طرق التدريس في اليابان

تختلف طرق التدريس في اليابان عن معظم بلدان العالم، وقد أثبتت هذه الطرق فاعليتها، حيث استطاع نظام التعليم في اليابان في سنوات قليلة أن يكون الأكثر تميزا بين أنظمة التعليم العالمية، وأصبح الكثير من الدول تبحث عن طرق التدريس في اليابان.

أسباب تقدم التعليم في اليابان

التعليم في اليابان إلزاميا

تنقسم الدراسة في اليابان مثلها مثل باقي الدول إلى 4 مراحل رئيسية، تبدأ بالمرحلة الابتدائية، ثم المتوسطة، ثم المرحلة الثانوية فالمرحلة الجامعية، ولكن يختلف التعليم في اليابان كونه إلزاميا على جميع الطلاب، حيث يقوم الطفل بداية بتعلم اللغة اليابانية بجانب الفنون والموسيقى والعلوم والرياضيات، وتعد التربية الأخلاقية من المواد الأساسية الإلزامية التي يقوم الطالب الياباني بتعلمها. [1]

الأخلاق قبل العلم


اسباب تقدم التعليم في اليابان

أن المدارس في اليابان تهتم ببناء شخصية الطفل منذ الصغر، وذلك عن طريق التربية والأخلاق فهما أحد أركان التعليم الياباني، ودراستهم إلزامية، فقد يصل احترام التلميذ لأستاذه حد العبادة.

الاهتمام بروح العمل الجماعي

لا يوجد في المدارس اليابانية عمال نظافة، حيث تهتم تلك المدارس بتعليم الطفل مبادئ النظافة الشخصية، وكيفية الحفاظ على نظافة مدرسته والبيئة التي يعيش فيها، وتعلم المدرسة أيضا الطالب أن نظافة الفصل ودورات المياه ليس بالأمر المخجل والمهين، بل طريقة لتحمل المسؤولية، والحث على العمل الجماعي. [1]

سنة دراسية بلا إجازات

تكون الدراسة في اليابان ممتدة طوال أيام السنة، ولا تتعدى الإجازة المدرسية مدة 6 أسابيع، بل قد تصل إلى 3 أسابيع في السنة، ويرى الكثيرين أن هذا النظام قد يكون صعبا على الأطفال، ولكن تقدم المدارس اليابانية جميع سبل الترفيه، والتعليم، لجميع الطلاب بحيث يقضي الطالب معظم أوقاته في المدرسة.

الاجتهاد أولا

تعتمد طرق التدريس في اليابان على اجتهاد الطالب وليس ذكائه، حيث تقدر المدرسة الطالب المجتهد عن الطالب الذكي، ومن ثم يتربى الطالب على أهمية الاجتهاد، باعتباره الوسيلة الوحيدة للحصول على منصب مرموق في المستقبل.

ننجح معا أو نرسب معا

لا تقوم

استراتيجيات التدريس

في اليابان على مبدأ الدروس الخصوصية، فإما أن ينجح جميع الفصل الدراسي، أو لا ينجح الجميع، حيث ترفع المدارس اليابانية شعار روح الجماعة في كل شئ، بما في ذلك التعليم، النجاح، والرسوب، ويجعل الطالب دائما في منافسة شريفة مع زملائه.

الإنتماء إلى المدرسة

تعلم المدارس اليابانية الطلاب والمعلمين حب الإنتماء إلى المدرسة، بل للدولة ككل، فلا تجد طالب يتهرب من الذهاب إلى المدرسة أو يتأخر على موعد الحصص، ولن تجد أيضا معلم يتذمر من كثرة الحصص الدراسية، فالجميع لديهم روح الانتماء مما يخلق جوا مناسبا مهيأ لتلقي العلوم المختلفة.

التصنيف العالمي للتعليم

يعد

التصنيف العالمي للتعليم

من إحدى الأدوات الهامة التي تضعها الأمم المتحدة من الأولويات، فهي تعتبر مؤشرا هاما للتنمية البشرية، ويتم تحديد ترتيب أي دولة عن طريق جودة التعليم الذي تقدمه لمواطنيها، تختلف النظم التعليمية في العالم اختلافا كبيرا من حيث الهيكل، ومحتوى المناهج، ويترتب على ذلك صعوبة مقارنة أنظمة التعليم الوطنية مع تلك الموجودة في الدول الأخرى. [3]

يوفر التصنيف العالمي للتعليم إطارا شاملا لتنظيم برامج التعليم والتأهيل عن طريق تطبيق تعريفات موحدة ومتفق عليها دوليا، وذلك لتسهيل مقارنات أنظمة التعليم في جميع البلدان.

وهو أيضا تصنيف مرجعي عالمي يستخدم على نطاق واسع لأنظمة التعليم، ويتم الإحتفاظ به وتنقيحه بصفة دورية بواسطة معهد اليونسكو للإحصاء، وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والإقليمية.

طرق التدريس اليابانية للرياضيات

أثبتت الدراسات أن اليابانيين لديهم القدرة على تدريس الرياضيات بطرق فعالة لطلابهم، تعتمد على المهارات الأساسية  مما يجعلهم مختلفين عن باقي الدول، وهذه هي  طرق التدريس في اليابان بينما تواجه البلدان الأخرى صعوبات في تعلم الرياضيات، وذلك لأنها تفتقر لأساليب بناء المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلاب لتعلم الرياضيات ذات المستوى الأعلى.

طرق التدريس في اليابان

اكتشف اليابانيون أن هناك طريقتين في نظام التدريس لكي تحقق التقدم والاختلاف وهما:

  • تمحور التدريس حول الطالب: وفي هذه الطريقة يكون للمعلم دور أقل نشاطا، حيث يقوم الطلاب بالتركيز بأنفسهم والتفكير بحرية دون تدخل من المعلم.
  • يستفيد المعلمون من دراسة الدروس، وقد اخترع اليابانيون هذه الطريقة لتحسين طرق التدريس الخاصة بهم، حيث يقوم المعلمون بعمل دراسات مع مدرسين آخرين بهدف مساعدتهم لتطوير أساليبهم، وبذلك يتطور المعلمون ويتغيرون وفقا لاحتياجات طلابهم.
  • حل المشاكل المنظم: من أحد أسباب التي جعلت اليابانيين يتقدمون تقدما هائلا في طرق التدريس، هو إيجاد حل منظم للمشكلة، حيث يوجد هدفان لهذه الطريقة هما: أن المعلمون يريدون أن يكتسب الطلاب اهتماما بالموضوع، والثاني يريدون أن يشارك طلابهم وأن يقوموا بالتحليل أثناء الأنشطة التعاونية.
  • هناك الكثير من الأنشطة التي يتم فيها التركيز على حل المشكلات بواسطة الطلاب، والهدف منها تعليم الطلاب حل الموضوعات بطريقة أكثر تعمقا، حيث أنهم يحصلون على حلول المشكلات وفقا للمشكلات المعطاة لهم، وسيكون المعلم دوره إرشادي في تعلم الدروس، وسوف يقومون بمساعدة الطلاب في مناقشة كيف توصلوا إلى إجاباتهم مع باقي الطلاب، وبذلك يتعرف الطلاب على المفاهيم والإجراءات بشكل أفضل.[2]

اساسيات التدريس في اليابان

تعتمد طرق التدريس في اليابان على عدة محاور هي:

  1. التخطيط الدائم: يجب على المعلمين دائما التخطيط للدروس التي سوف يقوموا بتعليمها للطلاب وكيفية تعليمها، حيث يجب التخطيط منذ اليوم الأول، ويجب أيضا أن تكون المشاكل التي تعطى للطلاب مناسبة لمواضيع الدراسة.
  2. منحهم حرية الإجابة: يجب أن يكون الطلاب قادرين على التفكير بأنفسهم في كيفية التعامل مع المشاكل التي تعطى لهم، وبهذه الطريقة سوف يكتسبون فهما أعمق للموضوع.
  3. لديها حلول ومناهج مختلفة: يقوم المعلمون بتجهيز إجابات بديلة، حيث يجب عليهم تقدير كيفية التعامل مع المشكلة، وطرق الحلول المختلفة التي يمكن القيام بها.
  4. يجب أن يكون المعلمون منفتحين: يجب على المعلم أن يقوم أولا بقبول وفهم كيف سيقوم الطلاب بحل المشكلة، حيث يقوم المعلمون بتشجيع الطلاب وجعلهم يفكرون ويبتكرون طرقهم الخاصة في حل المشكلات، ويعتبر هذه الطريقة هي جوهر حل المشكلات المنظم، حيث يقوم الطلاب بالمشاركة والتعلم. [2 ]

الفرق بين المدارس اليابانية والأمريكية

تختلف طرق التدريس في اليابان عن طرق التدريس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يعتمد التركيز الأكبر في المدارس اليابانية على تعليم الأخلاق والأخلاقيات، حيث يتم تدريس المواد الأساسية مثل الرياضيات، والعلوم، والموسيقى، والتربية البدنية ولكن الأخلاق تعتبر مادة منفصلة كاملة ولها كتب دراسية وحصص مخصصة لها. [4]

التعليم هو الركيزة الأساسية لنمو البشر وتختلف كل بلد في طريقة تقديم المادة الدراسية لطلابها، ليصبحوا جزءا من ثقافتها الفريدة، ولعل أبرز الدول التي قدمت نموذج رائع لهذه التجربة هي دولة اليابان، وقد قامت بعض الدول العربية وعلى رأسهم مصر بإنشاء مدارس يابانية على أراضيها، واعتماد طرق التدريس في اليابان كمناهج للتدريس بها.