استراتيجية لين لتأسيس المشروعات


عالم تأسيس وإدارة المشروعات هو عالم مليء بعدد هائل من الأفكار والاراء والنظريات التي قد يُساعد تطبيقها على المُضي قُدمًا بمؤسسة العمل إلى النجاح والتميز ؛ في حين أن عدم الحرص على تطبيق كل بنود الاستراتيجية قد يؤدي إلى الإخفاق المبكر ، ولذلك ؛ فقد ظهر عدد كبير من النظريات والاستراتيجيات التي تعتبر بمثابة دليل للنجاح لأصحاب المشاريع ومنها استراتيجية لين .


كتاب استراتيجية لين لتأسيس المشروعات


تم تأليف هذا الكتاب بواسطة خبير إدارة الأعمال (إيريك ريس) وقد تم نشره للمرة الأولى في عام 2015م وهو يضم حوالي 350 صفحة تقريبًا ، ويتناول هذا الكتاب شرح بعض المناهج الهامة التي من شأنها أن تُساعد في الحفاظ على الوقت الضائع في إنشاء خطط عمل جديدة ناجحة ؛ حيث أنه يُقدم لكل رجل أعمال الطرق التي يتبعها

رواد الأعمال

في إدارة مشاريعهم الخاصة من مختلف الأحجام .


وبالتالي ؛ يكون كل صاحب مشروع قادرًا على اختبار أسلوب إدارة الشركة والرؤى الخاصة به بشكل مستمر ، وهذا بالطبع يُساعد على تجنب أي مشكلات قد تحدث مستقبلًا وتؤثر كليًا على الشركة ، وهذا هو المبدأ الذي قد بُني عليه كتاب تأسيس المشروعات عبر استراتيجية لين [1] .


استراتيجية لين للتأسيس المرن


يرى ايريك راس في هذا الكتاب الشهير أن الشركات الناشئة لا بُد أن تتحلى بالمرونة في التأسيس قدر الإمكان ؛ حتى يتمكن صاحب المشروع من الوصول إلى أفضل صورة للمنتج المطلوب وتوصيله إلى المستهلكين والعملاء أيضًا بشكل أسرع ، مما يُعني أن اتباع هذه الاستراتيجية سوف يُساعد على قيادة أي مشروع ناشئ بنجاح وتحديد


الوقت


المناسب للتغيير أو المتابعة ؛ وهذا من شأنه أن يضمن نموًا أسرع وأنجح للمشروع .


أسس ومبادئ استراتيجية لين


هناك مجموعة من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها استراتيجية لين للشركات الناشئة بشكل رئيسي ، وهي تشمل ما يلي :


مضاعفة الذكاء أكثر من المجهود


لا شك أن إعمال العقل والتفكير بذكاء من شأنه أن يُساعد على التقدم والازدهار ؛ وفي هذا الصدد ؛ فإ، استراتيجية لين ترى أن كل شركة جديدة وناشئة لا بُد أن تطرح بعض الأسئلة أولًا وفي حالة التمكن من الإجابة عليها ؛ فهذا يُشير بشكل قاطع إلى قدرتها على الثبات والاستمرار والنجاح .


ولا ينبغي هنا أن يوجه صاحب المشروع لنفسه سؤال : هل يُمكن إنتاج هذه السلعة ؟ ، ولكن بدلُا من ذلك عليه أن يسأل : هل تلك السلع يُمكمن من خلالها الحصول على أعمال دائمة ؟


وبالتالي ؛ إذا كانت الإجابة على السؤال الثاني نعم ؛ فإن هذا يُشير إلى قدرتها على أن تُطور من نفسها وأن تنتقل من حيز المشروع الصغير إلى المشروع الكبير وأن يكون لها تواجد فعلي وحقيقي في الأسواق ، وهكذا .


عدم الاعتماد بالكامل على الإدارة


الكثير من الشركات الناشئة قد تتخلى تمامًا عن المشروع بأكمله إذا لم تجد التوجيه المناسب من إدارة العمل ، وترى استراتيجية لين أن هذا الإجراء خاطئ تمامَا ، لأن الاعتماد على الاختبارات التي يُمكن من خلالها التأكد من فاعلية المنتج ؛ سوف تُساعد طوال الوقت على توفير المنتج المطلوب بشكل صحيح وليس توجيهات الإدارة فقط .


ويُذكر أن لين لا تعني الحصول توفير المال أو اختصار الجهد ، ولكنها فقط بمثابة الية وطريقة يُمكن من خلالها وضع خطط تطوير المنتجات .


تقديم منتج أولي قابل للتطوير


عند الرغبة في تقديم منتج ناجح ؛ فيجب دراسة المشكلة التي سوف يحلها هذا المنتج لدى المستهلكين أولًا والتركيز على توفير حل لها عبر هذا المنتج ؛ كما يجب أن يكون هذا المنتج قابل للتطوير ، بمعنى أنه يتم جمع اراء المستهلكين عند طرح المنتج الأولي في الأسواق ، ومن خلال تلك الاراء يتم تطوير وتحسين المنتج ؛ حتى يُلاقي رغباتهم طوال الوقت .


استخدام أداة التعلم التصحيحي


تُعتبر أداة التعلم التصحيحي واحدة من أهم الأدوات التي تُقدمها استراتيجية لين والتي قد تبناها عدد هائل من رواد الأعمال فور ظهورها ، غير أنها تُعرف باسم أداة التقدم وفق منهجية لين ، وهي عبارة عن أداة يُمكن من خلالها التنبؤ بأهم جوانب ومواصفات المنتج التي يحتاج إليها المستخدم ، ومن ثَم اختصار الوقت الطويل الذي يتم إهداره في انتظار تقديم منتج تجريبي يتم من خلالها تغيير اتجاه الشركة فيما يخص إصدار وإنتاج هذا المنتج .


وتُعتبر أداة التعم التصحيحي أداة دقيقة وإيجابية جدًا يُمكن من خلالها استشفاف عوامل تقدم المنتج ؛ حيث أنها تختصر وقت تبديل خطط العمل وتُساعد على الوصول إلى أفضل خطة بشكل تدريجي سليم .


ويُذكر أن العديد من الشركات الجديدة تقع في خطأ كبير وهو العمل على تطوير المنتج خاصتهم دون جمع الاراء في صورة منتجات تجريبية ودون استخدام أداة التعلم التصحيحي الخاصة باستراتيجية لين أيضًا ؛ ظنًا منهم أن المنتج النهائي سوف يُلاقي رواجًا وإقبالًا في الأسواق وبين فئة المستهلكين المستهدفة ؛ ثم يجدون الواقع مختلف تمامًا عما يظنون ، وهذا هو أحد أهم أسباب فشل وتراجع

الشركات الناشئة

.


فوائد تطبيق استراتيجية لين


هناك عدد كبير للغاية من فوائد تطبيق استراتيجية لين ، مثل :


-تُساعد على حماية رأس مال الشركة من الإهدار ، ولا سيما أن عدم المتابعة الجيدة وتحري الأوقات المناسبة لتغيير المنتج أو استغراق وقت طويل في إصدار منتجات تجريبية ؛ قد يؤثر سلبيًا على رأس مال الشركة .


-تعمل استراتيجية لين على التخلي عن الكل التقليدي في إدارة الشركات الجديدة وُتعطي انطباًا مختلفًا أيضًا عن الطريقة التي يجب اتباعها من أجل تطوير المنتجات ، ومن ثم تحقيق أقصى استفادة وأفضل عائد مادي وانتشار بالأسواق وكسب ثقة العملاء ، ولا سيما إذا قامت الشركة بتقديم منتج أولى قابل للتعديل ، وقامت بالفعل بتحسين المنتج وفق اراء ورغبات العملاء .


-وتُساعد كذلك على اختصار الخطة الزمنية طويلة الأمد ؛ حيث أنه على سبيل المثال ؛ إذا قامت شركة بوضع خطة خمسية من أجل تحسين المنتج وتقديم أفضل أداء لها ؛ فإن استراتيجية لين قد تُساعد على اختصار تلك المدة إلى عامين فقط أو ثلاثة أعوام على الأكثر ، وهذا بالطبع يصب بشكل إيجابي للغاية في صالح الشركة ومعدل نموها وانتشارها في السوق .


ويُذكر أن استراتيجية لين لإدارة المشاريع الناشئة من جميع الأحجام وخصوصًا المشاريع الإنتاجية ؛ على الرغم أنها تبدو استراتيجية بسيطة في ظاهرها إلّا أنها تتطلب قدر كبير من الخبرة و


الذكاء


من صاحب المشروع وفريق العمل وقد تتطلب أيضًا الاستعانة بخبراء في هذا المجال من ريادة الأعمال ؛  من أجل الوصول بالشركة إلى أفضل وضع في النجاح ومعدل الإنتاجية والحفاظ على استدامة وجود الشركة في الأسواق أيضًا ، بل إنها تسعى إلى الوصول إلى مكانة كبيرة في الأسواق بين جميع الشركات المناسبة في وقت أقل كثيرًا من الموقع .