تاريخ كرة القدم النسائية
حازت كرة القدم النسائية في السنوات الأخيرة على اهتمام إعلامي ، وتلفزيوني كبير ، وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون كان لكرة القدم النسائية شعبية كبيرة ، ولا تعتبر اقل أهمية عن كرة القدم الخاصة بالرجال ، حيث أنها كانت في المملكة المتحدة أكثر شعبية من الرجال ، وكانت ستصبح أكبر لو لم تكن تم تقليصها بالقوة . [1]
ظهور كرة القدم النسائية
كانت اسكتلندا هي الدولة الأولى في العالم التي شجعت النساء على لعب كرة القدم ، وفي القرن الثامن عشر ، كانت النساء غير المتزوجات تلعب مباريات كرة القدم ضد النساء المتزوجات ، وكان يشاهد الرجال العازبون هذه المباريات ، ويختارون عروستهم على حسب قدرتهم الكروية ، ولا يوجد دليل على أن كرة القدم النسائية تم لعبها في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر ، حتى تم تشكيل دوري كرة القدم عام 1885 . [2]
وفي أوائل القرن العشرين بدأت كرة القدم النسائية في النمو بسرعة كبيرة ، حيث أنها وازت كرة القدم الخاصة بالرجال تقريبًا ، ووصلت كرة القدم النسائية إلى أفاق جديدة ، وخاصة عندما غادر رجال الأمة إلى الحرب العالمية الأولى ، وفي عام 1921 اتخذ الاتحاد الإنجليزي قرارًا بحظر كرة القدم النسائية ، وحظر بشكل أساسي اللعبة في إنجلترا مما عرقل حركة كرة القدم النسائية المزدهرة .
وبدأت السنوات المظلمة لكرة القدم النسائية ، واتجهت النساء إلى العمل بشكل جماعي بعد مغادرة البلاد للحرب ، فكانت النساء في ذلك الوقت هي التي تقوم بصنع الأسلحة ، وكانت الرياضة في تلك الأوقات بالنسبة للنساء ، تعتبر فترة راحة من البيئة القاسية . [1]
وتم تشكيل فرق كرة القدم النسائية الخاصة بالمصانع ، وكان أشهرهم مصنع الذخائر ديك وتأسس الفريق عام 1917 ، وسرعان ما أصبح من أشهر الفرق في المدينة ، وجذبت كرة القدم النسائية الآلاف من المتفرجين ، وتم التبرع بالأموال الآتية من كرة القدم النسائية للأعمال الخيرية ، والجهود الحربية ، ولكن كان مفهوم لعب الإناث لكرة القدم جديدًا ، وعلى الرغم من ذلك أصبحت كرة القدم النسائية رياضة حقيقية ، وشرعية في حد ذاتها .
متى لعبت النساء كرة القدم لأول مرة
كانت أول مباراة لكرة القدم النسائية فعليًا في المملكة المتحدة في عام 1895 ، وفي الحرب العالمية الأولى ازدادت شعبية كرة القدم النسائية ، حيث أن وجد أصحاب المصانع أن هذه الرياضة ستقوم بالتنفيس عن النساء ، وترفع من معنوياتهم مما سيزيد من الإنتاج ، وتم تشجيع كرة القدم النسائية فخلال استراحة الغداء ، كانت النساء يلعبن كرة القدم في الخارج ، ومع الوقت قرروا أن يشُكلوا فرق ، وجذبت هذه الفرق حشودًا قوية وبحلول عام 1920 ، كان هناك حوالي 150 فريق كرة قدم نسائي إنجليزي . [3]
لماذا حظر الاتحاد كرة القدم النسائية
شجع الاتحاد الإنجليزي كرة القدم النسائية خلال الحرب ، وذلك لأن الرجال كانوا بعيدين عن الملاعب ، وكان الاتحاد بحاجة للأموال والتبرعات للجنود ، وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى خشي الاتحاد الإنجليزي على مستقبل دوري كرة القدم .
وفي 5 ديسمبر 1921 ، قرر الاتحاد الإنجليزي حظر كرة القدم النسائية قائلًا إن لعبة كرة القدم غير مناسبة تمامًا للنساء ، ويجب عدم تشجيعها ، وهذا الحظر لاقى الدعم من فئة الأطباء الذين أقروا أن رياضة كرة القدم تعرض النساء للخطر البدني ، وأن هناك أسباب مادية تجعل هذه الرياضة من الرياضيات الضارة بالنساء ، حيث أن لعبة كرة القدم تسبب ضررًا للنساء ، وقد يتلقون إصابات قد لا يتعافون منها أبدًا . [3]
وثارت نساء بريطانيا بكل غضب ، وأتهموا الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بأنه متأخر بمائة عام ، وكل عمله هو التحيز الجنسي البحت للذكور ، وأن النساء لم تلاقى أي ضرر بدني من المشاركة في كرة القدم النسائية ، وعلى الرغم من كل هذه الصعاب ، تحدى فريق ديك أي صعاب ، وفي عام 1922 استمر في جولة مخططة حول أمريكا الشمالية ، ولكنه تم منعه من اللعب في كندا ، وعلى الرغم من المحاولات الكثيرة للنجاة ، إلا أن معظم أندية كرة القدم النسائية لم تنج ، وبعد عقود تم تشكيل اتحاد كرة القدم للسيدات مرة أخرى مع 44 نادي فقط . [3]
كيف عادت النساء إلى الاتحاد الإنجليزي
بدأت الجهود في إعادة كرة القدم النسائية مرة أخرى وفي عام 1969 ، تم تأسيس الاتحاد النسائي لكرة القدم مع 44 عضوا ، واستغرق الأمر خمسون عامًا لكي يتم فك حظر الاتحاد الإنجليزي ، وفي عام 1971 سمح الاتحاد الإنجليزي أخيرًا ببدء مباريات كرة القدم النسائية مرة أخرى في الملاعب الخاصة به حتى أنه وضع حكامه في المباريات . [3]
وواصلت شعبية كرة القدم النسائية وأخذت تنمو ، وفي عام 1991م أنشأ اتحاد كرة القدم العالمي دوري وطني يضم 24 ناديًا خاص بكرة القدم النسائية ، حتى ارتفع عدد الفرق النسائية التي تلعب في بريطانيا من حوالي 500 في عام 1993 ، إلى حوالي 4500 في عام 2000 . [2]
واصلت الفرق النسائية اللعب في ملاعب غير الاتحاد الإنجليزي ، لكن قلة الرؤية الإعلامية حتمًا خفت جاذبية اللعبة ،الآن فقط ، بعد كل هذه العقود ، تم منح اللاعبات اللاتي يلتقطن عصا الهبوط من ليلي بار Lily Parr ، وغيرها من رواد الفضاء مكانهن اللائق في الأضواء .
كأس العالم للسيدات
كان كأس العالم للسيدات في عام 2019 هو الثامن ، وجرت المباراة في فرنسا، وقد تم وصف هذه المباراة بأنها الأكثر أهمية في تاريخ كرة القدم النسائية ، حيث تم تحاشد عدد كبير من الجمهور ، وكانت هذه السنة نقطة تحول كبيرة في كرة القدم النسائية ، حيث قد أوضحت الفيفا أن تم تحطيم الرقم القياسي في بيع التذاكر الخاصة بالمباراة ، وهذا اعطى كرة القدم النسائية تظهر من جديد على المنصة .
من أعظم اللاعبات الإنجليزيات هي كيلي سميث التي بدأت بفوز فريقين أو ثلاثة من فرق كرة القدم النسائية ، والآن هي تعاصر ثمانية فرق يمكنها أن تفعل شيئًا مميزًا حقًا ، وهذا يجعل هذه الرياضة المزدهرة أكثر تنافسًا ، ويزيد من أعداد الجمهور ، وهناك الكثير من القصص الرائعة حول النساء الذين اشتركوا في كأس العالم ، كما أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تروج بشكل جيد للغاية للاعبين والفرق النسائية . [3]