قصص عن دعاء السفر
يعتبر التضرع لله والدعاء له عبادة، واستنجاد به من شر الأمور، فعادة المؤمن الدعاء لله في كل موقف يتعرض له، وفي كل حال، حيث إن هناك دعاء للأكل، وولوج البيت، ودعاء لارتداء الملابس، وهناك دعاء للزواج واللباس، ودعاء للسفر، فالله هو الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، والداعم لعباده والحافظ من كل شر، ولا سيما أن لدعاء السفر فضل كبير واجر عظيم.
قصص عن دعاء السفر
هناك العديد من الأدعية التي يمكن الدعاء بها أثناء السفر، و
دعاء السفر
الذي دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم يقول” روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلّ الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر ؛ كبر ثلاثًا ثم قال “سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ” ، وكان إذا رجع قالهن وزاد فيهن قائلًا “آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ”[1].
القصة الأولى
يقول الشيخ إبراهيم الدويش، إنه في يوم كان مسافر مع صديقة، من السويد إلى النرويج، وبمجرد وصولهم للمطار لم يجدوا جوازات السفر الخاصة بهم، ظلوا يبحثوا متوترين عنها، ولكنه يقول الشيخ، ظللت أقول ربي أنت الصاحب في السفر، وظلا الصاحبان يبحثان أكثر من ساعة، على أن سلموا الامر لله، وقرروا الدخول إلى المطار، وعند الدخول للمطار، كانت كل السيارات تتعرض للتفتيش، وكان يقول أردد اللهم انت الصاحب في السفر، يا صاحبنا في السفر، فتفاجأ كل منهم إن المفتشين في السيارات لم يسألوا عن الجوازات، ولن يفتشوا السيارة، ولكنهم مروا وسافروا دون عناء، ويقول الشيخ إنه الصاحب في السفر الذي نجانا، وإنه الدعاء المبارك[2].
القصة الثانية
تقول سيدة كانت من حجيج البيت، وهي تؤدي المناسك، كانت تقل سيارة مع أسرتها وزوجها، وتدعي بدعاء السفر وتقول اللهم نعوذ بك من فواجع القدر، ومن سوء المنقلب، اللهم إنك أنت الخليفة في الأهل والصاحب في السفر، وتدعي وهي واثقة أن الله ينجي من كل كربن وبعدها غفلت عيناها دقائق، لتصحى على صوت مزعج، وترى نفسها وهي تلف في السيارة والرمال تتناثر وتدخل إليهم نتيجة كسر الزجاج، أيقنت في تلك اللحظة غنها ستموت خلال لحظات، وظلت تبكي، وانقلبت السيارة رأساً على عقب، ثم لم تفق السيدة إلا وهي في سرير أحدى المستشفيات في مكة المكرمة، لن تصدق أبداً إنها تستطيع أن تتحرك وتفتح جفونها، وتسال بشكل هيستري عن زوجها وأولادها، وهي قلقة لا محال أن يكون احد قد أصيب، وتفاجأت بأن الجميع بخير، وأن ما تهالك وتفتت هي السيارة فقط، ظلت تشكر الله وهي متيقتة أن الدعاء هو المنجي والله هو المستعان والرافع للبلاء، تقول الأخت الناجية إن لسانها لم يجف عن الشكر، ولا عن دعاء السفر ولا قول أعوذ بالله من سوء المنقلب.
القصة الثالثة
يحكي شاب إنه كان مسافر مع صديقه، وظلت والدته تفكره بدعاء السفر، وتقول له يا أحمد عليك بدعاء السفر، أقرأه فور ركوب السيارة وبعدها في الطائرة، ظلت تلح عليه ليتذكر، وفعلاً عند ركوبه السيارة وهو متجه لبيت صديقه ليذهبا إلى المطار قرأ الدعاء وظل يردده كما وعد أمه، يقول وفجأة ودون مقدمات وجدت محرك السيارة قد عطل، أتصلت مسرعاً بصديقي ليأتي إلى، فقال لي لا يا أحمد ستفوتني الطائرة، ستوجه إلى المطار، يقول الشاب حزنت كثيراً، فكانت أول سفرية أذهب لها بعد انتهاء العام الدراسي ولأول مرة اسافر دون أهلي، ولكنه لا يستطيع أن يترك السيارة هكذا، أتصل بوالده، وفعل ما بوسعه، إلى أن يلحق بالطائرة، وذهب إلى المطار، ولكنه لم يتمكن من ركوب الطائرة، يقول الشاب، فجأة شعرت بألم وغصة لا مثيل لها وكأني فقدت شيء ثمين وكأني احلم ولم أصدق ما حدث، وكنت حزين أن صديقي سافر من دوني، عدت للمنزل، وفي المساء بعد أن نمت طيلة النهار حزناً، وجدت أصدقائي يضعوا صور لصديقي إنه تعرض لحادث أليم أثناء ذهابه للفندق الذي سيقيم فيه وإنه بين الحياة والموت، علمت فائدة الدعاء، وعلمت أن ما كان في السفر خير، وإن أمي كانت تشعر بالقلق، سجدت شكراً لله، وعرفت أن المنع أحياناً عين العطاء.
القصة الرابعة
من المعروف دوماً أن الدعاء في السفر مستجاب، فكثيراً ما يقول الشخص دعاء السفر ويلحقه بدعاء خاص به يتمنى حدوثه، فتحكي امرأة عقيم، إنها تزوجت منذ 9 أعوام ولم تحمل، وإن هذا الشعور قد ألمها، وتقول تمنيت كثيراً أن أصبح أم وأحضن جنيني وأتمتع بالشعور بأمومتي ولكن الله لم يرد بعد، وفي العام التاسع من الزواج سافرت إلى دولة أجنبية يعمل بها زوجها، وقالت أتبعت دعاء السفر بدعاء الحمل، وجدت نفسي أقول ربي لا تذرني فرداً وأنت خيلا الوارثين ربي أرزقني زريه مباركة، وبكت، تقول السيدة، فبعد أن سافرت بشهرين صرت حامل في تؤام هم الان كل حياتي، خرت حينها سجداً لله، شاكرة وحامدة، وأنا من يومها كلما اردت شيئاً من الله تعالى دعوته في سفري، فوالله دعوة المسافر لا ترد.
فضل دعاء السفر
إن لدعاء السفر فضل كبير، وأجر عظيم، وهو أحد سبل التوسل والوصول إلى الله عز وجل، لا سيما أن المسافر معرض للخطر في أي لحظة، لذا فيجب دوماً أن يدع نفسه للهن ويفوض أمره كله لله، ومن فضل دعاء السفر:
- يجلب دعاء السفر السكينة والأمان والراحة للقلب، ويمنح النفس الهدوء والاطمئنان، كما يبعث في النفس الشعور بالتوكل على الحي الذي لا يموت، فالدعاء إذا قاله أحد بإيمان يبكيه، فقول اللهم أنت الصاحب في السفر وحدها تشعر الإنسان بأن الله معه.
- يقي الدعاء صاحبه من الوقوع في ابتلاء أو شر قد يصيبه، كما يكفيه شر المحن والمصائب.
- يقي الدعاء الإنسان شر الوقوع في المعاصي والمحرمات، ويجعل الشخص قوي بالله، فمن معه الله لا يستطيع أن يفعل شيء محرم ولا مكروه أبداً.
- إن دعاء السفر يساعد المسافر على ذكر الله، ومن ثم يجعل الدعاء العبد مع ربه، مطمئن وآمن.
- كما أن الدعاء في السفر لا يرد أبداً، ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال “ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده”.
- يعتبر دعاء السفر أحد السبل لرفع مكانة العبد عند ربه.
- يمنح دعاء الشفر الإنسان الثقة وعدم الخوف من السفر فهو معه الله.