ما هو تحليل الدم الثلاثي Triple test
في الكثير من الأوقات يحتاج المرضى إلى إجراء بعض الاختبارات الطبية من أجل تحديد الحالة المرضية خاصتهم عند ظهور بعض الأعراض المرضية عليهم ، ولكن هناك حالات أخرى تتطلب إجراء بعض التحاليل الطبية حتى وإن لم تظهر أعراض عليها الإصابة ؛ من أجل الوقاية والقضاء على المرض من مهده ، ومن أهمها حالات الحمل ؛ ولقد ظهرت العديد من مجموعات الاختبارات الطبية الخاصة بالاطمئنان على سلامة المرأة والجنين أثناء الحمل ومنها تحليل الدم الثلاثي .
تحليل الدم الثلاثي Triple test
يُعتبر تحليل الدم الثلاثي Triple Screen test والذي يحمل أسماء أخرى أيضًا مثل Kettering test أو Bart’s test هو أحد أنواع الاختبارات الطبية التي تتكون بشكل أساسي من ثلاثة اختبارات تتم على دم المرأة أثناء الحمل وتحديدًا بداية من الأسبوع الـ 16 وحتى الأسبوع الـ 20 من الحمل ، ويتم إجراء هذا الاختبار الثلاثي بشكل أساسي من أجل الكشف عن إصابة الجنين بمتلازمة داون Down syndrome أو متلازمة إدوارد والكشف أيضًا عن وجود أي تشوهات أخرى في الجنين مثل تشوهات الجهاز العصبي والغدة الكظرية وغيرهم .
مكونات اختبار الدم الثلاثي
يتكون اختبار الدم الثلاثي للمراة الحامل من ثلاثة اختبارات أساسية ، تشمل ما يلي [1] :
-اختبار الألفا فيتو بروتين Fetoprotein ـ Alpha :
يُعرف اختصارًا بـِ AFP ؛ وهو عبارة عن بروتين سكري يتم تكوينه عند
الجنين أثناء الحمل .
-اختبار هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية :
هو المعروف اختصارًا بـ HCG وهو المشهور أيضًا باسم هرمون الحمل ، وهو هام من أجل مراحل نمو الجنين الأولى ويتم إفرازه من المشيمة .
-اختبار هرمون unconjugated estriol :
الاستريول هو أحد أهم أنواع الاستروجينات في جسم المرأة ويتم إفرازه من الجنين ومن المشيمة ، ويتم الاعتماد عليها في تقدير النمو الصحي للحمل ، ولا سيما أن نقصه يُنذر بوجود قصور لدى الجنين متعلق بالنظام الهرموني الكظري لديه [2] .
أسباب إجراء اختبار الدم الثلاثي للحامل
هناك بعض الأسباب التي تدفع الطبيب المُعالج إلى توجيه المرأة الحامل إلى إجراء اختبار الدم الثلاثي ، مثل :
-
إذا كان الحمل قد حدث بعد أن تخطت المرأة 35 عامًا .
-
إذا كان هناك تاريخ عائلي من انتشار تشوهات الجنين و
المتلازمات الوراثية
.
-
إذا اضطرت الأم إلى استخدام بعض العقاقير العلاجية التي تضر الجنين .
-
إذا كانت الأم مُصابة بمرض السكري ويتم علاجها باستخدام الإنسولين .
-
إذا تعرضت الأم إلى التلوث الدموي أثناء الحمل الناتج عن وصول العدوى الفيروسية أو البكتيرية بالدم .
-
إذا تعرضت الأم إلى قدر عالي من الأشعة الضارة أثناء الحمل سواء بسبب ظروف العمل أو بسبب إجراء أشعات الفحص الطبي .
أهمية اختبار الدم الثلاثي للحامل
يُمكن من خلال إجراء اختبار الدم الثلاثي Triple Screen Test للأم الحامل التنبؤ ببعض الاضطرابات الصحية الهامة لدى الجنين ، مثل :
-الكشف عن وجود تشوه في الجهاز العصبي لدى الطفل ومن أهمها : ( تشقق العمود الفقري ، غياب جزء من الجمجمة ، وغيرهم ) وفي مثل هذه الحالات ؛ سوف تشير نتائج الاختبارات الطبية إلى ارتفاع في قيمة البروتين السكري AFP عن المعدل الطبيعي بالنسبة لعمر الحمل .
-الإصابة بمرض تثلث الصبغي 21 وهو المشهور باسم متلازمة داون أو الإصابة بمرض تثلث الصبغي 18 وهو المعروف أيضًا باسم متلازمة ادوارد Edwards’ syndrome ، وهنا سوف تُشير نتائج اختبار الدم الثلاثي إلى انخفاض نسبة الألفا فيتو بروتين عن المعدل الطبيعي ، وسوف يكون هناك خلل أيضًا في قيمة كل من الاستريول وهرمون الـ HCG .
-إذا كان هناك زيادة مفرطة ومضاعفة في نسبة هرمون الـ HCG ، وزيادة في نسبة أجزاء الاختبار الأخرى أيضًا أكثر من المعدل الطبيعي ؛ فقد يكون ذلك دليل على وجود الحمل بتوأم أو الحمل المتعدد ، وهي حالة شائعة لدى النساء اللاتي يخضعن إلى عمليات الحقن المجهري وأطفال الأنابيب .
-وربما في بعض الأوقات قد يتم الكشف عبر هذا الاختبار عن وجود خطأ في
حاسبة الحمل
، ومن ثم التأكد من وجود بطء أو زيادة في المعدل الطبيعي لنمو الجنين .
شروط إجراء اختبار Triple screen test
فيما يخص شروط إجراء اختبار الدم الثلاثي Triple screen test ؛ فإن أهمها ما يلي :
-يُمكن الحصول على عينة الدم من وريد ذراع الأم في أي وقت على مدار اليوم ، ولكن لا بُد من إرسال العينة إلى المختبر فورًا من أجل البدء في إجراء الاختبار ؛ حيث يتم سحب عينة الدم بواسطة المتخصص بعد تطهير مكان سن الإبرة بمادة الكحول المُطهرة ، ويتم سحب عينة الدم على أنبوبة تحتوي على الجل أو أنبوبة لا تحتوي على أي موانع تجلط .
-لا بُد من وضع عينة الدم مباشرةً أو خلال ساعة واحدة من سحبها من المريض داخل جهاز الطرد المركزي وفصلها في مدة زمنية لا تقل عن 10 – 15 دقيقة ، وعلى سرعة لا تقل عن 3500 لفة / الدقيقة .
-لا يشترط صيام الأم أو الامتناع عن أنواع مُحددة من الأطعمة أو المشروبات أو الأدوية قبل إجراء الاختبار ، ولكن لا بُد من إجراء الاختبار في الفترة التي تتراوح بين الأسبوع 15 إلى 20 من الحمل وحتى يكون الاختبار أكثر دقة ؛ يجب إجراؤه في الفترة ما بين 16 إلى 18 أسبوع من عمر الحمل .
احتياطات إجراء اختبار الدم الثلاثي
-يجب الرجوع إلى الطبيب من أجل متابعة حاسبة الحمل بشكل دقيق ؛ ومن ثَم ؛ إجراء الاختبار في الوقت الصحيح له ، ولا سيما أن نسبة هذه التحاليل تختلف باختلاف عمر الحمل ؛ ولذلك ؛ فإن إجراؤه في وقت خاطئ قد يؤدي إلى الحصول على نتائج خاطئة وغير دقيقة .
-إذا كان هناك خلل في نسبة أي من اختبارات الدم الثلاثة ؛ فهذا لا يُعني بالضرورة وجود تشوه شديد لدى الجنين ؛ ولكن ربما يكون هناك مشكلة صحية بسيطة يُمكن التغلب عليها قبل أن تتفاقم .
-سواء كانت نتائج الاختبارات الثلاثة في المعدل الطبيعي أو كان بها خلل بالزيادة أو النقصان عن المستوى الطبيعي ؛ فلا يجب أن تقوم الأم بتفسير النتيجة من وجهة نظرها ؛ لأن ذلك قد يشوبه العديد من الأخطاء ، ولذلك ؛ لا بُد من الرجوع إلى الطبيب المُتخصص المتابع لحالة الحمل لديها من أجل تفسير نتائج الاختبار بشكل صحيح في ضوء ما يتوفر إليه من معلومات أخرى هامة حول صحة الأم ، وأن يوجهها إلى إجراء مزيد من الاختبارات أو الفحوصات الطبية أيضًا إذا استدعى الأمر ذلك .
-يجب الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم قام الأم بإجراء اختبار الدم الثلاثي من تلقاء نفسها إلا بعد أن يُشير الطبيب إلى ضرورة ذلك ؛ لأن إجراء هذا الاختبار في وقت خاطئ لن يعود بفائدة حقيقية ولن يتمكن مُقدم الرعاية الصحية من تقييم حالة الجنين طالما كان هناك خطأ في موعد إجراء الاختبار .
ويُذكر أنه نظرا إلى انتشار عدد كبير من عوامل البيئة والمواد المسببة للتلوث والإشعاع والأدوية والأطعمة السريعة وغيرهم من مسببات الخلل الجيني والأمراض الأخرى التي تتعرض لها الأم طوال حياتها بوجه عام ؛ تجعل الطبيب يلجأ إلى طلب إجراء تلك الاختبارات لأي امرأة حامل قد تجاوزت الثلاثين أو حتى الحمل في سن دون ذلك ؛ من أجل التأكد من سلامة الجنين بشكل كامل .