تعريف المجتمع لغة واصطلاحا
يعرف المجتمع في اللغة بأنه المصلح الذي تم اشتقاقه في الفعل جمع وهي مقابلة لكلمة فرق وهي توزن لغويا من مفتعل ، وهي تأتي في معناها إلى حب الإجتماع ونبذ التفرقة ، وهي تطلق على جماعة الناس وأن كان البعض يرى في تلك الكلمة بأنها خاطئة فيجب إطلاق لفظ جماعة بدلا من المجتمع والعلم الذي يتناول المجتمع بجميع ما يحتويه يعرف بعلم الإجتماع [1] .
تعريف المجتمع في المعجم اللغوي
حيث جاء في معظم المعاني بأن المجتمع هو عبارة عن جمع من الناس يعتمد بعضها على بعض ، كما أنهم يوجد مجموعة من المصالح والروابط المشتركة بينهم ، كما لهم مجموعة من القوانين والعادات التي تحكمهم وتنظيمهم ، ويعتمدون فيما بينهم على بعضهم البعض .
كما يوجد هناك عدد كبير من التعريفات الخاصة بالمجتمع من وجهة النظر السياسية والنظرة الأخرى الاجتماعية كما يوجد نظرة أخرى نفسية له ، أما عن التعريف الاصطلاحي للمجتمع فهو مجموعة من الناس يوجد بينهم عدد من المصالح المشتركة وروابط اجتماعية وهناك عدد من الأنظمة التي تحكمهم وتقوم بضبط سلوكهم ، كما أنهم يكونون مستقرون في مكان معين.
ويعتبر المجتمع مجموعة من الأفراد الأحياء ولا يطلق على مجموعة الأفكار فقط ويكون الأفراد فيه عندهم إكتفاء ذاتي ببعضهم ، كما أنهم تدور عليهم الدورة الحياتية ويكونون مسترون فيها ، كما أنهم يتشكلون من الذكور والإناث ، كما هو عبارة عن عدد كبير من الجماعة وفق ما جاء في وصف علماء الإجتماع ، كما أنهم لديهم القدرة على
الإندماج
فيما بينهم ويستمر المجتمع لمرحلة اللانهائية له .
كما من الجدير بالقول فليس من السهل رسم مجموعة من الحدود الثابتة والمعينة لمجتمع معين ، والذي أدى لذلك فالحدود قد تختلف بتغير الأحوال ، وقد يكون هناك غرض من هذا التحديد فمن الدقيق إلا يتم رسم الحدود للمجتمع لعدد من الفترات الزمنية الطويلة .
استخدام كلمة مجتمع
مع تطور الحياة ومرور الزمن وظهور عدد من الوسائل الحديثة للاتصال أصبح من السهولة التعرف على جميع المجتمعات ، ومعرفة جميع عاداته والمجتمع يكون ليس بمقدار العدد الذي يتواجد فيه فهناك عدد من المجتمعات الصغيرة ولكنها له إرادة قائمة له وسلطة وشخصية مستقلة ، ويستمر في الحياة ويأتي فيه جيل من بعد جيل
والمعنى الذي تم إطلاقه على المجتمع هو معروف ومتداول لجميع الكتب السوسيولوجية الحديثة ولا يمنع استخدام كلمة المجتمع في اللغات الأجنبية الإنجليزية مثلا فهي تطلق على الطبقات ذات المستويات الاجتماعية المرتفعة ، وتشير أيضا إلى مجموعة للعلاقات الاجتماعية فيه ، ويمكن أن تطلق على مجموعة من العادات التي تكون مرفوضة اجتماعيا مثل شرب المخدرات للشباب .
ويمكن أن يطلق لفظ المجتمع إلى مجموعة الأفراد الذين ينتمون لدين معين أو دولة ما مثل أنجلترا مثلا وغيرها من الدول وهكذا ، أو لإشتراكهم في ثقافات معينة مثل المجتمع الغربي والعربي ، ويطلق على جميع الأفراد الذين تجمعهم عدد من الأهداف الدينية والثقافية والسياسية أو العمل الخيري .
والمجتمعات عادة ما تسعى في جميع أوقاتها للحفاظ على جميع الاعضاء الموجودين فيها ، من خلال تحقيق عدد من الوسائل التي تدعم عوامل السلام والاستقرار والبعد عن الاختلاف و
الفوضى
فيما بينهم ، مما يترتب عن ذلك مجتمع راقي ومتقدم.
الصفات الاجتماعية
هناك عدد كبير من المجتمعات التي تكون متنوعة ومختلفة عن بعضها إلا أن لابد من وجود عدد من التشابه في الصفات يشتركون فيما بينهم فيها مهما اختلفوا :
صفة الترابط
فلا يستطيع المجتمع مهما كان مستقلا عن غيره أن يعيش في عزلة واكتفاء ذاتي وأن يستغني عن المجتمعات الأخرى الموجودة على قيد الحياة ، فلابد من تعاون في مجالات الأمن وكذلك التبادل التجاري للمواد الغذائية وما يكون منها من معونات مجانية ووسائل الإيواء والإسعافات الصحية .
صفة التعاون أثناء الشدائد
فالكثير من المجتمعات قد تتعرض لعدد من
الكوارث الطبيعية
مثل البراكين والزلازل والفيضانات ، مما يجعل منها في احتياج لغيرها من المجتمعات الأخرى في تقديم سبل الدعم والمساعدة والأخذ بأيديهم.
صفة الشبه فيما بينهم
أفراد جميع المجتمعات مهما كان المكان الذين يحيون فيه بعيدا عن بعضهم إلا أن السمات الجسدية والأخلاقية غالبا ما تكون واحدة ولا تختلف باختلاف الزمان والمكان ، مما يساعد على الود بينهم وأن تسود روح التعاون والحب لبعضهم .
صفة بعض الاختلافات البيولوجية
فقد يكون هناك عدم تشابه بين مجتمع وآخر في بعض الصفات مثل الميول والاهتمامات الشخصية والآراء ولكن عندما يعتمدون على هذا فيكون بالقدر ذاته في الإعتماد على التشابه ، مما يساعد على توزيع الأدوار بين الأشخاص، ويجعل من جميع العلاقات الاجتماعية مترابطة .
صفة شعور الفرد بالانتماء
فيوجد في داخل كل فرد عاطفة تجعل منه يعشق المجتمع الذي يعيش فيه ويدافع عنه في وقت المحن والشدائد ولكن هذا الانتماء يكون للوطن ، فهناك انتماء من نوع آخر مثل انتمائك لعائلتك ومكان العمل مما يوفر الاستقرار والأمن بين جميع الأفراد، ويساعد الإنتماء لبقاء المجتمع لفترات قادمة .
صفة متعلقة بالعلاقات الاجتماعية
فهناك اختلاف في الفكر بين أفراد المجتمع ، ولكن تبادل وجهات النظر بين الأفراد يساعد في زيادة الوعي بينهم ، وأن يعترف كل منهم بالآخر وأن يعمل على احترامه وأن يقوم بالحفاظ عليه ومنع أي ضرر قد يقع عليه باعتباره جزء من المجتمع الذي يعيش فيه .
صفة الثقافات الخاصة
فلكل مجتمع عدد من الثقافات التي تميزه عن غيره وتعبر عن أسلوب الحياة بين جميع أفراده وتساعد في تشكيل الأخلاق السائدة فيه مجموعة المعتقدات ، وهي التي يعملون على انتقالها من جيل لآخر .
العناصر التي تشكل المجتمع
فهناك مجموعة من العناصر التي يقوم عليها المجتمع هي.
- الأفراد الذين يعيشون في المجتمع يدركون بأن عليهم العيش كوحدة واحدة يكمل بعضهم الآخر .
- وجود المكان الجغرافي الصالح للعيش فيه ويوجد به مقومات الحياة من المأكل والمشرب من المياه الصالحة لذلك .
- كل مجتمع يحتاج لسلطة منظمة له تساعد على تحقيق أهدافه الواسعة ، له ونبذ أي خلاف بين جميع أفراده واثابة الصالح منهم وعقاب المذنب فيهم.
- لابد أن يمتلك أفراد المجتمع ، مجموعة من السلوكيات الاجتماعية التي تساهم في العيش بينهم ودعم روح المؤاخاة والتعاون ونبذ الفرقة .
- وفوق كل ذلك فالمجتمع يجب أن تتوفر فيه جميع المقومات الأساسية ، التي يحتاج إليها الفرد بصفة دائمة ولا يمكنه الاستغناء عنها.
أنواع المجتمعات
مجتمع قبل المرحلة الصناعية
وهي التي كانت تعتمد على الأرض ونواحي الحياة الطبيعية فيه بعيدا عن الآلات والميكنة الصناعية ولكن المجتمعات هذه اعتمدت على أفراد معينين ومهن محدودة فيه ، ومن هنا جاءت الحاجة للحداثة والتقدم الصناعي حتى تستمر الحياة وتتقدم. [2]
المجتمعات الصناعية
وهي التي ظهرت مع القرن الثامن عشر وظهور
الثورة الصناعية
والاعتماد على الآلة لإنجاز العمل بدلا من الإنسان وتوفير الوقت والجهد،وقد أدى ذلك لتطور الصحة والتعليم وظهرت الأضواء الكهربائية التي تنير الحياة ليلا .
المجتمعات الرقمية
وهي دخول المجتمع في مرحلة أخرى أكثر تقدما وهي تعتمد على وسائل الاتصال الحديث ونقل المعلومات في لحظة واحدة مما أكد على أهمية المعرفة والتعليم للفرد.