من هم الأخوة الأعداء نجمة وراقية إبراهيم

فنانتان من أصول يهودية، شقيقتان قد يختلفان في الملامح كثيراً، أحبتهما الشاشة الفضية؛ وأشادت بأدائهما في جميع ما قدمتاه لها من أعمال قيمة. برعت الأولى في أدوار الشر وتمتعت في الحقيقة بقلب لين طيب رقيق، والأخرى برعت في أدوار الرقة والوداعة وفي الحقيقة كانت المثال الحي على الحكمة القائلة “أن أفضل قناع للشر هو الملامح البريئة” . فمن هم الأخوة الأعداء نجمة وراقية إبراهيم؟

الأخوة الأعداء نجمة وراقية إبراهيم

نجمة إبراهيم

  • اشتهرت الفنانة نجمة إبراهيم بدورها في سلسلة أفلام عصابة السيدات القاتلات “ريا” و “سكينة”.
  • برعت في كثير من أدوار الشر، وأصبحت وجهاً مألوفاً لتجسيد شيطان المرأة في السينما المصرية؛ فملامحها، وصدق إحساسها يدعو لذلك.
  • إسمها الحقيقي هو “بولين إدموند”، ولدت مع مطلع عام 1914، وكانت في طفولتها قد انجذبت للتمثيل بسبب ما حققته أختها الكُبرى “سيرينا” من شهرة، قبل هجرتها لإسرائيل بعد عام 1948.
  • تلقت بولين إدموند الشهيرة بنجمة إبراهيم تعليمها في المدارس الفرنسية والعربية، وأجادت كلاً منهما.
  • وكانت في سن الثامنة عشر قد أقبلت على الزواج من شاب مسلم أحبها وأحبته، وبفضله اعتنقت الإسلام، وحفظت الكثير من سور القرآن الكريم، إلا أنها لم تتزوج منه.
  • تزوجت نجمة إبراهيم من الكاتب والمخرج متعدد المواهب عباس يونس في عام 1944، وكانت قد انتقلت خلال عشرينيات القرن العشرين من فرقة يوسف بك وهبي إلى فرقة نجيب الريحاني، ثم استقرت بفرقة منيرة المهدية لتعمل كممثلة ومطربة.
  • كانت نجمة إبراهيم تفكر في الغناء خاصة وأن صوتها كان ناعماً وعذباً؛ وفكرت في أن تغني الأغاني الشهيرة لأم كلثوم آنذاك. لكن البداية الحقيقية لها في عام 1930 كانت من خلال فرقة فاطمة رشدي حيث غنت بإحدى جولات الفرقة بالعراق في مسرحيتين موسيقيتين وهما : عشرة الألماس، وشهرزاد.
  • وكممثلة ونتيجة لبراعتها في أداء الأدوار التراجيدية والكوميدية، تغاضت عن كونها مغنية.
  • تخلت نجمة عن كونها تنتمي لفرق مسرحية، وتقدمت للانضمام إلى الشركة الوطنية عند تشكيلها في عام 1935م.
  • ومن حينها قدمت العديد من الأدوار البارزة بالعديد من المسرحيات التي أشرف عليها زكي طليمات، وهي: تلميذ الشيطان لجورج برنارد شو، ومروحة أوسكار وايلد السيدة ويندرمير، وكوميديا أحمد شوقي مدام هدى، ومسرحيته الموسيقية مدام ليلى والتي غنت بها.

اعمال نجمة ابراهيم

  • ظهرت نجمة إبراهيم في السينما لأول مرة من خلال فيلم “الزواج” عام 1933 إلى جوار فاطمة رشدي ومحمود المليجي ومن إخراج فاطمة رشدي.
  • وشاركت في فيلم تيتا وونغ عام 1937 وكان من إخراج أمينة محمد، وفيلم رابحة عام 1945 من إخراج نيازي مصطفى، وفيلم ملاك الرحمة عام 1946 من إخراج يوسف وهبي.
  • ولقد برزت في أدوار الشر عندما أدت دورها في فيلم اليتيمتان عام 1948 أمام فاتن حمامة وثريا حلمي، وكان هذا الدور هو ما أبرزها كامرأة متسلطة.
  • كان الصوت البارد الرنان، والملامح الباردة، والعينان الجاحظتان، والصرامة من أبرز الملامح التي تمتلكها نجمة، التي ساعدت في نجاحها بأدوار الشر.
  • ومن أبرز علاماتها في السينما المصرية أدوارها في أفلام : ليلة عاطفية، الحرمان، لن أبكي أبداً، إلا أنها لم تنل حظاً من الشهرة كذلك الذي نالته عند أدائها لريا وسكينة.
  • وفي مرحلة النضوج الفني برزت أدوارها في أربع بنات وضابط، وجعلوني مجرماً، والجريمة والعقاب، واستمرت نجمة في مشوارها الفني حتى فقدت بصرها في عام 1963 .
  • تم إرسالها لأسبانيا حتى تتلقى العلاج على نفقة الدولة، ثم عادت لوطنها على الفور لتبدأ العمل ولكن على نطاق محدود.
  • أصابتها أمراض متعددة بعد أدائها لآخر أدوارها في فيلم ثلاث لصوص عام 1966، وتقاعدت لتتوفى بعدها بعشر سنوات في عام 1976.
  • بلغت حياتها الإنسانية قيمتها حينما أوصت بتحويل منزلها الذي طالما فتحته كصالون لمناقشة ما يُستجد بالفنون والآداب إلى دار تحفيظ للقرآن الكريم.
  • وبذلت من مالها ومساعيها الكثير لمساندة الجيش المصري أثناء ذروة الصراع العربي الاسرائيلي؛ ونتيجة لذلك منحتها الدولة وسام العلوم والفنون، بالإضافة إلى معاش استثنائي مكنها من العيش حياة كريمة حتى وفاتها.
  • تحولت العلاقة بينها وبين أختها إلى عداوة؛ خاصة بعد أن تسترت أختها وراء كونها فنانة شهيرة، لا يُمكن أن يثشك بها لأدوارها الرومانسية، ولرقة ووداعة ملامحها، التي أخفت كارثة من العيار الثقيل، كارثة تجعل الجميع يتبرأ منها وليس شقيقتها فحسب إنها الفنانة الراحلة راقية إبراهيم.[1]

راقية إبراهيم

  • هي راشيل إبراهام ليفي الشقيقة الأصغر لنجمة إبراهيم، والتي ولدت في الثاني والعشرين من يونيو عام 1919 .
  • بدأت راشيل حياتها كبائعة للملابس، وكخياطة للأمراء والملوك، واشتهرت كثيراً بهذا العمل.
  • ووفقاً لكثير مما عُرف عنها فلم تمنعها ولادتها بمصر من التخلي عن أصولها الإسرائيلية ولا ولائها لاسرائيل؛ فقد عملت على تشجيع اليهود على الهجرة إلى إسرائيل بعد حرب 1948، وذلك عندما تأسست دولة إسرائيل.
  • عند إنهاء دراستها الثانوية عملت مع مجموعات فنية، بدءاً من المجموعة المصرية الوطنية، ثم انتقلت إلى مجموعة زكي طليمات عندما قدمت أول أفلامها إلى جوار الراحل زكي رستم فيلم ” الضحايا”.
  • واستمرت حياتها موالية لإسرائيل رغم استقرار حياتها العائلية وزواجها من المهندس مصطفى والي.

بم اشتهرت راقية ابراهيم

  • لوحظ أنها ترفض تجسيد الأدوار التي تناصر الدولة المصرية ، مثل رفضها تجسيد دور البدوية التي تساعد الجيش المصري والذي كان يقاتل في حرب فلسطين.
  • ويُذكر أنها رفضت ترأُس الوفد المصري في مهرجان كان لكونها يهودية؛ مما جعل زملاءها يتجنبونها.
  • بعد انفصالها عن زوجها غادرت راقية ابراهيم مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وُجهت إليها وقتها اتهامات بالتسبب في اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى عام 1952.
  • على الرغم من الشائعات التي أشارت إلى تعاونها مع الموساد لاغتيال سميرة موسى؛ والتي رفضت عرضاً بالعمل في المراكز العلمية الأمريكية مقابل حصولها على الجنسية الأمريكية، إلا أن التأكيد الذي احتوته الأدلة المقدمة من حفيدات راقية ابراهيم أعطى لهذه الشائعات وزناً أحالها إلى حقيقة.
  • ولقد أشارت إحدى الحفيدات لزوج راقية إبراهيم اليهودي الأمريكي والذي تزوجته عند وصولها لأمريكا، أن علاقتها بسميرة كانت على مايرام، وذلك وفقاً لما خطته بقلمها في مذكراتها التي تم العثور عليها قبل عامين بين مجموعة من الكتب القديمة والموجودة بمنزلها في كاليفورنيا.
  • وكان مما قالته الحفيدة ، ما يلي :




ذات مرة ، تمكنت رقية من سرقة مفتاح منزل موسى.


طبعته على لوح صابون وأعطته لمسؤول من الموساد في مصر.


وبعد أسبوع ، ذهبت راقية لتناول العشاء مع موسى ، مما سمح للموساد بدخول منزل موسى وأخذ نسخ من بحثها “

  • وكان الموساد في حالة قلق إزاء استفادة مصر من اختراع سميرة موسى للقنبلة النووية منخفضة التكاليف، وعندما رفضت موسى بكل انتماء الصفقة المعروضة عليها، تم تهديدها بالقتل، وعندما لم تول اهتماماً بجميع التهديدات، والاستمرار في أبحاثها، قام الموساد باستغلال علاقتها براقية لقتلها.
  • ولقد أبلغت إبراهيم الموساد بزيارة موسى إلى واحدة من إحدى مقرات الدفاع النووي بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد حدث أن قُتلت موسى إثر ذلك في الخامس عشر من أغسطس عام 1952 .
  • واستمرت حياة راقية في الولايات المتحدة تعمل بالتجارة، وسفيرة للنوايا الحسنة بإسرائيل حتى توفت في الثالث عشر من ديسمبر عام 1978.[2]