داء الحُمامى المهاجرة

تتصف الحمامى المهاجرة المزمنة بكونها عبارة عن طفح جلدي دائري الشكل، والذي يظهر غالباً في المراحل المبكرة من تطور الإصابة بداء لايم. سيظهر هذا الطفح الجلدي على ما يقارب 70 إلى 80 بالمئة من الأشخاص المصابين ب


داء لايم


. من المتعارف عليه أن هذا الطفح يأخذ شكلاً شبيهاً بعين الثور، ولكن يمكن أيضاً أن يظهر على شكل دائرة مصمتة. يمكن وضع تشخيص الإصابة بداء لايم بناء على وجود طفح الحمامى المهاجرة المترافق مع التعرض الحديث للدغة من حشرة القرّاد، أو في حال كان الشخص في منطقة تزداد فيها فرص التعرض للدغة القراد، كالغابات على سبيل المثال.

علامات الحمامى المهاجرة

الطفح الخاص بالحمامى المهاجرة كبير الحجم، إذ يقيس عادة حوالي 2 إلى 2.5 إنش ويتوسع تدريجياً. ومن الممكن أن تصل أبعاده إلى ما يقارب أو يزيد عن 12 إنش. يظهر الطفح في النقطة التي تعرض فيها الشخص للدغة الحشرة المسببة بعد 3 إلى 30 يوماً. وفي معظم الحالات، تكون المدة بين التعرض للّدغة وظهور الطفح من 7 إلى 10 أيام.

قد يلاحظ بعض الأشخاص ظهور نتوء أو احمرار مباشرة بعد التعرض للّدغة، لكن تلك العلامات تتلاشى خلال أيام قليلة وليس لها دلالة على الإصابة بداء لايم.

قد تشعر بالدفء عند لمس المنطقة من الجلد التي يظهر عليها طفح الحمامى المهاجرة، ولكن نادراّ ما يكون الطفح مؤلماً أو مسبباً للحكّة. ولأن الطفح يعتبر علامة مبكرة للإصابة بداء لايم، قد يترافق مع الأعراض التالية:

  • الحمّى
  • الصداع
  • القشعريرة
  • آلام المفاصل
  • تضخم العقد اللمفية

متى تحتاج لاستشارة الطبيب

الحمامى المهاجرة هي السمة المميزة للإصابة بداء لايم. إذا كنت تعتقد أنك ربما قد تعرضت للدغة القراد وتطوّر لديك بالفعل الطفح الدائري، هنا تصبح استشارة الطبيب ضرورية وبأسرع وقت ممكن. للعناية الطبية دور مهم وخصوصاً في حال ظهور أعراض أخرى للمرحلة المبكرة لداء لايم، والتي تشبه عادة أعراض الإنفلونزا.

في حال إهمال الأعراض وعدم تلقّي العلاج اللازم، قد يتطور داء لايم ليسبّب:

  • التهاب المفاصل والآلام المرافقة له.
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • صعوبة في التنفس
  • خدر في اليد والقدم
  • شلل في الوجه (أو التدلّي نتيجة خسارة قدرة العضلات على التقلص في أحد طرفي الوجه أو كليهما).
  • الدوخة أو الدوار
  • فقدان ذاكرة قصير الأمد

إذا تمّت معالجة الحالة مبكراً بإشراف طبي، فيمكن القول أنّ نسبة الشفاء قد تصل لما يقارب %100. لذا علينا زيارة الطبيب بعد مشاهدتنا للحمامى المهاجرة بأسرع وقت ممكن.

أسباب ظهور طفح الحمامى المهاجرة

لا يعتبر الطفح الجلدي بمثابة استجابة تحسسية للدغة حشرة القراد، بل يمكن اعتباره علامة خارجية للإصابة الفعلية بداء لايم الذي يصنف كمرض إنتاني في الجلد. عندما يبدأ الطفح بالظهور، يكون داء لايم في بداية مرحلة الانتشار ضمن الجسم، ولكنه لا يزال موضّعاً بعض الشيء.

السبب الوحيد لظهور الحمامى المهاجرة هو الإصابة بداء لايم. قد يظهر طفح جلدي دائري الشكل ذو مظهر مشابه للطفح الدائري الخاص بداء لايم نتيجة التعرض للدغة من حشرة تدعى قراد لون ستار، وهي تمثل فصيلة مختلفة تماماً عن القراد المسبب لداء لايم. ولكن من المستحيل أن يظهر هذا الطفح بشكل يشبه عين الثور كما هو الحال في داء لايم.

تشخيص الحمامى المهاجرة

يمكن أن يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بداء لايم بناء على وجود الحمامى المهاجرة واعتقاد المريض بأنه ربما قد تعرض مؤخراً للدغة من حشرة القراد أو أنه كان في زيارة لمنطقة تزداد فيها احتمالية التعرض للدغة من هذا النوع من الحشرات. لا يملك الأطباء سوى هذا العرض الوحيد ليتمكنوا من تشخيص داء لايم دون اللجوء للفحوصات الدموية.

على الرغم من وجود أنواع أخرى من الطفح الجلدي ذات المظهر المشابه للحمامى المهاجرة، هذا الطفح هو الوحيد الذي يملك القدرة على التوسع والانتشار بسرعة وخلال أيام قليلة فقط من لحظة ظهوره. وهو أيضاً الوحيد الذي يمكن أن يظهر بشكل يشبه عين الثور.

حتى لو أقدم الطبيب على تشخيص إصابة المريض بداء لايم استناداً إلى رؤيته للحمامى المهاجرة، فإنه سيحتاج لإجراء الفحص الدموي النوعي لتأكيد تشخيصه. مقايسة المُمتز المناعي المرتبط بالإنزيم ELISA)) هي الطريقة المخبرية التي يمكن من خلالها كشف وجود الأجسام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي لمحاربة البكتيريا التي تسبب الإصابة بداء لايم. وهذا الفحص المخبري هو الأكثر شيوعاً واستخداماً لمثل تلك الحالات. [1]

معالجة الحمامى المهاجرة

تستخدم الصادات الحيوية الفموية مثل الأموكسيسللين أو الدوكسيسيكلين لعلاج داء لايم. تناول تلك الأدوية لمدة تتراوح بين 14 – 21 يوماً يؤدي إلى تحقيق الشفاء بشكل فعال في معظم الحالات. إذا كان المريض في مرحلة متقدمة من الإصابة المترافقة مع ظهور الأعراض العصبية، فإنه سيحتاج لتسريب الصادات الحيوية داخل الوريد.

وباعتبار طفح الحمامى المهاجرة إنتاناً جلدياً مرتبطاً بداء لايم، فإن أي معالجة لداء لايم ستؤدي بالضرورة لمعالجة وزوال هذا الطفح الجلدي. في حال كان الطفح من النوع المسبب للحكّة والإزعاج للمريض، يمكن استعمال مضاد الهيستامين لإراحة المريض من هذا التأثير المزعج أو عن طريق وضع كمادات المياه الباردة فوق منطقة الطفح. بكل الأحوال، لا يجوز استعمال أي دواء لمعالجة الطفح قبل استشارة الطبيب المختص.

الوقاية من داء لايم

إذا كنت تقيم في منطقة ذات أشجار كثيفة أو عشب مرتفع خلا موسم القراد (من شهر أيار إلى منتصف تموز)، فإنه من المهم أخذ تدابير الحيطة والحذر بعين الاعتبار لتجنب التعرض للدغة القراد. تلك هي الوسيلة الأفضل لتجنب الإصابة بداء لايم. لتقليل خطر التعرض للّدغات، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

  • ارتداء البنطلونات الطويلة مع القمصان ذات الأكمام الطويلة عند الخروج للهواء الطلق. قد يكون الطقس حارّاً، لكن الملابس الطويلة ستقلل من مساحة سطح الجلد المكشوفة والمتاحة للقراد. مع العناية والمراقبة للحالة العامة للجسم لكي لا يصل الشخص لحالة من الترفّع الحروري أو التجفاف.
  • استخدام منتج


    طارد للحشرات


    يحوي مادة DEET. في حال كان تركيز المادة DEET عشرة بالمئة في المنتج طارد الحشرات فهذا المقدار يكفي لحمايتك لمدة ساعتين. لا يُنصح باستخدام تركيز مرتفع من المادة في حال الخروج لفترة قصيرة، كذلك يُمنع وضع المنتج على أيدي وأوجه الأطفال بأعمار لا تتجاوز بضعة أشهر. ويمكن أيضاً رشّ الرذاذ الطارد للحشرات الذي يحوي مادة ال permethrin على الملابس.
  • التأكد من عدم التقاط الحشرة من قبلك، أو من قبل أطفالك، أو حتى حيوانك الأليف فور دخولك للمنزل. إذا وجدت حشرة القراد، عليك استخدام الملقط لإزالتها عبر سحبها بلطف من رأسها أو فمها. ومن ثمّ التأكد من زوال جميع أجزاء الحشرة وعدم بقاء أي جزء منها قبل تعقيم تلك المنطقة بعناية.
  • وضع الملابس فور نزعها في جهاز التجفيف لمدة عشر دقائق وتعريضها لمستويات عالية من درجات الحرارة لقتل أي حشرة عالقة بتلك الملابس. [2]

لذا من الضروري دائماً البحث والتحرّي عن خصائص المنطقة الجغرافية التي نودّ زيارتها من حيث انتشار أنواع خاصة من الأمراض الإنتانية فيها، لنكون على درجة كافية من الوعي والاستعداد بشكل جيد لضمان سلامتنا وسلامة أفراد أسرتنا.