اكزيما ربات البيوت وعلاجها
ربات البيوت وأفراد الأسرة الأكثر مشاركة في إتمام الأعمال المنزلية المتعلقة بالتنظيف والترتيب معرضين دائماً للإصابة بالعديد من الأمراض والإصابات بالإضافة لمزاولي بعض المهن، ولعل واحدة من أكثر أنواع الإكزيما شيوعاً بين ربات البيوت هي إكزيما اليدين المعروفة بإكزميا ربات البيوت.
إكزيما ربات البيوت
أطلق على هذا النوع من الإكزيما إكزيما ربات البيوت لكثرة إصابة ربات البيوت بها على وجه التحديد، فتصاب بها الأمهات ممن يتحملن وحدهن مسئولية الأعمال المنزلية التي تتطلب التعامل مع المياه ومواد التنظيف بشكل مستمر وهو أحد أهم العوامل التي تؤدي للإصابة بهذا النوع من الإكزيما.
تؤثر عادةً هذه الإكزيما بشكل أكبر على من يعانين من تاريخ مرضي من أمراض التهاب الجلد، فالكثير من المرضى بهذا النوع من الإكزيما وجد أنهم يعانون من حساسية تجاه منتجات العطور والمعادن والمطاط، فعند ملامستهم لمثل هذه المواد يتغير لون أيديهم للون الأحمر وتصبح متورمة، بالإضافة لعدد من الأسباب الأخرى التي تلعب دور هام في تحفيز الإصابة بها مثل حالة البشرة والمرحلة العمرية للمريض وعوامل بيئية أخرى مثل معدلات الرطوبة ودرجة الحرارة.
وبالرغم من أن البشرة محمية من الخارج بطبقة من الدهون تعمل على مقاومة البكتيريا، إلا أنه عند ملامسة الصابون أو أي من مواد التنظيف الأخرى التي تؤدي لتهيج الحساسية يمكن أن يتسبب في تدمير هذه الطبقة التي تحمل كواقي طبيعي للجلد، ويترتب على ذلك جفاف الأيدي وترقق أو تشقق الجلد عند أطراف الأصابع، وفي الغالب يظهر هذا النوع من الحساسية عادةً في الفصول منخفضة الرطوبة مقارنة بغيرها من الفصول.[1]
من الجدير بذكره أيضاً أن إكزيما ربات البيوت لا تعد واحدة من الأمراض المعدية، فلا يمكن الإصابة بها عن طريق ملامسة شخص مصاب بها بالفعل.
أعراض إكزيما ربات البيوت
بخلاف الأنواع الأخرى للإكزيما لا يصاحب إكزيما ربات البيوت عادةً الحكة، وبالرغم من ذلك يتغير شكل الجلد المصاب الذي يقع عادةً في منطقة أطراف الأصابع فيصبح أكثر نحافة ويتغير لونه للأحمر ويكون قشور، وقد يزداد الوضع سوءاً فيتشقق الجلد ويصبح مؤلماً أو يحدث نزيف.
عادةً تظهر إكزيما ربات البيوت على أطراف الثلاثة أصابع الأولى من اليد اليمنى نتيجة لكثرة الاعتماد على استخدامها، وفي الحالات المتقدمة قد تصل إلى نهاية الأصابع وحتى راحة الكفين، كما يمكن أن تتسبب في عدوى فطرية في الأظافر والتهابات ثانوية تتسبب في ظهور بثور وألم في الأظافر.
في بعض الأحيان يخلط الكثير من المصابين بها بين الجفاف الذي يصيب اليدين وبين الإكزيما المرضية، وحتى يتمكنوا من التفرقة بينهما عليهم الانتباه للأعراض التالية التي تسببها عادةً الإكزيما وليس الجفاف، وهي:
- العلامة الأولى عادةً تكون جفاف البشرة وتشققها.
- ظهور بقع حمراء أو بنية اللون على الجلد.
- وجود قشور على الجلد ملتهبة وفي بعض الأحيان قد تسبب رغبة في الحكة.
- وجود نزيف في الجلد.
- الشعور بآلام وحرقة.[2]
أسباب إكزيما ربات البيوت
لا يوجد سبب واحد محدد يمكن تعيينه للإصابة بإكزيما ربات البيوت، فأي شيء قد يتسبب بتهيج البشرة يمكن أن يتسبب بها حتى وإن كان شيء في العادة لا يمثل أي ضرر على الإطلاق مثل المياه، فقد يسبب الماء تهيج الجلد إن كانت اليدين مبللة طوال الوقت، فالعديد من الأشخاص ممن تظل أيديهم مبللة أكثر الوقت على مدار اليوم يصابون بإكزيما اليدين المعروفة بإكزيما ربات البيوت مثل مصففي الشعر والممرضات والسباكين.
كذلك تزيد فرص الإصابة بها لمن يتعاملون بكثرة مع المواد الكيميائية مثل مواد التنظيف والمذيبات والأسمنت، لذا يشيع الإصابة بها بين عمال البناء.
تحدث الإكزيما كذلك في بعض الأحيان نتيجة للحساسية، فكثير من العاملين في المجال الطبي يعانون من الإكزيما نتيجة لارتدائهم القفازات المطاطية.
من الأسباب التي تزيد من فرص الإصابة به أيضاً هو وجود تاريخ مرضي بالإصابة بالتهاب الجلد التأتبي خلال مرحلة الطفولة.
في بعض الأحيان يكون سبب الأكزيما غير متوقع فعلى سبيل المثال قد تسبب حساسية الجلد تجاه الثوم إكزيما اليدين، لذا الوحيد القادر على تحديد سبب الإصابة بإكزيما ربات البيوت لإمكانية تجنبها كي لا تزيد الحالة سوءاً هو طبيب الجلدية لذا ينصح بزيارته عند ملاحة أي من الأعراض التي سبق توضيحها.[3]
علاج إكزيما ربات البيوت
العلاج المثالي للتخلص من إكزيما ربات البيوت هو تجنب الأسباب التي تؤدي تحفيزها في المقام الأول، لذا ينبغي على المصاب بها تجنب المواد التي تسبب له تهيج الجلد، أيضاً هناك بعض المراهم الطبية التي يصفها الطبيب المختص والتي تعمل على تقليل حدة تهيج الجلد واحمراره وتشققه وترطبه بشكل كافي لإعادة بناء طبقة الحماية الخارجية.
ترطيب اليدين جيداً عند الإصابة بالإكزيما واحدة من الخطوات الهامة التي يجب على مرضى الإكزيما الاهتمام بها حتى في فترات شفاء المرض تجنباً لعودة ظهور الأعراض مرة أخرى، ومن المرطبات التي ينصح باستخدامها في هذه الحالة هي المرطبات التي تعتمد على الزيت أكثر من الماء فبمجرد تبخر المياه سيجف الجلد من جديد.
الخيار المثالي في هذه الحالة هو المرطب الدهني مثل الفازلين ليشكل طبقة سميكة تحمي سطح الجلد وترطبه جيداً، وينصح باستخدام المرطب باستمرار عقب الاستحمام مباشرةً وبعد كل مرة يتم غسل اليدين بها، وللحصول على مرطب ملائم يرجى استشارة طبيب الجلدية فهو الوحيد القادر على ترشيح نوع مرطب لا يتسبب لكم بمزيد من تهيج البشرة فهناك الكثير من أنواع كريمات الترطيب المخصصة لمن يعانون من الإكزيما.
بالإضافة لذلك هناك مجموعة من الأمور الهامة التي يجب على مرضى الإكزيما الانتباه إليها للسيرة عليها وهي:
- عند الحاجة لتنظيف اليدين ينصح باستخدام الماء الفاتر بدلاً من الماء الساخن، بالإضافة لاستخدام منظف خالي من العطور.
- عقب الانتهاء من غسل اليدين يرجى تجفيفهما بلطف، ومن ثم وضع كريم مرطب مباشرةً عقب غسلها.
- من الضروري ترطيب اليدين باستمرار بالمرطب الملائم، ولتفادي نسيان هذا الأمر ينصح بوضع عبوة من الكريم المرطب بجانب كل مغسلة سواء في المنزل أو العمل حتى تتذكروا القيام بترطيبها على الفور عقب غسلها.
- إن لم يكن هناك حاجة ضرورية لتعقيم اليدين، جربوا فقط استخدام منظف اليدين الخالي من العطور بمفرده دون ماء ومن ثم إزالة الزائد منه برفق.
- يجب الانتباه لتفادي استخدام المطهرات الخالية من الماء ومضادات البكتيريا، والتي تحتوي عادةً على مكونات تتسبب في تهيج الجلد أكثر مثل الكحول وغيرها من المواد التي تكون قاسية على اليدين خاصة عند التعرض لنوبة تهيج البشرة.
- استخدام القفازات القطنية عند إتمام مختلف الأعمال المنزلية، والتأكد من غسلها عند الانتهاء من استخدامها بمواد خالية من العطور والمواد المهيجة للبشرة.
- تجنب استخدام القفازات المطاطية التي قد تسرب الماء للأيدي عند استخدامها أو تسبب حساسية للجلد من المواد المستخدمة في صناعتها.
- ينصح باستخدام قفازات الفينيل وبطانات من القطن عند القيام بأية أعمال تتطلب التعامل مع الماء ومواد التنظيف مثل غسيل الصحون أو غسيل الشعر بالشامبو وغيرها، وعند الانتهاء يجب غسل القفاز من الداخل وتركه ليجف في الهواء، وفي حال تسرب الماء للقفاز يجب إزالته على وجه السرعة واستبداله بقفاز آخر جاف.