فن الحكي والقص

فن الحكي والقص واحد من أكثر الفنون المؤثرة في عالمنا على مر العصور ، وحول نشأة فن الحكي في الآداب العالمية المختلفة هناك الكثير من المعلومات ، كما أن العوامل التي تُميز الشخص القاص عن الشخص العادي هي دعائم هذا الفن .

فن الحكي والقص

فن الحكي ، والقص هو واحد من أقدم الفنون الشعبية التي انتشرت في جميع الحضارات ؛ فمن خلال الحكي يتمكن الفرد من تفريغ ما بداخله من مشاعر ، ومغامرات مر بها ؛ فتظهر القصص على جدران المعابد ، والكهوف في مختلف الحضارات القديمة .

نمارس فن الحكي في حياتنا الطبيعي بشكل مستمر ، وتلقائي ؛ فدائمًا ما نقص الحكايات والقصص على من حولنا ، ومن أبرز أمثلتها حكايات ما قبل النوم التي تُحكى للأطفال ، بالإضافة إلى القصص التي نتلقاها من خلال وسائل الإعلام المختلفة . [2]

تعريف رواية القصص

تُعرف رواية القصص على أنها العملية التي من خلالها يتم استخدام الحقائق ، وطرق السرد لإيصال معلومة ما إلى الجمهور ، وتكون بعض هذه القصص واقعية ، ويكون بعضها خيالي ، ومُرتجل لشرح ، وإيصال الفكرة المنشودة بأفضل طريقة .

القص ، أو الحكي لغة عالمية يُمكنها الوصول إلى جميع الفئات ، وجميع الثقافات حول العالم دون أهمية اللغة المستخدمة في القص ؛ فهي تعتمد على التفاعل ، وإثارة الذهن بين الشخص القاص ، والمتلقي ؛ فهي أشبه برسم صورة مُعينة في الخيال من خلال الكلمات التي ينطقها الشخص ، وهذا الفن يتطلب العديد من المهارات الهامة التي تُكسب القاص الجاذبية المطلوبة ، والإتقان ؛ فرواية القصص يُمكنها أن تُؤثر في العديد من المجالات ، وأشهرها مجال التسويق ، والإعلانات ، ومجال صناعة المحتوى أيضًا ؛ فهي تُؤثر في الجمهور بشكل أكبر من الطرق الأخرى . [1]

تأثير فن الحكي والقص

تتعدد أغراض فن الحكي ، وتتعدد معها التأثيرات الواقعة على المتلقي ، فيُمكن أن يكون السبب الرئيس من الحكي هو الترفيه ، أو التثقيف ، أو الإعلان ، وغير ذلك الكثير ؛ وذلك لقدرة القصص على توثيق الكثير من المفاهيم المجردة ، والمعقدة ، والغير مألوفة ، وتوضيحها وتقريبها إلى المتلقي ؛ فعرض المعلومات من خلال طريقة الحكي ، والقص الذي يُضيف عليها نوعًا من التشويق يُمكنه أن يُسرع من قدرة فهم الرسالة المنشودة ، وذلك في مختلف المجالات ، فهي أفضل من سرد المعلومات ، أو المغزى المطلوب من القصة بطريقة مُجردة مقالية صلبة ؛ فمن خلال معالجة المفهوم ، أو المحتوى يُمكنك إنتاج نوعًا من أنواع القص المثالي الذي يكون له تأثيرًا هامًا .

فن الحكي قادر على إضافة الاستمتاع على تجمعات العائلة ، والأصدقاء ؛ حيث تعرض القصص التي تتم روايتها جزءًا هامًا من المشاعر التي تمر بالإنسان بشكل طبيعي في حياته كمشاعر الفرح ، والحزن ، والحماس ، والأمل ، والغضب ، وتعرض أيضًا جانب من الرغبات الإنسانية الطبيعية مثل الانتصار ، والنجاح ، وتحقيق الإنجازات ، وغيرها ، وتسليط الضوء على مثل هذه الأمور لجمع من الناس عن طريق رواية القصص يخلق بينهم نوع من الاستمتاع ، والروابط الإنسانية ، والمشاركة المجتمعية ، والعلاقات الودية .

يُمكن للقص أن يُلهم ، ويُحفز الجميع ، وتعتمد أيضًا على نوعية القصص التي تتم روايتها كقصص النجاح ، وحتى القصص الخيالية أيضًا أن تبعث الإلهام إلى شخص ما ، من ثم ينتج لنا الكثير من الفِكَر الإبداعية الأخرى في العديد من المجالات المختلفة ، وليس في مجال القص فقط ، هذا إلى جانب قدرة القص على إقناع الشخص المتلقي بفكرة ما ، أو منتج ما فيما يتعلق بمجال الإعلان .

عوامل جودة الحكي والقص

من أهم العوامل المؤثرة في فن القص هي التقنيات السردية المختلفة التي يتم استخدامها في الحكي ، والتي تعتمد كل منها على موضوع القصة ، وأيضًا على الغرض الرئيس من الحكي .


الشخصية

من النقاط الهامة ” خلق شخصية معينة ، أو حالة خاصة بالشخص القاص ” ، ويجب أن يكون في هذه الشخصية ما يجذب المتلقي إلى القاص ، كأن يُشبه الجمهور في طريقة التعامل ، أو في اللغة التي يتحدثون بها ، أو في الملابس ، أو في طريقة المعيشة ، وما إلى ذلك من الأشياء التي يُمكنها جذب عدد كبير من الناس .


التعبيرات

يخدم عملية القص أيضًا تعبيرات الشخص القاص ، وقدرته على تقريب الأحداث ، والمعلومات إلى الجمهور ؛ فتختلف تعبيراته ، ونبرات صوته أيضًا بين السعادة ، والفرح ، والحزن ، والغضب ، والفخر ، والاعتزاز ، والنصح ، وما إلى ذلك مما تتطلبه القصة التي يرويها .


المدة

هذا إلى جانب مراعاة عامل الوقت الذي يجب تقسيمه بشكل جيد لسرد جميع المعلومات ، والأحداث للمتلقي في فترة وجيزة متوسطة تحول دون التسطيح بسبب قلة الوقت ، أو الإطالة التي تجلب الملل للجمهور .


القصص التعليمية

من أنواع القصص التي تجذب عدد كبير من الناس هي القصص التعليمية التي تُشبع فضول المتلقي حول موضوع ما ، والتي تُثري حصيلة معرفته ، ومعلوماته ، وفهمه عن الحياة ، والكون ؛ فسرد القصص التعليمية فعّال إلى أبعد الحدود فيما يخص إثراء المعرفة ، والفهم .


القصص الحقيقية

القصص الحقيقية التي تُخبر بها الناس من أهم الأنواع التي تجذب جمهورًا كبيرًا ، ويُمكنك إدخال بعض القصص الحقيقية الشخصية التي دارت معك لإضفاء نوع من المصداقية ، ولتتمكن من تقريب المتلقي من شخصيتك .


الإمتاع

من الضروري أن تكون طريقة السرد ، والموضوع مسليين ؛ حتى يجد المتلقي المتعة فيما سمعه ، هذا بالإضافة إلى أنها من أهم العوامل التي تضمن استمرار الشخص المتلقي في متابعة القصة ، وتفاعله معها .


الربط

أيضًا القصص التي يجد فيها المتلقي حلقة وصل بينه ، وبين موضوع القصة التي تتعامل بشكل مباشر مع خبراته السابقة التي مر بها ، ومشاعره الطبيعية ، فيُمكن أن تُسمى القصص العالمية ، أو الحياتية التي تُخاطب الحياة اليومية للإنسان بغض النظر عن طبيعة المجتمع ، أو البلد التي ينتمي إليها .


الترتيب

من العوامل المؤثر التي لها التأثير الأكبر على الأشخاص هي كيفية تنظيم الحكي ، وترتيب المعلومات بطريقة شيقة تجعل المتلقي يتطلع للمزيد من هذه القصة ، والتي تكون في الوقت ذاته مُوجزة ، ومتتابعة ، وجامعة بين الإلقاء ، وطرح الأسئلة التي يُجيب عنها القاص لإثارة ذهن المتلقي .


العقدة والصراع

إثارة الصراع الرئيس داخل القصة بشكل شيق ، وجذاب ؛ فالصراع هو ذروة القصة ، وهو التوقيت الذي يُمكنه إيصال المتلقي بالقارئ بشكل مباشر ؛ فيضع الجمهور في ذلك الوقت نفسه محل القاص ، ويُفكر معه في حل فعال للصراع الذي يدور في القصة . [3]


الختام والغلق

مهارة الغلق ، أو ” الحل ” في رواية القصة ، وهو الفقرة الأخيرة في عملية القص ، وبها يعرض القاص في إيجاز أهم النقاط التي وردت فيما حكاه في سياق ختامي إبداعي ، مع ضرورة دعوة المتلقي للتفكير ، أو لاتخاذ خطوة ما ، أو قرار ما ، أو ما شابه حول موضوع القص .