واجبنا نحو الصحابة رضي الله عنهم

الصحابي هو الذي قابل الرسول – صلى الله عليه وسلم – وآمن به وصدقه ، وأسلم ، ومات على الإسلام ، فهذا يسمى صحابي ، وهناك الكثير من الآيات التي ورد فيها ذكر الصحابة – رضي الله عنهم – وفضلهم على الأمة الإسلامية كلها ومنها قوله تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) .


حقوق الصحابة رضي الله عنهم

كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يجب أصحابه حباً جماً حتى أنه كان حريصاً على أن تكون أمته تجب أصحابه ، وتحترم حقوقهم مثل ما يفعل هو ويظهر ذلك في الكثير من الأحاديث منها ما قاله – عليه الصلاة والسلام –  : (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيدِه، لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه) ، وظل على هذا النهج التابعين لهم ، وتابع التابعين ، ويجب علينا أن نسير على هذا النهج المحمدي إلى يوم الدين ، فقد كان لهؤلاء الصحابة رجلاً ، ونساء فضل كبير في إعلاء  كلمة الله – عز وجل – ووصلوا الدين الإسلامي لنا بعد نبينا محمد لذلك فأن لهم مجموعة من الحقوق يجب أن نلتزم بها ونحققها وهي : [1]


الاستغفار لهم والترحم عليهم

فيجب على الأمة الإسلامية كلها أن تستغفر للصحابة – رضي الله عنهم – وتترحم عليهم ، وهذا ليس من قبيل أنهم محتاجون لترجمنا عليهم ، ولكن من باب الفضل ، والشكر لهم وذلك  امتثالاً لقول الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).


محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان

محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم – هي من أهم أجزاء الدين الإسلامي ، وكذلك محبة أصحابه – رضوان الله عليهم – فيجب أن يحب المسلم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – على حداً سواء ، وينقي سره ، وقلبه من الحقد ، أو الغل على أي أحداً منهم ، كما أنه يجب أن يكون له دور في نشر محبة الصحابة بين الناس ، وذكر محاسنهم ، وحسن خلقهم .


التلقي عنهم

الصحابة -رضوان الله عليهم – هم تلاميذ النبي -صلى الله عليه وسلم – وأفضل من يأخذ منه العلم ، ونتعلم منه الدين فيجب أن نثق في كل قول وعمل خرج عنهم ، حيث أن معلمهم وقدوتهم هو النبي – عليه الصلاة والسلام – ويجب أن يكون حال الصحابة ، وعادتهم ، وعبادتهم هو حالنا ، ونحول هذه العادات ، والعبادات إلى واقع حياة نعيش به في كل يوم ، ونطبقه في كل أمر من أمور حياتنا .


عدم الخوض فيما حدث بينهم من خلاف

هناك الكثير من الأمور التي يريد أن يشيعها بعض متبعين الأهواء ، مردين الهدم لدين الإسلام ، وهو أن هناك خلافات كبيرة وقعت بين الصحابة – رضي الله عنهم – ويحولون هذه الخلافات إلى تشكيك في الدين وفي الأصول ، وواجب المسلم تجاه هذه الخلافات أن لا يخوض ولا يتكلم عنها ، ويستمع لما قاله النبي- صلى الله عليه وسلم – أن وقعت في حياته ، أو إلى كبار الصحابة – رضوان الله عنهم – ، وما قوله عن ذلك الخلاف ، وأن ينبه الناس الذين يقعون في الشبهات للصحيح من الدين .


اعتقاد حرمة سبهم

حرمة الصحابة – رضوان الله عنهم – قد تصل إلى حرمة النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث أنه أمرنا بحب الصحابة وأتباعهم من بعده ، كما أن الله تعالى زكاهم في كتابه الكريم في الكثير من المواضع ، لذلك فأن يبهم أو التطاول عليهم يمكن أن يصل بالإنسان إلى الكفر بالله – عز وجل –  فقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) ، وقال – عز وجل –  في الحديث القدسي : (من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ) .


فضائل الصحابة رضي الله عنهم

هناك الكثير من الفضائل التي تذكر لصحابة – رضوان الله عليهم – فقد كان لهم الكثير من المواقف المشرفة ، ولا عجب في ذلك فهو تربوا في مدرسة رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – لذلك فأن فضائلهم لا تعد ولا تحصى وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من هذه الفضائل ومنها قوله تعالى : [2]

  • ( لقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .
  • . وقال تعالى أيضًا : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
  • . وقال – عز وجل – : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً )
  • ولم تكن هذه الآيات إلى تشريفاً وتمكين للصحابة – رضي الله عنهم – فقد كانوا خير قدوة لنا في الصبر على البأس ، أوذي المشركين ، والجهاد في سبيل الله – عز وجل – وبذل الغالي ، والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ووصلوا الدين الإسلامي لنا ، لنعيش في عز به إلي أن نلقى الله – عز وجل – ، وقد بشرهم الله – عز وجل – بأن لهم الجنة ، وإعلاء مكانتها سواء كانوا من الرجال ، أو النساء – رضي الله عنهم جميعاً  .


وصف الصحابة رضي الله عنهم

تعدد صفات الصحابة رضوان الله عليهم وتنوعت بين الصدق ، وحب الإنفاق في سبيل الله – عز وجل – فقد كان لكل واحد منهم صفة من الصفات الخيرة التي تعلو على الصفات الأخرى ، فنجد أن أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – ضرب مثلاً في الصدق ، و فداء النبي – صلى الله عليه وسلم – بنفسه وماله ، و عمر بن الخطاب – رضي الله عنه في العدل ، والغضب لدين الله ، وعثمان بن عفان في الحياء ، والإنفاق في سبيل الله ووردت الكثير من الصحابة التي تبين مكانة الصحابة وصفاتهم الكريمة ومنها : [3]

  1. الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيدِه! لو أن أحدَكم أنفق مثلَ أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مدَّ أحدِهم، ولا نصيفَه”.
  2. روى جعدة بن هبيرة أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “خيرُ النَّاسِ قرني، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الَّذين يلُونَهم، ثُمَّ الآخرونَ أرذلُ”
  3. . وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال رسول الله في الحديث: “النجومُ أمنَةٌ للسماءِ، فإذا ذَهَبَتِ النجومُ أتَى السماءَ ما توعَدُ، وأنا أمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبْتُ أتى أصحابِي ما يوعدونَ، وأصحابي أمنَةٌ لأمَّتِي، فإذا ذهبَتْ أصحابي أتى أمتي ما يوعدونَ .