أهم غزوات الرسول

يعد الدين الإسلامي الحنيف، حين نزلت الرسالة على الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يوجد سوى العشرات من الناس مسلمين، وعرفوا أهل قريش بشدة كفرهم، وعدم تصديقهم للرسول الكريم، ولا سيما إنهم كانوا متشككين فيما أنزل عليه من وحين، ولم يكتفوا بذلك فقد حاربوه أشد حرباً، وتوعدوا له بالقتل، وحاولوا بكل الطرق إغراءه بالمال والجاه لترك الدعوة، ولكنه كان شديد العزم، مكلف من الله عز وجل.

جميع غزوات الرسول بالترتيب

قاد الرسول الله عليه وسلم العديد من الغزوات، التي اختلف الفقهاء حول عددها، ولكن الثابت في القول أن عددها يتراوح بين التسع عشر والثلاثين، والذي نعرفه من

غزوات الرسول

ترتيباً[1]:

  • غزوة الأبواء
  • غزوة بواط
  • غزوة بدر الأولى
  • غزوة العشير
  • غزوة بدر الثانية
  • غزوة بني السليم
  • غزوة بني قينقاع
  • غزوة السويق
  • غزوة ذي أمر
  • غزوة بحران
  • غزوة أحد
  • غزوة حمراء الأسد
  • غزوة بني النضير
  • غزوة ذات الرقاع
  • غزوة بدر الأخيرة.
  • غزوة دومة الجندل
  • غزوة الخندق
  • غزوة بني قريظة
  • غزوة بني لحيان
  • غزوة بني المصطلق
  • غزوة ذي قرد
  • صلح الحديبية
  • غزوة خيبر
  • غزوة عمرة القضاء
  • غزوة فتح مكة
  • غزوة الطائف
  • غزوة تبوك
  • غزوة بدر

أهم غزوات الرسول

غزوة الأبواء

حدثت غزوة الأبواء في العام الثاني من الهجرة، وهي أول غزوة قام بها المسلمون بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شنت في منطقة تسمى ودان، أسفرت تلك الغزوة عن مجموعة من النتائج ومن أهمها معاهدة تحالف بين المسلمين بقيادة أشرف الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقائد عمرو بن مخشي الضمري سيد القبيلة وأهم ما نصوص المعاهدة أن الرسول أمنهم على  أموالهم وأنفسهم، على أن لا يحاربوا المسلمين ولا يحاربوا الدين ويكونوا مداد لجيش المسلمين إن أحتاج الأمر ذلك[2].

غزوة بواط

قامت تلك الغزوة في العام الثاني من الهجرة، في موقعة تسمى بواط، وأودت بانتصار المسلمين، حيث عاد الرسول إلى المدينة المنورة[3].

غزوة العشير

كانت أيضاً في العام الثاني من الهجرة، وكانت النتيجة فوز المسلمين فيها، وأودع الرسول صلى الله عليه وسلم بني مدلج وحلفائهم في منطقة تسمى العشية، بين مكة والمدينة، وكانت هزيمتهم حينها ساحقة ومخزية[4].

غزوة بدر الأولى

قامت غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وخرج فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، مع جيش من المسلمين، ليقاتلوا قبيلة أبي سفيان، ولكن أبي سفيان استعان بأهل قريش ومكة ليواجهوا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن جعل الله كيدهم في نحرهم، واسفرت الغزوة عن فوز المسلمين، حيث يقال أن الله بعث جند من جنوده يحاربوا مع المسلمين، ومن أهم نتائج تلك الغزوة، قتل أبي جهل، الذي قتل

اول شهيد في الاسلام

، وهي الشهيدة سمية بنت الخياط.

غزوة أحد

كانت غزوة أحد رد فعل للكفار على هزيمتهم الساحقة في غزوة بدر حيث كانوا قد غضبوا كثيراً جراء الهزيمة المخزية، وفي هذا الحين جمعوا 3000 من الرجال، وكان ذلك في الخامس عشر من شوال هجرياً، ولا سيما حين حرف المسلمون بما يدبره الكفار، قرروا أن يعدوا العدة ويجهزون الرجال وخرجوا للالتقاء بهم قرابة جبل أحد، بدأت المعركة وبدت البوادر بانتصار المسلمين، وصعد رجال المسلمين الأبطال جبل احد، وبدأوا يهللون ويعلنوا النصر.

من الجدير بالذكر أن قائد الكفار حينها كان سيف الله المسلول خالد بن الوليد، فبدأ خالد يأخذ جيشه ويعود إلى الوراء، وحين رأى المسلمون تقهقر الأعداء وتراجعهم، هبطوا سريعاً من فوق الجبل، ليحصدوا الغنائم ويأخذوا العدد والأدوات والذخائر، ولا عجب في أن خالد بن الوليد من الرجال الحربين الواعين، حين رأى ذلك المشهد استغل الفرصة خير استغلال، حيث لاحقهم وقام بقتل الكثير منهم، وتغيرت مجريات الأمور سريعاً، فأصبح جيش المسلمين هو المدحور، ولكن ترجع الهزيمة في أصلها إلى أن الرماة لم ينبهوا لقول الرسول حين أخبرهم وأمرهم بألا ينزلوا إلى موقع القتال ويظلوا فوق الجبل، إلا أن الانتصار غرهم والفوز لم يجعلهم منتبهين لما يحدث.

غزوة خيبر

تعتبر غزوة خيبر من أهم الغزوات التي خاضها المسلمون ضد اليهود، حيث قامت في الأصل المعركة، من أجل أن اليهود قد نقضوا العهد وخلفوا الوعد، حيث عرف اليهود دوماً بان لا عهد ولا وعد لهم من أيام نبي الله موسى، ولكن الذي حدث ان كانت هناك معاهد مع يهود خيبر، نقضوها وحاولوا قتل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالسم، ولكن الله لم يفلح عملهم.

فقاموا بعمل تجمع من ائتلاف بين كافة المشركين والكفار، لقتال المسلمين والقضاء عليهم، ولكن علم الرسول بالأمر، فكون جيش من المسلمين بعدد 1600 مقاتل، وكانت الواقعة، في مكان يسمى برجيع، بين خيبر وغطفان، وبعبقرية محمد الحربية صلى الله عليه وسلم، التي ألف فيها الكتب وكتبت فيها الأشعار، جعل المسلمون يصلون المكان الذي ستقام فيه المعركة في الليل وحاصروه، ووزعوا أنفسهم بين الأشجار والنخل.

في صباح يوم المعركة، بدأ رماة خيبر ينساقوا وتحطم آمالهم في النصر، ولا سيما بعد سويعات قلائل، كان المسلمون كانوا قد سيطروا تماماً وانتصروا انتصار بالغ ومهيب، وأخر حصون خيبر كان النصر فيها للقائد العظيم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، ومن ثم حاولوا الوصول إلى معاهدة جديدة تأمنهم بعد ما لحقت بهم الهزيمة والعار فنصت المعاهدة التي قدموها هم بأنفسهم أن يؤمنوا في ديارهم مقابل نصف محصولهم.

غزوة تبوك

تعتبر تبوك آخر غزوات المسلمين، حيث حدثت في السنة التاسعة من الهجرة، وكانت بعد فتح مكة المكرمة مباشرة، وتعتبر أهم الغزوات على الإطلاق حيث أثبت فيها المسلمين قوتهم ومكانتهم الحربية، ومكن الرسول فيها المؤمنين من البلاد ومن السيطرة عليها وتأمينهم ضد الكفار.

شنت تلك الحملة من أجل التخلص من بطش الروم بالمسلمين، وتعريفهم بأن المسلمين ليس بقلة ولا بمستضعفين، حيث تلك تبوك موقعة مؤتة التي هزموا فيها، فكان لابد من رد الاعتبار والأخذ بالثأر ورفع راية الإسلام وإعلاء شأن المسلمين، ومن الجدير بالذكر ان في مؤتة قام العديد من كارهي الدين ببث السم والتجسس على المسلمين وإلحاق الروم بالمعلومات التي جعلتهم انتصروا، كما كان للروم حيل كثيرة ومنها إنهم خدعوا المسلمين ببناء مسجد ولكنه في الأصل كان مركز لتجمع المنافقين والفاسدين ومدعين الدين.

لكن سرعان ما كشفهم الرسول الكريم، بعد معرفة محمد صلى الله عليه وسلم بالمكر القائم ضده، جهز جيش مكون من 30000 مقاتل، وكان عدد جيش الروم أربعون ألف، حيث ابى الكثير من المسلمون أو مدعين الإسلام حينها الخروج، فقال الله تعالى فيهم” انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ” .

كما سميت تبوك بالفاضحة العسيرة، سميت بالفاضحة لأنها كشفت نوايا المنافقين، والعسيرة لأن الطريق كان شاق وكانت الرحلة لساحة القتال عسيرة ولا أكل ولا مشرب حتى اضطر المسلمون أكل أوراق الشجر والشرب من بطون البعير، وسبحان الله رغم كل ذلك، انتصر المسلمون دون قطرة دم واحدة، حيث حين رأى الروم المسلمون بث الله في قلوبهم الرعب، وكأن ملائكة الله ضاعفت أعداد المسلمين، فهربوا وفروا كالفئران من أمام المسلمين في ساحة القتال، ودخل الكثير منهم الإسلام. [4]