رواية مانسفيلد بارك
فتاة صغيرة تدعى فاني برايس تأتي لتعيش مع عمها وعمتها الأثرياء. السيد توماس والليدي برترام. عائلة فاني هي عائلة فقيرة، أمها على عكس أختها الليدي برترام، تزوجت بحار، مقعد ويدمن الكحول. تساء معاملة فاني من قبل عمتها الأخرى، السيدة نوريس، وهي امرأة تدير الكثير من الأعمال في مانسفيلد بارك، ملكية برترام.
فتيات عائلة برترام، ماريا وجوليا، هم فتيات سطحيات، وضحلتان، يعزمان على الزواج بشكل جيد واختيار شريك حياة ثري. الابن الأكبر توم، هو شخص مخمور وثمل. فاني تجد العزاء فقط في صداقة الأخ الأصغر إدموند، الذي يخطط لان يصبح رجل دين. فاني هي فتاة خجولة ومختلفة عن الفتيات الآخرين، وتعتبر نفسها أدنى من فتيات عائلة برترام
أحداث رواية مانسفيلد بارك
يغادر السيد توماس مانسفيلد بارك إلى أنتيغوا، حيث يكون لديه مزارع. ويصل في غيابه شخصيتان مهمتان إلى مانسفيلد بارك: هنري وماري كروفورد، الأخ والاخت لزوجة الوزير المحلي. هنري وماري يتمتعوا بجاذبية وقوة في الحضور، ويصبحوا أعضاء لا غنى عنهم في مجتمع مانسفيلد بارك.
هنري يغازل ماريا في البداية، التي تكون مخطوبة إلى شخص غني يدعى روشورث، لكن يقوم فيما بعد بمغازلة جوليا، الأخت الأصغر، لأنها توافق هواه بشكل أكبر. في البداية، تكون ماري مهتمة في توم، الابن الأكبر والوريث للعائلة، لكنها تكتشف بعدها بأنه شخص ممل ولا يبادلها الاهتمام. فتجد نفسها حينها منجذبة بشدة إلى إدموند، ولكن فكرة الزواج من رجل دين غير مناسبة بالنسبة لها، وتكون قاسية عليه في العديد من المواقف بشأن هذا العمل.
في هذه الأثناء، تقع فاني في حب إدموند، على الرغم من أنها ليس لديها القدرة على الاعتراف لنفسها بذلك، يقترح ييتس وهو صديق زائر لتوم، أن تلعب المجموعة مسرحية، يتقبل الجميع الفكرة بصدر رحب، باستئناء ماري وإدموند، وعندما لا تستطيع إحدى الفتيات تذكر دورها، تجبر فاني على القيام بدورها، عندما يدخل السير توماس فجأة، بعد أن وصل من أنتيغوا
سير توماس يوقف تلك المسرحية، وتتزوج ماريا من روشورث، وتترك هي وجوليا مانسفيلد بارك ويذهبون إلى لندن. تتعمق في هذه الأثناء العلاقات بين عائلة برترام وعائلة كروفورد. إدموند يقوم تقريبا بطلب يد ماري عدة مرات، لكن تعاليها يمنعانه في اللحظة الأخيرة، ويقوم بشرح مشاعره تجاه ماري لفاني. في هذه الاثناء يقرر هنري أن يغوي فاني، لكنه يتفاجأ بأنه يقع في حبها بصدق، تصبح فاني مرافقة لا غني عنها لعمها وعمتها، وعندما يزورها أخوها ويليام، يقومون حفلة على شرفها.
بعد مرور هذه الحفلة، يساعد هنري ويليام على ان يحصل على ترقية في البحرية. ويستخدم ذلك كوسيلة ضغط، فيقوم بطلب يد فاني، والتي تتعرض للإهانة وترفض ذلك. ولكنه يستمر في تتبعها، يستاء عمها لأنها قامت برفض زوج ثري مثل هنري، وكنتيجة غير مباشرة لذلك، ترسل فاني لتعيش مع والديها في المنزل الفقير. ويستمر الجدل في هذه الأثناء بين علاقة إدموند مع ماري
الاحداث النهائية
هنري يأتي ليرى فاني في منزل والديها ويجدد اقتراحه بالزواج منها، ثم يغادر لرعاية اعماله وممتلكاته. فاني تستمر بتلفي الرسائل من ماري التي تشجعها على الزواج من أخيها. في أثناء ذلك، تحدث سلسلة من الاحداث السريعة، يصاب توم برترام بمرض خطير ويموت، وهنري الذي لم يذهب في الواقع إلى رعاية ممتلكاته يهرب مع ماريا المتزوجة، جوليا المستاءة من فعل أختها، تهرب مع ييتس.
تعود فاني إلى مانسفيلد وتحضر أختها سوزان معها، إدموند يرى حقيقة ماري التي تكون سعيدة لوفاة أخيه كي يصبح هو الوريث الوحيد، يتحطم قلبه، فتقوم فاني بالوقوف إلى جانبه، تنفصل ماريا وهنري في النهاية، وتذهب إلى القارة لتعيش مع السدة نوريس الشريرة، تتصالح العائلة أخيرا مع فكرة ارتباط جوليا وييتس. وإدموند يعود في النهاية إلى رشده ويتزوج فاني، وسوزان تأخذ مكانها في عائلة برترام. يعيش إدموند، فاني وبقية العائلة في مانسفيلد بسعادة، بينما يتم إقصاء هنري، ماري وماريا.[1]
أفكار رواية مانسفيلد بارك
الحب
على الرغم من محاول بعض الشخصيات، فإن
مراحل الحب
هو شيء لا يمكن التنبؤ به او السيطرة عليه وهو بالطبع ليس امرا عقلانيا. في رواية مانسفيلد بارك، يقع الأشخاص في حب اشخاص لا يبادلونهم المشاعر ذاتها، يحاولون حب الناس الذين لا يمكنهم الوصول إليهم، الحب في الرواية فوضوي ومعقد، ويتحدى سلوكيات الشخصيات والمفاهيم المسبقة، لكن هناك استثناء في القصة، حيق تقع فاني في حب إدموند كما هو المتوقع، ولكن حبها لفاني لم يجعلها تتغير، لكن يزيد من ثبات شخصيتها
الزواج
الحب والزواج في هذه الرواية لا يتوافقان كثيرا ولا يتحدان، يتحد الزواج مع أشياء أخرى كالمال، الفخر، الثأر، والتوقعات الخاطئة، كل شخص يقوم بالزواج يقوم باتخاذ خطوة كبيرة ويقامر على سعادته أو تعاسته. حتى الحب لا يضمن أن يكون الزواج هو أمرا جيدا.
أي أن الحب والزواج لا يتماشيان بالضرورة، لكن الزواج والوضع الاجتماعي يفعلان ذلك، وذلك بالنسبة للنساء على وجه الخصوص، الزواج هو فرصة بالنسبة لهم كي يتسلقوا السلم الاجتماعي. ليدي برترام على سبيل المثال، تصبح امرأة ثرية من خلال زواجها، بينما اختها السيدة برايس تصبح امرأة فقيرة بعد زواجها من بحار. كنتيجة لذلك، غالبا ما يتم الاهتمام بأشياء عملية أكثر من الحب عندما يأتي موضوع الزواج
التواصل واللغة
انعدام التواصل والتعبير عن النفس يلعب دورا مهما في رواية مانسفيلد بارك، سواء كان التواصل لفظي او غير لفظي، فإن الشخصيات غالبا ما يساء فهمها، أو تفشل في توضيح وجهة نظرها للآخرين، أو تفشل في فهم الآخرين. الأشخاص يتوقعون أشياء معينة ويسمعون فقط ما يريدوا سماعه، في بعض الأحيان يكون الفراغ هو خيار التواصل الوحيد بين الشخصيات التي تخشى ان تبوح بسرها أو أن تجذب الاهتمام نحوها. لكن يكون الصمت أقوى من الكلمات أحيانا، ويكون الصمت اكثر دقة من الكلمات، وغالبا ما يسبب العديد من المشاكل
الذاكرة والماضي
فاني لديها ذاكرة طويلة تشبه ذاكرة الفيل، تتحرك فاني ببطء إلى حد ما، وغالبا ما يسمح لها الماضي بإملاء حاضرها، وغالبا ما ترفض فاني تغيير رأيها في الوقت الحاضر، في حين لا تريد فاني تبني التغيير، معظم الشخصيات الأخرى في مانسفيلد بارك تحاول تجاهل الماضي او نسيانه، ويتكر أغلبهم الماضي بشكل انتقائي، ويمكن أن يخدعون أنفسهم حول حقيقة الأحداث التي حصلت في الماضي
المنزل
المنزل ليس دائمًا ما يتوقعه الآخرون أو ما أن يكون في مانسفيلد بارك. في الواقع، المنازل، وخاصة فكرة ما هو المنزل، غالبا ما تكون غير متوقعة هنا. المنزل ليس مفهومًا ثابتًا أو دائما. بدلاً من ذلك، يمكن أن تتغير فكرة المنزل مع انتقال الناس إلى منازل جديدة، أو الاتحاد مع أصدقاء أو عشاق جدد، أو ببساطة تغيير طريقة تفكيرهم. بالنسبة لبعض الشخصيات، البيت يتعلق بالذاكرة، الألفة، والعادات. بالنسبة للآخرين، يرتبط المنزل بالثروة وبالحالة المادية. ولكن بغض النظر عن نوع تعريف المنزل في العمل، تظل الأفكار المختلفة للمنزل قوة دافعة خلف أفكار الشخصيات وأفعالهم. [2]