اركان الاسلام والايمان والاحسان
إن الدين الإسلامي الحنيف، دين عظيم مبني على منهج قويم، وقواعد إذ أتبعها المسلم، نال رضا الله وحصل على الجنة، التي هي أمنية كل إنسان مؤمن بالله، فهي المتاع الدائم، والهدف السامي، وخير القواعد وأهمها هي أركان الإسلام، ورغم أن أركان الإسلام خمس فقط، بل إنهم منظمين للحياة إلى يوم تقوم فيه الساعة، وتبدل الأرض غير الأرض والسماء غير السماء، كما أن هناك أركان خاصة بالأيمان وهي الدرجة الأعلى من الإسلام، وأركان خاصة بالإحسان
اركان الاسلام
تختلف أركان الإسلام عن أركان الإيمان عن أركان الإحسان على النحو التالي، حيث يتساءل الكثير
ما هي اركان الاسلام
وما الفرق بينها وبين أركان الإيمان والإجابة هي[1]:
إن أركان الإسلام تشمل الصوم والصلاة والذكاة والشهادتين وحج البيت لمن استطاع إليه سبيل
- الشهادتين: هم أول ركائز الإسلام، وهي الإعلان السليم للإسلام، والتصريح الواضح بوحدانية الله تعالى، وشهادة أن الرسول صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، ونصها(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)، وما من عبد يدخل الجنة إلا وهو يشهد الشهادتين، فهم شرط دخول الجنة.
- الصلاة: فما من مسلم إلا ويجب عليه أن يصلي، وهي الركن الثاني في أركان الإسلام، وعددها خمس، وله شروط بسيطة تتمثل في الطهارة، والخشوع، وهي تشمل قراءة سور من القرآن الكريم، وركوع ودعاء لله بما يتمنى المسلم، فهي علاقة خالصة بين العبد وربه، ويختلف عدد الركعات باختلاف الفرض، فالفجر ركعتان، والظهر أربع ركعات، والعصر أربع، والمغرب ثلاث، والعشاء أربع.
- الزكاة: فالعطاء في الإسلام من أعظم القيم، حيث فرض الله الزكاة، لكي يكون النظام الاجتماعي في الإسلام تكامل، وهو سبيل لتطهير النفس والمال ولحفظه، والزكوات مفروضة من الله عز وجل ومعروفة، فالزكاة الأولى زكاة الفطر، والثانية زكاة المال السنوية، فما من مسلم إلا وجب عليه إخراجهم.
- الصوم: وهو أحد أركان الإسلام المعروفة، فالصوم هو الامتناع التام عن الطعام والشراب، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أي من أول طلوع الشمس لغروبها، وفرض الصيام في الشهر المبارك شهر رمضان، كما إن هذا الصيام يكفر الذنوب، ويهذب الخلق، ويعلم الصبر، ويشعر الغني بالفقير، وتكثر فيه صلات الرحم والتصدق والإحسان، فالمؤمن يفعل كل ما بوسعه ليتقرب لله.
- الحج: وهو الذهاب لبيت الله الحرام، لأداء فريضة الحج، ولكنها مشروطة لمن استطاع إليه سبيل، فالغير قادر ليس عليه حرج، والحج يشمل الطواف ويوم عرفة والتشريق والتروية والرجم، والحج وسيلة للتقرب لله، وإسعاد النفس والتخلص من الأذى والذنوب.
أركان الإيمان
أما عن أركان الإيمان فهم مختلفين عن أركان الإسلام، وقد يجهل الكثير أركان الإيمان ولا يكترث لها، ولكنها في الواقع أمر مهم للغاية، والإيمان هو الدرجة الأعلى من الإسلام، فكل مؤمن مسلم ولكن ليس كل مسلم مؤمن،
- إن أركان الإيمان ذكرت صراحة في القرآن الكريم، إذ يقول الله عز وجل “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ” صدق الله العظيم/ إذ أن الله تعالى ركز الإيمان في تلك الأمور، وهي الإيمان والتصديق بالله وكتبه السماوية وملائكته ورسله أجمعين.
- وتأتي الآية المباركة “لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ” صدق الله العظيم، لتؤكد على الآية الأولى، حيث إن أعلى منزله ينالها المؤمن تأتي بتصديقه بالله واليوم الأخر وهي البر.
- وركائز الإيمان أولها الإيمان بالله: والإيمان بالله هو التصديق التام والجازم بوجود الله عز وجل، والاعتراف بأنه خالص الكون، ومالك الروح، والإيمان بربوبيته عز وجل، كما أن التصديق على أسماء الله الحسنى وصفاته العلا من الأمور الهامة في الإيمان، والتوحيد له، بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد، وأن لا شريك له، ولا أبن له، وليس هناك من خلق الله، وهو المحيي وهو المميت وهو القادر على كل شيء، والإيمان بأنه الرزاق، وهو المعز والمذل ولا مبدل لأمره أحد.
- التوحيد بالله، ويقصد به هنا الخشوع لله والخوف منه، والتقرب له بالدعاء والتمني، فصلة العبد بربه مفتوحه ومرهونة بعمل العبد، فالله لا يغلق بابه، من طرقه وجده، سميع مجيب، كنا أن التوكل على الله والاستعانة به في قضاء الحوائج، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، واللجوء له في الكرب والرجاء منه في الحاجة، والشكر له في الرخاء من أهم علامات التوحيد بالله.
- الإيمان بملائكته: والملائكة هم نور خلقهم الله تعالى لطاعته وتسبيحه، فهم يسبحون الله ويطيعوه ولا يعصوه، ولكل من الملائكة دور أو وظيفة خلق من أجلها، فمنهم من هم حراس الجنة والنار، ومنهم من يحملون عرش الرحمن، ومنهم من ينفخون في السور، ومنهم من أنزل بالوحي، ومنهم ملك الموت، وملائكة الحساب، ولهم العديد من الأسماء التي سمى الله بها كل ملك، وأنبأ بها أدم، وجعله يقصها عليهم.
- الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من الله عز وجل: إن الكتب السماوية هي الكتب التي أنزلت على الرسل، محملة بالأديان، والعقائد، وهي التي تضبط للإنسان عقيدتهن وتملي على الفرد ما وجب عليه وما له في الحياة، وهي نظام اجتماعي ومعيشي اكثر من أنها أوامر ونواهي، والإيمان المطلق بها أمر واجب، لا يقبل النقاش، إذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز”كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ – اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ”.
- الإيمان بالرسل: فالرسل هم المكلفون بنقل الرسالة من الله لعباده، لكي يعلم كل ذي جهل بالله عنه، حيث إن الله تعالى أرسل لكل أمة من الأمم رسول يبلغ الرسالة ويؤدي الأمانة، ويعرفهم مكارم الاخلاق، بما يتناسب معهم، والرسل هم المصطفون من البشر وأدبهم ربهم، واصطفاهم على العالمين، لكي يكونوا خير هدي لله، وخير أنبياء للنساء، كما أن الله تعالى مدهم بالكثير من المعجزات، وسخر لهم العديد من الأمور لكي يصدقهم الناس، إلا أن هناك من استعصى وكفر، وهؤلاء لم يبلغوا درجة الإيمان ولا حتى الإسلام، فالدين لا يقبل برفض الرسل، الدين الإسلامي الحنيف، دين يدعم كل الأنبياء، ويعطيهم مكانتهم ويعظمهم.
- الإيمان باليوم الآخر، كل نفس في هذه الدنيا ذائقة الموت، ولكن هناك بعد الموت حساب وعقاب، وثواب، حيث إن الدنيا لم تخلق عبثاًن والله تعالى ترك لكل إنسان فرصة كاملة في الحياة لكي يفعل ما يدخله الجنة أو النار، فالإيمان بيوم الحشر أمر ضروري وشرط من شروط الإيمان، وجاءت النصوص واضحة وصريحة في هذا الأمر.
- وأخيراً الإيمان بالقدر: فالقدر محتوم، ولا راد لقضاء الله أبداً، والله تعالى قدر كل شيء في علمه قبل مجيء أي من البشر، فالله وضع مع كل إنسان قدره في الحياة، فيجب على الإنسان أن يهون على نفسه أي مصاب يصيبه بأنه قدر من عند الله، والله تعالى له العلم والمقدرة، وله كافة أمورنا نفوضه فيها، كما يجب أن يكون العبد على يقين بأن ما يفعله الله له كله خيرن فالمؤمن كل اموره خير من عند الله تعالى، والاعتراض على قدر الله من علامات الكفر والعياذ بالله من كل ضالة تؤدي للنار، ورغم اعتراض الكفار على الأقدار السيئة إلا أن لا مبدل لها، إذاً فالصبر هو دليل الإيمان[2].
الإحسان واركانه
إن الإحسان هو ركن واحد ويسمى الإحسان كما هو، وهو الشعور بالله وبأنه يراقب العبد، فيقوم العبد بمراقبة نفسه والإحسان لها بكفها عن الأذى وعدم الطاعة، ولا سيما أن معرفة الإنسان بأن الله يراقبه دوماً ومطلع على كافة أفعاله، ويعلم ما تخفيه نفسه وما تسره الصدور، يجعله دائماً حذر محسن لا يخطأ أخطاء كارثية، وهو أعلى درجات الإيمان.