رواية دكتور جيكل ومستر هايد
في بداية الرواية يستمع المحامي الشهير والمرموق الذي يدعى مستر أترسون إلى صديقه إنفيلد وهو يخبره قصة غريبة عن رجل يدعى مستر هايد يقوم بدعس فتاة صغيرة ثم يختفي في الطريق، ويعود بعدها رجل نبيل ليمنح أهلها مبلغ مالي. ولكن بما أن السيد أترسون وصديقه إنفيلد كلاهما يكرهان الثرثرة، يتفقوا على ألا يتحدثوا أكثر في هذا الموضوع. ولكن بعد فترة وجيزة، أحد عملاء السيد أترسون، وأصدقائه المقربين، مستر جيكل، يكتب وصية تنتقل فيها جميع ممتلكاته إلى مستر هايد بعد وفاته، يذهل أترسون بهذا الخبر، ويبدأ برؤية العديد من الكوابيس التي يتجول فيها شخصية تشبه الشيطان في لندن.
وبسبب ارتباكه، يقوم بزيارة السيد جيكل والطبيب لانيون كي يعرف أكثر. لانيون يخبره أنه لم يعد يرى المدعو هايد، حيث كان لديهم بعض النزاعات حول أبحاث دكتور جيكل. مدفوع من قبل فضوله، يراقب أترسون بناء يزوره هايد، والذي يكتشف أنه في النهاية مرتبط بخلف منزل دكتور جيكل. وعندما يقابل هايد، يذعر أترسون بسبب قبحه الشديد، وكأنه شخص مشوه، ولكن لا يستطع أترسون وصف تشوهه. ولمفاجأة أترسون، يقدم له هايد عنوانه، يخبر جيكل أترسون بألا يهتم بمسألة هايد بعد الآن.
تمر سنة كاملة. عندها في إحدى الليالي، تهد فتاة خادمة صغيرة على قتل هايد لرجل عجوز يدعى السيد دانفر كارو، وهو عضو في البرلمان وأحد زبائن جيكل. الشرطة تتواصل أترسون، وأترسون يشك أن هايد هو القاتل، ثم يقود الشرطة نحو منزل هايد. المنزل غريب والصباح فيه مظلم ومكلل بالضباب. عندما يصلوا على الشقة، يختفي القاتل، وتثبت عمليات الشرطة عدم جدواها، يزور أترسون مرة أخرى جيكل، الذي يدعي أنه أنهى كل علاقاته مع المدعو هايد. ويظهر لأترسون ورقة، مكتوبة إلى جيكل من هايد، يعتذر فيها عن كل المتاعب التي سببها ويودعه. في هذه اللية، يشير أترسون أن خط يد هايد يشبه إلى حد كبير خط يد جيكل
احداث رواية دكتور جيكل ومستر هايد
اختفاء هايد
لعدة أشهر، يتصرف جيكل بشكل اجتماعي وطبيعي جدا، وكأن حملا ثقيلا أزيح من كاهله. ولكنه بعدها يبدأ برفض استقبال الزوار، ويموت لانيون في نوع من الصدمة التي يتلقاها في اتصالها مع جيكل. قبل وفاته، يمنح لانيون رسالة إلى أترسون، تحتوي على تعليمات بعدم فتحها حتى وفاة جيكل.يخرج أترسون يمشي مع إنفيلد، ويرون جيكل عند نافذة مختبره.
يبدأ الرجال الثلاثة في الحديث، لكن نظرة الرعب تأتي على وجه جيكل ، ويضرب النافذة ويختفي. بعد ذلك بفترة وجيزة، زار خادم جيكل، السيد بول أترسون في حالة من اليأس، عزل جيكل نفسه في مختبره لعدة أسابيع، والآن لا يبدو الصوت الذي يأتي من الغرفة وكأنه صوت الطبيب. يسافر كل من أترسون وبول إلى منزل جيكل عبر شوارع فارغة شريرة تعصف بها الرياح. بمجرد وصولهم، يجدون الخدم متجمعين معًا في خوف. بعد الجدل لبعض الوقت، قرر الاثنان اقتحام مختبر جيكل. في الداخل، وجدوا جثة هايد، مرتدية ملابس جيكل ويبدو أنه مات بسبب الانتحار، ورسالة من جيكل إلى أترسون واعدة لشرح كل شيء.
كشف الحقائق
أترسون يأخذ الرسالة إلى منزله، ويكتشف أن موت لانيون كان بسبب رؤية هايد يتناول محلول ويتحول إلى دكتور جيكل. الرسالة الثانية كانت تتضمن شهادة من جيكل، تشرح دوافع جيكل في عزل نواياه الحسنة عن نواياه ورغباته السيئة، لذلك قام باكتشاف طريقة لتحويل نفسه إلى وحش مشوه خالي من الوعي، في البداية كان جيكل سعيدا جدا بخلقه تلك الروح والحرية التي امتلكها.
لكن بعد ذلك، وجد أنه أصبح يتحول إلى هايد بشكل لا إرادي حتى في نومه، وبدون تناول المحلول. في هذه الفترة، قرر جيكل أن يتوقف عن التحول لهايد. وفي إحدى الليالي، شعر برغبة ملحة أن يتحول لهايد مجددا، لذلك يتحول لهايد ويقوم بقتل السيد دانفر كارو. يذعر جيكل بشكل كبير، ويقرر أن يوقف تلك التحولات، واستطاع أن ينجح في البداية، ولكن في أحد الأيام بينما كان جالسا في إحدى الحدائق، تحول إلى هايد وهي أولى التحولات العفوية التي تحدث عندما يكون مستيقظا.
هايد أراد طلب مساعدة لانيون في التحول من جديد إلى جيكل، لكنه قام بأخذ المحلول أمامه فأدى ذلك إلى صدمة لانيون ووفاته. وفي هذه الأثناء يعود جيكل إلى منزله بائسا مع زيادة التحولات واحتياجه لجرعات أكبر أن يعكس نفسه، وفي النهاية تبدأ الجرعات بالنفاذ ولم يعثر جيكل لمكون أساسي لصنع المزيد، تختفي قدرته على تحويل هايد إلى جيكل، ويكتب جيكل في رسالته متسائلا عما سيكون مصير هايد وهل سيواجه الإعدام بسبب أفعاله، ويلاحظ جيكل أن نهاية رسالته تشير إلى نهاية حياة جيكل وبهذه الكلمات تنتهي الرواية والوثيقة.[1]
أفكار رواية دكتور جيكل ومستر هايد
ازدواجية الطبيعة البشرية
الرواية تتمحور حول ازدواج البشرية في الطبيعة، على الرغم من أن هذا المفهوم لا يظهر بشكل واضح حتى الفصل الأخير، عندما يكتشف القارئ القصة الكاملة حول علاقة جيكل مع مستر هايد. عندها يواجه القارئ نظرية الطبيعة البشرية المزدوجة بعدما شهد أحداث الرواية، بما في ذلك جرائم هايد الشنيعة. لا يقتصر نص الرواية فقط على ازدواجية الطبيعة البشرية كفكرة أساسية، إنما يجبر القارئ على التفكير في خصائص هذه الازدواجية والتفكير في كل جزء من أجزاء الرواية بينما يقوم الكاتب بطرح العديد من النظريات المتنوعة
دكتور جيكل يؤكد أن الإنسان ليس حقا شخص واحد، بل هو اثنان، ويتحول الروح البشرية بأنها ساحة للمعركة بين الخير والشر، كل واحد منهم يقاتل للسيطرة. ولكن هذا المحلول، والذي كان يأمل في البداية بأنه سيقوم بتنقية كل عنصر، نجح فقط في جلب روحه الشريرة إلى العالم، وهو هايد. لم يكن هناك أي وجود لروح خيرة فقط. وعندما أطلق سراح هايد، بدأ شيئا فشيئا بتولي زمام السيطرة، حتى توقف جيكل عن القدرة على التواجد، وإذا كان الرجل هو نصف ملاك ونصف شيطان، يتساءل القارئ ما الذي قد حدث للملاك في نهاية الرواية
هايد هو شخصية تشبه الحيوانات كما تشير الرواية، حيث يكون لديه شعر كثير ويكون قبيحا، ويقوم باتباع غرائزه فقط والتخلي عن العقل، ولكن إذا كان هايد هو حيوانا فقط، عندها لم يكن ليجد المتعة في الأعمال الشريرة، لأنه قام بارتكاب بعض الجرائم فقط للتلذذ بها، وهذا عمل لا يقوم بها الحيوان، هايد يدرك القانون ويستمتع بخرقه، لذا فإن هايد يبدو بشكل غريبة في المنزل الحديث للطبيب جيكل، يبدو أن الكاتب أراد أن يشير إلى أن الحضارة لديها بعض الجوانب المظلمة والتي قد تشبه مستر هايد
في النهاية، يؤكد الكاتب بوضوح أن الطبيعة البشرية تمتلك جانبين، الخير والشر، ولكنه يترك السؤال مفتوحا عما تتألف هذه الجوانب، ربما تحتوي على الشر والفضيلة، ربما تمثل وجود حيوان ضئيل تغطيه قشرة فرضتها الحضارة على الإنسان، يترك الكاتب السؤال مفتوحا كي يجاوب على القارئ بنفسه
أهمية السمعة
بالنسبة للشخصيات في الرواية، فإن الحفاظ على السمعة هو أمر مهم، تعكس أهمية السمعة أيضا أهمية المظاهر الخارجية، التي غالبا ما تخفي بداخلها الجانب الرديء، لذا يختبئ الطبيب المرموق جيكل ويكون لديه حقيقة حقيرة وراء مظهر الطبيب الخير.[2]