كيف يحدث المد والجزر
تعتبر عملية المد والجزر أحد العمليات الكونية الطبيعية، ولا سيما أن لتلك العملية دور كبير في ضبط النظام الكوني ولعيش الكائنات الحية في البحار والمحيطات، كما تعتبر عملية يشترك فيها القمر مع الأرض والشمس لكي تحدث بشكلها الطبيعي، كما أن القمر هو العامل الرئيسي في عملية المد والجزر، والأيام القمرية التي يزداد فيها المد والجزر هي نفس الأيام التي تحدث فيها
الدورة القمرية عند الرجل
، ويكون فيها القمر في قمة بزوغه وسطوعه، وهي أيام مميزة من كل شهر، حينها تكون الأرض في قمة جاذبيتها[1].
كيف يحدث المد والجزر
تعتبر ظاهرة المد والجزر أحد الظواهر الطبيعية التي تمتد وتتراجع فيها مياه المسطحات المائية، ولا يغفل أحد تلك المنظر الخلاب على أحد الشواطئ الناعمة، فالأمواج تمتد وتتراجع بشكل منتظم، وهذا بشكل مبسط هو المد والجزر، أما عن كيفية حدوثه[2]:
-
فالسبب الأول والرئيسي في عملية المد والجزر هو التأثير المباشر من القمر على الأرض وهو ما يحدد
الايام القمرية
، حيث حين تصل جاذبية القمر على الأرض ذروتها، وتبلغ أقصاها، فتعمل في تلك المرحلة الجاذبية على جذب الماء إلى أعلى تجاه جاذبية القمر، فيحدث حينها المد والجزر ويحدث ذلك في أعلى نقطة لجذب المياه. - لم يقتصر الأمر على دور القمر فقط في عملية المد والجزر، رغم غنه من أهم المسببات ويعتبر المسبب الرئيسي لعملية المد والجزر، إلا أن كوكب الأرض، له دور فعال في تلك العملية، حيث إنه من المتعارف عليه أن الأرض تدور حول نفسها في مدارها، فدوران الأرض سبب من أسباب المد والجزر، حيث تعمل الأرض على طرد مائها بعيداً عن السطح أثناء الدوران من خلال الجاذبية الأرضية، ومن الجدير بالذكر أن عملية الطرد تكون من الجهة العكسية للقمر.
- أما عن الشمس فهي أيضاً ذات دور فعال في عملية المد والجزر، ولكن القمر ذات الفاعلية الكبرى نتيجة قربة من الأرض، فتبعد الشمس عن الأرض بمسافة تزيد عن القمر تقل نسبة المد والجزر الناتج من جاذبية الشمس على الأرض بمقدار نصف المد والجزر الناتج من جاذبية القمر.
- من المتعارف عليه إن المسطحات المائية تمتد وتتراجع مرة كل 12 ساعة و25 دقيقة أي مرتان في اليوم الواحد والخمسون دقيقة، ولم تأتي تلك الفترة من فراغ، بل هي تلك المدة التي يبزغ فيها القمر مرتين متتاليتين، كما يمكن حساب تلك المدة، من خلال دوران الأرض حول القمر، ولا سيما أن دوران الأرض حول القمر مرتين هو السبب في حدوث المد والجزر، ويحدث ذلك في أغلب أجزاء البحر.
- ولا سيما أن المد والجزر في النهاية يحدث جراء جاذبية الشمس والقمر للأرض، وفقاً للجانب الذي يتم فيه الجاذبية بشكل أكبر، أي وفقاً لما يكون أقرب للأرض حين المد والجزر.
- ورغم ما وضحناه من المد والجزر وعلاقة الشمس والقمر به، إلا أن في الواقع المد والجزر يبدوا واحداً فقط، وهو الذي يلاحظ على ضفاف البحر، وتلاطم الأمواج المتواجد على الشواطئ.
- ولا يمكن إغفال دور المسطحات المائية في عملية المد والجزر، حيث أن شكل وعمق وحجم البحر أو المحيط، لهم دور كبير في تحديد حركة المد والجزر.
- وبالمقارنة بين المد والجزر بين المحيطات، فنجد في المحيط الأطلسي مثلاً تحدث عملية المد والجزر مرتين خلال اليوم الواحد، أما في المحيط الهادي والجزر المطلة عليه يحدث مد مختلط فالمد يحدث مرتين بينما ينخفض الجزر، وفي ألاسكا يحدث مد بعد جزر وجزر بعد مد، بشكل متتالي، وبمقارنة كل ذلك بالبحر الأبيض المتوسط فيقل تماماً حدوث المد والجزر.
أهمية المد والجزر
هناك فوائد كبيرة وكثيرة للمد والجزر، فسبحان الله تعالى لم يخلق أي شيء عبثاً وجعل كل شيء بمقدار، وعند البحث عن فوائد المد والجزر، نجد العديد من الفوائد على النحو التالي[3]:
- تعتبر من أكثر فوائد المد والجزر امتلاء المناطق التي يحدث فيها المد والجزر بالأسماك البحرية المميزة، والتي تكون صالحة للأكل، ومن بينها الأعشاب المرجانية المليئة بالفوائد والتي تدخل في العديد من الصناعات الدوائية والعلاجية، كما تدخل في تصنيع المواد الغذائية، كما تعج تلك المناطق بسرطانات البحر وبلح البحر، والأسماك البحرية الممتازة.
- تسمح عملية المد والجزر بعملية السباحة والاستجمام، حيث يفضل الكثير من الأشخاص السباحة أثناء عملية المد، حيث يكون البحر جميل ومميز، ويستطيعون حينها أن يأخذوا قسط من الراحة والاستجمام على ضفاف الشواطئ.
- يستطيع الصيادون الحصول على كم وفير من الأسماك من البحار، والكائنات البحرية النافعة والقابلة للأكل، والمليئة بالمواد الفسفورية الصحية[4].
- تعتبر عملية المد والجزر هي العملية الرئيسية التي تساعد في دورة الكائنات الحية داخل المحيطات والبحار وهي المسؤولة عن حياة الأسماك وعدم موتها في البحر.
- يعمل المد والجزر على تنظيف تلقائي للبحار والمحيطات، وذلك من خلال التخلص من الفضلات والرواسب والنفايات المتواجدة في البحار، والتي يكون مصدرها مخلفات المصانع، ورواسب ومخلفات السفن والبواخر.
- يستخدم المد والجزر توليد الطاقة الكهربائية، حيث إن طاقة المد والجزر أحد أشكال الطاقة المتجددة، ولا سيما أن من خلالها يمكن توليد الطاقة مستغلين حركة البحار والمحيطات في توليد الطاقة الناتجة من المد والجزر، وذلك من خلال استغلال حركة المد والجزر المنخفض والعالي.
- يستخدم المد والجزر في توليد الطاقة وتخزين المياه للتخلص من فكرة القحط ونفاذ المياه، حيث تحدث فترات جفاف للمياه، وذلك من خلال بناء السدود، فمنها يتم توليد طاقة، وفي نفس الوقت تخزن المياه لحين الاحتياج لها، وتحدث تلك العملية من خلال مرور المياه خلف السدود وفي رحلة مرور الماء من خلف الخزانات يمر الماء خلال التوربين المتصل بالمولدات الخاصة بتوليد الكهرباء، فيتم توليد الطاقة الكهربية، والاحتفاظ بالماء في آن واحد.
فوائد عملية المد والجزر
-
يعتبر
المد والجزر
مرشد لصيادين الأسماك، فوفقاً لدلائل المد والجزر، يختاروا الصيد بين الليل والنهار، فالمد يسهل دخول الموانئ[5]. - يساعد المد والجزر الحكومات وإدارة الموانئ في تحديد ساعات وجداول معينة لعملية الصيد ونزول المياه البحرية، وتعتبر تلك الجداول دليل للبحارة والصيادون للإبحار والصيد، حيث إن عملية المد هي العملية المناسبة أكثر من الجزر في الصيد، حيث تساعد عملية المد البحر على حمل السفن، ويكون الأبحار ودخول الموانئ سهل للغاية.
- يمكن المد والجزر خبراء الأخبار الجوية من التنبؤ بحالة الطقس والتعرف على التقلبات المناخية المفاجئة، حيث لعملية المد والجزر دور كبير في عملية التوازن المناخي التي تحدث على سطح الأرض، في حين أن اختلاط المد والجزر قد يحدث تقلبات مناخية، كما أن المد والجزر يؤثر على المناطق الباردة وذلك من خلال خلط المياه الباردة بالمياه الدافئة المعرضة لأشعة الشمس.