سياحة تسلق الجبال في مصر
تحظى سياحة تسلق الجبال في مصر باهتمام بالغ خاصة بالنسبة لعشاق المغامرة، وتجربة ذلك النوع الفريد من الرياضات التي تعتمد على مهارات جسدية، وخبرة بالطبيعة الجبلية. فما هي أشهر الملامح الخاصة بتسلق الجبال في مصر؟
سياحة تسلق الجبال في مصر
تشتهر مصر بانتشار الجبال في محافظات متعددة، ووجهات سياحية من طراز فريد. وبعض هذه الجبال ممهد يصلح للتسلق والبعض الآخر لا يصلح، ولقد حظت الطبيعة الجبلية في مصر بإقبال العديد من محبي السياحة الداخلية، وكذلك السياح الوافدين من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأجواء شرقية بديعة وساحرة في أحضان الجبال.
وكثيراً ما تتمتع هذه المناطق بحماية أهلها من البدو وساكني الصحراء، فهم المرشدون، وهم من سيحمونك من جميع المخاطر المتوقعة في جو بري كجو الصحراء، وهم من سيساعدونك كذلك في توفير جميع ما قد تحتاجه من أدوات لازمة للتخييم أو تسلق الجبال.
جبل موسى
- يبلغ ارتفاع الجبل 7000 قدم، ويقع في شبه جزيرة سيناء، و عند قمة جبل موسى تلتقي الديانات الثلاث الإسلام، والمسيحية، واليهودية. فهناك أوحى الله عز وجل بالوصايا العشر لموسى عليه السلام.
- وللوصول إلى قمة جبل موسى هناك طريقتان، أولهما هي الأكثر سهولة والأكثر طولاً، وهو طريق سكة البشايت، والآخر هو الأكثر انحداراً وهو سكت سيدنا موسى، والمُترجم حرفياً إلى ” مسار موسى”.
- ويناسب مسار موسى متسلقي الجبال بشكل أكبر، لأنه يرتفع قدر 3750 خطوة ، وهي “خطوات التوبة”. ويُنصح بتسلق الجبل قدر المستطاع قبل غروب الشمس للاستمتاع بجمال المنظر من أعلى، والإحساس بقيمة المكان الذي كلم الله فيه سيدنا موسى عليه السلام.
- إن الاستعداد لصعود الجبل قبل شروق الشمس يعتبر من أكثر التجارب المدهشة، والتي تستحق المغامرة، فتنعكس أشعة الشمس على جميع منحدرات جبل موسى.
- ينبغي الاستعداد جيداً لرحلة الصعود، وذلك للتغلب على الإحساس بحرارة الصباح، وأثناء هبوط الجبل.
- يُمكنك بعد رحلة تسلق الجبل، والهبوط أن تحظى بنزهة للاستمتاع بجمال الصحراء أثناء ركوبك الجمال، واحرص على القراءة و الاطلاع فأنت في حضرة مكان يجمع بين أغراض كثيرة من السياحة.
جبل سانت كاترين
- ترتبط قمة جبل سانت كاترين بجبل موسى، وتمثل قمة الجبل الأكثر صعوبة فهو يمثل أعلى سطح بمصر، كما أنه أطول قمة بها.
- ويعتبر جبل سانت كاترين من الجبال الشاقة في صعودها، ولا يمكن تسلقه بدون وجود مرشد، كما أنه ليس مجهزا بالاستراحات، والأغطية والخيام لمن يحبون السهر ليلاً كما هو الحال بجبل موسى.
جبل المدورة
- على بعد تسعين متراً فقط من العاصمة القاهرة، وهو ما يصل إلى ساعة وربع فحسب، نصل إلى واحة جبل المدورة بالفيوم؛ حيث المناخ المعتدل معظم أوقات العام، والوجهة التي يقصدها الكثير لتعدد الأغراض السياحية بها.
- تتميز طبيعة الأرض هناك بأنها غير ملوثة، فتنتشر بها النباتات والحيوانات وخاصة تلك المنقرضة، والطيور أيضاً. هناك كذلك الوديان التي لا توجد بها المياه فحسب بل تنتشر كذلك الكثبان الرملية وأشجار النخيل.
- بالمنطقة العديد من وجهات الجذب الخاصة بعصور مختلفة مثل العصر الفرعوني، والعصر الروماني، والعصر القبطي، والعصر الإسلامي.
- بالمنطقة العديد من البحيرات، وشلال الفيوم الوحيد بمصر، وجبل المدورة والذي يعتبر أحد الجبال التي يقصدها محبي الفيوم لتسلقه، ومراقبة المساحة الشاسعة للصحراء، والبحيرات من أعلى.
- ويقع جبل المدورة على بعد مائتي متر فقط من جنوب طريق وادي الريان، وشمال بحيرة الفيوم، ويُنصح أثناء رحلة الوصول إلى الجبل بأن تترك سيارتك قبل السير والوصول إلى الجبل عند جانب الطريق.
- يحتوي الجبل على ثلاث قمم رئيسية، وذلك مع بعض المطبات التي ترتفع جهة الغرب، وفي جهة أقصى الشرق يوجد مرتفع قصير من الصخور، مع نتوء واضح عند القمة، والتي لا يمكن لها أن تظهر حتى على Google Earth بسبب صغر وجودها.
- وتعتبر قمة جبل المدورة من أصعب قمم الجبال التي يمكن الوصول إليها بمصر.
- يرتبط وجود جبل المدورة ذو ال45 مليون سنة بفترة ما قبل منتصف العصر الليوسيني، والذي انتقلت حضارته إلى شمال مصر؛ وهذا ما سبب بدوره ظهور تلك الأقواس المتجهة إلى الجنوب الغربي، والاتجاه الشمالي الشرقي.
- يتميز الجبل بمظهر طبيعي خلال، وموقع محيط به خلاب، مع انتشار ما يُطلق عليه “حفر الملاك” والشبيهة بالعملات المعدنية المتحجرة والموجودة بالمنطقة.
- ويتميز سطح المنطقة بوجود ذلك الأخدود أو الكسر الذي تم ملؤه بالماء وأصبح جزءاً من البحيرة الشاسعة وذلك في نهاية أحد العصور الجيولوجية وهو العصر البليستو سيني حيث بدأت البحيرة في الجفاف وبشكل تدريجي.
جبل الجلالة
- يقع جبل الجلالة بمحافظة السويس، بارتفاع ثلاثة آلاف قدم، فوق مستوى سطح البحر، ويحتوي على العديد من النباتات، وكان قد حظي بمصادر للمياه ولكنها تعرضت للجفاف.
- ولقد أُطلق على جبل الجلالة هضبة جليات، حتى أُعيدت تسميته في عقد العشرينيات.
- يشتهر جبل الجلالة باستخراج القصدير منه، ولونه يتدرج من الأبيض إلى اللون الكريمي، وقد أجريت إحدى الدراسات عام 1989 لاكتشاف مقدرة مياه البحر على جبل الجلالة، وأتت هذه الدراسة بنتائج مذهلة.
جبل البحر الأحمر
- يُمهد ذلك السمار الخاص بصعود قمم جبال البحر الأحمر بطول يصل إلى مائة وسبعين متراً؛ حيث سيمهد مشروع ذلك المسار الجبلي الطريق لزيارة القمم الجبلية الوعرة والتي دائماً ما حظت بإقبال قليل وبشهرة بسيطة أمام شهرة شواطيء الغردقة.
- هذا المسار لصعود الجبل وعر، وغير ممهد بأماكن للإقامة ولا للإنتظار، لذلك يجب الاستعداد بحمل كافة التجهيزات بشكل جيد وبصورة مقدمة.
جبل صربال
- يعد جبل صربال من أفضل جبال، سيناء. فضلاً عن أنه يمثل مغامرة وتحدى حقيقي أمام كل من يقصده متسلقاً.
- وتتمثل الصعوبة الأولى في كون الجبل مرتفعاً بشكل كبير عن سطح الأرض، ومسار الصعود إلى قمته طويلاً جداً.
- وتمتلك قبيلة القرشة في وادي فييران الحق الحصري لقيادة الرحلات إلى هذا الجبل.
- وتمتد أعلى الجبال حمامات السباحة، والمساحات الخضراء، كما وتبدو الانجرافات المتتابعة، والمتراصة بجانب واحد جميلة بشكل مذهل.
- وعند الوصول إلى قمة جبل صربال، تظهر أجمل المشاهد الخاصة بخليج السويس، ووادي فيران، وبناءاً عليه فإن الرحلة لكي تكون ممتعة بجبل صربال لا تتجاوز الثلاثة أيام خاصة لمحبي المشي لمسافات طويلة.
جبال صحراء صحارى
- هذه المنطقة ممهدة لمحبي المشي لمسافات طويلة، بصحبة المرشدين، وكذلك في مجموعات، ويمكن من خلالها استكشاف المدن الصحراوية الخالية في الشمال بمنطقة سيوة.
- تكمن المتعة بتسلق الجبال الرملية بصحارى في تنوع ألوانها بين البرتقالي والأسود والأبيض، فضلاً عن وجود الصخورة المنحوتة بفعل الرياح.
- وعند التنزه بصحارى ستكتشف جبل الكريستال، والصحراء البيضاء والصحراء السوداء، وعلى مقربة يوجد وادي الحيتان، ووادي الملوك بالأقصر، وكذا قبر الاسكندر الاكبر.
- تعتبر الفترة بين شهري أكتوبر وإبريل هي الفترة الأنسب، وذلك للسير في الصحراء وتسلق هذه الجبال الرملية، والاستمتاع بمراقبة الحياة من القمة.[3]
لطالما جذبت الطبيعة الجبلية بمصر أنظار الكثيرين، وهي إما ممهدة أو غير ممهدة، ولكنها في الحالتين لا تلغي متعة الاستمتاع بهذه الرياضة، خاصة أنها تحدث بمشاركة الجميع، وهذا أمر في حد ذاته يحتاج للتوثيق.