نهر الكوثر إذ أُنزلت سورة باسمه ووصفه النبي في بعض الأحاديث ، فقال أعطيت الكوثر فإذا نهر يجري على ظهر الأرض ، حافتاه قباب اللؤلؤ ليس مسقوفًا فضربت بيدي إلى تربته فإذا تربته مسك أذفر وحصباؤه اللؤلؤ .

إلى جانب الأنهار، فإن الكثير من آيات القرآن تذكر الجنة وتقرن ذكرها بالأشجار والثمرات ، وهي أشجار كثير ومتنوعة منها العنب والنخل والرمان ، وبعض أشجار الجنة خُصصت بالوصف في النصوص ، فهناك شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام كما قال النبي إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة سنة لا يقطعها ، وأيضًا سدرة المنتهى التي رأى النبي عندها جبريل على صورته الحقيقية ، وذكرت في القرآن بأنها عند جنة المأوى .