ما هي أهمية التسامح

في

مقدمة عن التسامح

يجب أن نستوعب أن مفهوم التسامح مهم لمساعدة الناس للعيش معاً في أمن وسلام ، ويجب على كل فرد احترام وتقبل آراء الآخرين لكي يصبح متسامحاً حتى عندما تكن طريقتهم ، أو آرائهم لا تتفق مع شخصيتك وأفكارك ، ويعني أيضاً أنك لا تضع آرائك فوق آراء الغير حتى عندما تكون على يقين أن رأيك سليم ، والأشخاص المتسامحين يظهرون قوة من حيث قدرتهم على التعامل مع وجهات النظر المختلفة . [1]

اهمية التسامح

يعني التسامح الاستعداد للقبول ، خاصة السلوكيات والآراء المختلفة عن تفكير الشخص ، أو أن يتصرف الشخص بحكمة مع الذين لا يشبهونه ، بمعنى آخر هو إظهار الاحترام للعرق ، والجنس ، والآراء ، والدين ، والأيديولوجيات للأشخاص ، أو المجموعات الأخرى ، وتعبير الشخص عن وجهة نظره الخاصة بطريقة لائقة مع احترام مشاعر وأفكار الآخرين ، ويمكن إظهار التسامح بالعديد من الطرق ، وفي مناسبات وأوقات مختلفة ، وقد نجد إنه من الطبيعي أن يختلف الشخص تماماً مع غيره في أي قضية سواء من الدين إلى السياسة ، وفي نفس الوقت لابد أن يحترم من لديهم أفكار مختلفة ويعاملهم معاملة حسنة .

ويلعب التسامح دوراً حيوياً في ترسيخ السلام والمحبة في المجتمعات ، وبين الأشخاص من أصغر وحدة إلى أعلى وحدة داخل المجتمع ؛ فالتسامح مطلوب في جميع مجالات الحياة المتنوعة ، ويجب الاعتراف بحق الإنسان في عدم الاقتراب ، والمساس بمشاعره ، وكرامته والإساءة له ، ولكل إنسان الحرية والحق في التعبير عن وجهة نظره بدون استخدام كلمات بغيضة أو استفزازية ؛ وإظهار الاحترام ، والتسامح مع الغير ليس معناه أن تتخلى ، أو تتنازل عن مبادئك أو تبني أفكار الآخرين ، ولكن ببساطة يتعلق الأمر بحقوق الإنسان الأساسية في احترامه ، واحترام آراءه ، وأفكاره ، وقد قيل

شعر عن التسامح

، وعن أهميته بين الناس وفي المجتمعات ؛ فهو الأساس في استقرار ، وتقدم أي مجتمع والمساعدة على التعايش السلمي بين أفراده . [2]

مفهوم الحرية من خلال التسامح

يساعد التسامح من خلال التنمية الشخصية على الانفتاح على طرق تفكير أخرى ، ومعرفة المزيد من الأفكار المختلفة من مختلف أنحاء العالم ، فسوف يستطيع الشخص فهم ما يدور حوله بشكل أفضل ، وكذلك الانفتاح على العديد من الثقافات المختلفة ، وتعليم الأطفال التسامح أمر مهم للغاية حيث لا ينبغي أن يكبر الطفل ، وهو يشعر بالكراهية أو الشك ؛ فنجد أن الأطفال الذين يكبروا على الكراهية ، والحقد ، والغيرة من الآخرين يتحولون إلى أشخاص عدوانيين غير متسامحين ، والأطفال الذين يجبرون على السير وراء أفكار معينة دون التفكير بحرية ، وبدون قيود سوف يجعلهم ذلك أشخاص غير مستقلين ؛ فإذا اختبر الأطفال الحب والتسامح ، سوف يصبحون قادرين على النمو والعيش حياة سلمية ، وسعيدة مليئة بالتسامح ، وحب الآخرين ، وتقبل آرائهم المختلفة .

ويجب أن يكن لكل فرد قيمه الخاصة وآراءه والتي يجب احترامها ، وقبولها ، وتقديرها من قبل الآخرين ؛ فليس من السهل أن تكن شخصاً متسامحاً ، ومن المقبول التمسك بقيمك الخاصة ، ولكن من المنطقي أن تقيم تلك القيم ، وخاصة إذا كان لها تأثير على الآخرين ؛ فإذا أردنا العيش في مجتمع مسالم ؛ فلا بد أن نفهم ذلك جيداً ونقوم بتطبيقه ، لأن المجتمع السلمي المسالم لا يستطيع التخلي عن التسامح .

ونجد أنه في أغلب الحالات عدم التسامح يكون نتيجة للجهل ، والخوف تجاه المجهول ؛ فالفضول حول الأفكار الجديدة ، والاستعداد للتعرف على طرق تفكير جديدة يجعل الناس أن يكونوا أكثر تسامحاً ؛ فنجد أنه عندما يتعلم شخص ثقافة جديدة ؛ فإنه يفقد تدريجياً خوفه من المجهول ، ويبدأ في التواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم لديهم أيضاً نفس موقفه المنفتح . [1]

مبادئ بناء التسامح

يوجد العديد من المبادئ التوجيهية التي هدفها هو بناء التفاهم والتسامح ، ومن ضمنها تلك المبادئ المبادئ التوجيهية الإلهية التي يقدمها القرآن بشكل واضح للمسلمين لبناء التسامح بين الأديان المختلفة ، حيث أن

التسامح في الإسلام

يحث المسلمين على الآتي :

  • احترام كرامة الإنسان التي وهبها الله عز وجل للجميع ، بغض النظر عن اختلاف عقيدة الشخص ، أو عرقه ، أو جنسه ، أو لونه ، أو وضعه الاجتماعي ؛ فكل شخص خلقه الله سبحانه وتعالى ، وجعله في أحسن صورة ؛ فكلنا من صنع الله عز وجل ؛ فغير مسموح لأي شخص أن يسخر من غيره ، أو يوجه له إهانة ، أو التقليل منه ، ولكن يجب على البشر كافة أن يعاملوا بعضهم البعض بكل احترام ، ولطف ، وتسامح .
  • يعلم الإسلام أن الله سبحانه وتعالى خلق الأديان المختلفة ، وعلينا جميعاً احترام ذلك ، وعند احترام الجميع لوجود الأديان المختلفة سوف يعم التسامح والسلام بيننا ، والقرآن الكريم يشير على أن الحرية حق منحه الله لعباده ، ولكن الله عز وجل لا يرضى عندما يختار بعض البشر عدم الإيمان به سبحانه وتعالى .
  • الله عز وجل عادل ويحب العدل وقد أمرنا بالعدل ، ولا سيما تجاه الأشخاص المختلفين عنا بأي شكل من الأشكال ، بما في ذلك في أمور العقيدة الدينية ؛ فالله سبحانه وتعالى يحب الذين يطبقون العدل في البلاد ، والذين يجتهدون في ممارسته . [3]
  • قد منح الإسلام على مر التاريخ أتباع الديانات الأخرى أعلى درجات التسامح ، وذلك من خلال السماح لهم بممارسة طقوسهم ، واتباع طرقهم في العبادة ، على الرغم من تعارض بعض ممارستهم مع دين الأغلبية ، ويعتبر ذلك أكبر دليل على التسامح من قبل المسلمون تجاه غيرهم من غير المسلمين .
  • يعلم الدين الإسلامي المسلمين على أهمية إظهار الطريقة الصحيحة للنقاش ، والتفاعل مع غير المسلمين ، على الرغم من أن المسلمين قد يختلفون مع النظم الإيديولوجية والعقائد الدينية الأخرى . [4]

ومن الجدير بالذكر أن أول معاهدة إسلامية هي التي أقامها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته مع السكان اليهود في المدينة المنورة ، وكان الأساس الذي بنيت عليه تلك المعاهدة هو التسامح والحرية الدينية ، وفي حياة محمد صلى الله عليه وسلم نجد العديد من الأمثلة التي تشير على أهمية التسامح ، عندما دخل يهود خيبر ، ومسيحيي نجران إلى الدولة الإسلامية ، منحهم النبي الحرية الكاملة في العقيدة ، والممارسة . [5]