متلازمة فرط الأسمولية السكري


يُعد مرض السكري الناتج عن حدوث اضطراب في نسبة سكر الجلوكوز في الدم خارج المعدل الطبيعي وخصوصًا في حالة الارتفاع المُفرط من أكثر الأمراض المنتشرة على مستوى العالم بشكل كبير جدًا ، ولا سيما أنه قد يحدث نتيجة طبيعة الحياة والنظام الغذائي الصحة العامة بشكل مكتسب مثل حالات السكري من النوع الثاني ، وقد يحدث أيضًا بسبب بعض العوامل الوراثية كما هو الحال في السكري من النوع الأول .


متلازمة فرط الأسمولية السكري


تُعد متلازمة فرط الأسمولية السكري (وبالإنجليزية : Diabetic hyperosmolar syndrome) هي عبارة عن حالة مرضية ناتجة في الأساس بسبب الارتفاع المفرط جدًا لمستوى الجلوكوز في الدم وهي من أخطر الحالات المرضية ، وهي دائمًا ما تُصيب المرضى المُصابين بالسكري من النوع الثاني DM2 بسبب بعض الأمراض العضوية أو الإصابة بالعدوى [1] .


وقد أشار العلماء إلى أن حدوث هذه المتلازمة ينتج في الأساس بسبب ارتفاع نسبة السكر في دم المريض الأمر الذي يجعل الجسم يعمل جاهدًا على التخلص من الجلوكوز الزائد من خلال تنقيته عبر الكليتين وطرده مع البول ، وهنا يتم ملاحظة كثرة تردد المريض على دورات المياه وارتفاع عدد مرات التبول في اليوم الواحد ، وتكمن الخطورة في أن ذلك قد يؤدي إلى حدوث فقدان كبير لسوائل الجسم والإصابة بالجفاف إذا لم يتم الانتباه إلى الحالة وتقديم العلاج المطلوب لها فورًا .


أسباب متلازمة فرط الأسمولية السكري


من أشهر أسباب حدوث حالة فرط الأسمولية السكري ، ما يلي :


  • عدم الحصول على العلاج المناسب لمرض السكري ، ومن ثَم ؛ ترتفع نسبة السكر في الدم إلى مقدار كبير جدًا ينجم عنه الدخول في هذه الحالة المرضية الخطيرة .

  • الإصابة بالعدوى الشديدة وبعض الأمراض العضوية أيضًا وخصوصًا السكتات الدماغية والنوبات القلبية .

  • بعض أنواع العقاقير العلاجية التي تُقلل من مدى فاعلية هرمون الانسولين في الجسم ، ولا سيما أن هذا الهرمون هو المسؤول عن ضبط نسبة السكر في الدم .

  • تناول بعض العقاير الطبية أيضًا المُدرة للبول والتي تؤدي إلى فقدان جزء كبير من السوائل في الجسم ، ومن ثَم ؛ الإصابة بالجفاف وارتفاع نسبة السكر بالدم .

  • عدم التزام المريض بالخطة العلاجية التي يضعها له الطبيب في حالة كان قد تم تشخيصهم مُسبقًا بالإصابة بالسكري من النوع الثاني أو الأول .


أعراض متلازمة فرط الأسمولية السكري


أما الأعراض الخاصة بهذه الحالة المرضية ودلالات الإصابة بها ؛ فهي تشمل النقاط التالية [2] :


  • عندما تكون نسبة السكر في الدم قد تخطت 600 مجم / ديسيلتر .

  • التعرض إلى العطش الشديد وزيادة عدد مرات التبول .

  • جفاف الفم والجلد والإصابة بأعراض الحمى .

  • ارتفاع عدد مرات التبول .

  • ظهور السكر في البول .

  • يكون لون البول أبيض وخالي من لونه الأصفر الطبيعي بشكل كبير .

  • الإصابة بالارتباط والرغبة الدائمة في النوم .

  • التشنج وتقلص العضلات .

  • وجود مشكلة في التحدث أو الحركة .

  • الشعور بالوهن وضعف العضلات .

  • اضطراب معدل نبضات القلب .

  • وفي حالات متأخرة ؛ يتعرض المريض إلى فقدان البصر والغيبوبة .


الأشخاص الأكثر عرضة للأسمولية السكرية


هناك بعض العوامل التي قد تكون عاملًا مُساعدًا على الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية ، مثل :


-التعرض إلى الأزمات القلبية أو الخضوع إلى جراحة وخصوصًا جراحات القلب وحالات فشل القلب ، في حالات العدوى أيضًا التي تصيب الجسم وتؤثر على أداء وظائفه الرئيسية .


-عدم الحصول على قدر كافي من المياه يوميًا يجعل المريض عُرضة بشكل كبير إلى الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية وخصوصًا في حالة كبار السن والمُصابين بالاضطرابات العقلية مثل الخرف لعدم انتباههم طوال الوقت إلى شرب المياه .


-الإصابة المزمنة بمرض السكر مع وجود إهمال ملحوظ من المريض في النظام الغذائي وتناول العلاج من أدعى أسباب الدخول في حالة فرط الأسمولية مثل عدم تناول الإنسولين أو الأدوية المُخفضة لمستوى السكر في الدم .


-كما أن الأشخاص الذين يُعانون من قصر وضعف أو فشل في وظائف الكلى من الأكثر عرضة أيضًا إلى الدخول في هذه المتلازمة .


تشخيص متلازمة فرط الأسمولية السكرية


هناك بعض الاختبارات والفحوصات الطبية التي قد يعتمد عليها الطبيب من أجل تشخيص الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية ، مثل :


-اختبار الأسمولية في الدم : وهو اختبار طبي يتم من خلاله تقدير نسبة السوائل في سيروم الدم ، حيث تتراوح النسبة الطبيعية لها بين 280 إلى 290 لمقدر السوائل خارج الخلية .


-اختبارات وظائف الكلى : وأهمها اختبار نسبة الكرياتين واختبار البولينا ، واختبار قياس نسبة النيتروجين الموجود في اليوريا BUN .


-اختبار نسبة السكر في الدم سواء السكر الصائم والفاطر أو التراكمي ، وتقدير نسبة الصوديوم في الدم .


-كما قد يلجأ الطبيب في هذه الحالة أيضًا إلى توجيه المريض إلى إجراء اختبار الأجسام الكيتونية .


-إجراء اختبار البول الكامل ؛ ولا سيما أن هذا الاختبار سواء فيما يخص الفحص الكيميائي أو الظاهري وكذلك الفحص المهري له يُعطي دلائل عن حالة مختلف أعضاء الجسم وخصوصًا الكلى والجهاز البولي وغيرهم ، ويتم من خلاله أيضًا تحديد ظهور السكر أو الأجسام الكيتونية في البول من عدمه .


-ومن الاختبارات التي قد يلجأ إليها الطبيب في هذه الحالة ؛ هو اختبار مزرعة الدم الذي يؤكد أو ينفي وجود عدوى بكتيرية في الدم ( إنتان الدم ) حيث أن تلك الحالة قد تكون أحد أهم عوامل الإصابة بمتلازمة فرط الأسمولية السكرية .


-إجراء فحص الأشعة السينية على منطقة الصدر ، والخضوع إلى تخطيط القلب الكهربائي ، وإجراء أشعة مقطعية على المخ أيضًا جميعها من الفحوصات التي قد يلجأ إليها الطبيب في الحالات المتأخرة من المرض ومن أجل معرفة مدى تأثير ارتفاع السكر المفرط في الدم على المخ والقلب .


طريقة علاج فرط الأسمولية السكرية


بطبيعة الحال ؛ فإن طريقة علاج متلازمة فرط الأسمولية السكرية تختلف من حالة مرضية إلى أخرى وفقًا للأسباب التي قد أدت إليها ، ولكن بوجه عام وفي الكثير من الأحيان ، يتبع الأطباء خطة العلاج التالية :


-إرشاد المريض إلى الحرص على الإكثار من شرب المياه يوميًا بما لا يقل عن 2 لتر ؛ من أجل تعوض الفاقد الكبير في نسبة المياه بالجسم ، ولا سيما أن ذلك من شأنه أن يُساعد على ضبط مستوى السكر في الدم ، وضبط الدورة الدموية ومعدل التبول اليومي ، وسوف يترتب على ذلك بالطبع ؛ انخفاض في مستوى السكر بالدم .


-تزويد الجسم ببعض السوائل من خلال الحقن الوريدي بمادة البوتاسيوم وبعض السوائل ، ويجب أن يتم إجراء ذلك بنسب مُحددة ودقة شديدة ، كما يتم خفض نسبة السكري في الدم أيضًا من خلال الحقن الوريدي بالأنسولين ؛ حتى يكون معدل وصوله إلى تيار الدم وتأثيره على الجسم أكثر سرعة .


ويُذكر أن متلازمة فرط الأسمولية السكرية قد ينتج عنها بعض المضاعفات الصحية الخطيرة ، مثل : ارتفاع نسبة حموضة الدم ، تكون الجلطات الدموية ، وتورم أنسجة المخ نتيجة الوذمة الدماغية ، والدخول في غيبوبة ، وغيرهم من الاضطرابات الأخرى الخطيرة التي قد تؤدي إلى وفاة المريض ما لم يتم إسعافه بالطريقة العلاجية المناسبة في الوقت المناسب وبأقصى سرعة ممكنة .