متلازمة ليش نيهان

هو اضطراب يتصف بشذوذات عصبية وسلوكية وزيادة إنتاج حمض البول في الجسم. تحدث تقريبا عند الذكور فقط. الأعراض والعلامات يمكن أن تترافق مع التهاب المفاصل (النقرس)، حصوات الكلى، حصوات المرارة. يمكن أن تحدث أيضا الاضطرابات العصبية والسلوكية، مثل الحركات اللإرادية للعضلات والأذى الجسدي، ويتطلب الشخص المريض مساعدة في الجلوس، وعادة ما يستعمل كرسي متحرك. متلازمة ليش نيهان تحدث بسبب طفرة في جين HPRT1 وهي اضطراب وراثي مقهور مرتبط بالصبغي X. العلاج يكون للأعراض ويكون داعم، وغالبا لا ينجو المرضى ويدوي بهم المرض على الوفاة بسبب الفشل الكلوي. [1]

علامات متلازمة ليش نيهان

اعراض متلازمة ليش نيهان تصبح واضحة عند بلوغ الشخص ستة شهور من العمر، يؤدي تكوين بلورات اليورات، الناتجة عن زيادة غير طبيعية في حمض اليوريك في البول، إلى وجود رواسب برتقالية اللون (لون الرمل البرتقال) في حفاضات الطفل المصاب بهذه المتلازمة. هذه الأعراض يمكن أن تكون الأعراض الابتدائية لمتلازمة ليش نيهان التي تلاحظ في مرحلة الطفولة الباكرة.

الحصيات اليورات في الكلية قد تتطور لدى الأطفال المصابين بمتلازمة ليش نيهان كنتيجة للكميات الكبيرة من حمض البول الذي يفرز على أنه بلورات الصوديوم. هذه الحصيات تؤدي لظهور البول في الدم (البيلة الدموية) وتزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولي.

بلورات اليورات يمكن أن توجد أيضا في المفاصل، لكن بشكل عام، لا يبدأ ظهورها حتى فترة المراهقة أو البلوغ. المرضى غير المعالجين من متلازمة ليش نيهان يعانون من نوبات متكررة من ألم وتورم المفاصل، تماما مثل الكبار المصابين بداء النقرس. هذه النوبات يمكن ان تصبح أكثر تكرارا بشكل تدريجي منذ وقت بدايتها

في الأطفال الأكبر سنا المصابين بهذا الاضطراب، قد تتجمع رواسب الصوديوم في النسيج الغضروفي في المفاصل والأذنين، في الاذنين، يشكلوا انتفاخات ظاهرة تسمى التوفة. وهذه الاعراض تكون موجودة في مرض النقرس

الأعراض العصبية

  • الأعراض العصبية المترافقة مع متلازمة ليش نيهان تبدأ عادة قبل سن 12 شهرا.
  • هذه الأعراض يمكن أن تتضمن حركات التلويح اللاإرادي للذراعين والساقين (خلل التوتر العضلي) وحركات متكررة غير مقصودة، مثل ثني الأصابع، ورفع وخفض الأكتاف، وتجعد الوجه.
  • الأطفال الذين كان لديهم القدرة على الجلوس بشكل مستقيم يفقدون هذه القدرة مع الإصابة بالمتلازمة. في البداية، تكون العضلات ناعمة (نقص التوتر) وتؤدي إلى صعوبة في رفع الرأس بشكل مستقيم.
  • الأطفال المصابين يعجزون عن القيام بحركات النمو مثل الزحف او الجلوس أو المشي أي يحدث تأخير في النمو.
  • في النهاية، معظم الأطفال المصابين بمتلازمة ليش نيهان يكون لديهم زيادة شاذة في كتلة العضلات (فرط التوتر)، وصلابة العضلات (التشنج) وفرط المنعكسات.
  • يمكن ان تحدث الإعاقة الذهنية ولكن بشكل طفيف، مع ذلك يكون تقييم الوضع العقلي صعب بسبب وجود عسرة في الكلام ، وبعض المرضى يكون لديهم معدل ذكاء طبيعي
  • الميزة الأكثر انتشارا في متلازمة ليش نيهان والتي تمت ملاحظتها عند 85% من المرضى هي الجدع للذات أي التشويه الذاتي.
  • تبدا الأعراض في عمر الثانية والثلاث سنوات. الأذى الذاتي يتضمن العض المتكرر للشفة، الأصابع أو اليدين، أو يقوم بعض الأطفال بخدش وجوههم بشكل مستمر.
  • لكن هذا لا يعني ان الأشخاص المصابين بمتلازمة ليش نيهان غير حساسين للألم.
  • الشذوذات السلوكية الأخرى تتضمن العدوانية، القيء والبصق، تؤدي سلوكيات التشويه الذاتي المتكررة إلى فقدان النسج

اسباب متلازمة ليش نيهان

الجين الوحيد المرتبط بمتلازمة ليش نيهان يتوضع على الصبغي X ويسمى HPRT1. الشذوذات في هذا الجين تؤدي إلى غياب أنزيم الهيبوكسانتين- غوانين- فوسفوريبوزيل ترانسفيراز (HPRT) ويؤدي إلى تراكم غير طبيعي لحمض البول في الدم.

إن متلازمة ليش نيهان هي متلازمة مرتبطة بالصبغي X، وعادة هذه الاضطرابات التي يسببها جين غير طبيعي على الصبغي X تظهر فقط عند الذكور، لإن الإناث الذين لديهم جين غير طبيعي على الصبغي X هم حاملات فقط لهذا الاضطراب ولا تظهر عليهم اية أعراض.

لدى الذكور صبغي X واحد موروث من أمهاتهم وإذا ورث ذكر صبغي X يحتوي على جين غير طبيعي فإنه سيطور المرض وتظهر عليه اعراضه

لدى الإناث اللواتي يعانين من اضطراب مرتبط بـ X فرصة بنسبة 25٪ مع كل حمل للحصول على ابنة حامل مثلهن، وفرصة بنسبة 25٪ للحصول على ابنة غير حامل، و 25٪ فرصة لإصابة ابن مصاب بالمرض و 25٪ فرصة أن يكون له ابن غير متأثر.

إذا كان الذكر المصاب باضطراب مرتبط بـ X قادرًا على التكاثر، فسوف يورث الجين غير الطبيعي إلى جميع بناته الذين سيصبحون حاملين للاضطراب دون أن يظهر عليهم المرض. لا يمكن للذكر تمرير جين مرتبط بـ X إلى أبنائه لأن الذكور دائمًا ما يمررون صبغيY بدلاً من صبغي X الخاص بهم إلى ذرية ذكور.

اضطرابات ذات صلة

أعراض الاضطرابات التالية يمكن ان تكون موجودة أيضا في متلازمة ليش نيهان المضمنة الاذية أو التشويه الذاتي، لذلك فإن التشخيص التفريقي يكون ضروريا في التشخيص


  • خلل التوتر العضلي

    هو مرض نادر وراثي في الجهاز العصبي الذاتي، ويتميز بحساسية منخفضة للألم، ونقص في حليمات اللسان، وتغيرات غير طبيعية في درجة حرارة الجسم، وضغط دموي غير مستقر وتظهر الاعراض عند الولادة

  • متلازمة كورنيليا

    دي لانج هو اضطراب وراثي نادر يظهر عند الولادة، الأعراض تتضمن تأخر في التطور الجسدي قبل وبعد الولادة، شذوذات قحفية وجهية، تشوهات في اليدين والذراعين، وإعاقة ذهنية طفيفة أو شديدة. الأطفال المصابين بهذه المتلازمة لديهم صعوبة في التنفس والتغذية ولديهم زيادة القدرة على الإصابة بالالتهابات التنفسية، وشذوذات في القلب، ونقص السمع، وشذوذات جسدية أخرى

تشخيص متلازمة ليش نيهان

التشخيص لمتلازمة ليش نيهان يمكن ان يتم تأكيده من خلال التقييم السريري، هذا يتضمن التاريخ العائلي للمريض وفحوص الدم المتخصصة. الأطفال المصابين بهذا المرض لديهم ارتفاع في تراكيز حمض البول في الدم. غياب أنزيم HPRT في الخلايا يؤكد هذا التشخيص. الفحوص الجينية الجزئية لإنزيم HPRT تكون جيدة لمعرفة الطفرة المسببة للمرض. التشخيص قبل الولادة وأثناء الانغراس يمكن أن يكون مفيدا لاكتشاف المرض إذا كان أحد ابوي الطفل حامل للطفرة

علاج متلازمة ليش نيهان

العلاج لمتلازمة ليش نيهان يكون موجها تجاه الاعراض المترافقة مع المتلازمة. العلاج يتضمن فريق من الخبراء والمتخصصين، أطباء الأطفال وأطباء العظام والمعالجين الفيزيائيين وغيرهم من الأطباء المتخصصين في الرعاية الصحية من اجل التخطيط المنهجي والشامل لعلاج الطفل المصاب

يستخدم عقار الألوبيرونول من أجل التحكم بالكميات الكبيرة من حمض البول المترافق مع متلازمة ليش نيهان والتحكم بالأعراض المترافقة مع زيادة حمض البول في الدم. لكن هذا العقار ليس لديه أي تأثير على الأعراض العصبية والسلوكية المترافقة مع هذا الاضطراب

عند وجود حصوات الكلى، يمكن معالجتها بموجات تفتيت الحصوات بموجات الصدمة (ESWL). خلال هذا الإجراء، ينغمس المريض في الماء ويتم توجيه موجات الصدمة عالية الطاقة إلى الجسم في منطقة حصى الكلى. تذوب الحصيات إلى قطع صغيرة، ويتم التخلص من هذه القطع مع البول.

لا يوجد علاج أو عقار أثبت فعالية في علاج الاضطرابات العصبية المترافقة مع متلازمة ليش نيهان، تم استخدام الباكلوفين أو البنزوديازيبينات لعلاج التشنج. قد يكون الديازيبام مفيدًا.[2]