كيف اخفي مشاعري

تمثل المشاعر أمراً أساسياً في حياة الفرد ولا يوجد منا من لا يراوده نوع منه طوال الوقت حيث تؤدي دوراً هاما في علاقتنا مع من حولنا ومن نتعامل معهم سواء كانوا أقارب أم أصدقاء أو الزملاء في العمل، وتتمثل أهمية المشاعر في كونها أحد أكثر الأشياء ذات التحكم والتأثير في التصرفات والأقوال والقرارات التي يتخذونها في حياتهم.

تنقسم المشاعر التي تدور في خلد الشخص إلى مشاعر رئيسية وأخرى مختلطة، أما المشاعر الرئيسية فيمكن تصنيفها ما بين (الخوف والاطمئنان، السعادة والحزن، الخجل والغضب)، بينما المشاعر المختلطة فهي تلك التي تنشأ عن اختلاج المشاعر الرئيسية في نفس صاحبها مما يخلق لديه نوع من الارتباك بعض الشيء، وقد نجد في بعض الأحيان من يرد إليه أياً من المشاعر السابقة ويرغب في إخفائها عن الآخرين لذلك يبحث عن الطريقة التي تمكنه من ذلك.

كيف اخفي مشاعري

خلق الله الإنسان وهو قادر على قراءة مشاعر من حوله وفهمها وهو ما يحدث إما عن طريق النظر في الأعين أو الحديث إذ أن تعابير الوجه تعد مرآة لما يشعر به المرء إذ تدل الابتسامة على السعادة بينما العبوس يشير إلى الكآبة أما الحزن فدلالته الدمع.

كذلك فإن الجسد يكون له دور في التعبير عن المشاعر وإظهارها إذ غالباً ما يكون التعبير عن الغضب من خلال الحركة القوية لليد والجسد مع الصوت المرتفع واحمرار الوجه، ولكن قد يحدث أن يتسم الشخص بشعور ما هو ما يطغى عليه دوماً ويتسبب له في مشاكل مثل الأخير الذي يغلب غضبه على تصرفاته وقرارته فينتج عنه الخسائر في علاقاته الشخصية والعملية.

كذلك يوجد من الأشخاص من يتصف بالخجل فسرعان ما تحمر وجنتيك عند التعامل مع غيره أو حين يتلقى الإطراء ممن حوله وهو ما لا يرغب به ويتمنى أن يتمكن من السيطرة عليه، كما قد يصدر عن الشخص شعور أو تعبير يجعل يتعرض للسخرية ممن حوله وهو ما يدفعه إلى البحث عن طريقة ما لإخفاء تلك المشاعر بالوقت الذي لا يرغب في إظهارها به.

وفي ذلك الصدد قالت كولين هوفر (


نحن نحاول جاهدين إخفاء كل ما نشعر به حقًا من أولئك الذين ربما يحتاجون إلى معرفة مشاعرنا الحقيقية أكثر.


يحاول الناس تكثيف عواطفهم ، كما لو كان من الخطأ أن تكون لديهم ردود فعل طبيعية في الحياة)، حيث يرغب الكثير منا في قمع مشاعره وإخفائها خاصة في حالة الشعور بالحزن، كما قال عالم النفس الإكلينيكي “ليون إف سلتزر”: (هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد نسعى إليها لإخفاء ، أو إخفاء ، الألم العاطفي الذي يأتي في أعقاب المعتقدات السلبية عن أنفسنا التي أثارها شخص أو موقف معين. ولكن ما يشتركان فيه هو أنهم جميعًا يسببون للخوف). [1]

أشياء تحدث حين تخفي مشاعرك

وهناك بعض الأشياء التي قد نجهلها ولا ندركها تحدث حينما نكبت مشاعرنا ونخفيها منها ما يلي:


  • الانسحاب من حياة الأشخاص:

    لا ينجح كل من يحاول إخفاء مشاعره في إخفائها بالفعل مما يجعل صاحبها يبدأ بالتفكير في الانسحاب من حياة من حوله من عائلة وأصدقاء الأمر الذي قد يصل بالبعض إلى إلى ترك عمله ووظيفته الذي هو مصدر كسبه.

  • إيثار الغير على النفس:

    يبدو الأمر جيداً ومحموداً ولكن كلما زاد الأمر عن حده انقلب ضده وهو ما يحدث حينما يظل الشخص مضحياً براحته أو ماله يقدمه لمن حوله بدافع الخجل منهم أو العاطفة الشديدة الخارجة عن السيطرة وهو ما قد يصل حد الاستغلال من البعض مما يجعل صاحبها يصاب بالاكتئاب والضعف.

  • إخفاء الاحتياج إلى المساندة:

    وهو ما يحدث لمن يقول دوماً (أنا بخير) بدلاً من أن يعبر عن حزنه وضيقه، فلا يعد من الجيد الادعاء في جميع الأوقات أن كل شيء على ما يرام وهو على خلاف من ذلك، وهو ما يقوم به من يرغب في إخفاء مشاعره.

  • البقاء في حالة انشغال دائم:

    قد يجد المرء نفسه راغباً في إخفاء مشاعره عمن حوله مما يجعله يضع نفسه في حالة من الانشغال الدائم دون توقف أو أخذ قسط من الراحة، كما قد يعكف على التعامل مع من حوله فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية. [1]

كيف أخفي الحب

يحدث ذلك في حالة الحب من طرف واحد حيث يشعر شخص بمشاعر وعاطفة تجاه آخر وهو على علم بأن ذلك الآخر لا يبادره تلك المشاعر ما يجعله يلجأ إلى إخفائها والسيطرة عليها بدلاص من التعبير عنها، ومن الطرق التي يمكنه القيام بذلك من خلالها الآتي:

  • تجنب الجلوس بمفردك مع من تحب، ولكن يمكن الجلوس معه في جماعة مع الأصدقاء.
  • تجنب التصرفات المفاجئة الغير معتادة عنك بل لابد أن تتعامل بشكل طبيعي أثناء تواجده لكي يبدو عليك إمارات الإعجاب به.
  • تجنب التزيين والأناقة المبالغ فيها، مع الحرص على عدم ضبط الملابس ولمس الشعر بين الحين والآخر لكي لا يبدو عليك الارتباك.
  • يمكن إظهار الإعجاب أو الارتباط بشخص آخر وهمي لا وجود له، وهو ما يضع بما لا يحمل معه الشك في عدم الإعجاب بمن ترغب بإخفاء مشاعرك نحوه.
  • تجنب النظر إلى عينيه أثناء الحديث والنظر للآخرين لكي لا يبدو الإعجاب في عينيك، مع النظر إليه بين الحين والآخر حيث إن التجاهل التام كذلك قد يدل على الإعجاب.
  • تجنب الإفصاح عن تلك المشاعر مع الأصدقاء المشتركين بينكما، مع الامتناع عن السؤال عنه أو عن أخباره والامتناع عن جمع المعلومات حوله، وحينما تشعر بالاشتياق إليه خذ نفس عميق واشغل نفسك بأمر آخر.[2]

كيف تتجاهل مشاعرك

لكي تتمكن من إخفاء مشاعرك بإتقان دون أن يلاحظ أحد عليك الأمر قم بتجاهلها أنت أولاً وما إن تمكنت من ذلك سوف تتمكن من الخلاص منها نهائياً ولن تصبح موجودة بداخلك أو على الأقل سوف تقل حدتها وبالتالي لن يتمكن من كشفها أحد، كذلك يمكنك أن تتجنب التعرض إلى المواقف التي تجعل تلك المشاعر تصحو بداخلك ولا تتمكن حينها من السيطرة عليها.

ومن السبل التي تساعد الشخص في تجاهل مشاعره وكأنها غير موجودة اتباع أنماط مختلفة من الحياة وتجنب العيش على وتيرة واحدة لا تتغير وبذلك يظل في حالة من التجديد ولن يصيبه الملل أو الضجر الذي يعد عاملاً هاماً من عوامل إثارة العديد من أنواع المشاعر مثل الغضب، العصبية، الحزن، والسأم.

النطر إلى الأمور من منظور مختلف عما هو معتاد بالنسبة إليك إذ أن طريقة تفكيرك والتعامل مع الأور من حولك قد تكون هي السبب الأول في اضطراب مشاعرك من خجل أو إحباط أو سرعة غضب، ولذلك عليك محاولة أخذ الأمر ببساطة دون تعقيد أكثر من ذي قبل.


وقد قال جيم موريسون : “أهم نوع من الحرية هو أن تكون ما أنت عليه حقًا. كنت تتاجر في واقعك لهذا الد


ور، أنت تتاجر بإحساسك بفعل،. أنت تتخلى عن قدرتك على الشعور، وفي المقابل، ترتدي قناعًا، لا يمكن أن تكون هناك ثورة واسعة النطاق حتى تكون هناك ثورة شخصية على المستوى الفردي، يجب أن يحدث في الداخل أولاً “. [1]